باب اتيان المشاهد وقبور الشهداء

18148 على بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل ابن شاذان، عن صفوان بن يحيى، وابن أبي عمير جمعيا، عن معاوية بن عمار قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: لا تدع أتيان المشاهد كلها مسجد قباء فانه المسجد الذي اسس على التقوى من أول يوم ومشربة أم إبراهيم، ومسجد الفضيخ وقبور الشهداء ومسجد الاحزاب وهومسجد الفتح(1)، قال: وبلغنا أن النبي صلى الله عليه وآله كان إذا قبور الشهداء قال: " السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار " وليكن فيما تقول عند مسجد الفتح " يا صريخ المكروبين ويا مجيب

[دعوة]

المضطرين اكشف همي وغمي وكربي كما كشفت عن نبيك همه وغمه وكربه وكفيته هول عدوه في هذا المكان.
28149 محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن عبدالله بن هلال، عن عقبة بن خالد قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام أنا نأتي المساجد التي حول المدينة فبأيها أبدء؟ فقال: ابدء بقباء فصل فيه وأكثر فإنه أول مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وآله في هذه العرصة ثم ائت مشربه أم إبراهيم فصل فيها وهي مسكن رسول الله صلى الله عليه وآله ومصلاة ثم تأتي مسجد الفضيخ فتصلي فيه فقد صلى فيه نبيك فإذا قضيت هذا الحانب أتيت جانب أحد فبدء‌ت بالمسجد الذي دون الحرة فصليت فيه ثم مررت بقبر حمزة بن عبدالمطلب فسلمت عليه

___________________________________
(1) المشربة بفتح الراء وضمها: الغرفة والصفة، يقال: هو في مشربته أى في غرفته وعدها في كتاب مغانم المطابة في معالم طابة للفيروزآبادى صاحب القاموس من المساجد قال: و منها مسجد ام ابراهيم الذى يقال له: مشربة ام ابراهيم وهو مسجد بقباء شمالى مسجد بنى قريظة قريب من الحرة الشرقية في موضع يعرف بالدشت قال: وليس عليه بناء ولا جدار وانما هو عريصة صغيرة بين نخيل، طولها نحوعشرة اذرع وعرضها اقل منه بنحو ذراع وقد حوط عليها برضم لطيف من الحجارة السود قال: ومنها مسجد الفضيح بفتح الفاء وكسر الضاد المعجمه بعدها مثناة تحتية وخاء معجمة قال: وهذا المسجد يعرف بمسجد الشمس اليوم وهو شرقى مسجد قباء على شفير الوادى مرضوم بحجارة سود وهو مسجد صغير.
أقول: ويأتى وجه تسميتها بمسجد الشمس عن قريب.
قال: ومنها مسجد الفتح وهو مسجدعلى قطعة من جبل سلع من جهة الغرب وغريبة وادى بطحان. (في)
[*]
*

[561]


ثم مررت بقبور الشهداء فقمت عندهم فقلت: " السلام عليكم يا أهل الديار أنتم لنا فرط وإنا بكم لاحقون " ثم تأتي المسجد الذي كان في المكان الواسع إلى جنب الجبل عن يمينك حين تدخل احدا فتصلي فيه فعنده خرج النبي صلى الله عليه وآله إلى احد حين لقى المشركين فلم يبرحوا حتى حضرت الصلاة فصلى فيه، ثم مر أيضا حتى ترجع فتصلي عند قبور الشهداء ما كتب الله لك، ثم امض على وجهك حتى تأتي مسجد الاحزاب فتصلي فيه وتدعوالله فيه فإن رسول الله صلى الله عليه وآله دعا فيه يوم الاحزاب وقال: " يا صريخ المكروبين ويا مجيب

[دعوة]

