باب اطعام المؤمن

1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي يحيى الواسطي، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من أشبع مؤمنا وجبت له الجنة ومن أشبع كافرا كان حقا على الله أن يملا جوفه من الزقوم، مؤمنا كان أو كافرا(4).
2 عنه، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن بعض أصحابنا، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لان اطعم رجلا من المسلمين أحب إلي من أن اطعم افقا من الناس(5)، قلت: وما الافق؟ قال: مائة ألف أو يزيدون.
3 عنه، عن أحمد، عن صفوان بن يحيى، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أطعم ثلاثة نفر من المسلمين أطعمه الله من ثلاث جنان

___________________________________
(4) أى من أشبع كافرا لكفره.
(5) لعله مجاز من باب إطلاق اسم المحل على الحال لان معنى الافق: الناحية كما في الصحاح.
[*]

[201]


في ملكوت السماوات الفردوس وجنة عدن وطوبى [و] شحرة تخرج من جنة عدن غرسها ربنا بيده(1).
4 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ما من رجل يدخل بيته مؤمنين فيطعمهما شبعهما(2) إلا كان ذلك أفضل من عتق نسمة.
5 عنه، عن أبيه، عن حماد، عن إبراهيم، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: من أطعم مؤمنا من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقى مؤمنا من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم.
6 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد؟ عن جعفر بن محمد الاشعري، عن عبدالله بن ميمون القداح، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من أطعم مؤمنا حتى يشبعه لم يدر أحد من خلق الله ما له من الاجر في الآخرة، لاملك مقرب ولا نبي مرسل إلا الله رب العالمين، ثم قال: من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان(3) ثم تلاقول الله عزوجل: " أو إطعام في يوم ذي مسغبة * يتيما ذا مقربة * أو مسكينا ذامتربة(4) ".
7 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله عليه السلام: من سقى مؤمنا شربة من ماء من حيث يقدر على الماء أعطاه الله بكل شربة سبعين ألف حسنة وإن سقاه من حيث لا يقدر على الماء فكأنما أعتق عشر رقاب من ولد إسماعيل.
8 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن حسين بن نعيم الصحاف قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: أتحب إخوانك يا حسين؟ قلت: نعم، قال: تنفع فقراء هم؟ قلت: نعم، قال: أما إنه يحق عليك(5) أن تحب من يحب

___________________________________
(1) عد طوبى من الجنان لان فيه من أنواع الثمار وقوله: " وشجرة " عطف على ثلاث يعني أطعمه الله من ثلاث جنان ومن شجرة في جنة عدن، غرسها الله بيده (في).
(2) في القاموس الشبع بالفتح وكعنب: سد الجوع وبالكسر وكعنب اسم مااشبعك (آت).
(3) السغبان: الجائع.
(4) البلد 14 16. والمقربة من القرابة والمتربة من التراب (في).
(5) أى يجب ويلزم.
[*]

[202]


الله(1)، أما والله لا تنفع منهم أحدا حتى تحبه(2)، أتدعوهم إلى منزلك؟ قلت: نعم ما آكل إلا ومعي منهم الرجلان والثلاثة والاقل والاكثر، فقال أبوعبدالله.
أما إن فضلهم عليك أعظم من فضلك عليهم، فقلت: جعلت فداك اطعمهم طعامي وأوطئهم رحلي ويكون فضلهم علي أعظم؟ ! قال: نعم إنهم إذا دخلوا منزلك دخلوا بمغفرتك ومغفرة عيالك(3) وإذا خرجوا من منزلك خرجوا بذنوبك وذنوب عيالك.
9 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي محمد الوابشي قال: ذكر أصحابنا عند أبي عبدالله عليه السلام فقلت: ما أتغدى ولا أتعشى(4) إلا ومعي منهم الاثنان والثلاثة وأقل وأكثر، فقال أبوعبدالله عليه السلام: فضلهم عليك أعظم من فضلك عليهم، فقلت: جعلت فداك كيف وأنا اطعمهم طعامي وانفق عليهم من مالي واخدمهم عيالى فقال: إنهم إذا دخلوا عليك دخوا برزق من الله عزوجل كثيرا وإذا خرجوا خرجوا بالمغفرة لك.
10 عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن مقرن، عن عبيد الله الوصافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: لان اطعم رجلا مسلما أحب إلي من أن اعتق افقا(5) من الناس قلت: وكم الافق؟ فقال: عشرة آلاف.
11 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: من أطعم أخاه في الله كان له من الاجر مثل من أطعم فئاما من الناس(6)، قلت: وما الفئام [من الناس]؟ قال: مائة ألف من الناس.
12 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن سدير الصير في قال: قال لي أبوعبدالله عليه السلام: مامنعك أن تعتق كل يوم نسمة؟ قلت:

