باب فضل الحج والعمرة وثوابهما

16885 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان الخزاز، عن علي بن عبدالله البجلي، عن خالد القلانسي، عن أبي عبدالله (ع) قال: قال علي بن الحسين عليهما السلام: حجوا واعتمروا تصح أبدانكم وتتسع أرزاقكم وتكفون مؤونات عيالكم ; وقال: الحاج مغفور له وموجوب له الجنة ومستأنف له العمل ومحفوظ في أهله وماله.(1)
26886 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن عبدالاعلى قال: قال أبوعبدالله (ع): كان أبي يقول: من أم هذا البيت حاجا أو معتمرا مبرا من الكبر رجع من ذنوبه كهيئة يوم ولدته أمه ثم قرء: " فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى "(2) قلت: ما الكبر؟

___________________________________
(1) الظاهر أن المراد انهم على ثلاثة اصناف صنف يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فهو موجوب له الجنة وصنف يغفر له ما تقدم من ذنبه ويكتب عليه في بقية عمره وصنف لايغفر له ولكن يحفظ في اهله وماله كما يدل عليه خبر معاوية بن عمار

[الاتى تحت رقم 6]

. (آت)
(2) البقرة: 199 وقراء ته عليه السلام الاية بعد حديثه يفيد أن معنى الاية خروجه بالنفر عن الاثم سواء تعجل في النفر أو تأخر وهو أحد تفاسير الاية كما ورد في حديث آخر عنهم عليهم السلام في تفسيرها يرجع ولا ذنب له ولها تفاسير اخر تأتى في محلها ومنها أن المراد نفى الاثم بتعجله وتأخره في نفره ردا على أهل الجاهلية فان منهم من اثم المتعجل ومنهم من أثم المتأخر.(في)

[*]

[253]


قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن اعظم الكبر غمص الخلق وسفه الحق(1) قلت: ما غمص الخلق وسفه الحق؟ قال: يجهل الحق ويطعن على أهله ومن فعل ذلك نازع الله رداء ه.
36887 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: ضمان الحاج والمعتمر على الله إن أبقاه بلغه أهله وإن أماته أدخله الجنة.
46888 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الحجة ثوابها الجنة والعمرة كفارة لكل ذنب.
56889 علي، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن يحيى بن عمرو بن كليع، عن إسحاق بن عمار قال: قلت لابي عبدالله (ع): إني قد وطنت نفسي على لزوم الحج كل عام بنفسي أو برجل من أهل بيتي بمالي؟ فقال: وقد عزمت على ذلك؟ قال: قلت: نعم، قال: إن فعلت فأبشر بكثرة المال.
66890 علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار قال: قال أبوعبدالله (ع): الحجاج يصدرون على ثلاثة أصناف: صنف يعتق من النار وصنف يخرج من ذنوبه كهيئة يوم ولدته أمه وصنف يحفظ في أهله وماله، فذاك أدنى ما يرجع به الحاج.
76891 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن صفوان بن يحيى، عن عبدالله بن يحيى الكاهلي قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول ويذكر الحج فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: هو أحد الجهادين هو جهاد الضعفاء ونحن الضعفاء أما إنه ليس

___________________________________
(1) في النهاية: في الحديث: " انما ذلك من سفه الحق وغمص الناس " أى احتقرهم ولم يرهم شيئا، تقول منه: غمص الناس يغمصهم غمصا وقال ك من سفه الحق أى من جهله وقيل: جهل نفسه ولم يفكر فيها وفى الكلام محذوف تقديره انما البغى فعل من سفه الحق والسفه في الاصل الخفة والطيش وسفه فلان رأيه إذا كان مضطر بالاستقامة له والسفيه: الجاهل ورواه الزمخشرى من سفه الحق على أنه اسم مضاف إلى الحق قال: وفيها وجهان أحدهما أن يكون على حذف الجار وايصال الفعل كان الاصل سفه على الحق والثانى أن يضمن معنى فعل متعد كجهل والمعنى الاستخفاف بالحق وأن لايراه على ما هو عليه من الرجحان والرزانة.(آت)

