باب استطاعة الحج

16943 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن الحلبي، عن أبي عبدالله (ع) في قول الله عزوجل: " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " قال: ماالسبيل؟ قال: أن يكون له مايحج به، قال: قلت: من

[267]


عرض عليه ما يحج به فاستحيى من ذلك أهو ممن يستطيع إليه سبيلا؟ قال: نعم ما شأنه أن يستحيي ولو يحج على حمار أجدع أبتر(1) فإن كان يطيق أن يمشي بعضا ويركب بعضا فليحج.
26944 علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن يحيى الخثعمي قال: سأل حفص الكناسي أبا عبدالله (ع) وأنا عنده عن قول الله عزوجل: " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " ما يعني بذلك؟ قال: من كان صحيحا في بدنه مخلى سربه(2) له زاد وراحلة فهو ممن يستطيع الحج أو قال: ممن كان له مال فقال له حفص الكناسي: فإذا كان صحيحا في بدنه مخلى سربه له زاد وراحلة فلم يحج فهو ممن يستطيع الحج؟ قال: نعم.
36945 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن خالد بن جرير، عن أبي الربيع الشامي قال: سئل أبوعبدالله (ع) عن قول الله عزوجل: " من استطاع إليه سبيلا " فقال: ما يقول الناس؟ قال: فقيل له: الزاد والراحلة، قال: فقال أبو عبدالله (ع): قد سئل أبوجعفر (ع) عن هذا فقال: هلك الناس إذا، لئن كان من كان له زاد وراحلة قدر ما يقوت عياله ويستغني به عن الناس ينطلق إليه فيسلبهم إياه لقد هلكوا(3)، فقيل له: فما السبيل؟ قال: فقال: السعة في المال إذا كان يحج ببعض ويبقي بعضا يقوت به عياله أليس قد فرض الله الزكاة فلم يجعلها إلا على من يملك مائتي درهم.
46946 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن سيف بن

___________________________________
(1) الاجدع: مقطوع الانف والاذن والشفة. والابتر: مقطوع الذنب.
(2) أى أمن في نفسه. وفى الصحاح السرب: الطريق، يقال: فلان امن في سربه أى أمن في نفسه.
(3) قوله: " ينطلق اليه " أى إلى الحج " فيسلبهم اياه " يعنى يسلب عياله ما يقوتون به " لقد هلكوا " يعنى عياله. وفى بعض النسخ

[ينطلق اليهم]

فمعنى الحديث لئن كان من كان له قدر ما يقوت عياله فحسب وجب عليه أن ينفق ذلك في الزاد والراحلة ثم ينطلق إلى الناس يسألهم قوت عياله لهلك الناس إذا. والاول أصوب وأصح وأوضح.(في)

[*]

[268]


عميرة، عن أبي بكر الحضرمي قال: قلت لابي عبدالله (ع): إني شيعت أصحابي إلى القادسية فقالوا لي: انطلق معنا ونقيم عليك ثلاثا فرجعت وليس عندي نفقة فيسر الله ولحقتهم قال: إنه من كتب عليه في الوفد لم يستطع أن لايحج وإن كان فقيرا ومن لم يكتب لم يستطع أن يحج وإن كان غنيا صحيحا.
56947 محمد بن أبي عبدالله، عن موسى بن عمران، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله(ع) قال: سأله رجل من أهل القدر فقال: يا ابن رسول الله أخبرني عن قول الله عزوجل: " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " أليس قد جعل الله لهم الاستطاعة؟ فقال: ويحك إنما يعني بالاستطاعة الزاد والراحلة ليس استطاعة البدن، فقال الرجل: أفليس إذاكان الزاد والراحلة فهو مستطيع للحج فقال: ويحك ليس كما تظن قد ترى الرجل عنده المال الكثير أكثر من الزاد والراحلة فهو لايحج حتى يأذن الله تعالى في ذلك(1).

_____________________________
(1) يدل كسابقه على أن لتوفيق الله تعالى وألطافه مدخلا في العمل كما مر في تحقيق الامر بين الامرين والمراد باهل القدر هنا المفوضة الذين يقولون: لامدخل لتقدير الله تعالى في اعمال العباد أصلا وقد يطلق على الجبرية أيضا كما عرفت سابقا. (آت)