باب صوم رسول الله صلى الله عليه وآله

16354 الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبدالله (ع) قال: سمعته يقول: صام رسول الله صلى الله عليه وآله حتى قيل: ما يفطر، ثم أفطر حتى قيل: ما يصوم، ثم صام صوم داود (ع) يوما ويوما لا، ثم قبض على صيام ثلاثة أيام في الشهر قال: إنهن يعدلن صوم الشهر(2) ويذهبن بوحر الصدر والوحر: الوسوسة قال حماد: فقلت: وأي الايام هي؟ قال: أول خميس في الشهر وأول

___________________________________
(2) في بعض النسخ

[صوم الدهر]

.

[*]

[90]


أربعاء بعد العشر منه وآخر خميس فيه، فقلت: كيف صارت هذه الايام التي تصام؟ فقال: إن من قبلنا من الامم كان إذا نزل على أحدهم العذاب نزل في هذه الايام، فصام رسول الله صلى الله عليه وآله هذه الايام المخوفة.
26355 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبدالله (ع) قال، كان رسول الله صلى الله عليه وآله أول ما بعث يصوم حتى يقال: ما يفطر، ويفطر حتى يقال: ما يصوم، ثم ترك ذلك وصام يوما وأفطر يوما وهو صوم داود (ع) ثم ترك ذلك وصام الثلاثة الايام الغر(1)، ثم ترك ذلك وفرقها في كل عشرة أيام يوما خميسين بينهما أربعاء فقبض عليه وآله السلام وهو يعمل ذلك.
36356 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن محبوب، عن جميل ابن صالح، عن محمد بن مروان قال، سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصوم حتى يقال: لا يفطر ثم صام يوما وأفطر يوما، ثم صام الاثنين والخميس ثم آل من ذلك إلى صيام ثلاثة أيام في الشهر: الخميس في أول الشهر وأربعاء في وسط الشهر وخميس في آخرالشهر وكان يقول: ذلك صوم الدهر، وقد كان أبي (ع) يقول: ما من أحدا أبغض إلي من رجل(2) يقال له: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يفعل كذاوكذا فيقول: لا يعذبني الله على أن اجتهد في الصلاة كأنه يرى أن رسول الله صلى الله عليه وآله ترك شيئا من الفضل عجزا عنه.
46357 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري، عن أبي عبدالله (ع) قال، كن نساء النبي صلى الله عليه وآله إذا كان عليهن صيام أخرن ذلك إلى شعبان كراهة أن يمنعن رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا كان شعبان صمن وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: شعبان شهري.
6358 5 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة قال: قلت

___________________________________
(1) في النهاية: الغر جمع الاغر من الغرة: بياض الوجه ومنه الحديث في صوم الايام الغزاى البيض الليالى بالقمر وهى ثالث عشر ورابع عشر وخامس عشر
(2) لعله محمول على ما إذا اراد بقصد السنة بان ادخلها في السنة او على قصد الزيادة على عمل رسول الله صلى الله عليه وآله واستقلال عمله لئلا ينافى ماورد من الفضل في سائر انواع الصيام والصلاة. (آت)
[*]

[91]


لابي عبدالله (ع): هل صام أحد من آبائك شعبان؟ قال: خير آبائي رسول الله صلى الله عليه وآله صامه.
66359 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار ; ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل ابن شاذان جميعا، عن صفوان، عن ابن مسكان، عن الحلبي قال: سألت أبا عبدالله (ع) هل صام أحد من آبائك شعبان قط؟ قال: صامه خير آبائي رسول الله صلى الله عليه وآله.
علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس، عن ابن مسكان، عن الحلبى، عن أبي عبدالله (ع) مثله.
فأما الذي(1) جاء في صوم شعبان أنه سئل (ع) عنه فقال: ما صامه رسول الله صلى الله عليه وآله ولا أحد من آبائي.
قال ذلك(2) لان قوما قالوا: إن صيامه فرض مثل صيام شهر رمضان ووجوبه مثل وجوب شهر رمضان وإن من أفطريوما منه فعليه من الكفارة مثل ما على من أفطر يوما من شهر رمضان.
وإنما قول العالم (ع): ما صامه رسول الله صلى الله عليه وآله ولا أحد من آبائي عليهم السلام.
أي ماصاموه فرضا واجبا تكذيبا لقول من زعم أنه فرض وإنما كانوا يصومونه سنة، فيهافضل وليس على من لم يصمه شئ.
76360 أحمد بن محمد، عن علي بن الحسن، عن أحمد بن صبيح، عن عنبسة العابد قال(3): قبض النبي صلى الله عليه وآله على صوم شعبان ورمضان وثلاثة أيام في كل شهر أول خميس و أوسط أربعاء وآخر خميس وكان أبوجعفر وأبوعبدالله عليهما السلام يصومان ذلك.

___________________________________
(1) هذا كلام المصنف رحمه الله وتوجيهه حسن والقوم الذين ذكرهم أبو الخطاب وأصحابه على ماذكره الشيخ رحمه الله في التهذيب.
ويمكن أن يكون محمولة على التقية أيضا لان أكثر العامة لايعدون صوم جميع شعبان من السنن وان كانوا رووا اخبارا كثيرة في فضله ورووا عن عائشة انه صلى الله عليه وآله كان يصوم كله وأو لوه بتأويلات وسؤال السائل في الخبرين السابقين يومى إليه. (آت)
(2) " فقال ذلك " جواب " اما "
(3) كذا موقوفا.