باب السعى في حاجة المؤمن

1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن محمد بن مروان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال: مشي الرجل في حاجة أخيه المؤمن يكتب(4) له عشر حسنات ويمحا عنه عشر سيئات، ويرفع له عشر درجات، قال: ولا أعلمه(5)

___________________________________
(4) على بناء المفعول والعائد محذوف أو على بناء الفاعل والاسناد على المجاز (آت)
(5) " ولا أعلمه " أى ولا أظنه (آت).
[*]

[197]


إلا قال: ويعدل عشر رقاب وأفضل من اعتكاف شهرفي المسجد الحرام.
2 عنه، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول إن لله عبادا في الارض يسعون في حوائج الناس، هم الآمنون يوم القيامة، و من أدخل على مؤمن سرورا فرح(1) الله قلبه يوم القيامة.
3 عنه، عن أحمد، عن عثمان بن عيسى، عن رجل، عن أبي عبيدة الحذاء قال: قال أبوجعفر عليه السلام: من مشى في حاجة أخيه المسلم أظله الله بخمسة وسبعين ألف ملك(2) ولم يرفع قدما إلا كتب الله له حسنة وحط عنه بها سيئة ويرفع له بها درجة، فاذا فرغ من حاجته كتب الله عزوجل له بها أجر حاج ومعتمر.
4 عنه، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن هارون بن خارجة، عن صدقة عن رجل من أهل حلوان(3)، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لان أمشي في حاجة أخ لي مسلم أحب إلي من أن اعتق ألف نسمة وأحمل في سبيل الله على ألف فرس(4) مسرجة ملجمة.
5 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ما من مؤمن يمشي لاخيه المؤمن(5) في حاجة إلا كتب الله عز وجل له بكل خطوة حسنة، وحط عنه بها سيئة، ورفع له بها درجة وزيد بعد ذلك عشر حسنات وشفع في عشر حاجات.
6 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن أبي أيوب الخزاز، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من سعى في حاجة أخيه المسلم، طلب وجه الله كتب الله عزوجل له ألف ألف حسنة، يغفر فيها لاقاربه وجيرانه وإخوانه

___________________________________
(1) في بعض النسخ [فرج].
(2) أى طائرين فوق رأسه حتى يظلوه لوكان لهم ظل، أو يجعلهم في ظلتهم أى في كنفهم وحمايتهم
(3) في المصباح الحلوان بالضم بلد مشهور من سواد العراق من الشرق والقادسية من طرفه من الغرب وقيل سميت باسم بانيها وهو حلوان بن عمران بن لحاف بن قضاعة
(4) أى أركب ألف إنسان على الف فرس كل منها شد عليه السرج والبس اللجام وابعثها في لجهاد و " مسرجة ملجمة " اسما مفعول من بناء الافعال (آت)
(5) في بعض النسخ [المسلم].

[198]


ومعارفه ومن صنع إليه معروفا في الدنيا فإذا كان يوم القيامة قيل له: ادخل النار فمن وجدته فيها صنع إليك معروفا في الدنيا فأخرجه بإذن الله عزوجل إلا أن يكون ناصبا.
7 عنه، عن أبيه، عن خلف بن حماد، عن إسحاق بن عمار، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من سعى في حاجة أخيه المسلم فاجتهد فيها فأجرى الله على يديه قضاء ها كتب الله عزوجل له حجة وعمرة واعتكاف شهرين في المسجد الحرام وصيامهما وإن اجتهد فيها ولم يجرا الله قضاء ها على يديه كتب الله عزوجل له حجة وعمرة.
8 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي، عن جميل بن دراج عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كفى بالمرء اعتمادا على أخيه أن ينزل به حاجته.
9 عنه، عن أحمد بن محمد، عن بعض أصحابنا، عن صفوان الجمال قال: كنت جالسا مع أبي عبدالله عليه السلام إذ دخل عليه رجل من أهل مكة يقال له: ميمون فشكا إليه تعذر الكراء عليه(1) فقال لي: قم فأعن أخاك، فقمت معه فيسر الله كراه، فرجعت إلى مجلسي، فقال أبوعبدالله عليه السلام: ما صنعت في حاجة أخيك؟ فقلت: قضاها الله بأبي أنت وامي فقال: أما إنك أن تعين(2) أخاك المسلم أحب إلي من طواف اسبوع بالبيت مبتدئا(3) ثم قال: إن رجلا أتى الحسن بن علي عليهما السلام فقال: بأبي أنت وامي أعني على قضاء حاجة، فانتعل وقام معه فمر على الحسين صلوات الله عليه وهو قائم يصلي فقال له: أين كنت عن أبي عبدالله(4) تستعينه على حاجتك، قال: قد فعلت بأبي أنت وامي فذكر أنه معتكف، فقال له: أما إنه لوأعانك كان خيرا له من اعتكافه شهرا(5).

___________________________________
(1) الكرا بالكسر والمد: أجر المستأجر عليه وهو في الاصل مصدر كاريته والمراد بتعذر الكراء إما تعذر الدابة التى يكتريها أو تعذر من يكترى دوابه بناء على كونه مكاريا أو عدم تيسير أجرة المكارى له وكل ذلك مناسب لحال صفوان الراوي (آت)
(2) " أما " بالتخفيف و " أن " مصدرية.
(3) قوله: " مبتدئا " إما حال عن فاعل " قال " أى قال عليه السلام ذلك مبتدئا قبل أن أسأله عن أجر من قضى حاجة أخيه، أو عن فاعل الطواف، أو هو على بناء اسم المفعول حالا عن الطواف وعلى التقديرين الاخيرين لاخراح طواف الفريضة. وقيل حال عن فاعل تعين أى تعين مبتدئا [قبل أن يسألك الاعانة] (آت).
(4) أى اين كنت عنه في سؤاله أعانتك على قضاء حاجتك.
(5) أى لو كان غير معتكف واستعان على حاجتك كان ذلك خيرا له من اعتكافه شهرا وأما بعد إعتكافه فلم يجز له الخروج.
[*]

[199]


10 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عن أبي جميلة، عن ابن سنان قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: قال الله عزوجل: الخلق عيالي، فأحبهم إلي ألطفهم بهم وأسعاهم في حوائجهم.
11 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن بعض أصحابه عن أبي عمارة(1) قال: كان حماد بن أبي حنيفة إذا لقيني قال: كرر علي حديثك فاحدثه، قلت: روينا أن عابد بني إسرائيل كان إذا بلغ الغاية في العبادة صار مشاء في حوائج الناس عانيا بما يصلحهم.

_____________________________
(1) أبوعمارة كنية لجماعة أكثرهم من أصحاب الباقر عليه السلام وكلهم مجاهيل وحماد بن أبي حنيفة أيضا مجهول والظاهر أنه كان يسأل تكرار هذا الحديث بعينه لالتذاذه بسماعة وليؤثر فيه فيحثه على العمل به (آت).