باب فضل ارتباط الخيل واجرائها والرمى

8303 - 1 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن غير واحد، عن أبان، عن زرارة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الخيل كانت وحوشا في بلاد العرب فصعد إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام على جبل جياد ثم صاحا ألاهلا ألاهل قال: فما بقي فرس إلا أعطاهما بيده وأمكن من ناصيته(3).

___________________________________
(3) (على جبل جياده) كذا في النسخ وقال المجلسى - رحمه الله -: والمعروف في اللغة الاجياد وقال الجوهرى: الاجياد جبل بمكة سمى بذالك خيل تبع. وقال الفيرزآبادى: هلاوهال: رجزان للخيل أى أقربى. انتهى. وفى المراصد اجياد - بفتح اوله وسكون ثانيه جمع جيد - وهوالعنق -: جبل بمكة وقيل فيه: جياد - بغير الف - وهما اجيادان كبير وصغير وهما محلتان بمكة. (*)

[48]


8304 - 2 - عنه، عن علي بن الحكم، عن عمربن أبان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة.
8305 - 3 - عنه، عن ابن فضال، عن ثعلبة، عن معمر، عن أبي جعفرعليه السلام قال: سمعته يقول: الخيركله معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة.
8306 - 4 - عنه، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن يعقوب بن جعفر ابن إبراهيم الجعفري قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: من ربط فرسا عتيقا محيت عنه ثلاث سيئات في كل يوم وكتب له إحدى عشرة حسنة، ومن ارتبط هجينا محيت عنه في كل يوم سيئتان وكتب له سبع حسنات، ومن ارتبط برذونا يريد به جمالا أو قضاء حوائج أو دفع عدو عنه محيت عنه كل يوم سيئة واحدة وكتب له ست حسنات.(1)
8307 - 5 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن يحيى، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبدالله، عن أبيه عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه واله أجرى الخيل التي أضمرت من الحفياء إلى مسجد بني زريق وسبقها من ثلاث نخلات فأعطى السابق عذقا وأعطى المصلي عذقا وأعطى الثالث عذقا.(2) علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمدبن يحيى، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبدالله عليه السلام مثله سواء.
8308 - 6 - الحسين بن محمد الاشعري، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن عبدالله بن سنان

___________________________________
(1) قال الفيومى في المصباح: فرس عتيق - ككريم - وزنا ومعنى، والجمع عتاق مثل كرام.
والهجين الذى أبوه عربى وامه امة غير محصنة فاذا حصنت فليس الولد بهجين قاله الازهرى ومن هنا يقال للئيم: هجين، والهجين من الخيل: الذى ولدته برذونة من حصان عربى. انتهى. والبرذون الدابة الحمل الثقيلة والتركى من الخيل.
(2) اضمار الخيل: تعليفها القوت بعدالسمن. والحفياء - بالمهملة ثم الفاء بالمد والقصر -: موضع بالمدينة على أميال وبعضهم يقدم الياء على الفاء. كذا في النهاية وبنوزريق - بتقديم الزاى - قوم من الانصار. والسبق - محركة - ما يوضع بين أهل سباق ويراهن عليه والتسبيق: اعطاء السبق واخذه، من الاضداد، والبارز في (سبقها) ان أرجعناه إلى الرهانة أو الجماعة فمن بمعنى الباء وان أبهمناه فمن بيانية. والعذق - بفتح العين المهملة وسكون الذال المعجمة -: النخلة بحملها. والمصلى: ما يتلوا السابق (في) (*)

[49]


عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: لاسبق إلا في خف أو حافر أو نصل. - يعني النضال -(1).
8309 - 7 - محمد بن يحيى.(2) عن غياث بن إبراهيم، عن أبي عبدالله، عن أبيه، عن علي ابن الحسين عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه واله أجرى الخيل وجعل سبقها أواقي من فضة(3).
8310 - 8 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: إذا حرنت(4) على أحدكم دابة يعني أقامت في أرض العدو أو في سبيل الله فليذبحها ولا يعرقبها(5).
8311 - 9 - وبإسناده قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: لما كان يوم مؤتة كان جعفر بن أبي طالب على فرس فلما التقوا نزل عن فرسه فعرقبها بالسيف، فكان أول من عرقب في الاسلام.
8312 - 10 - الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ليس شئ تحضره الملائكة إلا الرهان وملاعبة الرجل أهله.(6)
8313 - 11 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن يحيى، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبدالله، عن آبائه عليهم السلام قال: الرمي سهم من سهام الاسلام(7).
8314 - 12 - محمد بن يحيى، عن عمران بن موسى، عن الحسن بن طريف، عن عبدالله بن المغيرة رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله في قول الله عزوجل: " وأعدوا لهم ما استطعتم

