باب الكتمان

1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: وددت والله أني افتديت خصلتين في

[222]


الشيعة لنا ببعض لحم ساعدي: النزق وقلة الكتمان(1).
2 عنه، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن أبي اسامة زيد الشحام قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: أمر الناس بخصلتين فضيعوهما فصاروا منهما(2) على غير شئ: الصبر والكتمان.
3 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن يونس بن عمار، عن سليمان ابن خالد قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: يا سليمان إنكم على دين من كتمه أعزه الله ومن أذاعه أذله الله.
4 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن عبدالله بن بكير عن رجل، عن أبي جعفر عليه السلام قال: دخلنا عليه جماعة، فقلنا: يا ابن رسول الله إنانريد العراق فأوصنا، فقال أبوجعفر عليه السلام: ليقو شديدكم ضعيفكم وليعد غنيكم على فقيركم ولا تبثوا سرنا(3) ولا تذيعوا أمرنا، وإذا جاء كم عنا حديث فوجدتم عليه شاهدا أو شاهدين من كتاب الله فخذوا به وإلا فقفواعنده، ثم ردوه إلينا حتى يستبين لكم و اعلموا أن المنتظر لهذا الامر له مثل أجر الصائم القائم ومن أدرك قائمنا فخرج معه فقتل عدو نا كان له مثل أجر عشرين شهيدا ومن قتل مع قائمنا كان له مثل أجر خمسة وعشرين شهيدا.
5 عنه، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن عبدالاعلى قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إنه ليس من احتمال أمرنا التصديق له والقبول فقط، من احتمال

___________________________________
(1) في القاموس نزق الفرس كسمع وضرب ونصر نزقا ونزوقا: نزا، أوتقدم خفة ووثب.
و أنزقه ونزقه غيره وكفرح وضرب: طاش وخف عند الغضب والاناء والغدير: امتلا إلى رأسه.
وناقة نزاق ككتاب: سريعة ونازقا نزاقا ومنازقة وتنازقا: تشاتما: ومكان نزق محركة قريب ونازقه: قاربه وانزق: أفرط في ضحكه وسفه بعد حلم.
انتهى.
وقوله: " ببعض لحم ساعدى " يعنى وددت أن أذهب تينك الخصلتين عن الشيعة ولو انجر الامر إلى أن يلزمنى أن اعطى فداء عنهما بعض لحم ساعدى.
والمراد بالكتمان إخفاء أحاديث الائمة وأسرارهم عن المخالفين عند خوف الضرر عليهم وعلى شيعتهم منه ومن كتمان اسرارهم وغوامض اخبارهم عمن لا يحتمله عقله.
(2) بسببهما أى بسبب تضييعها (آت).
(3) اى الاحكام المخالفة لمذهب العامة عندهم." ولا تذيعوا امرنا " أى أمر إمامتهم (آت).

[223]


أمرنا ستره وصيانته من غير أهله فأقرئهم السلام وقل لهم: رحم الله عبدا اجتر مودة الناس إلى نفسه(1)، حدثوهم بما يعرفون واستروا عنهم ما ينكرون، ثم قال: والله ما الناصب لنا حربا بأشد علينا مؤونة من الناطق علينا بما نكره، فاذا عرفتم من عبد إذاعة فامشوا إليه ورد وه عنها، فإن قبل منكم وإلا فتحملوا عليه بمن يثقل عليه ويسمع منه، فان الرجل منكم يطلب الحاجة فيلطف فيها حتى تقضى له، فالطفوا في حاجتى كما تلطفون في حوائجكم فإن هو قبل منكم وإلا فادفنوا كلامه تحت أقدامكم ولا تقولوا: إنه يقول ويقول، فإن ذلك يحمل علي وعليكم، أما والله لوكنتم تقولون ما أقول لاقررت أنكم أصحابي، هذا أبوحنيفة له أصحاب، وهذا الحسن البصري له أصحاب، وأناامرؤ من قريش، قد ولدني رسول الله صلى الله عليه وآله وعلمت كتاب الله وفيه تبيان كل شئ بدؤ الخلق وأمر السماء وأمر الارض وأمر الاولين وأمر الآخرين وأمر ما كان وأمر مايكون، كأني أنظر إلى ذلك نصب عيني.
6 عنه، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن الربيع بن محمد المسلي، عن عبدالله بن سليمان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال لي: مازال سرنا مكتوما حتى صارفي يد [ي] ولد كيسان(2) فتحدثوابه في الطريق وقرى السواد(3).
7 عنه، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن أبي عبيدة الحذاء قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: والله إن أحب أصحابي إلي أورعهم وأفقههم وأكتمهم لحديثنا وإن أسوأهم عندي حالا وأمقتهم للذي(4) إذا سمع الحديث ينسب إلينا ويروى عنا فلم يقبله إشماز منه وجحده وكفر من دان به وهو لايدري لعل الحديث من عندنا خرج وإلينا اسند، فيكون بذلك خارجا عن ولايتنا.
8 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبدالله بن يحيى، عن حريز، عن معلى بن خنيس قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: يا معلى اكتم أمرنا

