باب في ليلة القدر

6641 - 1 عدة من أصحابنا، عن أحمدبن محمد، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن حسان بن مهران، عن أبي عبدالله (ع) قال: سألته عن ليلة القدر فقال: التمسها

[في]

ليلة إحدى وعشرين أو ليلة ثلاث وعشرين.
6642 - 2 أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد الجوهري، عن علي بن أبي حمزة الثمالي قال: كنت عند أبي عبدالله (ع) فقال له أبوبصير: جعلت فداك الليلة التي يرجى فيها ما يرجى؟(1) فقال: في إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين قال: فإن لم أقو على كلتيهما؟ فقال: ما أيسر ليلتين فيما تطلب قلت: فربما رأينا الهلال عندنا وجاء نامن يخبرنا بخلاف ذلك من أرض اخرى فقال: ما أيسر أربع ليال تطلبها فيها قلت: جعلت فداك ليلة ثلاث وعشرين ليلة الجهني(2) فقال: إن ذلك ليقال، قلت: جعلت فداك إن سليمان بن خالد روى في تسع عشرة يكتب وفد الحاج،(3) فقال لي: يا أبا محمد وفد الحاج يكتب في ليلة القدر والمنايا والبلايا(4) والارزاق وما يكون إلى مثلها في قابل فاطلبها في ليلة إحدى وعشرين وثلاث وعشرين وصل في كل واحدة منهما مائة ركعة وأحيهما إن استطعت إلى النور(5) واغتسل فيهما، قال: قلت: فإن لم أقدر على

___________________________________
(1) يعنى من الرحمة والمغفرة وتضاعف الحسنات وقبول الطاعات يعنى بها ليلة القدر.(في)
(2) اشارة إلى مارواه الصدوق

[في]

الفقيه عن زرارة عن احدهما عليهما السلام قال: سألته عن الليالى التى يستحب فيها الغسل في شهر رمضان فقال: ليلة تسع عشرة وليلة احدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين وقال: ليلة ثلاث وعشرين ليلة الجهنى.
وحديثه إنه قال لرسول الله صلى الله عليه وآله: أن منزلى نأى عن المدينة فمرنى بليلة ادخل فيها فأمره بليلة ثلاث وعشرين ثم قال الصدوق رحمه الله: واسم الجهنى عبدالله بن انيس الانصارى. (آت)
(3) هم القادمون إلى مكة للحج فان تلك الليلة تكتب اسماء من قدر أن يحج في تلك السنة. (في)
(4) المنايا جمع المنية وهى الموت. (في)
(5) النور كناية عن انفجار الصبح بالفلق. (في)

[*]

[157]


ذلك وأنا قائم؟ قال: فصل وأنت جالس، قلت: فإن لم أستطع؟ قال: فعلى فراشك، لا عليك أن تكتحل أول الليل بشئ من النوم إن أبواب السماء تفتح في رمضان وتصفد الشياطين(1) وتقبل أعمال المؤمنين ; نعم الشهر رمضان كان يسمى على عهد رسول الله المرزوق صلى الله عليه وآله.
36643 أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما عليهما السلام قال: سألته عن علامة ليلة القدر فقال: علامتها أن تطيب ريحها وإن كانت في برد دفئت(2) وإن كانت في حر بردت، فطابت قال: وسئل عن ليلة القدر فقال: تنزل فيها الملائكة والكتبة إلى السماء الدنيا فتكتبون ما يكون في أمر السنة وما يصيب العباد وأمره عنده موقوف له وفيه المشيئة فيقدم منه ما يشاء ويؤخر منه ما يشاء ويمحو ويثبت وعنده أم الكتاب.
46644 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن غيرواحد، عن أبي عبدالله (ع) قالوا: قال له بعض أصحابنا قال: ولا أعلمه إلا سعيد السمان: كيف يكون ليلة القدر خيرا من ألف شهر؟ قال: العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر.
6645 - 5 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير ; عن أبي عبدالله (ع) قال: نزلت التوراة في ست مضت من شهر رمضان ونزل الانجيل في اثنى عشرة ليلة مضت من شهر رمضان ونزل الزبور في ليلة ثماني عشرة مضت من شهر رمضان ونزل القرآن في ليلة القدر.
6646 - 6 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن اذينة، عن الفضيل ; و زرارة، ومحمد بن مسلم، عن حمران أنه سأل أبا جعفر (ع) عن قول الله عزوجل: " إنا أنزلناه في ليلة مباركة(3) " قال: نعم ليلة القدر وهي في كل سنة في شهر رمضان في العشر الاواخر فلم ينزل القرآن إلا في ليلة القدر قال الله عزوجل: " فيها يفرق كل أمر حكيم(4) " قال: يقدر في ليلة القدر كل شئ يكون في تلك السنة إلى مثلها من قابل خير وشر

