باب حج النبي صلى الله عليه وآله

16871 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن يحيى، عن غياث بن إبراهيم عن جعفر (ع) قال: لم يحج النبي صلى الله عليه وآله بعد قدومه المدينة إلا واحدة وقدحج بمكة مع قومه حجات.
26872 أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي، عن عيسى الفراء، عن عبدالله بن أبي يعفور، عن أبي عبدالله (ع) قال: حج رسول الله صلى الله عليه وآله عشر حجات مستسرا في كلها يمر بالمأزمين فينزل ويبول(4).

___________________________________
(4) روى الصدوق في العلل (ج 2 ص 154 من الطبع الحجرى) باسناده عن سليمان بن مهران قال: قلت لجعفر بن محمد عليه السلام: كم حج رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقال: عشرين حجة مستسرا في كل حجة يمر بالمأزمين فينزل فيبول، فقلت: يا ابن رسول الله لم كان ينزل هناك ويبول؟ قال: لانه اول موضع عبد فيه الاصنام ومنه اخذ الحجر الذى نحت منه هبل الذى رمى به على عليه السلام من ظهر الكعبة لما علا على ظهر رسول الله صلى الله عليه وآله فأمر بدفنه عند باب بنى شيبة فصار الدخول إلى المسجد من باب بنى شيبة سنة لاجل ذلك. قال سليمان فقلت الحديث. وقال المجلسى رحمه الله بعد نقل صدر الحديث: فيمكن حمل الحج فيه على ما يشمل العمرة أو على أن المراد كون بعضها مستسرا أو بعض اعمالها كما عرفت وقال الجوهرى: المأزم كل طريق ضيق بين جبلين ومنه سمى الموضع الذى بين المشعر وبين عرفة مازمين.
[*]

[245]


36873 أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي، عن يونس بن يعقوب، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبدالله (ع) قال: حج رسول الله صلى الله عليه وآله عشرين حجة(1).
46874 علي بن إبراهيم، عن أبيه ; ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبدالله (ع) قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله أقام بالمدينة عشر سنين لم يحج ثم أنزل الله عزوجل عليه: " وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق(2) " فأمر المؤذنين أن يؤذنوا بأعلى أصواتهم بأن رسول الله صلى الله عليه وآله يحج في عامه هذا، فعلم به من حضر المدينة وأهل العوالي والاعراب واجتمعوا لحج رسول الله صلى الله عليه وآله وإنما كانوا تابعين ينظرون ما يؤمرون ويتبعونه أو يصنع شيئا فيصنعونه فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله في أربع بقين من ذي القعدة فلما انتهى إلى ذي الحليفة زالت الشمس فاغتسل ثم خرج حتى أتى المسجد الذي عند الشجرة فصلى فيه الظهر وعزم بالحج مفردا وخرج حتى انتهى إلى البيداء عند الميل الاول فصف له سماطان(3) فلبى بالحج مفرداوساق الهدي ستا وستين أو أربعا وستين حتى انتهى إلى مكة في سلخ أربع من ذي الحجة(4) فطاف بالبيت سبعة أشواط ثم صلى ركعتين خلف مقام إبراهيم (ع) ثم عادإلى الحجر فاستلمه وقد كان استلمه في أول طوافه ثم قال: إن الصفا والمروة من شعائر الله فأبدء بما بدء الله تعالى به وإن المسلمين كانوا يظنون أن السعي بين الصفا والمروة شئ صنعه المشركون فأنزل الله عزوجل: " إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه

___________________________________
(1) قال الفيض رحمه الله: طريق الجمع بين العشر والعشرين أن يحمل العشر على ما بعد البعثة والعشرين على ما يعم ما قبلها وما بعدها.
واما السبب في استتاره او استسراره على اختلاف الروايتين فلعله ما قيل أنه كان لاجل النسيئ فان قريشا أخروا وقت الحج والقتال كما اشير إليه بقوله سبحانه: " انما النسيئ زيادة في الكفر " فلم يكن للنبى صلى الله عليه وآله أن يخالفهم فيستتر حجة ويستسره.
(2) الحج: 26. والضامر: البعير المهزول. وفج عميق أى طريق بعيد. وسيأتى معنى الاية.
(3) ذوالحليفة موضع على ستة اميال من المدينة وقوله " مفردا " أى من دون عمرة معه في نية واحدة. والبيداء: ارض ملساء بين الحرمين. وسماط القوم: صفهم. (في) وسماط الطريق جانباه.
(4) أى آخر اليوم الرابع.
[*]

[246]


