باب المؤمن وعلاماته وصفاته

1 محمد بن جعفر، عن محمد بن إسماعيل، عن عبدالله بن داهر، عن الحسن ابن يحيى، عن قثم أبي قتادة الحراني، عن عبدالله بن يونس، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قام رجل يقال له: همام وكان عابدا، ناسكا، مجتهدا إلى أمير المؤمنين عليه السلام وهو يخطب، فقال: يا أمير المؤمنين صف لنا صفة المؤمن كأننا ننظر إليه؟ فقال: يا همام المؤمن هو الكيس الفطن، بشره في وجهه، وحزنه في قلبه، أوسع شئ صدرا(2) وأذل شئ نفسا، زاجر عن كل فان(3)، حاض على كل حسن(4)،

___________________________________
(*) منقول في النهج باختلاف كثير.
(2) في بعض النسخ [قدرا].
(3) " زاجر " أى نفسه أو غيره.
(4) " حاض " أى حريص.
[*]

[227]


لاحقود ولا حسود، ولا وثاب(1)، ولاسباب، ولاعياب، ولا مغتاب، يكره الرفعة ويشنأ السمعة(2) طويل الغم(3)، بعيد الهم، كثير الصمت(4)، وقور(5) ذكور، صبور، شكور، مغموم بفكره(6)، مسرور بفقره، سهل الخليقة، لين العريكة(7)، رصين الوفاء، قليل الاذى، لا متأفك(8) ولا متهتك.
إن ضحك لم يخرق، وإن غضب لم ينزق(9)، ضحكه تبسم، واستفهامه تعلم ومراجعته تفهم.
كثير علمه، عظيم حلمه، كثير الرحمة، لا يبخل، ولا يعجل، ولا يضجر، ولا يبطر(10)، ولا يحيف في حكمه، ولا يجور في علمه(11)، نفسه أصلب من الصلد، ومكادحته أحلى من الشهد(12)، لا جشع ولا هلع ولا عنف ولا صلف ولا

___________________________________
(1) أى لا يثب في وجوه الناس بالمنازعة والمعارضة.
(2) أى يبغض الرياء.
(3) لما يستقبله من سكرات الموت واحوال القبر واحوال الاخرة. وقوله: " بعيد الهم " اما تاكيد للفقرة السابقة لان الهم والغم متقاربان أو المراد بالهم القصد، أى هو عالي الهمة، لايرضى بالدون من الدنيا الفانية(4) أى عما لايعنيه.
(5) أى ذو وقار ورزانة: لايستعجل في الامور ولا يبادر في الغضب ولا تجره الشهوات إلى ما لاينبغى فعله.
(6) اى بسبب فكره في امور الاخرة. قوله: " مسرور بفقره " لعلمه بقلة خطره ويسر الحساب في الاخرة وقلة تكاليف الله فيه
(7) " سهل الخليقة " أى ليس في طبعه خشونة وغلظة، والعريكة كسفينة، النفس ورجل لين العريكة: سلس الخلق منكسر النخوة. وقال الجوهري العريكة: الطبيعة. والرصين (بالصاد) المهملة) كامين: المحكم الثابت.
(8) كانه مبالغة في الافك بمعنى الكذب أى لا يكذب كثير أو المعنى لا يكذب على الناس و في بعض النسخ [مستأفك] أى لايكدب على الناس فيكذبوا عليه فكأنه طلب منهم الافك. وقيل المتأفك من لا يبالي أن ينسب إليه الافك.
(9) نزق: خف عند الغضب.
(10) البطر: شدة الفرح والطغيان.
(11) الحيف: الجور والظلم. وقوله: " لايجور في علمه " أى لايظلم أحدا بسبب علمه و ربمايقرء بالزاى أى لايتجاوز عن العلم الضرورى إلى غيره.
(12) " نفسه أصلب من الصلد " أى من الحجر الصلب، كناية عن شدة تحمله للميثاق أو عن عدم عدوله عن الحق. وقوله: " مكادحته أحلى من الشهد " الكدح: السعى ويحتمل أن يكون المعنى أن سعيه في تحصيل المعيشة والامور الدنيوية لمساهلته فيها حسن لطيف. والجشع محركة: أشد الحرص وأسوؤه أو أن تأخذ نصيبك وتطمع في نصيب غيرك. والهلوع: الجزع.

[228]


متكلف ولا متعمق(1)، جميل المنازعة، كريم المراجعة.
عدل إن غضب، رفيق إن طلب، لايتهور ولا يتهتك ولا يتجبر(2)، خالص الود، وثيق العهد، وفي العقد شفيق، وصول، حليم، خمول(3) قليل الفضول، راض عن الله عزوجل، مخالف لهواه، لايغلظ على من دونه، ولا يخوض فيمالا يعنيه، ناصر للدين، محام عن المؤمنين كهف للمسلمين، لايخرق الثناء سمعه(4)، ولا ينكي الطمع قلبه، ولا يصرف اللعب حكمه، ولا يطلع الجاهل علمه، قوال، عمال، عالم حازم، لابفحاش ولا بطياش(5)، وصول في غير عنف، بذول في غير سرف، لابختال(6) ولا بغدار، ولا يقتفي أثرا،(7) ولا يحيف بشرا، رفيق بالخلق، ساع في الارض، عون للضعيف غوث للملهوف، لايهتك سترا ولا يكشف سرا، كثير البلوى، قليل الشكوى، إن