___________________________________
(1) الصفد، القيد والشد والايثاق. (في)
(2) بالدال المهملة مهموزة اللام من باب فرح اى سخنت.
(3) الدخان: 3.
(4) الدخان: 4.
[*]

[158]


وطاعة ومعصية ومولود وأجل أو رزق فما قدر في تلك السنة وقضى فهو المحتوم ولله عزوجل فيه المشيئة، قال: قلت: " ليلة القدر خير من ألف شهر "(1) أي شئ عنى بذلك؟ فقال: العمل الصالح فيها من الصلاة والزكاة وأنواع الخير خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر ; ولو لا ما يضاعف الله تبارك وتعالى للمؤمنين ما بلغوا(2) و لكن الله يضاعف لهم الحسنات

[بحبنا]

.
6647 - 7 محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن السياري، عن بعض أصحابنا، عن داود بن فرقد قال: حدثني يعقوب قال: سمعت رجلا يسأل أبا عبدالله (ع) عن ليلة القدر فقال: أخبرني عن ليلة القدر كانت أو تكون في كل عام؟ فقال أبوعبدالله (ع) لو رفعت ليلة القدر لرفع القرآن(3).
6648 - 8 محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن أبي عبدالله المؤمن عن أسحاق بن عمار قال: سمعته يقول: وناس يسألونه يقولون: الارزاق تقسم ليلة النصف من شعبان، قال: فقال: لا والله ما ذاك إلا في ليلة تسع عشرة من شهر رمضان وإحدى وعشرين وثلاث وعشرين فإن في ليلة تسع عشرة يلتقى الجمعان وفي ليلة إحدى وعشرين يفرق كل أمر حكيم وفي ليلة ثلاث وعشرين يمضى ما أراد الله عزوجل من ذلك و هي ليلة القدر التي قال الله عزوجل: " خير من ألف شهر " قال: قلت: ما معنى قوله: " يلتقى الجمعان "؟ قال: يجمع الله فيهاما أراد

[من]

تقديمه(4) وتأخيره وإرادته و قضائه، قال: قلت: فما معنى يمضيه في ثلاث وعشرين؟ قال: إنه يفرقه في ليلة إحدى

___________________________________
(1) القدر: 3.
(2) أى غاية الفضل والثواب. (آت)
(3) أى لرفع حكمه الذى حكم بأن الملائكة والروح تنزل فيها حيث يدل على الاستمرار التجددى فاذا رفعت ليلة القدر رفع هذا الحكم وإذا رفع هذا الحكم فالقرآن يصير منسوخا كأنه قد رفع.
او المراد ليلة القدر لو رفعت ولم تنزل الملائكة والروح فيها على الامام لتبيين احكام القرآن لتعطل القرآن وذهبت فائدته. (في، آت)
(4) لفظة " من " ليست في بعض النسخ وعلى تقديره تكون تعليلية أى انما يجمعها لتقديمه وتأخيره ويمكن أن تكون بيانية.
[*]

[159]


وعشرين

[إمضاؤه]

