باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شئ بعده

1 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن فضيل بن يسار، عن عبدالواحد بن المختار الانصاري قال: قال أبوجعفر عليه السلام: يا عبدالواحد ما يضر رجلا إذا كان على ذا الرأي(1) ما قال الناس له ولو قالوا: مجنون ; وما يضره ولو كان على رأس جبل يعبد الله حتى يجيئه الموت.
2 علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن ابن مسكان، عن معلى بن خنيس، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله تبارك وتعالى: لولم يكن في الارض إلا مؤمن واحد لاستغنيت به عن جميع خلقي ولجعلت له من إيمانه انسا لايحتاج إلى أحد.
3 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن الحسين بن موسى، عن فضيل بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام: قال: مايبالي(2) من عرفه الله هذا الامر أن يكون على قلة جبل يأكل من نبات الارض حتى يأتيه الموت.
4 علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن كليب بن معاوية، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: ما ينبغي للمؤمن أن يستوحش إلى أخيه فمن دونه(3)، المؤمن عزيز في دينه.

___________________________________
(1) أى على هذا الرأى وهو التشيع.
(2) خبر، أو المعنى ينبغى أن لايبالي إذا كان على هذا الامر يعنى التشيع.
(3) ضمن الاستيحاش الاستيناس فعداه بالى وإنما لاينبغى له ذلك لانه ذل، فلعل أخاه الذى ليس في مرتبته لا يرغب في صحبته (في).
وفى بعض النسخ [عمن دونه].
وفى بعضها [عن دونه].
[*]

[246]


5 عنه، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن فضالة بن أيوب، عن عمر بن أبان وسيف بن عميرة، عن فضيل بن يسار قال: دخلت على أبي عبدالله عليه السلام في مرضة مرضها لم يبق منه إلا رأسه(1) فقال: يا فضيل إنني كثيرا ما أقول: ما على رجل(2) عرفه الله هذا الامر لو كان في رأس جبل حتى يأتيه الموت، يا فضيل بن يسار إن الناس أخذوا يمينا وشمالا وإنا وشيعتنا هدينا الصراط المستقيم، يا فضيل بن يسار إن المؤمن لو أصبح له ما بين المشرق والمغرب كان ذلك خيرا له ولو أصبح مقطعا أعضاؤه كان ذلك خيرا له، يا فضيل بن يسار إن الله لا يفعل بالمؤمن إلاما هو خير له يا فضيل ابن يسار لو عدلت الدنيا عند الله عزوجل جناح بعوضة ما سقى عدوه منها شربة ماء يا فضيل بن يسار إنه من كان همه هما واحدا كفاه الله همه ومن كان همه في كل وادلم يبال الله بأي واد هلك(3).
6 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن منصور الصيقل والمعلى بن خنيس قالا: سمعنا أبا عبدالله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله عزوجل: ما ترددت في شئ أنا فاعله كترددي في موت عبدي المؤمن(4)، إنني لاحب لقاء ه ويكره الموت فأصرفه عنه، وإنه ليدعوني فاجيبه و إنه ليسألني فاعطيه، ولو لم يكن في الدنيا إلا واحد من عبيدي مؤمن لا ستغنيت به عن جميع خلقي ولجعلت له من إيمانه انسا لايستوحش إلى أحد(5).

___________________________________
(1) كناية عن نحافة جسمه عليه السلام.
(2) " ما " نافية أو استفهامية.
(3) " في كل واد " أي من أودية الضلالة والجهالة.
قوله: " لم يبال الله باى وادهلك " اى صرف الله لطفه وتوفيقه عنه وتركه مع نفسه وأهوائها حتى يهلك باختيار واحد من الاديان الباطلة أوكل واد من أودية الدنيا وكل شعبة من شعب اهواء النفس الامارة بالسوء من حب المال والجاه والشرف والعلو ولذة المطاعم والمشارب والملابس والمناكح وغير ذلك من الامور الباطلة الفانية والحاصل من اتبع الشهوات النفسانية اوالاراء الباطلة ولم يصرف نفسه عن مقتضاها إلى دين الحق وطاعة الله ومايوجب قربه لم يمدده الله بنصره وتوفيقه ولم يكن له عندالله قدر ومنزلة ولم يبال باى طريق سلك ولا في أى واد هلك (آت).
(4) قوله: " ما ترددت " هذا الحديث من الاحاديث المشهورة بين الفريقين ومن المعلوم انه سبحانه لم يردد التردد المعهود من الخلق في الامور التى يفسدونها فيترد دون في إمضائه لجهلهم بعواقبها، أو لقلة ثقتهم بالتمكن منها لمانع فلابد فيه من تأويل.
راجع مرآة العقول ج 2 ص 221.
(5) فيه تضمين معنى الاستيناس لتعديته بالى، أى استوحش من الناس مستأنسا إلى أخيه. [*]