باب كراهية المسألة

6100 - 1 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن حماد، عمن سمع أبا عبدالله عليه السلام يقول: إياكم وسؤال الناس فإنه ذل في الدنياوفقر تعجلونه وحساب طويل يوم القيامة.
6101 - 2 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن محمد بن مسلم قال: قال: أبوجعفر عليه السلام: يا محمد لو يعلم السائل ما في المسألة ما سأل أحد أحدا ولو يعلم المعطي ما في العطية مارد أحد أحدا.
6102 - 3 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن أحمد بن النضر رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الايدي ثلاث: يد الله العليا ويد المعطي التي تليها ويد المعطى أسفل الايدي، فاستعفوا عن السؤال مااستطعتم إن الارزاق دونها حجب فمن شاء قنى حياء ه(1) وأخذ رزقه ومن شاء هتك الحجاب وأخذ رزقه والذي نفسي بيده لان يأخذ أحدكم حبلا ثم يدخل عرض هذا الوادي فيحتطب حتى لا يلتقي طرفاه(2) ثم يدخل به السوق فيبيعه بمد من تمر ويأخذ ثلثه ويتصدق بثلثيه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو حرموه.
6103 - 4 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن داود بن النعمان، عن إبراهيم بن عثمان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله تبارك وتعالى أحب شيئا لنفسه وأبغضه لخلقه أبغض لخلقه المسألة(2) وأحب

___________________________________
(1) أى ذخره وألزمه ولم يفارقه. (في) اى يصل احد طرفيه الاخر كناية عن شدة المشقة (مجمع البحرين) وفى الوافى عدم التقاء طرفى الحبل كناية عن كثرة الحطب.
(2) يعنى أبغض لهم أن يسألوا وذلك لان مسؤليتهم تمنع مسؤليته سبحانه وهو أحب المسؤلية لنفسه فأبغضها لهم. (في)
[*]

[21]


لنفسه أن يسأل وليس شئ أحب إلى الله عزوجل من أن يسأل فلايستحيي أحدكم أن يسأل الله من فضله ولو

[ب‍]

شسع نعل.
56104 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: جاء‌ت فخذ من الانصار(1) إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسلموا عليه فرد عليهم السلام فقالوا: يا رسول الله: لنا إليك حاجة، فقال: هاتوا حاجتكم قالوا: إنها حاجة عظيمة، فقال: هاتوها ما هي؟ قالوا: تضمن لنا على ربك الجنة، قال: فنكس رسول الله صلى الله عليه وآله رأسه ثم نكت في الارض(2) ثم رفع رأسه فقال: أفعل ذلك بكم على أن لا تسألوا أحدا شيئا، قال: فكان الرجل منهم يكون في السفر فيسقط سوطه فيكره أن يقول لانسان: ناولنيه فرارا من المسألة فينزل فيأخذه ويكون على المائدة فيكون بعض الجلساء أقرب إلى الماء منه فلايقول: ناولني حتى يقوم فيشرب.
66105 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عمن ذكره، عن الحسين بن أبي العلاء قال: قالوا أبوعبدالله عليه السلام: رحم الله الله عبدا عف وتعفف وكف عن المسألة فإنه يتعجل الدنية في الدنيا ولا يغني الناس عنه شيئا(3)، قال: ثم تمثل أبوعبدالله عليه السلام ببيت حاتم: إذا ما عرفت اليأس ألفيته الغنى * إذا عرفته النفس والطمع الفقر 76106 علي بن محمد ; وأحمد بن محمد، عن علي بن الحسن، عن العباس بن عامر، عن محمد بن إبراهيم الصيرفي، عن مفضل بن قيس بن رمانة قال: دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فذكرت له بعض حالي، فقال: يا جارية هات ذلك الكيس، هذه أربعمائة دينار وصلني بها أبوجعفر(4) فخذها وتفرج بها قال: فقلت: لا والله جعلت فداك ما هذا دهري(5) ولكن أحببت أن تدعوا الله عزوجل لي، قال: فقال: إني سأفعل ولكن

___________________________________
(1) الفخذ: القبيلة.
(2) نكت في الارض بقضيبه اى ضرب بها فأثر فيها.
(3) وفى بعض النسخ

[لا يعنى الناس]

بالعين المهملة اى لا يكفى الناس عنه شيئا.
(4) المراد بأبى جعفر الدوانيقى.
(5) أى ليس هذا عادتى وهمتى فان الدهر يقال للهمة والعادة.

[*]

[22]


إياك أن تخبر الناس بكل حالك فتهون عليهم.
6107 8 وروي عن لقمان أنه قال لابنه: يابني ذقت الصبر وأكلت لحاء الشجر(1) فلم أجد شيئا هو أمر من الفقر فإن بليت به يوما ولا تظهر الناس عليه فيستهينوك ولا ينفعوك بشئ، ارجع إلى الذي ابتلاك به فهو أقدر على فرجك وسله من ذا الذى سأله فلم يعطه أو وثق به فم ينجه.

_____________________________
(1) اللحاء ممدودا قشر الشجر.