ويكون له فيه البداء فإذا كانت ليلة ثلاث وعشرين أمضاء فيكون من المحتوم الذي لا يبدو له فيه تبارك وتعالى(1).
6649 - 9 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن ابن بكير، عن زرارة قال: قال أبوعبدالله (ع): التقدير في ليلة تسع عشرة والابرام في ليلة إحدى وعشرين والامضاء في ليلة ثلاث وعشرين.
6650 - 10 أحمد بن محمد، عن علي بن الحسين، عن محمد بن الوليد ; ومحمد بن أحمد، عن يونس بن يعقوب، عن علي بن عيسى القماط، عن عمه، عن أبي عبدالله (ع) قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وآله في منامه بني أمية يصعدون على منبره من بعده ويضلون الناس عن الصراط القهقري فأصبح كئيبا حزينا قال: فهبط عليه جبرئيل (ع) فقال: يا رسول الله مالي أراك كئيبا حزينا قال: يا جبرئيل إني رأيت بني امية في ليلتي هذه يصعدون منبري من بعدي ويضلون الناس عن الصراط القهقرى فقال: والذي بعثك بالحق نبيا إن هذا شئ ما اطلعت عليه فعرج إلى السماء فلم يلبث أن نزل عليه بآي من القرآن يؤنسه بها قال: " أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاء هم ما كانوا يوعدون * ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون "(2) وأنزل عليه " إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدريك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر " جعل الله عزوجل ليلة القدر لنبيه صلى الله عليه وآله خيرا من ألف شهر ملك بني امية(3).

___________________________________
(1) كان في اولى الثلاث بين طرفى كل حكم وفى الثانية يحكم مشروطا وفى الثالثة يحكم حتما. (في)
(2) الشعراء 205. وقوله: " أفرأيت " قال الطبرسى: معناه ارأيت ان أنظرناهم أو أخرناهم سنين ومتعناهم بشئ من الدنيا ثم أتاهم العذاب لم يفن عنهم ما متعوا في تلك السنين من النعيم لازديادهم في الاثام واكتسابهم من الاجرام.
(3) قال الفيض رحمه الله: قد حوسب مدة ملك بنى امية فكانت ألف شهر من دون زيادة يوم ولا نقصان يوم وانما ارى اضلالهم للناس عن الدين القهقرى لان الناس كانوا يظهرون الاسلام و كانوا يصلون إلى القبلة ومع هذا كانوا يخرجون من الدين شيئا فشيئا كالذى يرتد عن الصراط السوى القهقرى ويكون وجهه إلى الحق حتى إذا بلغ غاية سعيه رأى نفسه في جهنم. انتهى. أقول: في هامش الطبع الاول من الوافى قال: المستفاد من كتب السير أن اول انفراد بنى امية بالامر كان عند ما صالح الحسن بن على عليهما السلام معاوية سنة اربعين من الهجرة وكان انقضاء ملكهم على يدى أبى مسلم المروزى سنة اثنتين وثلاثين ومائة منها فكانت تمام دولتهم اثنتان وتسعون سنة حذفت منها خلافة عبدالله بن الزبير وهى ثمان سنين وثمانية أشهر بقى ثلاث وثمانون سنة واربعة أشهر بلا زيادة يوم ولا نقصان وهى الف شهر. انتهى ولعل المراد بألف شهر المبالغة في التكثير، لاحقيقة.
[*]

[160]


6651 - 11 محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن رفاعة، عن أبي عبدالله (ع) قال: ليلة القدر هي أول السنة وهي آخرها.(1)
6652 - 12 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن الحكم، عن ربيع المسلي ; وزياد بن أبي الحلال ذكراه عن رجل، عن أبي عبدالله (ع) قال: في ليلة تسع عشرة من شهر رمضان التقدير وفي ليلة إحدى وعشرين القضاء وفي ليلة ثلاث وعشرين إبرام ما يكون في السنة إلى مثلها لله جل ثناؤه يفعل مايشاء في خلقه(2).

___________________________________
(1) قال المجلسى رحمه الله: قال الوالد العلامة: الظاهر أن الاولية باعتبار التقدير أى اول السنة التى يقدر فيها الامور لليلة القدر والاخرية باعتبار المجاورة فان ما قدر في السنة الماضية انتهى اليها كما ورد ان اول السنة التى يحل فيهاالاكل والشرب يوم الفطر اوان عملها يكتب في آخر السنة الاولى واول السنة الثانية كصلاة الصبح في اول الوقت أو يكون اول السنة باعتبار تقدير ما يكون في السنة الاتية وآخر السنة المقدر فيها الامور.
(2) قوله: " لله " اشارة إلى احتمال البداء بعده.(آت)
[*]