أن يطوف بهما(1) ثم أتى الصفا فصعد عليه واستقبل الركن اليماني فحمد الله و أثنى عليه ودعا مقدار ما يقرء سورة البقرة مترسلا ثم انحدر إلى المروة فوقف عليها كما وقف على الصفا ثم انحدر وعاد إلى الصفا فوقف عليها ثم انحدر إلى المروة حتى فرغ من سعيه، فلما فرغ من سعيه وهو على المروة أقبل على الناس بوجهه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن هذا جبرئيل وأومأ بيده إلى خلفه يأمرني أن آمر من لم يسق هديا أن يحل ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لصنعت مثل ما أمرتكم(2) ولكني سقت الهدي ولاينبعي لسائق الهدي أن يحل حتى يبلغ الهدي محله ; قال: فقال له رجل من القوم: لنخرجن حجاجا ورؤوسنا وشعورنا تقطر(3) فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: أما إنك لن تؤمن بهذا أبدا ; فقال له سراقه بن مالك بن جعشم الكنانى: يا رسول الله علمنا ديننا كأنا خلقنا اليوم فهذا الذي أمرتنا به لعامنا هذا أم لما يستقبل؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: بل هو للابد إلى يوم القيامة، ثم شبك أصابعه وقال: دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة، قال: وقدم علي (ع) من اليمن على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو بمكة فدخل على فاطمة سلام الله عليها وهي قد أحلت فوجد ريحا طبية ووجد عليها ثيابا مصبوغة فقال: ما هذا يا فاطمة؟ فقالت أمرنا بهذا رسول صلى الله عليه وآله فخرج علي (ع) إلى رسول الله صلى الله عليه وآله مستفتيا، فقال: يارسول الله إني رأيت فاطمة قد أحلت وعليها ثياب مصبوغة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا أمرت الناس بذلك فأنت يا علي بما أهللت؟ قال: يارسول الله أهلالا كإهلال النبي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: قر على إحرامك مثلي وأنت شريكي في هديي، قال: ونزل رسول الله صلى الله عليه وآله بمكة بالبطحاء هو وأصحابه ولم ينزل الدور فلما كان يوم التروية عند زوال الشمس أمر الناس أن يغتسلوا ويهلوا بالحج وهو قول الله عزوجل الذي أنزل على نبيه صلى الله عليه وآله: " فأتبعوا

___________________________________
(1) البقرة: 153. " فلا جناح " اى فلا إثم عليه. " أن يطوف بهما " فيه ادغام التاء في الاصل في الطاء والتقدير أن يتطوف بهما.
(2) يعنى لوجاء نى جبرئيل بحج التمتع وادخال العمرة في الحج قبل سياقى الهدى كما جاء نى بعد ما سقت الهدى لصنعت مثل ما أمرتكم يعنى لتمتعت بالعمرة وما سقت الهدى. (في)
(3) القائل في بعض الروايات عمر واراد بقوله: " رؤوسنا تقطر " اى من ماء غسل الجنابة.
[*]

[247]


ملة (أبيكم) إبراهيم "(1) فخرج النبي صلى الله عليه وآله وأصحابه مهلين بالحج حتى أتى منى فصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والفجر ثم غدا والناس معه وكانت قريش تفيض من المزدلفة وهي جمع ويمنعون الناس أن يفيضوا منها، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وقريش ترجو أن تكون إفاضته من حيث كانوا يفيضون فأنزل الله تعالى عليه " ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله(2) " يعني إبراهيم وإسماعيل وإسحاق في إفاضتهم منها ومن كان بعدهم، فما رأت قريش أن قبة رسول الله صلى الله عليه وآله قد مضت كأنه دخل في أنفسهم شئ للذي كانوا يرجون من الافاضة من مكانهم حتى انتهى إلى نمرة وهي بطن عرنة(3) بحيال الاراك فضربت قبته وضرب الناس أخبيتهم عندها فلما زالت الشمس خرج رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه قريش وقد اغتسل وقطع التلبية حتى وقف بالمسجد فوعظ الناس وأمرهم ونهاهم، ثم صلى الظهر والعصر بأذان وإقامتين، ثم مضى إلى الموقف فوقف به فجعل الناس يبتدرون أخفاف ناقته يقفون إلى جانبها فنحاها، ففعلوا مثل ذلك، فقال: أيها الناس ليس موضع أخفاف ناقتي بالموقف ولكن هذا كله وأومأ بيده إلى الموقف فتفرق الناس وفعل مثل ذلك بالمزدلفة فوقف الناس حتى وقع القرص قرص الشمس ثم أفاض وأمر الناس بالدعة(4) حتى انتهى إلى المزدلفة وهو المشعر الحرام فصلى المغرب والعشاء الآخرة بأذان واحد وإقامتين ثم أقام حتى صلى فيها الفجر وعجل ضعفاء بني هاشم بليل وأمرهم أن لايرموا الجمرة جمرة العقبة حتى تطلع الشمس فلما أضاء له النهار أفاض حتى انتهى إلى منى فرمى جمرة العقبة وكان الهدي الذى جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله أربعة وستين أو ستة وستين(5) وجاء علي عليه السلام بأربعة وثلاثين أو ستة وثلاثين، فنحر رسول الله صلى الله عليه وآله ستة وستين ونحر علي (ع) أربعة وثلاثين بدنة وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله أن يوخذ من كل بدنة منها جذوة(6)

