باب ماكان يوصي امير المؤمنين عليه السلام به عند القتال

9 827 - 1 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن أبي حمزة، عن عقيل الخزاعي أن أمير المؤمنين عليه السلام كان إذا حضر الحرب يوصي للمسلمين بكلمات فيقول: تعاهدوا الصلاة وحافظوا عليها واستكثروا منها وتقربوا بها فإنها كانت على المؤمنين كتابا موقوتا وقد علم ذلك الكفار حين سئلوا ما سلككم في سقر؟ قالوا: لم نك من

[37]


المصلين(1).
وقد عرف حقها من طرقها(2) وأكرم بها من المؤمنين الذين لايشغلهم عنها زين متاع ولا قرة عين من مال ولا ولد يقول الله عزوجل: " رجال لاتلهيهم تجارة ولابيع عن ذكر الله وإقام الصلوة(3) " وكان رسول الله منصبا لنفسه(4) بعد البشرى له بالجنة من ربه، فقال عزوجل: " وأمرأهلك بالصلوة واصطبر عليها.
الآية(5) " فكان يأمر بها أهله ويصبر عليها نفسه.
ثم إن الزكاة جعلت مع الصلاة قربانا لاهل الاسلام على أهل الاسلام ومن لم يعطها طيب النفس بها يرجوبها من الثمن ماهو أفضل منها فإنه جاهل بالسنة، مغبون الاجر ضال العمر، طويل الندم بترك أمر الله عزوجل والرغبة عما عليه صالحوا عبادالله، يقول الله عزوجل: " ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتولى(6) " من الامانة فقد خسر من ليس من أهلها وضل عمله، عرضت على السماوات المبنية والارض المهاد والجبال المنصوبة، فلا أطول ولاأعرض ولا أعلى ولا أعظم لوامتنعن من طول أو عرض أوعظم أوقوة أو عزة امتنعن ولكن أشفقن من العقوبة.(7) ثم إن الجهاد أشرف الاعمال بعدالاسلام وهو قوام الدين والاجر فيه عظيم مع العزة و المنعة وهو الكرة فيه الحسنات والبشرى بالجنة بعد الشهادة وبالرزق غدا عند الرب والكرامة

___________________________________
(1) اشارة إلى قول الله عزوجل في سورة المدثر آيات 42 إلى 46 (كل نفس بما كسبت رهينة الا أصحاب اليمين * في جنات يتسائلون عن المجرمين * ماسلككم في سقر * قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين).
(2) أى أتى بها ليلا من الطروق بمعنى الاتيان بالليل. اى واظب عليها في الليالى. وقيل: جعلها دأبه وصنعه. (آت)
(3) النور، 38. (لاتلهيهم) أى لا تشغلهم ولاتصرفهم
(4) أى متبعا من الانصاب.
(5) طه: 132. (واصطبر) أى داوم
(6) النساء: 115 (نوله ماتولى) أى نقربه ماتولى من الضلال ونخلى بينه وبين ما اختاره.
وقوله: (من الامانة) هكذا في النسخ والصواب (ثم الامانة) كمايظهر من النهج فان فيه (ثم اداء الامانة فقد خاب من ليس من أهلها أنها عرضت على السماوات المبنية والارضين المدحوة والجبال ذات الطول المنصوبة الخ). ولعل قوله: (من الامانة) راجع إلى قوله: (والرغبة عما عليه صالحوا عبادالله) فهو اصوب.
(7) في النهج (ولا اعظم منهاولو امتنع شئ منها بطول اوعرض او قوة او عز لامتنعن ولكن الخ) . (اشفقن من العقوبة) اى خفن، والاشفاق: الخوف (*)

[38]