___________________________________
(1) " صلف " الصلف ككتف: التكلم بما يكره صاحبك والتمدح بما ليس عندك أو مجاوزة قدر الظرف والادعاء فوق ذلك تكبرا ويقال له بالفارسية: لاف زدن.
والمتكلف: المتعرض لما لايعنيه وقوله " ولا متعمق " أى لا يبالغ في الامور الدنيوية.
(2) أى لايتكبر على الغير ولا يعد نفسه كبيرا.
وقوله: " خالص الود " أى محبته خالصة لله أو محبته خالصة لكل من يوده غير مخلوطة بالخديعة والنفاق وكأن هذاأظهر.
(3) في القاموس الشفق: حرص الناصح على على صلاح المنصوح وهو مشفق وشفيق.
وحاصله انه ناصح ومشفق على المؤمنين وقيل: خائف من الله والاول أظهر.
وقوله: " خمول " في أكثر النسخ بالخاء المعجمة أى أنه خامل الذكر غير مشهور بين الناس وكانه مخمول على انه لايحب الشهرة ولا يسعي فيها، وفى بعض النسخ بالحاء المهملة والمراد به الحلم، تأكيدا والمراد بالحليم العاقل أو المراد انه يتحمل مشاق المؤمنين (آت).
(4) عدم الخرق كناية عن عدم التأثير فيه، كأنه لم يسمعه. وقوله " لا ينكى الطمع قلبه " أى لايؤثر في قلبه ولا يستقر فيه وفيه: اشعار بان الطمع يورث جراحة القلب جراحة لاتبرء. وقوله: " لا يصرف اللعب حكمه " اى لايلتفت إلى اللعب لحكمته. وقوله: " قوال " أى كثير القول لما يحسن قوله: كثير الفعل والعمل بما يقوله وقوله: " عالم ". قيل هو: ناظر إلى قوله: " قوال " وقوله: " حازم " ناظر إلى قوله: " عمال " الحزم: رعاية العواقب وفى القاموس الحزم: ضبط الامر والاخذ فيه بالثقة.
(5) الطيش: النزق والخفة، طاش يطيش فهو طايش وطياش، وذهاب العقل، والطياش من لا يقصد وجها واحدا.
(6) في بعض النسخ [لا بختار]. وفى القاموس الاخبر الغدر والخديعة أيضا بمعناه.
(7) أى لا يتبع عيوب الناس أو لا يتبع أثر من لايعلم حقيقته. وقوله: " لا يحيف بشرا " بالحاء المهملة وفى بعض النسخ بالخاء المعجمة.

[229]


رأى خيراذكره، وإن عاين شرا ستره، يستر العيب، ويحفظ الغيب ويقيل العثرة ويغفر الزلة لا يطلع على نصح فيذره(1)، ولا يدع جنح حيف فيصلحه، أمين، رصين تقي، نقي، زكي، رضي(2)، يقبل العذر ويجمل الذكر ; ويحسن بالناس الظن، ويتهم على الغيب نفسه(3) يحب في الله بفقه وعلم، ويقطع في الله بحزم وعزم لا يخرق به فرح، ولا يطيش به مرح(4)، مذكر للعالم، معلم للجاهل، لا يتوقع له بائقة(5)، ولا يخاف له غائلة، كل سعي أخلص عنده من سعيه، وكل نفس أصلح عنده من نفسه، عالم بعيبه، شاغل بغمه، لا يثق بغير ربه، غريب وحيد جريد [حزين]، يحب في الله ويجاهد في الله ليتبع رضاه ولا ينتفم لنفسه بنفسه ولا يوالي في سخط ربه، مجالس لاهل الفقر، مصادق لاهل الصدق، مؤازر لاهل الحق.
عون للقريب، أب لليتيم، بعل للارملة(6)، حفي بأهل المسكنة، مرجو لكل كريهة، مأمول لكل شدة، هشاش، بشاش(7)، لا بعباس ولا بجساس، صليب كظام، بسام، دقيق النظر عظيم الحذر(8) [لا يجهل وإن جهل عليه يحلم] لا يبخل وإن بخل عليه صبر، عقل فاستحيى،

___________________________________
(1) أى لايطلع على نصح لاخيه فيتركه بل يذكره له والجنح في القاموس بالكسر: الجانب والكنف والناحية ومن الليل الطائفة منه ويضم والحيف: الجور والظلم والحاصل أنه لا يدع شيئأ من الظلم يقع منه أو من غيره على أحد، بل يصلحه.
او لا يصدر منه شئ من الظلم فيحتاج إلى أن يصلحه.
وفى بعض النسخ [جنف] مكان حيف وهو بالتحريك: الميل والجور.
(2) " رصين " بالمهملة اى المحكم الثابت والحفى بحاجة صاحبه وفى بعض النسخ بالمعجمة وهو تصحيف وقوله: " زكى " اى طاهر من العيوب.وفي بعض النسخ بالذال أى يدرك المطالب العلية من المبادى الخفية بسهولة وقوله: " يجمل الذكر " أى يذكرهم بالجميل.
(3) في بعض النسخ [على العيب].
(4) " لايخرق به فرح " أى لايصير الفرح سببا لخرقه وسفهه وقوله: " لا يطيش به مرح " أى لا يصير شدة فرحه سببا لنزقه وخفته وذهاب عقله أو عدوله عن الحق وميله إلى الباطل.
(5) البائقة: الداهية والغائلة ايضا الداهية.
(6) الارملة: المرأة التى لازوج لها والحفى البر اللطيف. وقوله، " مرجو لكل كريهة " أى يأمله الناس لدفع كل شدة.
(7) الهشاشة: الارتياح والخفة للمعروف. والبشاشة: طلاقة الوجه. وقوله: " بعباس " أى كثير العبوس. وقوله: " بجساس " أى كثير التجسس. وقوله: " صليب " أى متصلب شديد في امور الدين.
(8) في بعض النسخ [عظيم الخطر].
[*]

