باب قضاء حاجة المؤمن

1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي، عن بكاربن كردم(2)، عن المفضل، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال لي: يا مفضل اسمع ماأقول لك واعلم أنه الحق وافعله وأخبر به عليه(3) إخوانك، قلت، جعلت فداك وما علية

___________________________________
(2) كجعفر.
(3) " عليه إخوانك " بكسر المهملة وإسكان اللام أى شريفهم ورفيعهم جمع على كصبية و صبى (في). اصول الكافى 13 [*]

[193]


إخواني؟ قال: الر اغبون في قضاء حوائج إخوانهم، قال: ثم قال: ومن قضى لاخيه المؤمن حاجة قضى الله عزوجل له يوم القيامة مائة ألف حاجة من ذلك أو لها الجنة ومن ذلك أن يدخل قرابته ومعارفه وإخوانه الجنة بعد أن لا يكونوا نصابا(1) وكان المفضل إذا سأل الحاجة أخا من إخوانه قال له: أما تشتهي أن تكون من علية الاخوان.
2 عنه، عن محمد بن زياد قال: حدثني خالدبن يزيد، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الله عزوجل خلق خلقا من خلقة انتجبهم لقضاء حوائج فقراء شيعتنا ليثيبهم على ذلك الجنة، فإن استطعت أن تكون منهم فكن، ثم قال: لنا والله رب نعبده لانشرك به شيئا(2).
3 عنه، عن محمد بن زياد، عن الحكم بن أيمن، عن صدقة الاحدب(3)، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قضاء حاجة المؤمن خير من عتق ألف رقبة وخير من حملان(4) ألف فرس في سبيل الله.
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن زياد، مثل الحديثين.
4 علي، عن أبيه، عن محمد بن زياد، عن صندل، عن أبي الصباح الكناني قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: لقضاء حاجة امرء مؤمن أحب إلى [الله] من عشرين حجة كل حجة ينفق فيها صاحبها مائة ألف.
5 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن هارون بن الجهم عن إسماعيل بن عمار الصير في قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: جعلت فداك المؤمن رحمة على المؤمن؟ قال: نعم، قلت: وكيف ذاك؟ قال: إيما مؤمن أتى أخاه في حاجة فإنما ذلك رحمة من الله ساقهاإليه وسببها له، فإن قضى حاجته، كان قد قبل الرحمة بقبولها وإن رده عن حاجته وهو يقدر على قضائها فانما رد عن نفسه رحمة من الله عزوجل

___________________________________
(1) المراد بالنصاب في عرف أصحاب الائمة: المخالفون المتعصبون في مذهبهم فغير النصاب هم المستضعفون.
(2) لعل المراد بيان انهم عليهم السلام لا يطلبون حوائجهم إلى أحد سوى لله سبحانه وانهم منزهون عن ذلك.
أو تنبيه للمفضل وأمثاله لئلا يصيروا إلى الغلو.
(3) الاحدب من خرج ظهره ودخل صدره وبطنه (في).
(4) الحملان بالضم مايحمل عليه من الدواب في الهبة خاصة (في).

[194]


ساقها إليه وسببها له وذخر الله عزوجل تلك الرحمة إلى يوم القيامة حتى يكون المردود عن حاجته هو الحاكم فيها، إن شاء صرفها إلى نفسه وإن شاء صرفها إلى غيره يا إسماعيل فإذاكان يوم القيامة وهو الحاكم في رحمة من الله قد شرعت له فإلى من ترى يصرفها؟ قلت: لا أظن يصرفها عن نفسه، قال: لا تظن ولكن استيقن فإنه لن يردها عن نفسه، يا إسماعيل من أتاه أخوه في حاجة يقدر على قضائها فلم يقضها له سلط الله عليه شجاعا(1) ينهش إبهامه في قبره إلى يوم القيامة، مغفور اله أو معذبا.
6 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحكم بن أيمن، عن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: من طاف بالبيت اسبوعا كتب الله عز وجل له ستة آلاف حسنة ومحا عنه ستة آلاف سيئة ورفع له ستة آلاف درجة قال: وزاد فيه إسحاق بن عمار وقضى له ستة آلاف حاجة، قال: ثم قال: و قضاء حاجة المؤمن أفضل من طواف وطواف حتى عد عشرا.
7 الحسين بن محمد، عن أحمد [بن محمد] بن إسحاق، عن بكر بن محمد، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ماقضى مسلم لمسلم حاجة إلا ناداه الله تبارك وتعالى: علي ثوابك ولا أرضى لك بدون الجنة.
8 عنه، عن سعدان بن مسلم، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال: من طاف بهذا البيت طوافا واحدا كتب الله عزوجل له ستة آلاف حسنة ومحا عنه ستة آلاف سيئة، ورفع الله له ستة آلاف درجة حتى إذاكان عند الملتزم(2).
فتح الله له سبعة أبواب من أبواب الجنة، قلت له: جعلت فداك هذا الفضل كله في الطواف؟ قال: نعم واخبرك بأفضل من ذلك، قضاء حاجة المسلم أفضل من طواف وطواف وطواف حتى بلغ عشرا.
9 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن إبراهيم الخارقي قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: من مشى في حاجة أخيه المؤمن يطلب بذلك ما