يقول الله عزوجل: " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله الآية(1) ثم إن الرعب والخوف من جهاد المستحق للجهاد والمتوازرين على الضلال ضلال في الدين وسلب للدنيا مع الذل والصغار وفيه استيجاب النار بالفرار من الزحف عند حضرة القتال يقول الله عزوجل: " ياأيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلاتولوهم الادبار(2) ".
فحافظوا على أمر الله عزوجل في هذه المواطن التي الصبر عليها كرم وسعادة ونجاة في الدنيا والآخرة من فظيع الهول والمخافة فان الله عزوجل لايعبؤ بما العباد مقترفون ليلهم ونهارهم لطف به علما وكل ذلك في كتاب لا يضل ربي ولاينسى، فاصبروا وصابروا واسألوا النصر ووطنوا أنفسكم على القتال واتقوا الله عزوجل فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.
8280 - 2 - وفي حديث يزيد بن إسحاق عن أبي صادق قال: سمعت علياعليه السلام يحرض الناس في ثلاثة مواطن: الجمل وصفين ويوم النهر يقول: عبادالله اتقوا الله وغضوا الابصار واخفضوا الاصوات وأقلوا الكلام ووطنوا أنفسكم على المنازلة والمجادلة(3) والمبارزة والمناضلة والمنابذة والمعانقة والمكادمة واثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين.(4)
(38281) - وفي حديث عبدالرحمن بن جندب، عن أبيه أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان يأمر في كل موطن لقينافيه عدونا فيقول: لا تقاتلوا القوم حتى يبدؤو كم فإنكم بحمدالله على حجة وترككم إياهم حتى يبدؤو كم حجة لكم اخرى فإذا هزمتموهم فلا تقتلوا مدبرا ولا تجهزوا على جريح ولا تكشفوا عورة ولا تمثلوا بقتيل.

___________________________________
(1) آل عمران: 169.
(2) الانفال: 15. وقال الزمخشرى الزحف: الجيش الدهم الذى يرى لكثرته كانه يزحف أى يدب دبيبا من زحف الصبى إذا دب على استه قليلا قليلا، سمى بالمصدر والجمع زحوف وهو حال من الذين كفروا أو من الفريقين.
(3) في بعض النسخ [المجاولة].
(4) المراد بالجمل حرب أميرالمؤمنين عليه السلام مع الناكثين طلحة وزبير وعائشة واتباعهم في البصرة. وبالصفين - كسجين - حربه مع القاسطين معاوية بن أبى سفيان واتباعه في موضع من شاطئ الفرات و (بيوم النهر) قتاله مع الخوارج المارقين في النهروان. والمنازلة أن يتنازل الفريقان في الحرب من ابلهماالى خيلهما فيعاركوا. والمناضلة: المراماة. والمنابذة: القاء احدهما الاخر. والمكادمة: أن يعض احدهماالاخر أو يؤثرفيه بحديدة. قال في القاموس: كدم الصيد: طرده. والفشل: الجبن والضعف والتراخى. والريح كناية عن القوة والغلبة والدولة. (*)

[39]


8282 - 4 - وفي حديث مالك بن أعين قال: حرض أمير المؤمنين صلوات الله عليه الناس بصفين فقال: إن الله عزوجل دلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم وتشفي بكم(1) على الخير الايمان بالله والجهاد في سبيل الله وجعل ثوابه مغفرة للذنب ومساكن طيبة في جنات عدن، وقال: عزوجل: " إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص(2) فسووا صفوفكم كالبنيان المرصوص فقدموا الدارع وأخروا الحاسر وعضوا على النواجد فإنه أنبا للسيوف على الهام والتووا على أطراف الرماح فإنه أمور للاسنة وغضوا الابصار فإنه أربط للجأش وأسكن للقلوب وأميتوا الاصوات فإنه أطردللفشل وأولى بالوقار(3) ولا تميلوا براياتكم ولاتزيلوها ولا تجعلوها إلا مع شجعانكم فإن المانع للذمار والصابر عند نزول الحقائق هم أهل الحفاظ ولا تمثلوا بقتيل وإذا وصلتم إلى رجال القوم فلا تهتكوا سترا ولا تدخلوا دارا ولا تأخذوا شيئا من أموالهم إلا ماوجدتم في عسكرهم ولا تهيجوا امرأة بأذى وإن شتمن أعراضكم وسببن أمراء كم وصلحاء كم فإنهن ضعاف القوى والانفس والعقول، وقد كنا نؤمر بالكف عنهن وهن مشركات وإن كان الرجل ليتناول المرأة فيعبر بها وعقبه من بعده، واعلموا أن أهل الحفاظ هم الذين يحفون براياتهم ويكتنفونها ويصيرون حفافيها وورائها وأمامها(4) ولايضيعونها، لا يتأخرون

