باب في قلة عدد المؤمنين

1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن قتيبة الاعشى قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: المؤمنة أعز من المؤمن والمؤمن أعز من الكبريت الاحمر، فمن رأى منكم الكبريت الاحمر(2).
2 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن أبى نجران، عن مثنى الحناط، عن كامل التمار قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: الناس كلهم بهائم ثلاثا(3) إلا قليل من المؤمنين، والمؤمن غريب(4) ثلاث مرات.
3 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول لابي بصير: أما والله لوأني أجد منكم ثلاثة مؤمنين يكتمون حديثي ما استحللت أن أكتمهم حديثا.
4 محمد بن الحسن وعلي بن محمد بن بندار، عن أبراهيم بن إسحاق، عن عبدالله ابن حماد الانصاري، عن سدير الصيرفي قال: دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فقلت له: والله ما يسعك القعود، فقال: ولم ياسدير؟ قلت: لكثرة مواليك وشيعتك وأنصارك والله لوكان لامير المؤمنين عليه السلام مالك من الشيعة والانصار والموالي ماطمع فيه تيم ولا عدي، فقال: يا سدير وكم عسى أن يكونوا؟ قلت: مائة ألف، قال: مائة ألف؟ قلت: نعم، ومائتي ألف قال: مائتي ألف؟ قلت: نعم ونصف الدنيا

___________________________________
(2) الكبريت الاحمر هو الجوهر الذى يطلبه أصحاب الكيميا وهو الاكسير.
وقوله " المؤمنة أعز " يعنى أن المؤمنة أقل وجودا من المؤمن وذلك لان المرأة الصالحة في غاية الندرة.
(3) يعنى قاله ثلاث مرات.
(4) في بعض النسخ [والمؤمن عزيز].
[*]

[243]


قال: فسكت عني ثم قال: يخف عليك أن تبلغ معنا إلى ينبع(1) قلت: نعم فأمر بحمار وبغل أن يسرجا، فبادرت فركبت الحمار، فقال: ياسدير أترى أن تؤثرني بالحمار؟ قلت: البغل أزين وأنبل(2) قال: الحمار أرفق بي فنزلت فركب الحمار وركبت البغل فمضينا فحانت الصلاة، فقال: ياسدير انزل بنا نصلي، ثم قال: هذه أرض سبخة(3) لاتجوز الصلاة فيها فسرنا حتى صرنا إلى أرض حمراء ونظر إلى غلام يرعى جداء(4) فقال: والله يا سدير لوكان لي شيعة بعدد هذه الجداء وما وسعني القعود، ونزلنا وصلينا فلما فرغنا من الصلاة عطفت على الجداء فعددتها فإذا هي سبعة عشر(5).
5 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن سماعة بن مهران قال: قال لي عبد صالح صلوات الله عليه: يا سماعة أمنوا على فرشهم وأخافوني(6) أما والله لقد كانت الدنيا وما فيها إلا واحد يعبد الله ولو كان معه غيره لاضافه الله عزوجل إليه حيث يقول: " إن إبراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين(7) " فغبر بذلك ما شاء الله، ثم إن الله آنسه

___________________________________
(1) " يخف عليك " بكسر الخاء أى يسهل ولا يثقل وفى القاموس خف القوم: ارتحلوا مسرعين.
وينبع كينصر: حصن له عيون ونخيل وزروع بطريق حاج مصر.
(2) " أزين " من الزينة.
" أنبل " في القاموس النبل بالضم: الذكاء والنجابة.
(3) السبخة: ارض ذات نز وملح، مايعلو الماء كالطحلب.
(4) الجدى من اولاد المعز وهو ما بلغ ستة أشهر او سبعة والجمع جداء.
(5) لا ينافى هذا مامر في المجلد الاول ص 340 من كون الثلاثين مع الصاحب لانهم اعم من الرجال الاحرار وغيرهم وأيضا المراد هنا تحقق سبعة عشر من المخلصين مع ما ذكر من عدد المتشيعة لا مطلقا.
(6) أى بالاذاعة وترك التقية والضمير في آمنوا راجع إلى المدعين للتشيع(7) النحل: 120: قوله: " وما فيها " الواو للحال و " ما " نافية.
" ولو كان معه غيره " أى من أهل الايمان لاضافة الله عزوجل إليه " لان الغرض ذكر أهل الايمان التاركين للشرك حيث قال: " ولم يك من المشركين " فلو كان معه غيره لذكره معه " إن إبراهيم كان امة " لانه كان على دين لم يكن عليه أحد غيره فكان امة واحدة وكان هذا بعد وفات لوط عليه السلام.
وقوله " قانتا لله " أى مطيعا له.
" حنيفا " أى مستقيما على الطاعة وطريق الحق وهو الاسلام.
و قوله: " فغبر " في أكثر النسخ بالغين المعجمة والباء الموحدة أى مكث أو مضى وذهب، فعلى الاول فيه ضمير مستتر راجع إلى إبراهيم وعلى الثانى فاعله ماشاء الله وفى بعض النسخ [فصبر] فهو موافق للاول وفى بعضها بالعين المهملة فهو موافق للثانى (آت) ملخصا).
[*]

