كتاب الصيام باب ما جاء في فضل الصوم والصائم

6275 - 1 علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر (ع) قال: بني الاسلام على خمسة أشياء على الصلاة والزكاة والحج، والصوم والولاية، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الصوم جنة من النار(1).
6276 - 2 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن أبي عبدالله، عن آبائه عليهم السلام أن النبي صلى الله عليه وآله قال لاصحابه: ألا اخبركم بشئ إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان منكم كما تباعد المشرق من المغرب؟ قالوا: بلى قال: الصوم يسود وجهه والصدقة تكسر ظهره والحب في الله والموازرة على العمل الصالح يقطع دابره والاستغفار يقطع وتينه(2) ولكل شئ زكاة وزكاة الابدان الصيام.
6277 - 3 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن ثعلبة، عن علي بن عبدالعزيز قال: قال لي أبوعبدالله (ع): ألا أخبرك بأصل الاسلام وفرعه

___________________________________
(1) اريد بالولاية معرفة الامام فان الولاية بالكسر بمعنى تولى الامر ومالكية التصرف فيه. (في).
وقد مضى صدر هذا الحديث في باب دعائم الاسلام ج 2 ص 18 من الكتاب.
(2) قوله: " والموازرة " يقال: وازرته موازرة أى أعنته وقويته ومنه الوزير. وقوله: " دابره " اى آخره بحيث لم يبق منه شئ ويمكن ان يقال: المراد بالدابر ههنا تابعه وجنده أو كناية عن الاستيصال.
والوتين عرق في القلب إذا انقطع مات صاحبه.
[*]

[63]


وذروته وسنامه(1) قلت: بلى قال: أصله الصلاة وفرعه الزكاة وذروته وسنامه الجهاد في سبيل الله، ألا أخبرك بأبواب الخير؟ إن الصوم جنة.
6278 - 4 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن موسى بن بكر قال: لكل شئ زكاة وزكاة الاجساد الصوم.
6279 - 5 محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عثمان، عن إسماعيل بن يسار قال: قال أبوعبدالله (ع): قال أبي: إن الرجل ليصوم يوما تطوعا يريد ما عند الله عزوجل فيدخله الله به الجنة.
6280 - 6 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سلمة صاحب السابري، عن أبي الصباح، عن أبي عبدالله (ع) قال: إن الله تبارك وتعالى يقول: الصوم لي وأنا أجزي عليه(2).
6281 - 7 علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سليمان، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (ع) في قول الله عزوجل: " واستعينوا بالصبر "(3) قال: الصبر الصيام وقال: إذا نزلت

___________________________________
(1) سنام الشئ أعلاء وهو عطف بيان للذروة.
(2) انما خص الصوم بالله من بين سائر العبادات وبأنه جاز به مع اشتراك الكل في ذلك لكونه خالصا له وجزاؤه من عنده خاصة من غير مشاركة أحد فيه لكونه مستورا عن أعين الناس مصونا عن ثنائهم عليه. (في) أقول: الصوم أمر بين الصائم وربه لايطلع عليه أحد وسربينه و بين معبوده بحيث لايشرف عليه أحد غير الله سبحانه وذلك لانه امر مستور بخلاف غيره من العبادات وإن كان هو الامساك عن المفطرات أما فرقه والتحرز عن المحرمات التى حرمها الشارع في جميع الاوقات مما لاريب فيه وهو أن المنهيات انما حرمت لمضارها للانسان واما التحرز عن المباحات بل الاعمال التى ربما تستحب في غير ايام الصوم لايساوى الكف عن المحرمات لانه لاضرر لها للانسان قطعا، و انما الصوم هو غاية الخضوع لله تعالى والمراقبة لاوامراه ونواهيه وامتثال أمره واحترام قوانينه فقط واما في ترك المحرم ربما لم يعمله الانسان لاجل الضرر مسلم فيه أو لاجل سقوطه في اعين الناس ولومهم له لاحتمال وقوفهم عليه وليس في الصوم من هذه الامور شئ.
وسبب فرح الصائم عند الافطار كما يأتى تحت رقم 15 لاشعار الصائم بان المولى وفقه لغلبة هواه وايضا بعدم تزلزله في اتيان ماكلف به ومجيئه مظفرا من تلك الجهاد وله فرح آخر عند لقاء جزاء عمله في اتيانه بما فرض الله له، وللصوم أيضا فوائد اخر تأتى في الاخبار الاتية.
(3) البقرة: 45.
[*]

