باب وضع المعروف موضعه

16140 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سيف بن عميرة قال: قال أبوعبدالله عليه السلام لمفضل بن عمر: يا مفضل إذا أردت أن تعلم أشقي الرجل أم سعيد فانظر سيبه(2) ومعروفه إلى من يصنعه فإن كان يصنعه إلى من هو أهله فاعلم أنه إلى

___________________________________
(2) السيب: العطاء.
[*]

[31]


خير وإن كان يصنعه إلى غير أهله فاعلم أنه ليس له عند الله خير(1).
26141 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن مفضل بن عمر قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: يا مفضل إذا أردت أن تعلم إلى خير يصير الرجل أم إلى شر انظر أين يضع معروفه فإن كان يضع معروفه عند أهله فاعلم أنه يصير إلى خير وإن كان يضع معروفه عند غير أهله فاعلم أنه ليس له في الآخرة من خلاق(2).
36142 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن محمد بن علي، عن أحمد بن عمرو بن سليمان البجلي، عن إسماعيل بن الحسن بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم التمار(3)، عن إبراهيم بن إسحاق المدائني، عن رجل، عن أبي مخنف الازدي قال: أتى أمير المؤمنين صلوات الله عليه رهط من الشيعة فقالوا: يا أميرالمؤمنين لو أخرجت هذه الاموال ففرقتها في هؤلاء الرؤساء والاشراف وفضلتهم علينا حتى إذا استوسقت الامور(4) عدت إلى أفضل ما عودك الله من القسم بالسوية والعدل في الرعية؟ فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: أتامروني ويحكم أن أطلب النصر بالظلم والجور فيمن وليت عليه من أهل الاسلام لا والله لايكون ذلك ما سمر السمير(5) وما رأيت في السماء نجما والله لو كانت أموالهم مالي لساويت بينهم فكيف وإنما هي أموالهم، قال: ثم أزم ساكتا طويلا(6) ثم رفع رأسه فقال: من كان فيكم له مال فإياه والفساد فان إعطاء ه في غير حقه تبذير وإسراف وهو يرفع ذكر صاحبه في الناس ويضعه عند الله ولم يضع امرء ماله في غير حقه وعند غير أهله إلا حرمه الله شكرهم وكان لغيره ودهم فإن بقي معه منهم بقية ممن يظهر الشكر له ويريه النصح فانما ذلك ملق منه(7) وكذب

___________________________________
(1) محمول على ما إذا علم انه ليس من أهله. فلا ينافى مامضى.
(2) اى نصيب.
(3) في بعض النسخ

[أحمد بن عمرو بن مسلم البجلى، عن الحسن بن اسماعيل بن شعيب بن ميثم التمار]

وفى الوافى

[عن أحمد بن عمرو بن مسلم، عن إسماعيل الخ]

.
(4) اى استجمعت وانضمت وفى بعض النسخ

[حتى إذا استقت]

يعنى استقامت وفى بعض النسخ

[استوثقت]

.
(5) قول العرب: " لا افعله ما سمر السمير " اى مااختلف الليل والنهار. (القاموس)
(6) أى أمسك عن الكلام طويلا.
(7) الملق: بالفارسية (جابلوسى كردن) (كنز اللغة)

[*]

[32]


فإن زلت بصاحبهم النعل ثم احتاج إلى معونتهم ومكافاتهم فألام خليل وشر خدين(1) ولم يصنع امرء ماله في غير حقه وعند غير أهله إلا لم يكن له من الحظ فيما اتي إلا محمدة اللئام وثناء الاشرار مادام عليه منعما مفضلا ومقالة الجاهل(2) ما أجوده و هو عند الله بخيل فأي حظ أبور وأخسر من هذا الحظ وأي فائدة معروف أقل من هذا المعروف، فمن كان منكم له مال فليصل به القرابة وليحسن منه الضيافة وليفك به العاني(3) والاسير وابن السبيل فان الفوز بهذه الخصال مكارم الدنيا وشرف الآخرة.
46143 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن إسماعيل ابن جابر قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: لو أن الناس أخذوا ما أمرهم الله عزوجل به فأنفقوه فيمانهاهم الله عنه ما قبله منهم ولو أخذوا مانهاهم الله عنه فأنفقوه فيما أمرهم الله به ما قبله منهم حتى يأخذوه من حق وينفقوه في حق.
6144 5 علي بن محمد، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن موسى بن القاسم، عن أبي جميلة عن ضريس قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: إنما أعطاكم الله هذه الفضول من الاموال لتوجهوها حيث وجهها الله ولم يعطكموها لتكنزوها.

___________________________________
(1) الخدين: الصديق.
(2) عطف على " محمدة اللئام ".
(3) العانى من العناء.