[230]


وقنع فاستغنى، حياؤه يعلو شهوته، ووده يعلوحسده، وعفوه يعلو حقده، لاينطق بغير صواب، ولا يلبس إلا الاقتصاد، مشيه التواضع، خاضع لربه بطاعته، راض عنه في كل حالاته، نيته خالصة، أعماله ليس فيها غش ولا خديعة، نظره عبرة، سكوته فكرة، وكلامه حكمة، مناصحا متباذ لا متواخيا، ناصح في السر والعلانية، لا يهجر أخاه، ولا يغتابه، ولا يمكربه، ولا يأسف على مافاته، ولا يحزن على ما أصابه، ولا يرجو مالا يجوز له الرجاء، ولا يفشل في الشدة، ولا يبطر في الرخاء، يمزج الحلم بالعلم، والعقل بالصبر، تراه بعيدا كسله، دائما نشاطه، قريبا أمله، قليلا زلله، متوقعا لاجله(1)، خاشعا قلبه، ذاكرا ربه، قانعة نفسه، منفيا جهله، سهلا أمره، حزينا لذنبه، ميتة شهوته، كظوما غيظه، صافيا خلقه، آمنا منه جاره، ضعيفاكبره، قانعا بالذي قدر له، متينا صبره، محكما أمره، كثيرا ذكره، يخالط الناس ليعلم، ويصمت ليسلم، ويسأل ليفهم، ويتجر ليغنم ; لا ينصت للخبر ليفجر به، ولا يتكلم ليتجبر به على من سواه نفسه منه في عناء والناس منه في راحة، أتعب نفسه لآخرته فأراح الناس من نفسه، إن بغي عليه صبر حتى يكون الله الذي ينتصر له ; بعده ممن تباعد منه بغض ونزاهة، ودنوه ممن دنا منه لين ورحمة، ليس تباعده تكبرا ولا عظمة، ولا دنوه خديعة ولا خلابة(2)، بل يقتدي بمن كان قبله من أهل الخير، فهو إمام لمن بعده من أهل البر.
قال: فصاح همام صيحة، ثم وقع مغشيا عليه، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: أما والله لقد كنت أخافها عليه وقال: هكذا تصنع الموعظة البالغة بأهلها، فقال له قائل: فما بالك يا أمير المؤمنين؟ فقال: إن لكل أجلا لا يعدوه وسببا لا يجاوزه، فمهلا لاتعد فإنما نفث(3) على لسانك شيطان.
2 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن عبدالله بن غالب، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثمان خصال:

___________________________________
(1) أى منتظرا له.
(2) خلبه كنصره خلبا وخلابه: خدعه.
(3) النفث: النفخ.
[*]

[231]


وقور عند الهزاهز، صبور عند البلاء، شكور عند الرخاء، قانع بما رزقه الله، لايظلم الاعداء ولا يتحامل للاصدقاء(1)، وبدنه منه في تعب والناس منه في راحة، إن العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والصبر أمير جنوده، والرفق أخوه واللين والده.
3 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن ابن فضال، عن منصور بن يونس، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: المؤمن يصمت ليسلم، وينطق ليغنم، لا يحدث أمانته الاصدقاء ولا يكتم شهادته من البعداء(2) ولا يعمل شيئا من الخير رياء ولا يتركه جياء، إن زكي خاف مما يقولون ويستغفر الله لما لايعلمون، لا يغره قول من جهله ويخاف إحصاء ما عمله.
4 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض من رواه، رفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال: المؤمن له قوة في دين، وحزم في لين وإيمان في يقين وحرص في فقه، ونشاط في هدى، وبرفي استقامة، وعلم في حلم، وكيس في رفق وسخاء في حق، وقصد في غنى، وتجمل في فاقة، وعفو في قدرة، وطاعة لله في نصيحة، و انتهاء في شهوة، وورع في رغبة، وحرص في جهاد، وصلاة في شغل، وصبر في شدة ; وفي الهزاهز وقور، وفي المكاره صبور، وفي الرخاء شكور، ولا يغتاب ولا يتكبر، ولا يقطع الرحم وليس بواهن، ولافظ ولاغليظ، ولا يسبقه بصره، ولا يفضحه بطنه، ولا يغلبه فرجه، ولا يحسد الناس، يعير ولا يعير، ولا يسرف، ينصر المظلوم ويرحم المسكين، نفسه منه في عناء، والناس منه في راحة، لا يرغب في عز الدنيا ولا يجزع من ذلها، للناس هم قد أقبلوا عليه وله هم قد شغله، لا يرى في حكمه نقص، ولا في رأيه وهن، ولا في دينه ضياع(3)، يرشد من استشاره، ويساعد من ساعده، ويكيع عن الخنا والجهل(4).