[64]


بالرجل النازلة والشديدة فليصم فإن الله عزوجل يقول: " واستعينوا بالصبر " يعني الصيام.
6282 - 8 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد(1)، عن محمد بن سنان، عن منذر بن يزيد، عن يونس بن ظبيان قال، قال أبوعبدالله (ع): من صام لله عزوجل يوما في شدة الحر فأصابه ظمأ وكل الله به ألف ملك يمسحون وجهه ويبشرونه حتى إذا أفطر قال الله عزوجل له: ما أطيب ريحك وروحك، ملائكتي اشهدوا أني قد غفرت له(2)
6283 - 9 أحمد بن إدريس، عن محمد بن حسان، عن محمد بن علي، عن علي بن النعمان عن عبدالله بن طلحة، عن أبي عبدالله (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الصائم في عبادة وإن كان على فراشه مالم يغتب مسلما.
6284 - 10 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (ع) قال من كتم صومه قال الله عزوجل لملائكته: عبدي استجار من عذابي فأجيروه و وكل الله تعالى ملائكته بالدعاء للصائمين ولم يأمرهم بالدعاء لاحد إلا استجاب لهم فيه.
6285 - 11 علي، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة، عن أبي عبدالله، عن أبائه عليهم السلام أن النبي صلى الله عليه وآله قال: إن الله عزوجل وكل ملائكته بالدعاء للصائمين وقال: أخبرني جبرئيل (ع) عن ربه أنه قال: ما أمرت ملائكتي بالدعاء لاحد من خلقي إلا استجبت لهم فيه.
6286 - 12 وبهذا الاسناد، عن أبي عبدالله (ع) قال: نوم الصائم عبادة ونفسه تسبيح.
6287 - 13 علي، عن أبيه ; ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله (ع) قال: أوحى الله عزوجل إلى موسى

___________________________________
(1) يأتى هذا الحديث أيضا تحت رقم 17 وفيه " سهل، عن بكر بن صالح، عن محمد بن سنان "
(2) الريح النفس بالتحريك والروح بضم الراء ما يدبر البدن وما يعبر عنه الانسان بأنا. (في)
[*]

[65]


(ع) ما يمنعك من مناجاتي؟ فقال: يا رب أجلك عن المناجات لخلوف(1) فم الصائم فأوحى الله عزوجل إليه يا موسى لخلوف فم الصائم أطيب عندي من ريح المسك.
6288 - 14 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن منصور بن العباس، عن عمرو بن سعيد، عن الحسن بن صدقة قال: قال أبوالحسن (ع): قيلوا(2) فإن الله يطعم الصائم ويسقيه في منامه.
6289 - 15 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سلمة صاحب السابري، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبدالله (ع) أنه قال: للصائم فرحتان فرحة عند إفطاره وفرحة عند لقاء ربه.
6290 - 16 علي بن أبراهيم، عن أبيه، عن السمان الارمني، عن أبي عبدالله (ع) قال: إذا رأي الصائم قوما يأكلون أو رجلا يأكل سجت كل شعرة منه(3).
6291 - 17 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بكر بن صالح(4)، عن محمد ابن سنان، عن منذر بن يزيد، عن يونس بن ظبيان قال: قال أبوعبدالله (ع): من صام لله يوما في شدة الحر فأصابه ظمأ وكل الله عزوجل به ألف ملك يمسحون وجهه ويبشرونه حتى إذا أفطر قال الله عزوجل: ما أطيب ريحك وروحك، ملائكتي أشهدوا أني قد غفرت له.

___________________________________
(1) قال السيد الداماد قدس سره: الخلوف بضم الخاء المعجمة قبل اللام والفاء بعد الواو: رائحة الفم. (آت)
(2) " قيلوا ": أمر من قال يقيل قيلولة بمعنى النوم قبل الظهر.
(3) لعل المراد أنه يعطى ثواب ذلك أو ان شهوته للطعام لما اثرت في جميع بدنه واثيب بقدر ذلك فكانه سجت جميع أعضائه. (آت)
(4) تقدم هذا الحديث تحت رقم 8 بدون توسط بكربن صالح بين سهل وابن سنان.