[254]


شئ أفضل من الحج إلا الصلاة وفي الحج لههنا صلاة وليس في الصلاة قبلكم حج، لا تدع الحج وأنت تقدر عليه أما ترى أنه يشعث رأسك ويقشف(1) فيه جلدك و يمتنع فيه من النظر إلى النساء وإنا نحن لههنا ونحن قريب لنا مياه متصلة ما نبلغ الحج حتى يشق علينا فكيف أنتم في بعد البلاد وما من ملك ولا سوقة يصل(2) إلى الحج إلا بمشقة في تغيير مطعم أو مشرب أو ريح أو شمس لايستطيع ردها وذلك قوله عزوجل: " وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الانفس إن ربكم لرؤف رحيم(3) ".
86892 محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد بن عيسى، عن ربعي ابن عبدالله، عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لايحالف الفقر والحمى مدمن الحج والعمرة(4).
96893 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبي أيوب، عن سعد الاسكاف قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: إن الحاج إذا أخذ في جهازه(5) لم يحظ خطوة في شئ من جهازه إلا كتب الله عزوجل له عشر حسنات ومحى عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات حتى يفرغ من جهازه متى ما فرغ فإذا استقبلت به راحلته لم تضع خفا ولم ترفع إلا كتب الله عزوجل له مثل ذلك حتى يقضي نسكه

___________________________________
(1) شعث رأسه: تفرق شعره وجلده (القاموس) والقشف محركة: قذرالجلدور ثاثة الهيئة وسوء الحال ورجل قشف ككتف: لوحته الشمس او الفقر فتغير. (مجمع البحرين).
(2) السوقة بالضم: الرعية للواحد والجمع والمذكر والمؤنث وقد يجمع سوفا كصرد.
(3) النحل: 7. وقال الطبرسى رحمه الله: أى أمتعتكم إلى بلدلم تكونوا بالغيه الابشق الانفس اى وتحمل الابل وبعض البقر احمالكم الثقيلة إلى بلد بعيد لايمكنكم أن تبلغوه إلا بكلفة ومشقة تلحق انفسكم وقيل: معناه تحمل أثقالكم إلى مكة لانها من بلاد الفلوات عن ابن عباس و عكرمة.
(4) لايحالف بالحاء المهملة اى لايلازمه فقر وحالفه عاهده ولازمه.
وفى بعض النسخ بالخاء المعجمة اى لايأتيه من قولهم: هو يخالف امرأة فلان أى يأتيها إذا غاب عنها زوجها قاله الجوهرى. وأدمن الشئ: أدامه.
(5) جهاز المسافر بالفتح والكسر: ما يحتاج إليه. (القاموس).
[*]

[255]


فاذا قضى نسكه غفر الله له ذنوبه، وكان ذاالحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الاول أربعة أشهر تكتب له الحسنات ولا تكتب عليه السيئات إلا أن يأتي بموجبة(1) فإذا مضت الاربعة الاشهر خلط بالناس.
6894 - 10 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حسين بن خالد قال: قلت لابي الحسن (ع): لاي شئ صار الحاج لايكتب عليه الذنب أربعة أشهر؟ قال: إن الله عزوجل أباح المشركين الحرم في أربعة أشهر إذ يقول: " فسيحوا في الارض أربعة أشهر(2) " ثم وهب لمن يحج من المؤمنين البيت الذنوب أربعة أشهر.
6895 - 11 أحمد، عن أبي محمد الحجال، عن داود بن أبي يزيد، عمن ذكره، عن أبي عبدالله (ع) قال: الحاج لايزال عليه نور الحج مالم يلم بذنب(3).
6896 - 12 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي محمد الفراء قال: سمعت جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد.
6897 - 13 - محمد بن يحيى، عن علي بن إسماعيل، عن علي بن الحكم، عن جعفر ابن عمران، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (ع) قال: الحج والعمرة سوقان من أسواق الآخرة، اللازم لهما في ضمان الله إن أبقاه أداه إلى عياله وإن أماته أدخله الجنة.
6898 - 14 محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن زكريا المؤمن، عن إبراهيم بن صالح، عن رجل من أصحابنا، عن أبي عبدالله (ع) قال: الحاج والمعتمر وفد الله إن سألوه أعطاهم وإن دعوه أجابهم وإن شفعوا شفعهم وإن سكتوا إبتدء هم ويعوضون بالدرهم ألف