___________________________________
(1) آل عمران: 89.
(2) البقرة: 198.
(3) بضم العين وفتح الراء كهمزة بحذاء عرفات.
(4) أى الوقار والسكينة.
(5) لعل الترديد من الراوى أو خرج مخرج التقية. (في)
(6) الجذوة: القطعة وهى مثلثة. والبرمة بالضم: قدرمن الحجارة.(آت)
[*]

[248]


من لحم، ثم تطرح في برمة، ثم تطبخ، فأكل رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي وحسيامن مرقها(1) ولم يعطيا الجزارين جلودها ولا جلالها ولا قلائدها و تصدق به وحلق وزار البيت ورجع إلى منى وأقام بها حتى كان اليوم الثالث من آخر أيام التشريق، ثم رمى الجمار ونفر حتى انتهى إلى الابطح فقالت له عايشة: يارسول الله ترجع نساؤك بحجة وعمرة معا(2) وأرجع بحجة؟ فأقام بالابطح وبعث معها عبد الرحمن بن أبي بكر إلى التنعيم(3) فأهلت بعمرة ثم جاء‌ت وطافت بالبيت وصلت ركعتين عند مقام إبراهيم (ع) وسعت بين الصفا والمروة، ثم أتت النبي صلى الله عليه وآله فارتحل من يومه ولم يدخل المسجد الحرام ولم يطف بالبيت ودخل من أعلى مكة من عقبة المدنيين وخرج من أسفل مكة من ذي طوى(4).
56875 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن إسماعيل بن همام، أبي الحسن (ع) قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله حين غدا من منى في طريق ضب(5) ورجع ما بين المأزمين وكان إذا سلك طريقا لم يرجع فيه.
66876 علي بن إبراهيم، عن أبيه ; ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، عن أبي عبدالله (ع) قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله حين حج حجة الاسلام خرج في أربع بقين من ذي القعدة حتى أتى الشجرة فصلى بها ثم قاد راحلته حتى أتى البيداء فأحرم منها وأهل بالحج(6) وساق مائة بدنة

___________________________________
(1) حسا الرجل المرق: شربه شيئا بعدشئ.
(2) إنما قالت ذلك لانها كانت قد حاضت ولم تعدل من الحج إلى العمرة. (آت)
(3) التنعيم موضع على ثلاثة أميال من مكة وهو ادنى الحل اليها على طريق المدينة. (المراصد)
(4) ذوطوى بضم الطاء قريب من مكة.
(5) الضب: جبل عند مسجد الخيف. (في)
(6) لعل المراد بالاحرام هنا عقد الاحرام بالتلبية أو اظهار الاحرام واعلامه لئلا ينافى الاخبار المستفيضة الدالة على انه صلى الله عليه وآله أحرم من مسجد الشجرة وقوله: " وساق مائة بدنة " يمكن الجمع بين الاخبار بانه صلى الله عليه وآله ساق مائة لكن ساق بضعا وستين لنفسه والبقية لامير المومنين عليه السلام لعلمه بأنه عليه السلام يحرم كاحرامه ويهل كاهلاله أو يحمل السياق المذكور في الخبر السابق على السياق من مكة إلى عرفات ومنى. (آت)

[249]


