باب كراهية السرف والتقتير

6243 - 1 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن القاسم بن محمد الجوهري، عن جميل بن صالح، عن عبدالملك بن عمرو الاحول قال: تلا أبوعبدالله (ع) هذه الآية " والذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما "(3) قال: فأخذ قبضة من حصى وقبضها بيده فقال: هذا الاقتار الذي ذكره الله في كتابه ثم قبض

___________________________________
(3) الفرقان 67، والاقتار: التضييق. والقوام بفتح القاف: حالة وسطى.
[*]

[55]


قبضة اخرى فأرخى كفه كلها ثم قال: هذا الاسراف ثم أخذ قبضة اخرى(1) فأرخى بعضها وأمسك بعضها وقال: هذا القوام.
6244 - 2 وعنه، عن أبيه، عن محمد بن عمرو، عن عبدالله بن أبان قال: سألت أبا الحسن الاول (ع) عن النفقة على العيال فقال: مابين المكروهين الاسراف والاقتار.
6245 - 3 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن ابن أبي يعفور ; ويوسف بن عمار

[ة]

قالا: قال أبو عبدالله (ع): إن مع الاسراف قلة البركة.
6246 - 4 عدة، من أصحابنا، عن سهل بن زياد ; وأحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد ابن أبي نصر، عن سماعة بن مهران، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (ع) قال: رب فقير هو أسرف من الغني إن الغني ينفق مما اوتي والفقير ينفق من غير ما اوتي.
6247 - 5 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن المثنى قال: سأل رجل أبا عبدالله (ع) عن قول الله عزوجل: " وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لايحب المسرفين(2) " فقال: كان فلان بن فلان الانصاري سماه وكان له حرث وكان إذا أخذ يتصدق به ويبقى هو وعياله بغير شئ فجعل الله عزوجل ذلك سرفا.
6248 - 6 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبدالله (ع) في قول الله عزوجل: " ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا(3) " قال: الاحسار الفاقة.
6249 - 7 علي بن محمد، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن موسى بن بكر، عن عجلان قال: كنت عند أبي عبدالله (ع) فجاء سائل فقام إلى مكتل(4) فيه تمر فملا يده فناوله، ثم جاء آخر فسأله فقام فأخذ بيده فناوله، ثم جاء آخر فسأله فقام يأخذ بيده فناوله، ثم جاء آخر فسأله فقام فأخذ بيده فناوله، ثم جاء آخر فقال: الله رازقنا وإياك ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان لا يسأله أحد من الدنيا

___________________________________________
(1) في بعض النسخ

[ثم قبض قبضة اخرى]

.
(2) الانعام: 141.
(3) بنى اسرائيل: 29.
(4) المكتل: زنبيل من خوص.

[*]

[56]


شيئا إلا أعطاه فأرسلت إليه امرأة ابنا لها فقالت: انطلق إليه فاسأله فإن قال لك: ليس عندنا شئ فقل: أعطني قميصك، قال: فأخذ قميصه فرمى به إليه ; وفي نسخة اخرى فأعطاه فأد به الله تبارك وتعالى على القصد فقال: " ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ".
6250 - 8 أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن محمد بن سنان، عن أبي الحسن (ع) في قول الله عزوجل: " وكان بين ذلك قواما(1) " قال: القوام هو المعروف " على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعا بالمعروف حقا على المحسنين(2) " على قدر عياله ومؤونتهم التي هي صلاح له ولهم و " لا يكلف الله نفسا إلا ما آتيها " 6251 - 9 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد ; وأحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن عبدالله بن سنان في قوله تعالى: " والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما " فبسط كفه وفرق أصابعه وحناها شيئا(3) وعن قوله تعالى: " ولا تبسطها كل البسط " فبسط راحته وقال: هكذا ; وقال: القوام ما يخرج من بين الاصابع ويبقى في الراحة منه شئ.
6252 - 10 محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح ابن عقبة، عن سليمان بن صالح قال: قلت لابي عبدالله (ع): أدنى ما يجيئ من حد الاسراف؟ فقال: إبذالك ثوب صونك وإهراقك فضل إنائك وأكلك التمر ورميك النوى ههنا وههنا.
6253 - 11 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن عمار أبي عاصم قال: قال أبوعبدالله (ع): أربعة لايستجاب لهم، أحدهم كان له مال فأفسده فيقول: يا رب ارزقني فيقول الله عزوجل: ألم آمرك بالاقتصاد.(4).

___________________________________
(1) الفرقان: 67. وقواما أى وسطا وعدلا.
(2) البقرة: 236. والموسع: الرجل إذا كثر ماله. والمقتر: الفقير.
(3) اى أعوجها يسيرا.
(4) مضى مثله آنفا مع توضيحه.
[*]