___________________________________
(1) أى لايحتمل الوزر لاجلهم أو يتحامل عنهم ما لا يطيق الاتيان به من الامور المشاقة فيعجز عنها والاول أظهر.
(2) في بعض النسخ [من الاعداء].
(3) اى دينه متين لا يضيع بالشكوك والشبهات ولا بارتكاب المعاصى.
(4) يكيع كبيع بالياء المثناة التحتانية وفى نسخ الخصال بالتاء المثناة الفوقانية وفى بعضها بالنون والكل متقاربة المعنى، قال في القاموس: كعت عنه أكيع وأكاع عنه كيعا وكيعوعة اذاهبته وجبنت عنه وقال: كنع عن الامر: كمنع: هرب وجبن.
وقال: كتع كمنع: هرب وفى النهاية الخنا: الفحش في القول.
والجهل مقابل العلم أو السفاهة (آت) [*]

[232]


5 عنه، عن بعض أصحابنا رفعه، عن أحدهما عليهما السلام قال: مر أمير المؤمنين عليه السلام بمجلس من قريش، فإذا هوبقوم بيض ثيابهم(1)، صافية ألوانهم، كثير ضحكهم، يشيرون بأصابعهم إلى من يمربهم(2)، ثم مر بمجلس للاوس والخزرج فإذا قوم بليت منهم الابدان، ودقت منهم الرقاب واصفرت منهم الالوان، وقدتواضعوا بالكلام، فتعجب علي عليه السلام من ذلك ودخل على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: بأبي أنت وامي إني مررت بمجلس لآل فلان ثم وصفهم ومررت بمجلس للاوس والخزرج فوصفهم، ثم قال: وجميع مؤمنون، فأخبرني يا رسول الله بصفة المؤمن؟ فنكس رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم رفع رأسه فقال: عشرون خصلة في المؤمن فإن لم تكن فيه لم يكمل إيمانه، إن من أخلاق المؤمنين يا علي: الحاضرون الصلاة، والمسارعون إلى الزكاة والمطعمون المسكين، الماسحون رأس اليتيم، المطهرون أطمارهم(3) المتزرون على أوساطهم(4): الذين إن حد ثوا لم يكذوبا، وإذاوعدوا لم يخلفوا، وإذا ائتمنوا لم يخونوا وإذا تكلموا صدقوا، رهبان بالليل، اسد بالنهار(5)، صائمون النهار، قائمون الليل(6)، لايؤذون جارا ولا يتأذي بهم جار، الذين مشيهم على الارض هون وخطاهم إلى بيوت الارامل وعلى أثر الجنائز، جعلناالله وإياكم من المتقين.
6 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن القاسم بن عروة، عن أبي العباس قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: من سرته حسنته وساء ته سيئته(7) فهو مؤمن.

___________________________________
(1) بيض بالكسر جمع أبيض ويحتمل فيه وفى نظائره الجر والرفع.
(2) " يشيرون بأصابعهم " إستهزاء وإشارة إلى عيوبهم.
(3) أى ثيابهم البالية بالغسل أو بالتشمير (آت)
(4) أى يشدون المئزر على وسطهم إحتياطا لستر العورة فأنهم كانوا لا يلبسون السراويل أو المراد شد الوسط بالازار كالمنطقة ليجمع الثياب.وقيل.هو كناية عن الاهتمام في العبادة.(آت).
(5) الهبان يكون واحدا وجمعاوفسر الرهبانية في قوله تعالى: " ورهبانية ابتدعوها " بصلاة الليل.
و " أسدبالنهار " أى شجعان ي الجهاد.
(6) " قائمون الليل " الفرق بينه وبين " رهبان بالليل " ان الرهبان إشارة إلى التضرع و والرهبة أوالتخلى، وترهب وقيام الليل للصلاة لا يستلزم شيئا من ذلك (آت).
(7) في بعض النسخ [سرته حسنة وساء ته سيئة].
[*]

[233]


7 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن الحسن بن [ز] علان، عن أبي إسحاق الخراساني، عن عمرو بن جميع العبدي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: شيعتنا هم الشاحبون(1)، الذابلون، الناحلون، الذين إذا جنهم الليل استقبلوه بحزن.
8 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمراليماني، عن رجل، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: شيعتنا أهل الهدى وأهل التقى وأهل الخير وأهل الايمان وأهل الفتح والظفر.
9 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل، عن منصور بزرج، عن مفضل قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: إياك والسفلة، فإنما شيعة علي من عف بطنه وفرجه، واشتد جهاده، وعمل لخالقه، ورجا ثوابه، وخاف عقابه، فإذا رأيت اولئك فاولئك شيعة جعفر.
0 1 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن شيعة علي كانوا خمص البطون، ذبل الشفاه(2)، أهل رأفة وعلم وحلم، يعرفون بالرهبانية، فأعينوا على ما أنتم عليه بالورع والاجتها د.
11 علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن صفوان الجمال، قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: إنما المؤمن، الذي إذا غضب لم يخرجه غضبه من حق وإذا رضي لم يدخله رضاه في باطل وإذا قدر لم يأخذ أكثر مماله(3).
12 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن ابن

