باب ادخال السرور على المؤمنين

1 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد: ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله من سر مؤمنا فقد سرني ومن سرني فقد سر الله.
2 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن رجل من أهل الكوفة يكنى أبومحمد، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: تبسم الرجل في وجه أخيه حسنة وصرف القذى(5) عنه حسنة، وماعبدالله بشئ أحب إلى الله من إدخال السرور على المؤمن.
3 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن عبدالله بن مسكان عن عبيد الله بن الوليد الوصافي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن فيما ناجى الله عز

___________________________________
(5) القذى جمع قذاة وهو مايقع في العين.
[*]

[189]


وجل به عبده موسى عليه السلام قال: إن لي عبادا ابيحهم جنتي واحكمهم فيها(1) قال: يارب ومن هؤلاء الذين تبيحهم جنتك وتحكمهم فيها؟ قال: من أدخل على مؤمن سرورا، ثم قال: إن مؤمنا كان في مملكة جبارفولع(2) به فهرب منه إلى دار الشرك، فنزل برجل من أهل الشرك فأظله وأرفقه وأضافه فلما حضره الموت أوحى الله عزوجل إليه وعزتي وجلالي لوكان [لك] في جنتي مسكن لاسكنتك فيها ولكنها محرمة على من مات بي مشركا ولكن يا نار هيديه(3) ولا تؤذيه ويؤتى برزقه طرفي النهار، قلت: من الجنة؟ قال: من حيث شاء الله.
4 عنه، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن علي، عن عبدالله بن إبراهيم، عن علي بن أبي علي، عن أبي عبدالله، عن أبيه، عن علي بن الحسين صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن أحب الاعمال إلى الله عزوجل إدخال السرور على المؤمنين.
5 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله عليه السلام: قال: قال: أوحى الله عزوجل إلى داود عليه السلام أن العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فابيحه جنتي، فقال داود: يارب وماتلك الحسنة؟ قال: يدخل على عبدي المؤمن سرورا ولو بتمرة، قال داود: يا رب حق لمن عرفك أن لايقطع رجاء ه منك.
6 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن خلف بن حماد عن مفضل بن عمر، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لايرى أحد كم إذا أدخل على مؤمن سرورا أنه عليه أدخله فقط بل والله علينا، بل والله على رسول الله صلى الله عليه وآله.
7 علي بن إبراهيم، عن أبيه ; ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبدالحميد، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: إن أحب الاعمال إلى الله عزوجل إدخال السرور على المؤمن،

___________________________________
(1) أحكمهم من التحكيم أى أجعلهم فيها حكما.
(2) ولع: استحف.
(3) هيديه أى ازعجيه وافزعيه وحركيه واصلحيه.
[*]

[190]


شبعة مسلم(1) أو قضاء دينه.
8 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن سدير الصير في قال: قال أبو عبدالله عليه السلام في حديث طويل: إذا بعث الله المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدم(2) أمامه، كلما رأى المؤمن هولا من أحوال يوم القيامة قال له المثال: لاتفزع ولا تحزن وابشر بالسرور والكرامة من الله عزوجل، حتى يقف بين يدي الله عزوجل فيحاسبه حسابا يسيرا ويأمر به إلى الجنة والمثال أمامه فيقول له المؤمن: يرحمك الله نعم الخارج خرجت معي من قبري وما زلت تبشرني بالسرور والكرامة من الله حتى رأيت ذلك، فيقول من أنت؟ فيقول: أنا السرور الذي كنت أدخلت على أخيك المؤمن في الدنيا خلقني الله عزوجل منه لا بشرك.
9 محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن السياري، عن محمد بن جمهور قال: كان النجاشي(3) وهو رجل من الدهاقين عاملا على الاهواز وفارس فقال بعض أهل عمله لابي عبدالله عليه السلام: إن في ديوان النجاشي علي خراجا وهو مؤمن يدين بطاعتك فإن رأيت أن تكتب لي إليه كتابا قال: فكتب إليه أبوعبدالله عليه السلام " بسم الله الرحمن الرحيم سرأخاك يسرك الله " قال: فلماورد الكتاب عليه دخل عليه وهو في مجلسه فلما خلا ناوله الكتاب وقال: هذا كتاب أبي عبدالله عليه السلام فقبله ووضعه على عينيه وقال له: ما حاجتك؟ قال: خراج علي في ديوانك، فقال له: وكم هو؟ قال: عشرة آلاف درهم، فدعا كاتبه وأمره بأدائها عنه ثم أخرجه منها(4) وأمر أن يثبتها له لقابل ثم قال له: سر رتك؟ فقال: نعم جعلت فداك ثم أمر له بمركب وجارية و غلام وأمر له بتخت ثياب(5) في كل ذلك يقول له: هل سررتك؟ فيقول: نعم جعلت