المضطرين ويا مغيث المهمومين اكشف همي وكربي وغمي فقد ترى حالي وحال أصحابي ".
48150 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: عاشت فاطمة سلام الله عليها بعد رسول الله صلى الله عليه وآله خمسة وسبعين يوما لم تركا شره ولاضاحكة(1) تأتي قبور الشهداء في كل جمعة مرتين الاثنين والخميس فتقول: ههنا كل رسول الله صلى الله عليه وآله وههنا كان المشركون.
8151 وفي رواية اخرى أبان، عمن أخبره، عن أبي عبدالله عليه السلام أنها كانت تصلي هناك وتدعو حتى ماتت عليها السلام.
8152 5 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن المفضل بن صالح، عن ليث المرادي قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن مسجد الفضيخ لم سمي مسجد الفضيخ؟ فقال: لنخل يسمى الفضيخ فلذلك سمي مسجد الفضيخ.
8153 6 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان، عن الحلبي قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: هل أتيتم مسجد قباء أو مسجد الفضيخ أو مشربة ام إبراهيم؟ قلت: نعم، قال: أما إنه لم يبق من آثار رسول الله صلى الله عليه وآله شئ إلا وقد غير غير هذا.
8154 7 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن موسى بن جعفر، عن عمر بن

___________________________________
(1) الكشر: الكشف عن الانياب في الضحك. وكاشرة أى ضاحكة، متبسمة.
[*]
*

[562]


سعيد، عن الحسن بن صدقة، عن عمار بن موسى قال، دخلت أنا وأبوعبدالله عليه السلام مسجد الفضيخ فقال: يا عمار ترى هذه الوهدة(1)؟ قلت: نعم، قال: كانت امرأة جعفرالتي خلف(2) عليها أميرالمؤمنين عليه السلام قاعدة في هذا الموضع ومعها ابناها من جعفر فبكت فقال لها ابناها: ما يبكيك يا امه؟ قالت: بكيت لاميرالمؤمنين عليه السلام فقالا لها: تبكين لاميرالمؤمنين ولا تبكين لابينا؟ قالت: ليس هذا هكذا ولكن ذكرت حديثا حدثني به أميرالمؤمنين عليه السلام في هذا الموضع فأبكاني، قالا: وما هو؟ قالت: كنت أنا وأميرالمؤمنين في هذا المسجد فقال لي: ترين هذه الوهدة؟ قلت: نعم قال: كنت أنا ورسول الله صلى الله عليه وآله قاعدين فيها إذ وضع رأسه في حجري ثم خفق حتى غط(3) وحضرت صلاة العصر فكرهت أن احرك رأسه عن فخذي فأكون قد آذيت رسول الله صلى الله عليه وآله حتى ذهب الوقت وفاتت فانتبه رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا علي صليت؟ قلت: لا، قال: ولم ذلك؟ قلت: كرهت أن اوذيك قال: فقام واستقبل القبلة ومد يديه كلتيهما وقال: اللهم رد الشمس إلى وقتها حتى يصلي علي فرجعت الشمس إلى وقت الصلاة حتى صليت العصر ثم انقضت انقضاض الكوكب(4).

_______________________________________
(1) الوهدة: الارض المنخفضة والهوة من الارض.
(2) " امرأة جعفر " يعنى بها اسماء بنت عميس رضى الله عنها وقوله: " خلف عليها " أى كان قائما في الزوجية مقامه. (في)
(3) " خفق " أى نام وغغط يغط بكسر عين المضارع غطيطا النائم: نخر في نومه.
(4) تركه عليه السلام الصلاة يمكن أن يكون لعلمه عليه السلام برجوع الشمس له أو يقال أنه عليه السلام صلى بايماء حذرا من ايذاء رسول الله صلى الله عليه وآله كما قيل أو يقال: انه اراد بذهاب الوقت ذهاب وقت الفضيلة وكذا المراد بفوت الصلاة فوت فضلها. (آت) اقول: انقض الحائط او الجداراى سقط ويقال: انقض الطائر من طيرانه أى هوى ومنه انقضاض الكوكب. وقال الفيض رحمه الله: هذه القصة مشهورة حتى عند العامة اشتهار الشمس. وان كذبها بعضهم خذلهم الله عنادا ونقل في مغانم المطابة عن احمد بن صالح بن العامة أنه كان يقول: ينبغى لمن سبيله العلم التخلف عن حفظ حديث اسماء لانه من علامات النبوة. (في) أقول: اشارا ابن ابى الحديد في القصيدة السادسة من القصائد العلويات السبع إلى هذا الحديث بقوله: يا من له ردت ذكاء ولم يفز * بنظيرها من قبل الا يوشع واخرجه صاحب الغدير مد ظله في كتاب القيم ج 3 ص 127 عن أعلام العامة ما يزيد على أربعين رجلا فليراجع.
[*]
.