___________________________________
(1) في النهاية الشاحب ; المتغير اللون والجسم.وفى بعض النسخ [السائحون] أى هم الملازمون للمساجد.وذبلت بشرته أى قل ماء جلده وذهبت نضارته.وفى الصحاح النحول: الهزال وجمل ناحل اى مهزول.
(2) في القاموس الخمصة: الجوعة والمخمصة المجاعة.الذبل: اليابسة الشفه.
(3) في بعض النسخ [من ماله] بكسراللام.
[*]

[234]


مسكان، عن سليمان بن خالد، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أبوجعفر عليه السلام: يا سليمان أتدري من المسلم؟ قلت: جعلت فداك أنت أعلم، قال: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، ثم قال: وتدري من المؤمن؟ قال: قلت: أنت أعلم ; قال: [إن] المؤمن من ائتمنه المسلمون على أموالهم وأنفسهم، والمسلم حرام على المسلم أن يظلمه أو يخذله أويدفعه دفعة تعنته(1).
13 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إنما المؤمن الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم ولا باطل، وإذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق، والذي إذا قدر لم تخرجه قدرته إلى التعدي إلى ما ليس له بحق.
4 1 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن أبي البختري(2) رفعه قال: سمعته يقول: المؤمنون هينون لينون(3) كالجمل الانف إذا قيد انقاد، وإن انيخ على صخرة استناخ(4).

___________________________________
(1) اى إذا لم يقدرعلى نصرته يجب عليه أن يعتذر منه برده رد جميل ولا يدفعه دفعة تلقيه تلك الدفعة في العنت والمشقة ويحتمل أن يكون كناية عن مطلق الخرر الفاحش (آت)
(2) هو وهب بن وهب القرشى عامى ضعيف وهو راوى الصادق عليه السلام وتزوج عليه السلام بامه فالظاهر كون ضمير " سمعته " راجعا إلى الصادق عليه السلام فالمراد بالرفع نسبة الحديث اليه عليه السلام ويحتمل أن يكون الرفع إلى أميرالمؤمنين عليه السلام وضمير سمعته إلى رسول الله صلى الله عليه واله فان دأب هذا الراوى لكونه عاميا رفع الحديث، يقول عن جعفر عن أبيه عن آبائه عن على عليهم السلام ويؤيده أن الحديث نبوى روته العامة أيضا عنه صلى الله عليه وآله وسلم (آت).
(3) في النهاية " المسلمون هينون لينون " هما بالتخفيف والتشديد معا قال ابن الاعرابى: العرب تمدح بالهين اللين مخففين وتذم بهما مثقلين وهين فيعل من الهون وهو السكينة و الوقار والسهولة فعينه واو وشئ هين وهين اى سهل.
وفيه: المؤمون هينون لينون كالجمل الانف اى المانوف وهو الذى عقر الخشخاش انفه فهو لايمتنع على قائده للوجع الذى به.وقيل: الانف الذلول.
(4) كناية عن نهاية انقياده في الامور المشروعة وعدم استصعابه فيها وقال الجوهرى أنخت الجمل فاستناخ: ابركته فبرك.
[*]

[235]


15 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ثلاثة من علامات المؤمن: العلم بالله، ومن يحب ومن يكره(1).
16 وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: المؤمن كمثل شجرة لا يتحات ورقها في شتاء ولا صيف، قالوا: يا رسول الله وما هي؟ قال: النخلة(2).
17 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن اورمة، عن [أبي] إبراهيم الاعجمي، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: المؤمن حليم لا يجهل، وإن جهل عليه يحلم، ولا يظلم وإن ظلم غفر، ولا يبخل وإن بخل عليه صبر(3).
8 1 عدة من اصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن منذر بن جيفر(4)، عن آدم أبي الحسين اللؤلوئي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: المؤمن من طاب مكسبه، وحسنت خليقته، وصحت سريرته، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من كلامه، وكفى الناس شره وأنصف الناس من نفسه.
9 1 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن الحسن بن علي، عن أبي كهمس، عن سليمان بن خالد، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ألا انبئكم بالمؤمن؟ من ائتمنه المؤمنون على أنفهسم، وأموالهم، ألا انبئكم بالمسلم؟ من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر السيئات وترك ما حرم الله والمؤمن حرام على المؤمن أن يظلمه أو يخذ له أو يغتابه أو يدفعه دفعة.
20 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن مفضل ابن عمر، عن أبي أيوب العطار، عن جابر قال: قال أبوجعفر عليه السلام: إنما شيعة علي الحلماء، العلماء، الذبل الشفاه، تعرف الرهبانية على وجوههم.
21 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن محبوب،

___________________________________
(1) اى من يحبه الله ويكرهه.
(2) يعنى أنه مستقيم الاحوال ينتفع منه دائما.
(3) في بعض النسخ [لاينجل] وهوالطعن والشق ونجل الناس: شارهم.
(4) كذا وفى الايضاح جفير بالجيم المفتوحة والفاء بعدهاثم الياء المنقطعة تحتها نقطتين ثم الراء.
[*]

[236]