[ألف]

درهم.
6899 - 15 وعنه، عن عبدالمؤمن، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي عبدالله (ع) قال: درهم تنفقه في الحج أفضل من عشرين ألف درهم تنفقها في حق.

___________________________________
(1) اى الكبيرة الموجبة للنار او الافعال والاقوال الموجبة للكفر والاول أظهر. (آت)
(2) التوبة: 2.
(3) قال الجوهرى: الم الرجل من اللمم وهى صغار الذنوب ويقال: هو مقاربة المعصية.
[*]

[256]


6900 - 16 وعنه، عن عبدالمؤمن(1)، عن داود بن أبي سليمان الجصاص، عن عذافر قال قال أبوعبدالله (ع): ما يمنعك من الحج في كل سنة؟ قلت: جعلت فداك العيال قال: فقال: إذا مت فمن لعيالك؟ أطعم عيالك الخل والزيت وحج بهم كل سنة.
6901 - 17 الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن علي بن أسباط، عن سليمان الجعفري عمن رواه، عن أبي عبدالله (ع) قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يقول: بادروا بالسلام على الحاج والمعتمر ومصافحتهم من قبل أن تخالطهم الذنوب.
6902 - 18 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن عيسى، عن زكريا المؤمن، عن شعيب العقر قوفي، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (ع) قال: الحاج والمعتمر في ضمان الله، فإن مات متوجها غفر الله له ذنوبه وإن مات محرما بعثه الله ملبيا وإن مات بأحد الحرمين بعثه الله من الآمنين وإن مات منصرفا غفر الله له جميع ذنوبه.
6903 - 19 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال، عن الرضا (ع) قال: سمعته يقول: ما وقف أحد من تلك الجبال إلا استجيب له فأما المؤمنون فيستجاب لهم في آخرتهم وأما الكفار فيستجاب لهم في دنياهم.
6904 - 20 وعنه، عن أبيه، عن علي بن أسباط، عن بعض أصحابنا قال: قال أبوعبدالله (ع): إذا أخذ الناس منازلهم بمنى نادى مناد: يا منى قد جاء أهلك فاتسعي في فجاجك واترعي في مثابك(2) ومناد ينادي: لو تدرون بمن حللتم لايقتنم بالخلف بعد المغفرة.
6905 - 21 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (ع) قال: " ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين(3) " قال: حجوا إلى الله عزوجل.
6906 - 22 علي، عن أبيه ; ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن ابن

___________________________________
(1) في بعض النسخ

[عنه عن المؤمن]

. (آت)
(2) حوض ترع بالتحريك وكوز ترع اى ممتلئ وقد ترع الاناء بالكسر يترع ترعا أى امتلا.
ومثاب الحوض: وسطه الذى يثوب إليه الماء إذا استفرغ. (الصحاح)
(3) الذاريات: 50.

[*]

[257]


أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبدالله (ع) قال: إذا أخذ الناس منازلهم بمنى نادى مناد: لوتعلمون بفناء من حللتم لايقنتم بالخلف بعد المغفرة.
6907 - 23 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن يونس بن يعقوب عن خاله عبدالله بن عبدالرحمن، عن سعيد السمان قال، كنت أحج في كل سنة فلما كان في سنة شديدة أصاب الناس فيها جهد(1) فقال لي أصحابي: لو نظرت إلى ما تريد أن تحج العام به فتصدقت به كان أفضل قال: فقلت لهم: وترون ذلك؟ قالوا: نعم، قال: فتصدقت تلك السنة بما اريد أن أحج به وأقمت قال: فرأيت رؤيا ليلة عرفة و قلت: والله لاأعود ولا أدع الحج قال: فلما كان من قابل حججت فلما أتيت منى رأيت أبا عبدالله (ع) وعنده الناس مجتمعون فأتيته فقلت له: أخبرني عن الرجل وقصصت عليه قصتي وقلت: أيهما أفضل الحج أو الصدقة؟ فقال: ما أحسن الصدقة ثلاث مرات قال: قلت: أجل فأيهما أفضل؟ قال: ما يمنع أحدكم من أن يحج ويتصدق قال: قلت: ما يبلغ ماله ذلك ذلك ولا يتسع قال: إذا أراد أن ينفق عشرة دراهم في شئ من سبب الحج أنفق خمسة وتصدق بخمسة أو قصر في شئ من نفقته في الحج فيجعل ما يحبس(2) في الصدقة فإن له في ذلك أجرا قال: قلت: هذا لو فعلناه استقام قال: ثم قال: وأنى له مثل الحج فقالها ثلث مرات إن العبد ليخرج من بيته فيعطى قسما(3) حتى إذا أتى المسجد الحرام طاف طواف الفريضة ثم عدل إلى مقام إبراهيم فصلى ركعتين فيأتيه ملك فيقوم عن يساره فأذا انصرف ضرب بيده على كتفيه فيقول: يا هذا أما ما مضى فقد غفر لك وأما ما يستقبل فجد(4).
6908 - 24 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن أبي حمزة الثمالي

___________________________________
(1) الجهد بالفتح: المشقة.
(2) في بعض النسخ

[في شئ ينفقه في الحج ويجعل ما يحتبس]

.
(3) القسم بالكسر: النصيب. وبالفتح: العطاء وقوله: " أنى له مثل الحج " يعنى أن الجمع بين الامرين على هذا النحو لايبلغ ثوابه ثواب انفاق الكل في سبيل الحج وذلك لان درهما في الحج افضل من ألفى ألف فيما سواه من سبيل الله. (في)
(4) في بعض النسخ بالجيم والدال مشددة وقال الجوهرى: الجد: الاجتهاد في الامور تقول: جد في الامر يجد بكسر الجيم ويجد بضمها. وفى بعض النسخ بالخاء والذال المعجمتين أى شرع في العمل من قولهم: أخذ في الامر إذا شرع فيه.

[*]

[258]


قال: قال رجل لعلي بن الحسين عليهما السلام: تركت الجهاد وخشونته ولزمت الحج ولينه قال: وكان متكئا فجلس وقال: ويحك أما بلغك ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله في حجة الوداع إنه لموقف بعرفة وهمت الشمس أن تغيب قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا بلال قل للناس فلينصتوا فلما نصتو(1) قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن ربكم تطول عليكم في هذا اليوم فغفر لمحسنكم وشفع محسنكم في مسيئكم فأفيضو مغفورا لكم ; قال: - وزاد غير الثمالي أنه قال: إلا أهل التبعات فإن الله عدل يأخذ للضعيف من القوي فلما كانت ليلة جمع لم يزل يناجي ربه ويسأله لاهل التبعات فلما وقف بجمع قال لبلال: قل للناس فلينصتوا فلما نصتوا قال: إن ربكم تطول عليكم في هذا اليوم فغفر لمحسنكم وشفع محسنكم في مسيئكم فأفيضوا مغفورا لكم وضمن لاهل التبعات من عنده الرضا(2).
6910 - 25 علي، عن أبيه ; ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار قال: لما أفاض رسول الله صلى الله عليه وآله تلقاه أعرابي بالابطح فقال: يا رسول الله إني خرجت أريد الحج فعاقني(3) وأنا رجل ميل يعني كثير المال فمرني أصنع في مالي ما أبلغ به ما يبلغ به الحاج قال: فالتفت رسول الله صلى الله عليه وآله إلى إبي قبيس فقال: لو أن أبا قبيس لك زنته ذهبة حمراء أنفقته في سبيل الله ما بلغت ما بلغ الحاج.
6911 - 26 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل، عن أبي إسماعيل السراج، عن هارون بن خارجة قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: من دفن في الحرم أمن من الفزع الاكبر، فقلت له: من بر الناس وفاجرهم؟ قال: من بر الناس وفاجرهم.
6912 - 27 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن

___________________________________
(1) الانصات: الاستماع والسكوت.
(2) التبعات: حقوق الناس. والمراد بالرضا رضا صاحب الحق.
(3) الفاعل محذوف تقديره فعاقنى عائق أى منعنى مانع.وفى بعض النسخ

[ففاتنى]

.