_____________________________
(1) الجر: الجذب كالاجترار وقوله: " حدثوهم " بيان لكيفة اجترار مودة الناس.
(2) المراد بولد كيسان أولاد المختار الطالب بثار السبط المفدى الحسين عليه السلام وقيل: المراد المراد بولد كيسان أصحاب الغدر والمكر الذين ينسبون أنفسهم في الشيعة وليسوا منهم (آت).
(3) في الصحاح سواد الكوفة: قرارها.
(4) في بعض النسخ [الذى].
[*]

[224]


ولاتذعه، فإنه من كتم أمرنا ولم يذعه أعزه الله به في الدنيا وجعله نورا بين عينيه في الآخرة، يقوده إلى الجنة، يا معلى من أذاع أمرنا ولم يكتمه أذله الله به في الدنيا ونزع النور من بين عينيه في الآخرة وجعله ظلمة تقوده إلى النار، يا معلى إن التقية من ديني ودين آبائي ولادين لمن لاتقية له، يا معلى إن الله يحب أن يعبد في السر كما يحب أن يعبد في العلانية، يا معلى إن المذيع لامرنا كالجاحد له(1).
9 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي، عن مروان بن مسلم عن عمار قال: قال لي أبوعبدالله عليه السلام: أخبرت بما أخبرتك به أحدا؟ قلت: لا إلا سليمان بن خالد، قال: أحسنت أما سمعت قول الشاعر: فلايعدون سري وسرك ثالثا * ألا كل سر جاوز اثنين شائع 10 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن الرضا عن مسألته فأبي وأمسك، ثم قال: لو أعطيناكم كلما(2) تريدون كان شر الكم واخذ برقبة صاحب هذا الامر، قال أبوجعفر عليه السلام: ولاية الله أسرها إلى جبرئيل عليه السلام وأسرها جبرئيل إلى محمد صلى الله عليه وآله وأسرها محمد إلى علي وأسرها علي إلى من شاء الله، ثم أنتم تذيعون ذلك، من ألذي أمسك حرفا سمعه؟ قال أبوجعفر عليه السلام: في حكمة آل داود ينبغي للمسلم أن يكون مالكا لنفسه مقبلا على شأنه عارفا بأهل زمانه فاتقوا الله(3) ولا تذيعوا حديثنا، فلو لا أن الله يدافع عن أوليائه وينتقم لاوليائه من أعدائه، أما رأيت ماصنع الله بآل برمك وماانتقم الله لابي الحسن عليه السلام وقد كان بنو الاشعث على خطر

___________________________________
(1) كأنه عليه السلام كان يخاف على معلى القتل لما يرى من حرصه على الاذاعة ولذلك أكثر من نصيحته بذلك ومع ذلك لم تنجع نصيحته فيه وانه قد قتل بسبب ذلك (في).
(2) في بعض النسخ [كما].
(3) " فاتقوا الله " من كلام الرضا عليه السلام وجواب لولا محذوف يعني لولا مدافعة الله و انتقامه لنا لمابقى مناأثر بسبب أذاعتكم حديثنا.
" أما رايت " بيان للمدافعة والانتقام واراد بما صنع الله إستئصالهم بسبب عداوتهم لابي الحسن عليه السلام واعانتهم على قتله وأراد بابى الحسن أباه موسى عليه السلام (في).
[*]

