باب نادر

16326 علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن ابن سنان، عن حذيفة بن منصور عن أبي عبدالله (ع) قال: شهر رمضان ثلاثون يوما لا ينقص أبدا(3).
وعنه عن الحسن بن الحسين، عن ابن سنان، عن حذيفة مثله(4).
26327 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن إسماعيل، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله (ع) قال: إن الله تبارك وتعالى خلق الدنيا في ستة أيام ثم اختزلها(5) عن أيام السنة والسنة ثلاثمائة وأربع وخمسون يوما شعبان لا يتم

___________________________________
(1) اختلف الاصحاب في الرؤية قبل الزوال والمشهور أنها لليلة المستقبلة ونقل السيد رحمه الله القول بانها لليلة الماضية وقال في المختلف الاقرب اعتبار ذلك في الصوم دون الفطر. (آت) اقول المراد بالسيد صاحب المدارك.
(2) نقل الاجماع على عدم اعتبار ذلك الا أن الشيخ في كتابى الاخبار حملها على ما إذا في السماء علة. (آت)
(3) السندان كلاهما ضعيفان بمحمد بن سنان وصالح بن أبى حماد.
(4) يأتى الكلام فيه في آخر الباب.
(5) الاختزال: الانقطاع.
[*]

[79]


أبدا رمضان لا ينقص والله أبدا ولا تكون فريضة ناقصة إن الله عزوجل يقول: و " لتكملوا العدة(1) " وشوال تسعة وعشرون يوما وذوالعقدة ثلاثون يوما لقول الله عزوجل: " وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشرفتم ميقات ربه أربعين ليلة(2) " وذو الحجة تسعة وعشرون يوما والمحرم ثلاثون يوما، ثم الشهور بعد ذلك شهر تام وشهر ناقص.
36328 محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن ابن سنان، عن حذيفة بن منصور، عن معاذ بن كثير، عن أبى عبدالله (ع) قال: شهر رمضان ثلاثون يوما لا ينقص والله أبدا(3).