[*]

[259]


أيوب، عن العلاء، عن رجل، عن أبي عبدالله (ع) قال: إن أدنى ما يرجع به الحاج الذي لايقبل منه أن يحفظ في أهله وماله، قال: فقلت: بأي شئ يحفظ فيهم؟ قال: لا يحدث فيهم إلا ما كان يحدث فيهم وهو مقيم معهم.
6913 - 28 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جندب، عن أبي عبدالله (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الحج جهاد الضعيف(1) ثم وضع أبوعبدالله (ع) يده في صدر نفسه وقال: نحن الضعفاء ونحن

[ال‍]

ضعفاء(2).
6914 - 29 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة، عن إبراهيم بن ميمون قال: قلت لابي عبدالله (ع): إنى أحج سنة وشريكي سنة، قال: ما يمنعك من الحج يا إبراهيم؟ قلت: لا أتفرغ لذلك جعلت فداك أتصدق بخمسمائة مكان ذلك؟ قال: الحج أفضل، قلت: ألف؟ قال: الحج أفضل، قلت: فألف وخمسمائة؟ قال: الحج أفضل، قلت: ألفين؟ قال: أفي ألفيك طواف البيت؟ قلت: لا، قال: أفي ألفيك سعي بين الصفا والمروة؟ قلت: لا، قال: أفي ألفيك وقوف بعرفة؟ قلت: لا، قال: أفي ألفيك رمي الجمار؟ قلت: لا، قال: أفي ألفيك المناسك؟ قلت: لا، قال: الحج أفضل.
6915 - 30 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (ع) قال: قال لي أبوعبدالله: قال لي إبراهيم ابن ميمون كنت جالسا عند أبي حنيفة فجاء ه رجل فسأله فقال: ما ترى في رجل قد حج حجة الاسلام، الحج أفضل أم يعتق رقبة؟ فقال: لا بل عتق رقبة، فقال أبوعبدالله (ع): كذب والله وأثم لحجة أفضل من عتق رقبة ورقبة ورقبة حتى عد عشرا ثم قال: ويحه في أي رقبة طواف بالبيت وسعي بين الصفا والمروة والوقوف بعرفة وحلق الرأس ورمي الجمار لو كان كما قال لعطل الناس الحج ولو فعلوا كان ينبغي للامام أن يجبرهم

___________________________________
(1) من ضعف عن الجهاد ولم يجد أعوانا عليه. (آت)
(2) لانهم عليهم السلام من الذين قال الله تعالى فيهم: " ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ".(كذا في هامش المطبوع) ولصاحب الوافى هنا بيان لايسعنا ذكره ومن اراد الاطلاع فليراجع الوافى كتاب الحج ص 41.
[*]

[260]


على الحج إن شاؤوا وإن أبوا فإن هذا البيت إنما وضع للحج.
6916 - 31 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن عمر ابن يزيد قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: حجة أفضل من

[عتق]