[225]


عظيم(1) فدفع الله عنهم بولايتهم لابي الحسن وأنتم بالعراق ترون أعمال هؤلاء الفراعنة وما أمهل الله لهم فعليكم بتقوى الله، ولا تغرنكم] الحياة] الدنيا، ولا تغتروابمن قد امهل له، فكأن الامر قد وصل إليكم.
11 الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن عمر بن أبان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله طوبى لعبد نومة(2)، عرفه الله ولم يعرفه الناس، اولئك مصابيح الهدى وينابيع العلم ينجلي عنهم كل فتنة مظلمة، ليسوا بالمذاييع البذر(3) ولا بالجفاة المرائين.
12 علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبي الحسن الاصبهاني عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: طوبى لكل عبد نومة لايؤبه له يعرف الناس ولا يعرفه الناس، يعرفه الله منه(4) برضوان، اولئك مصابيح الهدى ينجلي عنهم كل فتنة مظلمة ويفتح لهم باب كل رحمة، ليسوا بالبذر المذاييع ولا الجفاة المرائين وقال: قولوا الخير تعرفوا به واعملوا الخير تكونوا من أهله ولا تكونوا عجلا(5) مذاييع، فإن خيار كم الذين إذا نظر إليهم ذكر الله وشرار كم المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الاحبة، المبتغون للبرآء المعايب.
13 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عمن أخبره قال: قال أبو عبدالله عليه السلام: كفوا ألسنتكم والزموا بيوتكم، فانه لا يصبيكم أمر تخصون به أبدا ولا تزال الزيدية لكم وقاء أبدا.
14 عنه، عن عثمان بن عيسى، عن أبي الحسن صلوات الله عليه قال: إن كان في يدك هذه شئ فان استطعت أن لاتعلم هذه فافعل ; قال: وكان عنده إنسان

___________________________________
(1) الخطر بالتحريك: الاشراف على الهلاك (في).
(2) النومة بضم النون وإسكان الواوفتحها: الخامل الذكر الذي لايؤبه له أى لايبالى به.
(3) المذاييع جمع مذياع وهو من لايكتم السر.
والبذر بالضم: جمع البذور والبذير وهو النمام ومن لا يستطيع كتم سره والبذر ككتف: كثيرالكلام.
والجفاة: جمع الجافى وهو الكز الغليظ السيئ الخلق كأنه جعله لانقباضه مقابلا لمنبسط اللسان الكثير الكلام والمراد النهى عن طريق الافراط والتفريط ولزوم الوسط (في).
(4) أى من لدنه.
(5) عجل ككتب: جمع عجول وهو المستعجل.
[*]

[226]


فتذاكروا الاذاعة، فقال: احفظ لسانك تعز، ولا تمكن الناس من قياد رقبتك فتذل.
15 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن خالد بن نجيح، عن أبي عبدالله عليه السلام قال، إن أمرنا مستور مقنع بالميثاق(1) فمن هتك علينا أذله الله
16 الحسين بن محمد ; ومحمد بن يحيى، جميعا، عن علي بن محمد بن سعد، عن محمد بن مسلم، عن محمد بن سعيد بن غزوان، عن علي بن الحكم، عن عمر بن أبان، عن عيسى بن أبي منصور قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: نفس المهموم لنا المغتم لظلمنا تسبيح وهمه لامرنا عبادة وكتمانه لسرنا جهاد في سبيل الله، قال لي محمد بن سعيد: اكتب هذا بالذهب، فما كتبت شيئا أحسن منه.

_____________________________
(1) المقنع اسم مفعول على بناء التفعيل أى مستور أصله من القناع." بالميثاق " اى بالعهد الذى أخذ الله ورسوله والائمة عليهم السلام أن يكتموه عن غير أهله (آت).