باب سلامة الدين

1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن أيوب بن الحر، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: " فوقاه الله سيئات مامكروا(2) ".

___________________________________
(2) المؤمن 40 والضمير في " وقاه " راجع إلى مؤمن آل فرعون حيث توكل على الله وفوض امره إلى الله تعالى حين اراد فرعون قتله بعد ان اظهر ايمانه بموسى عليه السلام ووعظهم ودعاهم إلى الايمان (آت) [*]

[216]


فقال: أما لقد بسطوا عليه(1) وقتلوه ولكن أتدرون ما وقاه؟ وقاه أن يفتنوه في دينه.
2 علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن أبي جميلة قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: كان في وصية أميرالمؤمنين عليه السلام لاصحابه: اعلموا أن القرآن هدى الليل والنهار ونور الليل المظلم على ما كان من جهد وفاقة، فاذا حضرت بلية فاجعلوا أموالكم دون أنفسكم، وإذا نزلت نازله فاجعلوا أنفسكم دون دينكم ; واعلموا أن الهالك من هلك دينه والحريب من حرب دينه(2)، ألا وإنه لا فقر بعد الجنة، الا وإنه لاغنى بعد النار، لايفك أسيرها ولا يبرء ضريرها(3).
3 علي، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبدالله، عن فضيل ابن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام: قال: سلامة الدين وصحة البدن خير من المال و المال زينة من زينة الدنيا حسنة.
محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد، عن ربعي، عن الفضيل، عن أبي جعفر عليه السلام، مثله.
4 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن فضال، عن يونس ابن يعقوب، عن بعض أصحابه قال: كان رجل يدخل على أبي عبدالله عليه السلام من أصحابه فغبر زمانا(4) لايحج فدخل عليه بعض معارفه، فقال له: فلان ما فعل(5)؟ قال: فجعل يضجع الكلام(6) يظن أنه إنما يعني الميسرة والدنيا، فقال أبوعبدالله عليه السلام كيف دينه؟ فقال: كما تحب، فقال: هو والله الغنى.

___________________________________
(1) اى سلطوا عليه والملائكة باسطوا ايديهم اى مسلطون عليهم.وفى بعض النسخ [قسطوا].
(2) في المصباح حرب حربا من باب تعب اخذ جميع ماله، فهو حريب وحرب على بناء المفعول فهو محروب.
(3) " ضريرها اى من عمى عينه فيها او من ابتلى فيها بالضر، وفى القاموس الضرير: الذاهب البصر والمريض المهزول وكل ماخالطه ضر.
(4) غبر غبورا: مكث وفى بعض النسخ [فصبر زمانا].وفى بعضها [فغبر زمان].
(5) اى كيف حاله وتقاعد عن الحج.
(6) قوله: " يضجع الكلام " اى يقصر فيه وفى اداء المقصود صريحا، من ضجع في الامر تضجيعا إذا وهن فيه وقصر (لح).وفى بعض النسخ [فظن].وقوله: " انما يعنى الميسرة والدنيا " يعنى تقاعده عن الحج لفقدهما (لح) [*]