باب في قوله تعالى فيه آيات بينات

16790 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن ابن سنان قال: سألت أبا عبدالله (ع) عن قول الله عزوجل: " إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين * فيه آيات بينات(1) " ما هذه الآيات البينات؟ قال: مقام إبراهيم حيث قام على الحجر فأثرت فيه قدماه والحجر الاسود ومنزل إسماعيل (ع).
26791 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة قال: قلت لابي جعفر (ع): قد أدركت الحسين (ع) قال: نعم أذكرو أنا معه في المسجد الحرام وقد دخل فيه السيل والناس يقومون على المقام يخرج الخارج يقول: قد ذهب به السيل و يخرج منه الخارج فيقول: هو مكانه قال: فقال لي: يا فلان ما صنع هؤلاء؟ فقلت: أصلحك الله يخافون أن يكون السيل قد ذهب بالمقام، فقال: ناد أن الله تعالى قد جعله علما لم يكن ليذهب به فاستقروا وكان موضع المقام الذي وضعه إبراهيم (ع) عند جدار البيت فلم يزل هناك حتى حوله أهل الجاهلية إلى المكان الذي هو فيه اليوم فلما فتح النبي صلى الله عليه وآله مكة رده إلى الموضع الذي وضعه إبراهيم (ع) فلم يزل هناك إلى أن ولى عمر بن الخطاب فسأل الناس من منكم يعرف المكان الذي كان فيه المقام؟ فقال رجل: أنا قد كنت مقداره بنسع(2) فهو عندي فقال: ائتني به فأتاه به فقاسه ثم رده إلى ذلك المكان.

___________________________________
(1) آل عمران: 96 و 97. وقوله: " للناس " أى لعبادتهم. وقوله: " ببكة " أى بمكة و سميت بها لانها كانت تبك اعناق الجبابرة أى تدقها أو لانها موضع ازدحام الناس من بك بكة إذا زحم.
وقوله: " مباركا " أى كثير الخير والبركة لما يحصل لمن حجه وعكف عنده من مضاعفة الثواب وتكفير الذنوب ولمن قصده من نفى الفقر وكثرة الرزق. وقوله: " وهدى للعالمين " لانه معبدهم وقبلتهم. وانما شرع عنده من أقسام الطاعات والنسك وهو من اول يومه مقصد القاصدين ومعبد العابدين ويهوى إليه قلوب العباد من كل فج عميق.
(2) النسعة بالكسر: سير مضفور يجعل زماما للبعير وغيره وقد تنسج عريضة تجعل على صدر البعير والجمع نسع بضم النون وسكون السين وتسع بكسر النون وفتح السين وأنساع وقد تكررت في الحديث. (ونسع) بكسر الاول وسكون الثانى: موضع بالمدينة وهو الذى حماه النبى صلى الله عليه وسلم والخلفاء وهو صدر وادى العقيق.(النهاية) وقال الفيروزآبادى: النسع بالكسر: سير ينسج عريضا على هيئة أعنة النعال تشد به الرحال والقطعة منه نسعة وسمى نسعا لطوله.