باب النوادر

6202 - 1 الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن سليمان بن سفيان، عن إسحاق ابن عمار، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: يأتي على الناس زمان من سأل الناس عاش ومن سكت مات، قلت: فما أصنع إن أدركت ذلك الزمان؟ قال: تعينهم بما عندك فإن لم تجد فتجاهد.
6203 - 2 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن معاوية بن وهب، عن عبدالاعلى، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أفضل الصدقة صدقة عن ظهر غنى(2).
6204 - 3 علي بن إبراهيم، عن أبيه.
عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أفضل الصدقة صدقة تكون عن فضل الكف.
6205 - 4 علي بن إبراهيم: عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: " وأطعموا البائس الفقير(3) " قال: هو الزمن الذي لا يستطيع أن يخرج لزمانته(4).
6206 - 5 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن مهران بن محمد، عن سعد ابن طريف، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى)، بأن الله تعالى يعطي بالواحدة عشرة إلى مائة ألف فمازاد (فسنيسره لليسرى)

___________________________________
(2) قد مر معناه آنفا وفى بعض النسخ

[ظهر الغنى]

.
(3) الحج: 29: والبائس: الذى أصابه البؤس اى الشدة. والفقير المحتاج.
(4) أى لمرضه الذى يدوم عليه زمانا طويلا.

[*]

[47]


قال: لا يريد شيئا من الخير إلا يسره الله له " وأما من بخل واستغنى " قال: بخل بما آتاه الله عزوجل (وكذب بالحسنى) بأن الله يعطي بالواحدة عشرة إلى مائة ألف فما زاد (فسنيسره للعسرى) قال: لا يريد شيئا من الشر إلا يسره له " وما يغني عنه ماله إذا تردى(1) " قال: أما والله ما هو تردى في بئر ولا من جبل ولا من حائط ولكن تردى في نارجهنم.
6207 - 6 وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن زرارة، عن سالم بن أبي حفصة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى يقول: ما من شئ إلا وقد وكلت به من يقبضه غيري إلا الصدقة فإني أتلقفها بيدي تلقفا(2) حتى أن الرجل ليتصدق بالتمرة أو بشق تمرة فاربيها

[له]

كمايربي الرجل فلوه وفصيله(3) فيأتي يوم القيامة وهو مثل احد وأعظم من احد.
6208 - 7 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عمن حدثه، عن عبدالرحمن العزرمي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: جاء رجل إلى الحسن والحسين عليهما السلام وهماجالسان على الصفا فسألهما فقالا: إن الصدقة لا تحل إلا في دين موجع أو غرم مفظع أو فقر مدقع(4) ففيك شئ من هذا؟ قال: نعم فأعطياه وقد كان الرجل سأل عبدالله بن عمر، وعبدالرحمن بن أبي بكر فأعطياه ولم يسألاه عن شئ فرجع إليهما فقال لهما: مالكما لم تسألاني عما سألني عنه الحسن والحسين عليهما السلام؟ وأخبرهما بما قالا، فقالا: إنهما غذيا بالعلم غذاء(5).
6209 - 8 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عمن حدثه، عن

___________________________________
(1) الايات في سورة الليل.
(2) لقفت الشئ بالكسر وتلقفته اى تناولته بسرعة.
(3) الفلو: المهر يفصل عن امه والجمع افلاء. والمهر بضم الميم: ولد الفرس.
(4) في بعض النسخ

[دم موجع]

وفى بعضها

[غرم مقطع]

وفى النهاية: في الحديث " لا تحل المسألة الا لذى غرم مفظع " أى حاجة لازمة من غرامة مثقلة. والمدقع: الملصق بالتراب وجوع مدقع اى جوع شديد.
(5) أى ربيا بالعلم.

[*]

[48]