___________________________________
(1) " شبعة " بفتح الشين إما بالنصب بنزع الخافض أى بشبعة او بالرفع بتقدير هو شبعة أو بالجر بدلا أو عطف بيان للسرور والمراد بالمسلم هنا المؤمن وكان تبديل المؤمن به للاشعار بأنه يكفى ظاهرالايمان لذلك وذكرهما على المثال (آت).
(2) " يقدم " اى يتقدم كما في قوله في قصة فرعون: " يقدم قومه يوم القيامة " و لفظة " امامه " تأكيده (في).
(3) النجاشى بفتح النون وكسرها وتشديد الياء وتخفيفها أفصح وهو ابوالتاسع لاحمد بن على بن أحمد بن العباس صاحب الرجال: والدهقان معرب يطلق على رئيس القرية وعلى التاجر وعلى من له مال وعقار وداله مكسور (لح).
(4) أى أخرج اسمه من دفاتر الديوان.
(5) التخت: وعاء يصان فيه الثياب.
[*]

[191]


فداك فكلما قال: نعم زاده حتى فرغ(1) ثم قال له: احمل فرش هذا البيت الذي كنت جالسا فيه حين دفعت إلي كتاب مولاي الذي ناولتني فيه وارفع إلي حوائجك قال: ففعل وخرج الرجل فصار إلى أبي عبدالله عليه السلام بعد ذلك فحدثه الرجل بالحديث على جهته فجعل يسر بما فعل، فقال الرجل: يا ابن رسول الله كأنه قد سرك ما فعل بي؟ فقال: إي والله لقد سر الله ورسوله.
10 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن الحسن بن علي بن فضال عن منصور، عن عمار بن أبي اليقظان، عن أبان بن تغلب قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن حق المؤمن على المؤمن، قال: فقال: حق المؤمن على المؤمن أعظم من ذلك، لو حدثتكم لكفرتم(2) إن المؤمن إذاخرج من قبره، خرج معه مثال من قبره، يقول له: أبشر بالكرامة من الله والسرور، فيقول له: بشرك الله بخير ; قال: ثم يمضي معه يبشره بمثل ما قال وإذا مر بهول قال: ليس هذا لك وإذا مر بخير قال هذا لك فلا يزال معه يؤمنه مما يخاف ويبشره بما يحب حتى يقف معه بين يدي الله عزوجل فإذا أمر به إلى الجنه قال له المثال: أبشر فان الله عزوجل قد امر بك إلى الجنة، قال، فيقول: من أنت رحمك الله تبشر ني من حين خرجت من قبري وآنستني في طريقي وخبر تني عن ربي؟ قال: فيقول: أنا السرور الذي كنت تدخله على إخوانك في الدنيا خلقت منه لا بشرك واونس وحشتك.
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال مثله.
11 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن مالك بن عطية عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أحب الاعمال إلى الله سرور [الذي] تدخله على المؤمن، تطرد عنه(2) جوعته، أوتكشف عنه كربته.
12 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحكم بن مسكين، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من أدخل على مؤمن سرورا خلق الله عزوجل من ذلك السرور خلقا فيلقاه عند موته، فيقول له: أبشر يا ولي الله بكرامة من الله ورضوان،

___________________________________
(1) فرع أى النجاشى من العطاء.
(2) الكفر هنا بمعنى الفسق.
(3) الطرد: الابعاد.
[*]

[192]


ثم لايزال معه حتى يدخله قبره [يلقاه]، فيقول له مثل ذلك، فإذا بعث يلقاه فيقول له مثل ذلك، ثم لايزال معه عند كل هول يبشره ويقول له مثل ذلك، فيقول له: من أنت رحمك الله؟ فيقول: أنا السرور الذي أدخلته على فلان.
3 1 الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان بن مسلم، عن عبدالله ابن سنان قال: كان رجل عند أبي عبدالله عليه السلام فقرأ هذه الآية " والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا(1) " قال: فقال أبوعبدالله عليه السلام: فما ثواب من أدخل عليه السرور؟ فقلت: جعلت فداك عشر حسنات فقال: إي والله وألف ألف حسنة.
14 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن أورمة، عن علي بن يحيى، عن الوليد بن العلاء، عن ابن سنان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من أدخل السرور على مؤمن فقد أدخله على رسول الله صلى الله عليه وآله ومن أدخله على رسول الله صلى الله عليه وآله فقد وصل ذلك إلى الله وكذلك من أدخل عليه كربا.
15 عنه، عن إسماعيل بن منصور، عن المفضل، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: أيما مسلم لقي مسلما فسره سره الله عزوجل.
16 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من أحب الاعمال إلى الله عزوجل إدخال السرور على المؤمن: إشباع جوعته أوتنفيس كربته أو قضاء دينه. "

_____________________________
(1) الاحزاب 58. بغير ما اكتسبوا اى بغير جناية استحقوا بها الايذاء.