سبعين رقبة، فقلت: ما يعدل الحج شئ، قال: ما يعدله شئ ولدرهم واحد في الحج أفضل من ألفي ألف درهم فيما سواه من سبيل الله ثم قال له: خرجت على نيف وسبعين بعيرا وبضع عشرة دابة ولقد اشتريت سودا أكثر بها العدد(1) ولقد آذاني أكل الخل والزيت حتى أن حميدة أمرت بدجاجة فشويت فرجعت إلي نفسي.
6917 - 32 علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حسين الاحمسي، عن أبي بصير قال: قال أبوعبدالله (ع): حجة خير من بيت مملوء ذهبا يتصدق به حتى يفنى.
6918 - 33 علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ربعي بن عبدالله، عن الفضيل قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: لا ورب هذا البنية لايخالف مد من الحج بهذا البيت حمى ولا فقر أبدا(2).
6919 - 34 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد ; وأحمد بن محمد جميعا، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن محمد بن عبدالله قال: قلت للرضا (ع): جعلت فداك إن أبي حدثني عن آبائك عليهم السلام أنه قيل لبعضهم: إن في بلادنا موضع رباط(3) يقال له: قزوين وعدوا يقال له: الديلم فهل من جهاد أو هل من رباط؟ فقال: عليكم بهذا البيت فحجوه، ثم قال: فأعاد عليه الحديث ثلاث مرات كل ذلك يقول: عليكم بهذا البيت فحجوه ثم قال في الثالثة، أما يرضى أحدكم أن يكون في بيته ينفق على عياله ينتظر أمرنا فإن أدركه كان كمن شهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله بدرا وإن لم يدركه كان كمن كان مع قائمنا في فسطاطه هكذا وهكذا وجمع بين سبابتيه فقال أبوالحسن (ع): صدق هو على ماذكر.
6920 - 35 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحجال، عن غالب، عمن ذكره عن أبي عبدالله (ع) قال: الحج والعمرة سوقان أسواق الآخرة والعامل بهما في

___________________________________
(1) السود: العبيد. و " العدد " أى عدد الحاج.
(2) قد مضى بيان مافيه تحت رقم 8.
(3) في بعض النسخ

[موضعا ورباطا]

.

[*]

[261]


جوار الله إن أدرك ما يأمل غفر الله له وإن قصر به أجله وقع أجره على الله.
6921 - 36 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن زعلان(1)، عن عبدالله ابن المغيرة، عن ابن الطيار قال: قال أبوعبدالله (ع): حجج تترى وعمر تسعى يدفعن عيلة الفقر وميتة السوء(2).
6922 - 37 علي بن إبراهيم، عن أبيه ; ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبدالله (ع) قال: أتى النبي صلى الله عليه وآله رجلان رجل من الانصار ورجل من ثقيف فقال الثقيفي: يا رسول الله حاجتي، فقال: سبقك أخوك الانصاري فقال: يارسول الله إني على ظهر سفر وإني عجلان وقال: الانصاري: إني قد أذنت له فقال: إن شئت سالتني وإن شئت نبأتك فقال: نبئني يا رسول الله، فقال: جئت تسألني عن الصلاة وعن الوضوء وعن السجود فقال الرجل: إي والذي بعثك بالحق، فقال: أسبغ الوضوء واملا يديك من ركبتيك وعفر جبينك في التراب وصل صلاة مودع، وقال الانصاري: يا رسول الله حاجتي، فقال: إن شئت سألتني و إن شئت نبأتك، فقال: يا رسول الله نبئني، قال جئت تسألني عن الحج وعن الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار وحلق الرأس ويوم عرفة فقال الرجل: إي والذي بعثك بالحق، قال: لا ترفع ناقتك خفا إلا كتب الله به لك حسنة، ولا تضع خفا إلا حط به عنك سيئة وطواف بالبيت وسعي بين الصفا والمروة تنفتل كما ولدتك امك من الذنوب ورمي الجمار ذخر يوم القيامة وحلق الرأس لك بكل شعرة نور يوم القيامة ويوم عرفة يباهي الله عزوجل به الملائكة فلو حضرت ذلك

___________________________________
(1) " زعلان " بالزاى والمهملة وربما يوجد في بعض النسخ

[محمد بن الحسن بن علان]

ويشبه أن يكون احدهما تصحيفا للاخر وفى بعض النسخ

[محمد بن الحسين زعلان]

.
(2) " تترى " أصله وترى ومعناها مجيئ الواحد بعد الاخر نحو جاؤوا تترى أى واحدا بعدو احد ووترا بعد وتر، والوتر: الفرد ومنه المتواتر. وقال المجلسى رحمه الله: لعل المراد بتسعى أى تسعى فيهن. وقيل: هو فعلى من التسع اى العمر التى تكون الفصل بين كل منها وسابقتها ولا حقتها تسعا بناء على كون الفصل بين العمرتين عشرة فاذا لم يحسب يوم الفراغ من الاولى والشروع من الثانية يكون بينهما تسع.