___________________________________
(1) اشفى على الشئ اى اشرف.
(2) الصف: 4. والمرصوص: المحكم واللاصق بعضه ببعض لا يغادر شئ منه شيئا.
(3) الدارع: لابس الدرع. والحاسر - بالمهملات -: الذى لا مغفرله ولادرع. والنواجد: أقصى الاسنان والضواحك منها. وأنبأ - بتقديم النون على الموحدة - أى أبعد وأشد دفعا. قيل: الوجه في ذالك أن العض على الاضراس يشد شؤن الدماغ ورباطاته فلا يبلغ السيف مبلغه. والهام جمع هامة وهى الرأس. قيل: أمرهم بأن يلتووا إذا طعنوا لانهم إذا فعلوا ذالك فبالحرى أن يمورالسنان أى يتحرك عن موضعه فيخرج زالقا وإذا لم يلتووا لم يمر السنان ولم يتحرك عن موضعه فينخرق وينفذ ويقتل. وأمرهم بغض الابصار في الحرب لانه أربط للجأش أى أثبت للقلب لان الغاض بصره في الحرب احرى ان لا يدهش ولا يرتاع لهول ما ينظر. وامرهم باماتة الاصوات وإخفائها لانه أطرد للفشل وهو الجبن والخوف وذالك لان الجبان يرعد ويبرق والشجاع صامت. (في)
(4) أمرهم بحفظ راياتهم أن لاتميلوها لانها إذا مالت انكسر العسكر لانهم ينظرون اليها وأن لايخلوها عن محام عنها وان لايجعلوها بايدى الجبناء وذوى الهلع منهم كيلا يجبنوا عن امساكها. والذمار - بالكسر -: ما يلزم حفظه وحمايته، سمى ذمارا لانه يجب على أهله التذمر له أى الغضب.
والحقائق جمع الحاقة وهى الامر الصعب الشديد ومنه قوله تعالى (الحاقة ماالحاقة) يعنى الساعة.
(يحفون براياتهم ويكتنفونها) أى يحيطون بها (حفافيها) - بكسرالحاء وفتح الفاء - اى جانبيها وطرفيها. (في) وفى بعض النسخ [براياتكم]. (*)

[40]


عنها فيسلموها ولا يتقدمون عليها فيفردوها، رحم الله امرء ا واسى أخاه بنفسه ولم يكل قرنه إلى أخيه فيجتمع قرنه وقرن أخيه فيكتسب بذلك اللائمة ويأتي بدناء‌ة(1) وكيف لايكون كذلك وهو يقاتل الاثنين وهذا ممسك يده قد خلى قرنه على أخيه هاربا منه ينظر إليه وهذا فمن يفعله يمقته الله، فلا تعرضوا لمقت الله عزوجل فإنما ممركم إلى الله وقد قال الله عزوجل: " لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا(2) " وأيم الله لئن فررتم من سيوف العاجلة لاتسلمون من سيوف الآجلة(3) فاستعينوا بالصبر والصدق، فانما ينزل النصر بعد الصبر، فجاهدو في الله حق جهاده ولا قوة إلا بالله.
وقال عليه السلام حين مر براية لاهل الشام أصحابها لايزولون عن مواضعهم فقال عليه السلام: إنهم لن يزولوا عن مواقفهم دون طعن دراك يخرج منه النسيم وضرب يفلق الهام و يطيح العظام ويسقط منه المعاصم(4) والاكف حتى تصدع جباههم بعمد الحديد وتنثر حواجبهم على الصدور والاذقان، أين أهل الصبروطلاب الاجر؟ ! فسارت إليه عصابة من المسلمين فعادت ميمنته إلى موقفها ومصافها وكشفت من بإزائها، فأقبل حتى انتهى إليهم.
وقال عليه السلام: إني قد رأيت جولتكم وانحياز كم عن صفوفكم تحوزكم(5) الجفاة والطغاة وأعراب أهل الشام وأنتم لهاميم العرب والسنام الاعظم وعمار الليل بتلاوة القرآن ودعوة أهل الحق إذ ضل الخاطئون فلولا إقبالكم بعد إدباركم وكركم بعد انحيازكم لوجب عليكم ما يجب على المولي يوم الزحف دبره وكنتم فيما أرى من الهالكين ولقد هون علي بعض وجدي وشفى بعض حاج صدري إذا رأيتكم حزتموهم كما حازوكم فأزلتموهم عن مصافهم كما أزالوكم وأنتم تضربونهم بالسيوف حتى ركب أولهم أخرهم كالابل

___________________________________
(1) المواساة: الاعانة بالنفس والمال. والقرن - بالكسر - الكفو في الشجاعة. (في)
(2) الاحزاب: 16.
(3) سمى عليه السلام عقاب الله تعالى في الاخرة على فرارهم وتخاذلهم سيفا على وجه الاستعارة و صناعة الكلام لانه قد ذكر سيف الدنيا فجعل في مقابلته. (في)
(4) طعن دراك اى متتابع يتلو بعضها بعضا. (يخرج منه النسيم) أى لسعته والنسيم، الريح اللينة.
والفلق: الشق. يطيح أى يسقط. والمعاصم: مواضع السوار من اليد (في)
(5) انحاز القوم: تركوا منزلهم. (الصحاح) (*)