___________________________________
(1) الشجاع كغراب وكتاب: الحية والذكر منها او ضرب منها صغير والجمع شجعان بالكسر والضم.
(2) أى المستجار، مقابل باب الكعبة، سمى به لانه يستحب التزامه والصاق البطن به.
[*]

[195]


عندالله حتى تقضى له(1) كتب الله عزوجل له بذلك مثل أجر حجة وعمرة مبرورتين(2) وصوم شهرين من أشهر الحرم واعتكافهما في المسجد الحرام ; ومن مشى فيها بنية ولم تقض كتب الله له بذلك مثل حجة مبرورة، فارغبوا في الخير.
10 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن أورمة، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: تنافسوا في المعروف(3) لا خوانكم وكونوا من أهله، فإن للجنة بابا يقال له: المعروف، لا يدخله إلا من اصطنع المعروف في الحياة الدنيا، فان العبد ليمشي في حاجة أخيه المؤمن فيو كل الله عزوجل به ملكين: واحدا عن يمينه وآخر عن شماله، يستغفر ان له ربه ويدعوان بقضاء حاجته، ثم قال: والله لرسول الله صلى الله عليه وآله أسر بقضاء حاجة المؤمن إذا وصلت إليه من صاحب الحاجة.
11 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن خالد، عن أبيه، عن خلف بن حماد عن بعض أصحابه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: والله لان أحج حجة أحب إلي من أن اعتق رقبه ورقبة [ورقبة] ومثلها ومثلها حتى بلغ عشرا ومثلها ومثلها(4) حتى بلغ السبعين ولان أعول أهل بيت من المسلمين(5) أسد جوعتهم وأكسوا عورتهم فأكف وجوههم عن الناس أحب إلي من أن أحج حجة وحجة [وحجة] ومثلها ومثلها حتى بلغ عشرا ومثلها ومثلها حتى بلغ السبعين.
12 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي علي صاحب الشعير، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: أوحى الله عزوجل إلى موسى عليه السلام

___________________________________
(1) " حتى تقضى " بالتاء على بناء المفعول أو بالياء على بناء الفاعل وفى بعض النسخ [حتى يقضيها].
(2) أى مقبولتين.
(3) في النهاية التنافس من المنافسة وهى الرغبة في الشئ والانفراد به وهو من الشئ النفيس الجيد في نوعه. والمعروف اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله تعالى والتقرب إلى الله والاحسان إلى الناس وحسن الصحبة مع الاهل وغيرهم من الناس.
(4) الظاهر أن ضمير مثلها في الاولين راحع إلى الرقبة وفى الاخيرين إلى العشر ; وقوله: " حتى بلغ " في الموضعين كلام الراوى اى قال مثلها سبع مرات في الموضعين فصار المجموع سبعين ويحتمل كونه كلام الامام عليه السلام ويكون " بلغ " بمعنى يبلغ (آت).
(5) " لان أعول " قال الجوهرى: عال عياله يعولهم عولا وعياله أى كفاهم وأنفق عليهم.
[*]

[196]


أن من عبادي من يتقرب إلي بالحسنة فاحكمه في الجنة، فقال موسى: يا رب وما تلك الحسنة؟ قال: يمشي مع أخيه المؤمن في قضاء حاجته قضيت أولم تقض(1).
13 الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمدبن عبدالله، عن علي ابن جعفر قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: من أتاه أخوه المؤمن في حاجة فانما هي رحمة من الله تبارك وتعالى ساقها إليه، فإن قبل ذلك فقد وصله بولايتنا(2) وهو موصول بو لاية الله وإن رده عن حاجته وهو يقدرعلى قضائها سلط الله عليه شجاعا من نار ينهشه في قبره إلى يوم القيامة، مغفورا له أو معذبا، فإن عذره الطالب(3) كان أسوء حالا.
14 محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن عبدالله بن محمد الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن المؤمن لترد عليه الحاجة لاخيه فلا تكون عنده فيهتم بها قلبه، فيدخله الله تبارك وتعالى بهمه الجنة.

_____________________________
(1) " قضيت او لم تقض " محمول على ماإذا لم يقصر في السعى كما مرمع ان الاشتراك في دخول الجنة والتحكيم فيها لا ينافى التفاوت بحسب الدرجات.
وفي بعض النسخ [ام لم تقض].
(2) الضمير المنصوب في وصله راجع إلى مصدر قبل (آت).
(3) " فان عذره الطالب " في المصباح عذرته فيما صنع عذرا من باب ضرب: رفعت عنه اللوم فهو معذور أى غير ملوم وأعذرته بالالف لغة.
وقوله: " كان أسوه حالا " انما كان المعذور أسوء حالا لان العاذر لحسن خلقه وكرمه أحق بقضاء الحاجة ممن لايعذر، فرد قضاء حاجته اشنع والندم عليه أعضم والحسرة عليه أدوم ووجه آخر وهوأنه إذا عذره لا يشكو ولا يغتابه فبقى حقه عليه سالما إلى يوم الحساب.