[*]

[262]


اليوم برمل عالج وقطر السماء وأيام العالم ذنوبا فإنه تبت ذلك اليوم(1).
وفي حديث آخر له بكل خطوة يخطوا إليها يكتب له حسنة ويمحى عنه سيئة ويرفع له بها درجة.
6923 - 38 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي، عن الحسن بن الجهم عن أبي الحسن الرضا (ع) قال: قال أبوجعفر (ع): ما يقف أحد على تلك الجبال بر ولا فاجر إلا استجاب الله له فأما البر فيستجاب له في آخرته ودنياه وأما الفاجر فيستجاب له في دنياه.
6924 - 39 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن المفضل بن صالح، عن جابر، عن أبي جعفر (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الحاج ثلاثة فأفضلهم نصيبا رجل غفر له ذنبه ما تقدم منه وما تأخر ووقاه الله عذاب القبر و أما الذي يليه فرجل غفر له ذنبه ماتقدم منه ويستأنف العمل فيما بقي من عمره وأما الذي يليه فرجل حفظ في أهله وماله.
6925 - 40 محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان ; وعلي بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبدالله (ع) قال: الحاج على ثلاثة أصناف: صنف يعتق من النار وصنف يخرج من ذنوبه كهيئة يوم ولدته امه وصنف يحفظ في أهله وماله وهو أدنى ما يرجع به الحاج.
6926 - 41 ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبدالله (ع) قال: ما من سفر أبلغ في لحم ولادم ولاجلد ولا شعر من سفر مكة، وما أحد يبلغه حتى تناله المشقة.
6927 - 42 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحجال، عن داود بن أبي يزيد عن أبي عبدالله (ع) قال: إذا أخذ الناس مواطنهم بمنى نادى مناد من قبل الله عز و جل: إن أردتم أن أرضى فقد رضيت.

___________________________________
(1) قد مر صدر الحديث في كتاب الطهارة ج 3 ص 71. وقوله: " تبت " بالمثناة الفوقية أى يقطع من بت يبت بمعنى القطع ويمكن أن يفرء تبت بتشديد الباء كقوله تعالى: " تبت يدا أبى لهب " أى هلكت وذهبت. وفى الوافى: " تبث " وقال الفيض رحمه الله: كانه من البث بمعنى النشرو التفريق على البناء للمفعول نظيرة ما في لفظ آخر تناثرت عنه الذنوب.
[*]

[263]


6928 - 43 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبدالله (ع) قال: قال: إذا أخذ الناس منازلهم بمنى نادى مناد: لو تعلمون بفناء من حللتم لايقنتم بالخلف بعد المغفرة(1).
6929 - 44 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن عمر بن حفص، عن سعيد بن يسار قال: قال أبوعبدالله (ع) عشية من العشيات ونحن بمنى وهو يحثني على الحج ويرغبني فيه: يا سعيد أيما عبد رزقه الله رزقا من رزقه فأخذ ذلك الرزق فانفقه على نفسه وعلى عياله ثم أخرجهم قد ضحاهم بالشمس(2) حتى يقدم بهم عشية عرفة إلى الموقف فيقيل، ألم تر فرجا تكون هناك فيها خلل وليس فيها أحد؟ فقالت: بلى جعلت فداك؟ فقال: يجيئ بهم قد ضحاهم حتى يشعب بهم تلك الفرج(3) فيقول الله تبارك وتعالى لاشريك له: عبدي رزقته من رزقي فأخذ ذلك الرزق فأنفقه فضحى به نفسه وعياله ثم جاء بهم حتى شعب بهم هذه الفرجة التماس مغفرتي أغفر له ذنبه وأكفيه ما أهمه وأرزقه.
قال: سعيد مع أشياء قالها نحوا من عشرة.
6930 - 45 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن سنان، عن أبي عبدالله (ع) قال: من مات في طريق مكة ذاهبا أو جائيا أمن من الفزع الاكبر يوم القيامة.
6931 - 46 أبوعلي الاشعري، عن محمدبن عبدالجبار، عن صفوان، عن أبي المغرا، عن سلمة بن محرز قال: كنت عند أبي عبدالله (ع) إذ جاء ه رجل يقال له: أبوالورد