[244]


بإسماعيل وإسحاق فصاروا ثلاثة، أما والله إن المؤمن لقليل وإن أهل الكفر(1) لكثير أتدري لم ذاك؟ فقلت: لا أدري جعلت فداك فقال: صيروا انسا للمؤمنين، يبثون إليهم ما في صدورهم فيستريحون إلى ذلك ويسكنون إليه.
6 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن اورمة، عن النضر، عن يحيى بن أبي خالد القماط، عن حمران بن أعين قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: جعلت فداك ما أقلنا لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها؟ فقال: ألا احدثك بأعجب من ذلك، المهاجرون والانصار ذهبوا إلا وأشار بيده ثلاثة(2) قال حمران: فقلت: جعلت فداك ما حال عمار؟ قال: رحم الله عمارا أبا اليقظان بايع وقتل شهيدا، فقلت: في نفسي ما شئ أفضل من الشهادة فنظر إلي فقال: لعلك ترى أنه مثل الثلاثة أيهات أيهات(3).
7 الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عبدالله، عن علي بن جعفر قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: ليس كل من قال بولايتنا مؤمنا ولكن جعلوا انسا للمؤمنين.

___________________________________
(1) الكفر هنا مايقابل الايمان الكامل. لا مايقابال الاسلام.
(2) يعنى أشار عليه السلام بثلاث اصابع من يده. والمراد بالثلاثة سلمان وأبوذر والمقداد كما روى الكشى ص 8 باسناده عن أبي جعفر الباقر عليه السلام انه قال: ارتد الناس الا ثلاثة نفر: سلمان وأبوذر والمقداد، قال الراوى فقلت: عمار؟ قال: كان جاض جيضة ثم رجع، ثم قال: ان أردت الذى لم يشك ولم يدخله شئ فالمقداد فاما سلمان فانه عرض في قلبه أن عند اميرالمؤمنين عليه السلام اسم الله الاعظم لو تكلم به لاخذتهم الارض وهو هكذا وأما أبوذر فأمره أميرالمؤمنين عليه السلام بالسكوت ولم يأخذه في الله لومة لائم فابى الاان يتكلم انتهى. قوله جاض أى عدل عن الحق وفى بعض النسخ بالحاء والصاد المهملتين، وحاصوا عن العدواى انهزموا، والمراد بالناس غير أهل البيت، وبالارتداد الارتداد عن الايمان لا عن الاسلام كما يفهم من الاخبار. وفيه باسناده، عنه عن أبيه عن جده عن على عليه السلام قال: ضاقت الارض بسبعة بهم ترزقون وبهم تنصرون وبهم تمطرون منهم سلمان الفارسى والمقداد وأبوذر وعمار وحذيفة رحمهم الله وكان على عليه السلام يقول: وأنا إمامهم وهم الذين صلوا على فاطمة عليها السلام. وفيه: في حديث آخر عن أبي جعفر عليه السلام قال: ارتد الناس إلا ثلاثة نفر: سلمان وأبوذر والمقداد وأناب الناس بعد، كان اول من اناب أبوساسان [حصين بن منذر الوقاشى صاحب راية على عليه السلام] وعمار وأبوعروة وشتيرة فكانوا سبعة فلم يعرف حق أمير المؤمنين عليه السلام الا هؤلاء السبعة.
(3) قوله: " أيهات " لغة في هيهات. أى بعد عن الحق رأيك.
[*]