___________________________________
(1) البقرة: 181.
(2) الاعراف: 142.
(3) عمل الصدوق في الفقيه بتلك الاخبار ومعظم الاصحاب على خلافه وردوا تلك الاخبار بضعف السند ومخالفة المحسوس والاخبار المستفيضة وحملها جماعة على عدم النقص في الثواب وإن كان ناقصا في العدد ثم قال المجلسى رحمه الله لايبعد عندى حملها على التقية لموافقتها لاخبارهم وإن لم توافق أقوالهم وفى الخبر الثانى اشكالات من جهات اخرى الاولى الثلاثمائة وستين لايوافق السنة الشمسية ولا القمرية الثانية خلق الدنيا في ستة ايام كيف صار سببا لنقص الشهور القمرية. الثالثة الاستدلال بالاية كيف يتم. واجيب عنها بوجوه. راجع مرآة العقول ج 3 ص 218. قال السيد بن طاووس رحمه الله في كتاب الاقبال ص 5: واعلم أن اختلاف أصحابنا في شهر رمضان هل يمكن أن يكون تسعة وعشرين يوما على اليقين أو أنه سمعت به في زماننا و إن كنت ما رأيته أنهم يذهبون إلى أن شهر رمضان لايصح عليه النقصان بل هو كسائر الشهور في سائر الازمان ولكننى أذكر بعض ماعرفته مما كان جماعة من علماء اصحابنا معتقدين له وعاملين عليه من أن شهر رمضان لاينقص أبدا عن الثلاثين يوما فمن ذلك ماحكاه شيخنا المفيد محمد بن محمد بن النعمان في كتاب لمح البرهان فقال: عقيب الطعن على من ادعى حدوث هذا القول و قلة القائلين به ما هذا لفظه المفيد مما يدل على كذبه وعظم بهته أن فقهاء عصرنا هذا وهو سنة ثلاث وستين وثلاث مائة ورواته وفضلاؤه وإن كانوا أقل عددا منهم في كل عصر مجمعون عليه ويتدينون به ويفتون بصحته وداعون إلى صوابه كسيدنا وشيخنا الشريف الزكى أبى محمد الحسينى ادام الله عزه وشيخنا الثقة أبى القاسم جعفر بن محمد بن قولويه أيده الله وشيخنا الفقيه ابى جعفر محمد بن على بن الحسين بن بابويه وشيخنا أبى عبدالله الحسين بن على بن الحسين أيدهما الله وشيخنا أبى محمد هارون بن موسى أيده الله. أقول أنا: ومن ابلغ مارأيته في كتاب الخصال للشيخ أبى جعفر بن محمد بن بابويه رحمه الله وقد أورد أحاديث بأن شهر رمضان لا ينقص عن ثلاثين يوما وقال ما هذا لفظه: قال مصنف هذا الكتاب: خواص الشيعة وأهل استبصار منهم في شهر رمضان أنه لاينقص عن الثلاثين يوما أبدا الاخبار في ذلك موافقة للكتاب ومخالفة للعامة فمن ذهب من ضعفة الشيعة إلى الاخبار التى وردت للتقية في أنه ينقص ويصيبه ما يصيب الشهور من النقصان والتمام اتقى كما يتقى العامة ولم يكلم إلا بما يكلم به العامة ولا حول ولا قوة إلا بالله هذا آخر لفظه. اقول: ولعل عذر المختلفين في ذلك وسبب ما اعتمد بعض أصحابنا قديما عليه بحسب ما أدتهم الاخبار المتقولة إليه ورأيت في الكتب أيضا أن الشيخ الصدوق المتفق على أمانته جعفر بن محمد ابن قولويه تغمده الله برحمته مع ما كان يذهب إلى أن شهر رمضان لايجوز عليه النقصان فانه صنف في ذلك كتابا وقد ذكرنا كلام المفيد عن ابن قولويه ووجدت للشيخ محمد بن أحمد بن داود القمى رضوان الله جل جلاله عليه كتابا قد نقض به كتاب جعفر بن قولويه واحتج بان شهر رمضان له أسوة بالشهور كلها. ووجدت كتابا للشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان سماه (لمح البرهان) الذى قد منا ذكره قد انتصر فيه لاستاده وشيخه جعفر بن قولويه ويرد على محمد بن أحمد بن داود القمى وذكر فيه أن شهر رمضان لا ينقص عن ثلاثين وتأول أخبارا ذكرها، تتضمن أنه يجوز أن يكون تسعا وعشرين ووجدت تصنيفا للشيخ محمد بن على الكراجكى يقتضى أنه قد كان في أول أمره قائلا بقول جعفر بن قولويه في العمل على أن شهر الصيام لا يزال ثلاثين على التمام ثم رأيت له مصنفا آخر سماه (الكافى في الاستدلال) قد نقض فيه على من قال بأنه لاينقص عن ثلاثين واعتذر عما كان يذهب إليه وذهب إلى أنه يجوز أن يكون تسعا وعشرين ووجدت شيخنا المفيد قد رجع عن كتاب (لمح البرهان) وذكر أنه قد صنف كتابا سماه (مصابيح النور) وانه قد ذهب فيه إلى قول محمد بن أحمد بن داود في أن شهر رمضان له اسوة بالشهور في الزيادة والنقصان.
أقول: وهذا أمر يشهد به الوجدان والعيان وعمل أكثر من سلف وعمل من أدركناه من الاخوان وانما أردنا أن لايخلو كتابنا من الاشارة إلى قول بعض من ذهب إلى الاختلاف من أهل الفضل والورع والانصاف وأن الورع والدين حملهم على الرجوع إلى ماعادوا اليه من أنه يجوز أن يكون ثلاثين وأن يكون تسعا وعشرين.
[*]