عن عبدالله بن سنان، عن معروف بن خربوذ، عن أبي جعفر عليه السلام قال: صلى أمير المؤمنين عليه السلام بالناس الصبح بالعراق، فلما انصرف وعظهم فبكى وأبكاهم من خوف الله، ثم قال: أما والله لقد عهدت أقواما على عهد خليلي رسول الله صلى الله عليه وآله وإنهم ليصبحون ويمسون شعثا غبرا خمصا(1)، بين أعينهم كركب المعزى، يبيتون لربهم سجدا وقياما يراوحون بين أقدامهم وجباهم(2)، يناجون ربهم ويسألونه فكاك رقابهم من النار، والله لقدرأيتهم مع هذا وهم خائفون، مشفقون.
22 عنه، عن السندي بن محمد بن الصلت، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: صلى أمير المؤمنين عليه السلام الفجر ثم لم يزل في موضعه حتى صارت الشمس على قيد رمح وأقبل على الناس بوجهه، فقال: والله لقد أدركت أقواما يبيتون لربهم سجدا وقياما يخالفون بين جباههم وركبهم، كأن زفير النار في آذانهم إذا ذكر الله عندهم مادوا كما يميد الشجر(3)، كأنما القوم باتوا غافلين(4)، قال: ثم قام فما رئي ضاحكا حتى قبض صلوات الله عليه.
23 علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن المفضل ابن عمر قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: إذا أردت أن تعرف أصحابي فانظر إلى من اشتد ورعه وخاف خالقه ورجا ثوابه، وإذا رأيت هؤلاء فهؤلاء أصحابي.
24 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبدالله بن عمرو بن الاشعث، عن عبدالله بن حماد الانصاري، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: شيعتنا

___________________________________
(1) الشعث: تفرق الشعر وعدم اصلاحه ومشطه وتنظيفه.
والاغبر: المتلطخ بالغبار و الركب مابين اسافل اطراف الفخذ والمعزى خلاف الضان من الغنم.
يحتمل أن يكون تلك الاحوال لشدة فقرهم وعدم قدرتهم على ازالتها فالمدح على صبرهم على الفقر.
أو المعنى أنهم لايهتمون بازالتها زائدا على المستحب.
أو يقال، إذا كان تركها لشدة الاهتمام بالعبادة وخوف الاخرة يكون ممدوحا (آت).
(2) المراوحة بين الاقدام والجباه أن يقوم على القدمين مرة ويضع الجبهة على الارض اخرى ليواصل الراحة إلى كل منهما.
(3) مادوااى اضطربوا.
(4) في بعض النسخ [ماتوا غافلين]. كانهم بسبب غفلتهم أموات غير أحياء.
[*]

[237]


المتباذلون في ولايتنا، المتحابون في مودتنا، المتزاورون في إحياء أمرنا، الذين إن غضبوا لم يظلموا، وإن رضوا لم يسرفوا، بركة على من جاوروا، سلم لمن خالطوا.
25 عنه، عن محمد بن علي، عن محمد بن سنان، عن عيسى النهريري، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من عرف الله وعظمه منع فاه من الكلام وبطنه من الطعام وعفى نفسه بالصيام والقيام، قالوا: بآبائنا وامهاتنا يا رسو ل الله هؤ لاء أولياء الله؟ قال: إن أولياء الله سكتوا فكان سكوتهم ذكرا، ونظروا فكان نظرهم عبرة، ونطقوا فكان نطقهم حكمة، ومشوافكان مشيهم بين الناس بركة، لولا الآجال التي قد كتبت عليهم لم تقرأرواحهم(1) في أجسادهم خوفا من العذاب وشوقا إلى الثواب.
6 2 عنه، عن بعض أصحابه من العراقيين، رفعه قال: خطب الناس الحسن ابن علي صلوات الله عليهما فقال: أيها الناس أنا اخبركم عن أخ لي كان من أعظم الناس في عيني وكان رأس ما عظم به في عيني صغر الدنيا في عينه، كان خارجا من سلطان بطنه، فلا يشتهي مالا يجد ولا يكثر إذا وجد، كان خارجا من سلطان فرجه، فلا يستخف له عقله ولا رأيه(2)، كان خارجا من سلطان الجهالة فلا يمد يده إلا على ثقة لمنفعة، كان لايتشهى ولا يتسخط ولا يتبرم(3)، كان أكثر دهره صماتا، فإذا قال بذ القائلين(4) كان لا يدخل في مراء، ولا يشارك في دعوى، ولا يدلي بحجة حتى يرى قاضيا(5) وكان لا يغفل عن إخوانه، ولايخص نفسه بشئ دونهم، كان ضعيفا

___________________________________
(1) في بعض النسخ [لم تستقر].
(2) استخفه: إستثقله، استجهله، ازاله عن الحق والصواب.
والجهالة بفتح الجيم خلاف العلم والعقل.
وقوله: " فلا يمديده " اى إلى اخذ شئ كناية عن عدم ارتكاب الامور الاعلى ثقة واعتماد بأن ينفعه نفعا عظيما في الاخرة أو في الدنيا ايضا إذا لم يضر بالاخرة.
(3) " لايشتهي " اى لايكثر شهوة الاشياء (آت).
وفي القاموس البرم: السامة والضجر و وأبرمه فبرم كفرح وتبرم: أمله فمل اى لايمل ولا يسأم من حوائج الخلق وكثرة سؤالهم وسوء معاشرتهم
(4) في النهاية بذ القائلين أى سبقهم وغلبهم يبذهم بذا.
(5) في المصباح أدلى بحجته أثبتها فوصل بها إلى دعواه وفى القاموس أدلى بحجته حضرها واليه بماله دفعه ومنه و " تدلوا بها إلى الحكام " أى لا يدلي بحجته حتى يجد قاضيا.
او المعنى انه ليس من عادته إذا ظلمه أحد أن يبث الشكوى عند الناس كما هو دأب أكثر الخلق بل يصير إلى أن يجد حاكما يحكم بينه وبين خصمه.
[*]