وأحرم الناس كلهم بالحج لاينوون عمرة ولايدرون ما المتعة حتى إذا قدم رسول الله صلى الله عليه وآله مكة طاف بالبيت وطاف الناس معه ثم صلى ركعتين عند المقام واستلم الحجر، ثم قال: أبدء بما بدء الله عزوجل به فأتى الصفا فبدء بها ثم طاف بين الصفا والمروة سبعا فلما قضى طوافه عند المروة قام خطيبا فأمرهم أن يحلوا ويجعلوها عمرة وهو شئ أمر الله عزوجل به فأحل الناس وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو كنت استقبلت من أمري ما استدبرت لفعلت كما أمرتكم ولم يكن يستطيع أن يحل من أجل الهدي الذي كان معه إن الله عزوجل يقول: " ولا تحلقوا رؤسكم حتى يبلغ الهدي محله(1) " فقال سراقة بن مالك بن جعشم الكناني: يارسول الله علمنا كأنا خلقنا اليوم أرأيت هذاالذي أمرتنا به لعامنا هذا أو لكل عام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لابل للابد الابد.
وإن رجلا قام فقال: يا رسول الله نخرج حجاجا ورؤوسنا تقطر؟ ! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنك لن تؤمن بهذا أبدا قال: وأقبل علي (ع) من اليمن حتى وافى الحج فوجد فاطمة سلام الله عليها قد أحلت ووجد ريح الطيب، فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله مستفتيا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي بأي شئ أهللت؟ فقال: أهللت بماأهل به النبي صلى الله عليه وآله(2) فقال: لاتحل أنت فأشركه في الهدي وجعل له سبعا وثلاثين(3) ونحر رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثا وستين فنحرها بيده ثم أخذ من كل بدنة بضعة فجعلها في قدر واحد ثم أمر به فطبخ فأكل منه وحسا من المرق وقال: قد أكلنا منها الآن جميعا ; والمتعة خير من القارن السائق وخير من الحاج المفرد.
قال: وسألته أليلا أحرم رسول الله صلى الله عليه وآله أم نهارا؟ فقال: نهارا قلت: أية ساعة؟ قال: صلاة الظهر.
76877 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر ابن سويد، عن عبدالله بن سنان قال: قال أبوعبدالله (ع): ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله الحج فكتب إلي من بلغه كتابه ممن دخل في الاسلام: أن رسول الله صلى الله عليه وآله يريد الحج يؤذنهم بذلك ليحج من أطاق الحج فأقبل الناس فلما نزل الشجرة أمر الناس بنتف الابط و حلق العانة والغسل والتجرد في إزار ورداء أو إزار وعمامة يضعها على عاتقه لمن لم يكن له

___________________________________
(1) البقرة: 195.
(2) أى نوبت الاحرام بما أحرمت به أنت كائنا ماكان. (في)
(3) لعل احد الخبرين في العدد محمول على التقية او نشأ من سهو الرواة.(آت)
[*]

[250]


رادء وذكر أنه حيث لبى قال: " لبيك اللهم لبيك لبيك، لاشريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك " وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يكثر من ذي المعارج وكان يلبى كلما لقى راكبا أو علا أكمة أو هبط واديا ومن آخر الليل وفي إدبار الصلوات، فلما دخل مكة دخل من أعلاها من العقبة وخرج حين خرج من ذي طوى فلما انتهى إلى باب المسجد استقبل الكعبة وذكر ابن سنان أنه باب شيبة فحمدالله وأثنى عليه وصلى على أبيه إبراهيم، ثم أتى الحجر فاستلمه فلما طاف بالبيت صلى ركعتين خلف مقام إبراهيم (ع) ودخل زمزم فشرب منها، ثم قال: " اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء وسقم " فجعل يقول ذلك وهو مستقبل الكعبة، ثم قال لاصحابه: ليكن آخر عهدكم بالكعبة استلام الحجر، فاستلمه ثم خرج إلى الصفا، ثم قال: أبدء بما بدء الله به، ثم صعد على الصفا فقام عليه مقدار مايقرء الانسان سورة البقرة.
86878 الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبدالله (ع) قال: سمعته يقول: نحر رسول الله صلى الله عليه وآله بيده ثلاثا وستين ونحر علي (ع) ماغبر(1)، قلت: سبعة وثلاثين؟ قال: نعم.
96879 علي بن إبراهيم، عن أبيه ; ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبدالله (ع) قال: الذي كان على بدن رسول الله صلى الله عليه وآله(2) ناجية بن جندب الخزاعي الاسلمي والذي حلق رأس النبي صلى الله عليه وآله في حجته معمر بن عبدالله بن حراثة بن نصر بن عوف بن عويج بن عدي بن كعب(3) ; قال: ولما كان في حجة رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يحلقه، قالت قريش أي معمر ! اذن(4) رسول الله صلى الله عليه وآله في يدك وفي يدك الموسى، فقال معمر: والله إني لاعده من الله فضلا عظيما علي، قال: وكان معمر هو الذي يرحل لرسول الله صلى الله عليه وآله فقال رسول الله: يا معمر