مسمع، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تسألوا أمتى في مجالسها فتبخلوها(1).
6210 - 9 الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: " يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ماكسبتم ومما أخرجنا لكم من الارض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون(2) " قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أمر بالنخل أن يزكى يجيئ قوم بألوان من تمر وهو من أردى التمر يؤدونه من زكاتهم تمرا يقال: له الجعرور والمعافارة(3) قليلة اللحا عظيمة النوى وكان بعضهم يجيئ بها عن التمر الجيد فقال: رسول الله صلى الله عليه وآله لا تخرصوا هاتين التمرتين ولا تجيئوا منها بشئ وفي ذلك نزل " ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه " والاغماض أن تاخذ هاتين التمرتين.
6211 - 10 وفي رواية اخرى، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عز و جل: " أنفقوا من طيبات ما كسبتم " فقال: كان القوم قد كسبوا مكاسب سوء في الجاهلية فلما أسلموا أرادوا أن يخرجوها من أموالهم ليتصدقوا بها فأبى الله تبارك وتعالى إلا أن يخرجوا من أطيب ما كسبوا.
6212 - 11 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن رجل، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: إني شيخ كثير العيال ضعيف الركن قليل الشئ فهل من معونة على زماني؟ فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أصحابه ونظر إليه أصحابه وقال: قد أسمعنا القول وأسمعكم فقام إليه رجل فقال: كنت مثلك بالامس فذهب به إلى منزله فأعطاه مرودا من تبرو كانوا(4) يتبايعون بالتبر وهو الذهب والفضة فقال الشيخ: هذا كله قال: نعم فقال الشيخ: أقبل تبرك فإني

___________________________________
(1) اى تنسبوها إلى البخل.
(2) البقرة: 267.
(3) المعافارة والجعرور نوع من أردى التمر.
(4) المرود: الميل يكتحل به وحديدة تدور في اللجام ومحور البكرة والوتد.
والتبر: ما كان من الذهب غير مضروب أو غير مصوغ أو في تراب معدنه، الواحدة تبرة.
[*]

[49]


لست بجني ولا إنسي ولكني رسول من الله لابلوك، فوجدتك شاكرا فجزاك الله خيرا.
6213 - 12 أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن مسمع بن عبدالملك قال: كنا عند أبي عبدالله عليه السلام بمنى وبين أيدينا عنب نأكله فجاء سائل فسأله فأمر بعنقود(1) فأعطاه، فقال السائل: لا حاجة لي في هذا إن كان درهم قال: يسع الله عليك فذهب ثم رجع فقال: ردوا العنقود فقال: يسع الله لك ولم يعطه شيئا ثم جاء سائل آخر فأخذ أبوعبدالله عليه السلام ثلاث حبات عنب فناولها إياه فأخذ السائل من يده ثم قال: الحمد لله رب العالمين الذي رزقني ; فقال أبوعبدالله عليه السلام: مكانك فحشا(2) مل‌ء كفيه عنبا فناولها إياه فأخذها السائل من يده ثم قال: الحمدلله رب العالمين فقال أبوعبدالله عليه السلام: مكانك يا غلام أي شئ معك من الدراهم فإذا معه نحو من عشرين درهما فيما حزرناه(3) أو نحوها فناولها إياه فأخذها ثم قال: الحمدلله هذا منك وحدك لا شريك لك، فقال أبوعبدالله عليه السلام: مكانك فخلع قميصا كان عليه فقال: البس هذا فلبسه ثم قال: الحمدلله الذي كساني وسترني يا أباعبدالله أو قال جزاك الله خيرا لم يدع لابي عبدالله عليه السلام إلا بذا ثم انصرف فذهب قال: فظننا أنه لو لم يدع له لم يزل يعطيه لانه كلما كان يعطيه حمد الله أعطاه.
6214 - 13 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إذا ضاق أحدكم فليعلم أخاه ولا يعين على نفسه.
6215 - 14 محمد بن علي، عن معمر رفعه قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه في بعض خطبه: إن أفضل الفعال صيانة العرض بالمال.
6216 - 15 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن زرارة قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ثلاثة إن يعلمهن المؤمن كانت زيادة في عمره وبقاء النعمة عليه، فقلت: وما هن؟ قال: تطويله في ركوعه وسجوده في صلاته و

___________________________________
(1) العنقود: ماتراكم وتعقد من حبة العنب في عرق واحد.
(2) الحشا: ما رفعت به يدك.
(3) بالحاء والزاى ثم الراء المهملة أى فيما قدرناه فنظرنا وحدسنا.
[*]

[50]


تطويله لجلوسه على طعامه إذا

[أ]

طعم على مائدته واصطناعه المعروف إلى أهله.
6217 - 16 عده من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام قلت: قوم عندهم فضول وبإخوانهم حاجة شديدة وليس تسعهم الزكاة أيسعهم أن يشبعوا ويجوع إخوانهم فإن الزمان شديد؟ فقال: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحرمه فيحق على المسلمين الاجتهاد فيه والتواصل والتعاون عليه والمواسات لاهل الحاجة، والعطف منكم(1) يكونون عليما أمر الله فيهم " رحماء بينهم " متراحمين.

_____________________________
(1) عطف على كلام السابق.