___________________________________
(1) (سبق) ان قرئ بتسكين الباء أفاد الحديث المنع من الرهان في غيرالثلاثة وان قرئ بالتحريك فلا يفيد الا المنع من الاخذ والاعطاء في غيرها دون أصل المسابقة. (في) والنضال: المساواة في الرمى والظاهر أن التفسير من الراوى ولعله على سبيل المثال لبيان الفرد الخفى. (آت)
(2) هو محمد بن يحيى الخثعمى والسند معلق كما هو المتعارف في الكتاب.
(3) الاواقى - بتشديد الياء وتخفيفها جمع الاوقية - بضم الهمزة وتشديد الياء - وهى أربعون درهما ويقال: لسبعة مثاقيل (في)
(4) (فرس حرون) الذى لاينقاد واذااشتد به الجرى وقف وقد حرن يحرن حرونا، وحرن - بالضم - صار حرونا. (الصحاح)
(5) عرقوب الدابة في رجلها بمنزلة الركبة في يد ها يقال: عرقبت الدابة: قطعت عرقوبها. (الصحاح)
(6) الرهان: المسابقة على الخيل وغيرها، والمراد بالشئ الامرالمباح الذى فيه تفريح و لذة. (في)
(7) لعل المراد بالسهم النصيب ولايخفى لطفه. (آت) (*)

[50]


من قوة ومن رباط الخيل(1) " قال: الرمي.
8315 - 13 - محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، علي بن إسماعيل رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: اركبوا وارموا وإن ترمواأحب إلي من أن تركبوا، ثم قال: كل لهو المؤمن باطل إلا في ثلاث في تأديبه الفرس ورميه عن قوسه وملاعبته امرأته فإنهن حق إلا أن الله عزوجل ليدخل في السهم الواحد الثلاثة الجنة: عامل الخشبة والمقوي به في سبيل الله و الرامي به في سبيل الله.(2)
8316 - 14 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لاسبق إلا في خف أو حافر أو نصل - يعني النضال -.(3)
7 831 - 15 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه كان يحضر(4) الرمي والرهان.
8318 - 16 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: أغار المشركون على سرح المدينة(5) فنادى فيها مناد: يا سؤ صباحاه(6) فسمعها رسول الله صلى الله عليه واله في الخيل فركب فرسه في طلب العدو وكان أول أصحابه لحقه أبوقتادة على فرس له وكان تحت رسول الله صلى الله عليه واله سرج دفتاه ليف ليس فيه أشرو لا بطر(7)

___________________________________
(1) الانفال: 60. قوله (الرمى) من باب تعيين احد المصاديق كما لايخفى.
(2) (المقوى به) كمن يشترى السهام ويعطيها غيرها ليرميها في سبيل الله.
(3) اختلف المحدثون في أن السبق في هذاالحديث هل هو بسكون الباء ليكون مصدرا بمعنى المسابقة أو بفتحها بمعنى المال المبذول للسابق، فعلى الاول لاتصح المسابقة في غيرهذه الثلاثة وعلى الثانى وهوالاصح رواية على مانقله بعض العلماء تصح. والنصل - بالمهملة -: حديدة السهم والرمح والسيف مالم يكن له مقبض والمراد به ههنا لمراماة كما فسره بقوله (يعنى النضال) كذا في هامش المطبوع.
(4) الضمير راجع اليه عليه السلام وارجاعه إلى النبى صلى الله عليه واله بعيد. (آت)
(5) الموضع الذى تسرح اليه الماشية. والمال السائم.
(6) يعنى تعال فهذا أوانك: ينادى بمثله في محل الندبة. (في)
(7) لعل المراد بعدم الاشر والبطر في سرجه عليه السلام الكناية عن عدم الزينة فيه فان مايكون فيه الزينة يحصل من رؤيته الاشر والبطر وهو شدة الفرح. (رفيع الدين) كذافى هامش المطبوع. (*)

[51]


فطلب العدو فلم يلقوا أحدا وتتابعت الخيل، فقال أبوقتادة: يا رسول الله إن العدو قد انصرف فإن رأيت أن نستبق؟ فقال: نعم فاستبقوا فخرج رسول الله صلى الله عليه واله سابقا عليهم ثم أقبل عليهم فقال: أنا ابن العواتك(1) من قريش، إنه لهو الجواد البحر - يعني فرسه -.

_____________________________
(1) العواتك جمع عاتكة وهى من اسماء النساء والعواتك ثلاث نسوة كن من امهات النبى صلى الله عليه واله احداهن عاتكة بنت هلال بن فالج بن ذكوان ام عبد مناف. الثانية عاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج ام هاشم بن عبد مناف. الثالثة عاتكة بنت الاوقص بن مرة وهى ام وهب أبى آمنة ام النبى صلى الله عليه واله. (آت) وقوله: (لهو الجواد البحر) أى واسع الجرى وسمى البحر بحرا لسعته.