___________________________________
(1) أى ما بقى، أو ما مضى ذكره والاول أظهر. (آت)
(2) أى الموكل على بدنة الذى ساقها صلى الله عليه وآله.
(3) في اسماء آباء معمر اختلاف في النسخ وكذا في الاصابة واسد الغاية والتهذيب أيضا.
(4) " اذن " يحتمل أن يكون بضم الهمزة والذال اى لرأسه في يدك ويمكن أن يقرء بكسر الهمزة وفتح الذال أى في هذا الوقت هو صلى الله عليه وآله في يدك. (آت)
[*]

[251]


إن الرحل الليلة المسترخى(1)، فقال معمر: بأبي أنت وامي لقد شددته كما كنت أشده ولكن بعض من حسدني مكاني منك يارسول الله أراد أن تستبدل بي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما كنت لافعل.
6880 - 10 علي بن إبراهيم، عن أبيه ; ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبدالله (ع) قال: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاث عمر مفترقات: عمرة في ذي القعدة أهل من عسفان وهي عمرة الحديبية وعمرة أهل من الجحفة وهي عمرة القضاء وعمرة أهل من الجعرانة بعد ما رجع من الطائف من غزوة حنين(2).
6881 - 11 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نجران، عن العلاء ابن رزين، عن عمر بن يزيد، قال: قلت لابي عبدالله (ع): أحج رسول الله صلى الله عليه وآله غير حجة الوداع؟ قال: نعم عشرين حجة.
6882 - 12 سهل، عن ابن فضال، عن عيسى الفراء، عن ابن أبي يعفور، عن

___________________________________
(1) قال الجوهرى: رحلت البعير ارحله رحلا إذا شددت على ظهره الرحل.
وروى الصدوق رحمه الله في الفقيه هذه الرواية بسند صحيح وزاد فيه بعد اللاسلمى " والذى حلق رأسه عليه السلام يوم الحديبية خراش بن امية الخزاعى " وكانه سقط من قلم الكلينى او النساخ وفيه " كان معمر بن عبدالله يرجل شعره عليه السلام " واكتفى به ولم يذكر التتمة وهذا التصحيف منه غريب ولعله كان في الاصل يرحل بعيره فصحفه النساخ لمناسبة الحلق. (آت) وقال الفيض رحمه الله: كان قريشا كنوا بما قالوا عن قدرة معمر على قتل رسول الله صلى الله عليه وآله وتمنوا أن او كانوا مكانه فقتلوه وربما يوجد في بعض نسخ الكافى أذى بدل " اذن " والمعنى حينئذ أن ما يوجب الاذى من شعر الرأس وشعثه منه صلى الله عليه وآله في يدك كانه تعيير منهم اياه بهذا الفعل في حسبه ونسبه وهذا اوفق للجواب من الاول.
(2) " أهل " أى رفع صوته بالتلبية.
وعسفان بالمهملتين كعثمان: موضع على مرحلتين من مكة لقاصد المدينة.
والجحفة بالجيم ثم الحاء المهملة: ميقات أهل الشام وكانت قرية جامعة على اثنين وثمانين ميلا من مكة. والجعرانة قال صاحب المراصد: لاخلاف في كسر اوله و اصحاب الحديث يكسرون عينه ويشددون راء ه وأهل الادب يخطئونهم ويسكنون العين ويخففون الراء والصحيح انهما لغتان جيدتان قال على بن المدينى: أهل المدينة يثقلون الجعرانة والحديبية وأهل العراق يخففونها: منزل بين الطائف ومكة وهى إلى مكة أقرب، نزله النبى عليه السلام وقسم بها غنائم حنين واحرم منه بالعمرة وله فيه مسجد وبه بئار متقاربة.
[*]

[252]


أبي عبدالله (ع) قال: حج رسول الله صلى الله عليه وآله عشرين حجة مستسرة كلها يمر بالمأزمين فينزل فيبول.
6883 - 13 حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن جعفر بن سماعة ; ومحمد ابن يحيى، عن عبدالله بن محمد، عن علي بن الحكم جميعا، عن أبان، عن أبي عبدالله (ع) قال: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وآله عمرة الحديبية وقضى الحديبية من قابل ومن الجعرانة حين أقبل من الطائف ثلاث عمر كلهن في ذي القعدة.
6884 - 14 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي عبدالله (ع) قال: ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وآله اعتمر في ذي القعدة ثلاث عمر كل ذلك يوافق عمرته ذالقعدة.