[41]


المطرودة اليهم الآن، فاصبروا نزلت عليكم السكينة وثبتكم الله باليقين وليعلم المنهزم بأنه مسخط ربه وموبق نفسه، إن في الفرار موجدة الله والذل اللازم والعار الباقي وفساد العيش عليه وإن الفار لغير مزيد في عمره ولا محجوز بينه وبين يومه(1) ولا يرضى ربه ولموت الرجل محقا قبل إتيان هذه الخصال خير من الرضا بالتلبيس بها والاقرار عليها.
وفي كلام له آخر وإذا لقيتم هؤلاء القوم غدافلا تقاتلوهم حتى يقاتلو كم فإذا بدؤوا بكم فانهدوا إليهم(2) وعليكم السكينة والوقار وعضوا على الاضراس فإنه أنبأ للسيوف عن الهام وغضوا الابصار ومدواجباه الخيول ووجوه الرجال وأقلوا الكلام فإنه أطرد للفشل وأذهب بالوهل(3) ووطنوا أنفسكم على المبارزة والمنازلة والمجادلة(4) واثبتوا واذكروا الله عزوجل كثيرا فإن المانع للذرمار عند نزول الحقائق هم أهل الحفاظ الذين يحفون براياتهم ويضربون حافتيها وأمامها وإذا حملتم فافعلوا فعل رجل واحد وعليكم بالتحامي فإن الحرب سجال(5) لايشدون عليكم كرة بعد فرة ولا حملة بعد جولة ومن ألقى إليكم السلم فاقبلوا منه، واستعينوا بالصبر فإن بعد الصبر النصر من الله عزوجل

___________________________________
(1) الصدع: الشق. (جولتكم) يعنى هزيمتكم فاجمل في اللفظ وكنى عن اللفظ المنفر عادة منه إلى لفظ لا تنفر فيه كما قال تعالى: (كانايأكلان الطعام)) قالوا: هو كناية عن اتيان الغائط وكذالك قوله: (وانحيازكم عن صفوفكم) كناية عن الهراب أيضا وهو من قوله تعالى: (الا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة) وهذا باب من أبواب البيان لطيف وهو حسن التوصل بايراد كلام غير مزعج عوضا عن لفظ يتضمن جبنا وتقريعا. (تحوزكم) أى تعدل بكم عن مراكزكم. والجفاة جمع جاف وهو الفظ الغليظ وقد روى الطغام عوض الطغاة والطغام - بالمهملة ثم المعجمة -: الاوغاد من الناس والارذال. واللهاميم: السادات والاجواد من الناس والجياد من الخيل، الواحد لهموم. واراد بالسنام الاعظم شرفهم وعلو أنسابهم لان السنام أعلى اعضاء البعير. والوجد: تغيرالحال من غضب أوحب أو حزن والحاج - بالمهملة ثم الجيم -: الشوك. ويقال: ما في صدرى خوجاء و لالوجاء أى لامرية ولا شك. وفي النهج (وحاوى صدرى) بالمهملات - أى حرقها وحرارتها والهيم: العطاش وموجدة الله: غضبه وسخطه. (في) والان من الانين وفى بعض النسخ [وان الفار منه لايزيد في عمره] مكان (ان الفار لغير مزيد في عمره ولا محجوز بينه ولا بين يومه).
(2) (فانهدوا اليهم) أى انهضوا واقصدوا واصمدو واشرعوا في قتالهم (في)
(3) لعل المراد بمدجباه الخيول ووجوه الرجال اقامة الصف وتسويته ركبانا ورجالا. والوهل: الضعف والفزع. (في)
(4) في بعض النسخ [المجاوله]
(5) أى مرة لكم ومرة عليكم، مأخوذ من السجل بمعنى الدلو الملاء ماء. (في) (*)

[42]


" إن الارض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ".
8283 - 5 - أحمدبن محمدالكوفي، عن ابن جمهور، عن أبيه، عن محمدبن سنان، عن مفضل بن عمر، عن أبى عبدالله عليه السلام، وعن عبدالله بن بدالرحمن الاصم، عن حريز، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه لاصحابه: إذا لقيتم عدوكم في الحرب فأقلوا الكلام واذكروا الله عزوجل ولا تولوهم الادبار فتسخطوا الله تبارك وتعالى وتستوجبوا غضبه، وإذا رأيتم من إخوانكم المجروح ومن قد نكل به(1) أومن قد طمع عدوكم فيه فقوه بأنفسكم.

_____________________________
(1) النكل - بالكسر -: القيد.