___________________________________
(1) برفع الجلالة أى يحبه الله ويحتمل النصب والاول أظهر (آت)
(2) كأن غرضه عليه السلام أن دعوى المحبة بدون النفع كذب وان كنت صادقا في دعوى المحبة لابد أن تنفعهم (آت)
(3) الباء للمصاحبة أو للتعدية وفى سائر الاخبار " برزقك ورزق عيالك " ولايبعد أن يكون سهوا من الرواة ليكون مابعده تأسيسا (آت).
(4) التغدى: الاكل بالغداء أى أول اليوم ; والتعشى، الاكل بالعشى اى آخر اليوم وأول الليل (آت).
(5) مرمعنى الافق في توضيح الحديث الثانى من الباب.
(6) الفئام بالفاء مهموزا: الجماعة من الناس (في).
[*]

[203]


لايحتمل مالي ذلك، قال: تطعم كل يوم مسلما، فقلت: موسرا أو معسرا؟ قال: فقال: إن الموسر قد يشتهي الطعام.
13 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد؟ عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن صفوان الجمال، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: اكلة(1) يأكلهاأخي المسلم عندي أحب إلي من أن اعتق رقبة.
14 عنه، عن إسماعيل بن مهران، عن صفوان الجمال، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لان اشبع رجلا من إخواني أحب إلي من أن أدخل سوقكم هذا فأبتاع منها رأسا فاعتقه.
15 عنه، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن عبدالرحمن بن أبي عبدالله، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لان آخذ خمسة دراهم [و] أدخل إلى سوقكم هذا فأبتاع بها الطعام وأجمع نفرا من المسلمين أحب إلي من أن اعتق نسمة.
16 عنه، عن الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سئل محمد بن علي صلوات الله عليهما مايعدل عتق رقبة؟ قال: إطعام رجل مسلم.
17 محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة، عن أبي شبل قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: ما أرى شيئا يعدل زيارة المؤمن إلا إطعامه وحق على الله أن يطعم من أطعم مؤمنا من طعام الجنة.
18 محمد، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن رفاعة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لان اطعم مؤمنا محتاجا أحب إلي من أن أزوره ولان أزوره أحب إلي من أن اعتق عشر رقاب.
19 صالح بن عقبة.
عن عبدالله بن محمد ويزيد بن عبدالملك عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من أطعم مؤمنا موسرا كان له يعدل رقبة من ولد إسماعيل ينقذه من الذبح، ومن أطعم مؤمنا محتاجا كان له يعدل مائة رقبة من ولد إسماعيل ينقذها من الذبح.

___________________________________
(1) الاكلة بالضم: اللقمة ويمكن أن تكون بالفتح وهى المرة من الاكل فعلى الاول الضمير في يأكلها مفعول به وعلى الثانى مفعول مطلق.
[*]

[204]


20 صالح بن عقبة، عن نصر بن قابوس، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لاطعام مؤمن أحب إلي من عتق عشررقاب وعشر حجج(1)، قال: قلت: عشر رقاب وعشر حجج؟ قال: فقال: يا نصر إن لم تطعموه مات أو تدلونه(2) فيجئ إلى ناصب فيسأله والموت خير له من مسألة ناصب، يا نصر من أحيى مؤمنا فكأنما أحيى الناس جميعا فإن لم تطعموه فقد أمتموه وإن أطعمتموه فقد أحييتموه.

_____________________________
(1) " عشر حجج " عطف على العتق " عشر رقاب " أى عتق رقاب، قاله تعجبا فأزال عليه السلام تعجبه بأن قال إن لم تطعموه فأما أن يموت جوعا إن لم يسأل النواصب أو يصير ذليلا بسؤل ناصب وهو عنده بمنزلة الموت بل أشد عليه منه فأطعامه سبب لحياته الصورية والمعنوية وقد قال تعالى: " من أحيى نفسا فكأنما أحيى الناس جميعا " والمراد بالنفس المؤمنة وبالاحياء أعم من المعنوية لما ورد في الاخبار الكثيرة أن تأويلها الاعظم هدايتها لكن كان الظاهر حينئذ " أو تدلوه " للعطف على الجزاء ولذا قرء بعضهم بفتح الواو على الاستفهام الانكارى و " تدلونه " بالدال المهملة واللام المشددة من الدلالة والحاصل أنه لما قال عليه السلام الموت لازم لعدم الاطعام كان هنا مظنة سؤال وهو أنه يمكن أن يسأل الناصب ولايموت فأجاب عليه السلام بأنه أن أردتم أن تدلوه على أن يسأل ناصبا فهولايسأله لان الموت خير له من مسألته فلابد من أن يموت، فأطعامه أحياؤه وقرء آخر " تدلونه " بالتخفيف من الادلاء بمعنى الارسال وماذكرناه أولا أظهر معنى وقوله: " فقد أمتموه " يحتمل الاماتة بالاضلال او بالاذلال وكذا الاحياء يحتمل الوجهين (آت).
(2) في بعض النسخ [تذلونه فيأتي] بالمعجمة.