[238]


مستضعفا فإذا جاء الجد كان ليثاعاديا(1)، كان لايلون أحدا فيما يقع العذر في مثله حتى يرى اعتذارا(2)، كان يفعل ما يقول ويفعل ما لايقول، كان إذاابتزه أمران(3) لايدري أيهما أفضل نظر إلى أقربهما إلى الهوى فخالفه، كان لا يشكووجعا إلا عند من يرجو عنده البرء، ولا يستشير إلا من يرجو عنده النصيحة، كان لايتبرم ولا يتسخط ولا يتشكي ولايتشهي ولاينتقم ولا يغفل عن العدو، فعليكم بمثل هذه الاخلاق الكريمة، إن أطقتموها، فإن لم تطيقوها كلها فأخذ القليل خير من ترك الكثير.ولا حول ولا قوة إلابالله.
7 2 علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن مهزم ; وبعض أصحابنا، عن محمد بن علي، عن محمد بن إسحاق الكاهلي ; وأبوعلي الاشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن العباس بن عامر، عن ربيع بن محمد، جميعا، عن مهزم الاسدي قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: يا مهزم شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه، ولا شحناؤه(4) بدنه(5) ولا يمتدح بنا معلنا ولا يجالس لنا عائبا ولا يخاصم لنا قاليا، إن لقي مؤمنا أكرمه وإن لقي جاهلا هجره ; قلت: جعلت فداك فكيف أصنع بهؤلاء المتشيعة(6) قال: فيهم التمييز وفيهم التبديل وفيهم التمحيص، تأتي عليهم سنون تفنيهم وطاعون يقتلهم واختلاف يبددهم، شيعتنا من لايهر هرير الكلب ولا يطمع طمع الغراب ولا

___________________________________
(1) " قوله: كان ضعيفا مستضعفا " منشأ الاول كثرة الصيام والقيام بالصلاة وسائر العبادات ومنشأ الثاني تواضعه للمؤمنين وعدم مجادلته وتغلبه عليهم حتى استضعفوه وعدوه ضعيفا وان كان قويا في نفس الامر (لح).
وفى بعض النسخ [غاديا] بالمعجمة.
(2) اى كان من عادته الحسنة ان لا يسرع بملامة أحد إذا قصر في حقه لامكان ان يكون له عذر وليس المقصود اللوم بعد الاعتذار (لح).
(3) كذا في اكثر النسخ بالباء الموحدة والزاى على بناء الافتعال اى استلبه وغلبه واخذه قهرا، كناية عن شدة ميله اليهما حصول الدواعى في كل منهما (آت).
(4) لخفاء صوته الدال على لين طبعه.
وفى بعض النسخ [لا يعلو].
(5) أى لا يتجاوز عداوته بدنه أى يعادى نفسه ولا يعادى غيره وفى بعض النسخ [يديه] أى لا تغلب عليه عداوته بل هى بيده واختياره. والامتداح بمعنى التمدح كما في بعض النسخ.
(6) المتشيعة: الذين يدعون التشيع وليس لهم معناه وعلاماته. [*]

[239]


يسأل عدونا وإن مات جوعا.
قلت: جعلت فداك فأين أطلب هؤلاء؟ قال: في أطراف الارض ; اولئك الخفيض عيشهم، المنتقلة ديارهم، إن شهدوا لم يعرفوا وإن غابوا لم يفتقدوا ; ومن الموت لايجزعون، وفي القبور يتزاورون وإن لجأ إليهم ذوحاجة منهم رحموه، لن تختلف قلوبهم وإن اختلف بهم الدار، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أناالمدينة وعلي الباب وكذب من زعم أنه يدخل المدينة لا من قبل الباب وكذب من زعم أنه يحبني ويبغض عليا صلوات الله عليه.
28 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال: من عامل الناس فلم يظلمهم و حدثهم فلم يكذبهم ووعدهم فلم يخلفهم كان ممن حرمت غيبته وكملت مروء ته وظهر عدله ووجبت اخوته.
29 عنه، عن ابن فضال، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن عبدالله بن الحسن، عن امه فاطمة بنت الحسين بن علي عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاث خصال من كن فيه استكمل خصال الايمان: إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل وإذا غضب لم يخرجه الغضب من الحق وإذا قدر لم يتعاط ماليس له(1).
30 عنه، عن أبيه، عن عبدالله بن القاسم، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إن لاهل الدين علامات يعرفون بها: صدق الحديث وأداء الامانة ووفاء بالعهد وصلة الارحام ورحمة الضعفاء وقلة المراقبة للنساء أوقال: قلة المواتاة للنساء(2) وبذل المعروف وحسن الخلق وسعة الخلق واتباع العلم وما يقرب إلى الله عزوجل زلفى، طوبى لهم وحسن مآب وطوبى شجرة في الجنة أصلها في دار النبي محمد صلى الله عليه وآله وليس من مؤمن إلا وفي داره غصن منها لا يخطر على قلبه شهوة شئ إلا أتاه به ذلك ولو أن راكبا مجدا سار في ظلها مائة عام ما خرج منه ولو طارمن أسفلها غراب ما بلغ أعلاها حتى يسقط هرما(3) ألا ففي هذا