___________________________________
(1) الخلف محركة: العوض يعنى عوض ما انفقتم وهو ناظر إلى قوله سبحانه: " وما انفقتم من شئ فهو يخلفه ".(في)
(2) أى أبرزهم لحرها. والضحى بالضم والقصر: الشمس. (في)
(3) قوله: " فيقيل " من القيلولة أى يستريح. وفى بعض النسخ والوافى

[فيقبل]

. وقال الفيض رحمه الله: قوله: " ألم تر " جملة معترضة والتقدير فيقبل بهم حتى يشعب بهم تلك الفرج.والفرجة بالضم: الثلمة في الحائط ونحوه. والخلل: منفرج مابين الشيئين.والشعب: الرتق والجمع والاصلاح يعنى عمر تلك المواضع بعبادته وعبادة أهل بيته وملاء هابه وبهم وسدها.

[*]

[264]


فقال لابي عبدالله (ع): رحمك الله إنك لو كنت أرحت بدنك من المحمل(1)، فقال أبوعبدالله (ع): ياأباالورد، إني احب أن أشهد المنافع التي قال الله تبارك وتعالى: " ليشهدوا منافع لهم(2) " إنه لايشهدها أحد إلا نفعه الله أما أنتم فترجعون مغفورا لكم وأما غيركم فيحفظون في أهاليهم وأموالهم.
6932 - 47 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن عبدالحميد، عن عبدالله بن جندب، عن بعض رجاله، عن أبي عبدالله (ع) قال: إذا كان الرجل من شأنه الحج كل سنة ثم تخلف سنة فلم يخرج قالت الملائكة الذين على الارض للذين على الجبال: لقد فقدنا صوت فلان، فيقولون: اطلبوه فيطلبونه فلا يصيبونه فيقولون: اللهم إن كان حبسه دين فأدعنه أو مرض فاشفه أو فقر فأغنه أو حبس ففرج عنه أو فعل فافعل به والناس يدعون لانفسهم وهم يدعون لمن تخلف.
6933 - 48 أحمد، عن عمرو بن عثمان، عن علي بن عبدالله، عن أبي عبدالله (ع) قال: كان علي بن الحسين صلوات الله عليهما يقول: يا معشر من لم يحج استبشروا بالحاج وصافحوهم وعظموهم فإن ذلك يجب عليكم، تشاركوهم في الاجر.

___________________________________
(1) يعنى من التمكن فيه والاستقرار في ظله لئلا يصيبك تعب الركوب وحر الشمس، فأجابه عليه السلام بأن في شهود تلك المواضع التى هى منافع بالحضور بها والمشاهدة لها والنظر إليها فضلا لايحصل بالتمكن في المحمل والاستراحة تحت الظل والغيبة عن البصر والاختفاء عن النظر. (في) وقال المجلسى رحمه الله: " أرحت بدنك " أى بترك الحج فان ركوب المحمل يشق عليك. ويحتمل أن يكون اشارة إلى ما سيأتى في اول باب طواف المريص أن أبا عبدالله عليه السلام كان يطاف به حول الكعبة في محمل وهو شديد المرض وهو مع ذلك بستلم الاركان فقال له الربيع ابن خيثم: جعلت فداك يا ابن رسول الله ان هذا يشق عليك فقال: انى سمعت الله عزوجل يقول: " ليشهدوا منافع لهم " فقال: منافع الدنيا أو منافع الاخرة؟ فقال: الكل.
(2) الحج: 28.