___________________________________
(1) أى لا يأخذ.التعاطي: التناول.
(2) المواتاة: الموافقة والمطاوعة.
(3) انما خص الغراب بالذكر لانه أطول الطيور عمرا.
[*]

[240]


فارغبوا، إن المؤمن من نفسه في شغل والناس منه في راحة، إذا جن عليه الليل افترش وجهه وسجد لله عزوجل بمكارم بدنه يناجي الذي خلقه في فكاك رقبته، ألا فهكذاكونوا.
31 عنه، عن إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة، عن سليمان بن عمرو النخعي قال: وحدثني الحسين بن سيف، عن أخيه علي، عن سليمان، عمن ذكره عن أبي جعفر عليه السلام قال: سئل النبي صلى الله عليه وآله عن خيار العباد(1) فقال: الذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساؤوا استغفروا، وإذااعطوا شكروا، وإذا ابتلوا صبروا وإذا غضبوا غفروا.
32 وبإسناده، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: إن خياركم اولوالنهى، قيل: يا رسول الله ومن اولوالنهى؟ قال: هم اولوالاخلاق الحسنة والاحلام الرزينة(2) وصلة الارحام والبررة بالامهات والآباء والمتعاهدين للفقراء والجيران واليتامى ويطعمون الطعام ويفشون السلام في العالم ويصلون والناس نيام غافلون.
33 عنه، عن الهيثم النهدي، عن عبدالعزيز بن عمر، عن بعض أصحابه، عن يحيى بن عمران الحلبي قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: أي الخصال بالمرء أجمل؟ فقال: وقار بلا مهابة، وسماح بلا طلب مكافاة، وتشاغل بغير متاع الدنيا.
34 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولاد الحناط، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يقول: إن المعرفة بكمال دين المسلم تركه الكلام فيما لايعنيه وقلة مرائه، وحلمه وصبره وحسن خلقه.
35 علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن محمد بن عرفة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: ألا اخبركم بأشبهكم بي؟ قالوا: بلى يا.

___________________________________
(1) في بعض النسخ [خير العباد].
(2) الاحلام: جمع حلم بمعنى العقل أوالاناء‌ة وعدم التسرع إلى الانتقام وهو هنا أظهر.والرزين: الثقيل وترزن في الشئ: توقر (آت).اصول الكافي 15 [*]

[241]


قال: أحسنكم خلقا وألينكم كنفا، وأبركم بقرابته، وأشد كم حبا لاخوانه في دينه، وأصبركم على الحق، وأكظمكم للغيظ، وأحسنكم عفوا، وأشدكم من نفسه إنصافا في الرضا والغضب.
6 3 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: من أخلاق المؤمن الانفاق على قدر الاقتار(1)، والتوسع على قدر التوسع، وإنصاف الناس، وابتداؤه إياهم بالسلام عليهم، 37 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن ابن بكير عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: المؤمن أصلب من الجبل، الجبل يستقل منه(2) والمؤمن لايستقل من دينه شئ.
38 علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن إسحاق ابن عمار، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: المؤمن حسن المعونة، خفيف المؤونة، جيد التدبير لمعيشته، لا يلسع من جحر مرتين(3).
39 علي بن محمد بن بندار، عن إبراهيم بن إسحاق، عن سهل بن الحارث، عن الدلهاث مولى الرضاعليه السلام قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: لايكون المؤمن مؤمنا حتى يكون فيه ثلاث خصال: سنة من ربه وسنة من نبيه، وسنة من وليه، فأما السنة من ربه فكتمان سره، قال الله عزوجل: " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول(4) " وأما السنة من نبيه فمداراة الناس فإن الله

___________________________________
(1) الاقتار: ضيق المعيشة.
(2) " يستقل " من القلة أى ينقص.
(3) وفى رواية " لا يلدغ " واللسع واللدغ سواء.
والجحر: ثقب الحية وهو إستعارة هنا أى لايدهى المؤمن من جهة واحدة مرتين فانه بالاولى يعتبر وهذا على وجه الخبر ويحتمل النهى وهذا من قول النبي صلى الله عليه واله كما رواه مسلم في صحيحه وسبب قوله هذا أن أبا غرة الشاعر أخا مصعب بن عمير كان اسر يوم بدر فسال النبي صلى الله عليه وآله أن يمن عليه ففعل و عاهده أن لا يحرص عليه ولا يهجوه فلما لحق باهله عاد إلى ماكان عليه فاسر يوم احد فساله أيضا أن يمن عليه فقال النبي صلى الله عليه وآله هذا الكلام البليغ الجامع الذى لم يسبق إليه.
(4) الجن: 25 26.
[*]

[242]


عزوجل أمر نبيه صلى الله عليه وآله بمداراة الناس فقال: " خذ العفو وأمر بالعرف(1) " وأما السنة من وليه فالصبر في البأساء والضراء.

_____________________________
(1) الاعراف: 199.