باب تذاكر الاخوان

1 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن فضالة بن أيوب عن علي بن أبي حمزة قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: شيعتنا الرحمآء بينهم(1)، الذين إذا خلوا ذكرواالله [إن ذكرنا من ذكر الله] إنا إذا ذكرنا ذكر الله وإذا ذكر عدو ناذ كر الشيطان 2 محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن يزيد بن عبدالملك، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: تزاوروا فإن في زيارتكم إحياء لقلوبكم وذكرا لاحاديثنا، وأحاديثنا تعطف بعضكم على بعض(2) فإن أخذتم بهار شدتم ونجوتم وإن تركتموها ضللتم وهلكتم، فخذوا بهاو أنا بنجاتكم زعيم.
3 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الوشاء، عن منصور بن يونس عن عباد بن كثير قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: إني مررت بقاص يقص(3) وهو يقول: هذا المجلس [الذي] لا يشقى به جليس، قال: فقال أبوعبدالله عليه السلام: هيهات هيهات، أخطأت(4) أستاههم الحفرة، إن لله ملائكة سياحين، سوى الكرام الكاتبين، فإذا مروا بقوم

___________________________________
(1) " الرحماء " جمع رحيم أى يرحم بعضهم بعضا.
" الذين " خبر بعد خبرأوصفة للرحماء.
(2) " تعطف بعضكم على بعض " لا شتمالها على حقوق المؤمنين بعضهم على بعض ولان الاهتمام برواية أحاديثنا يوجب رجوع بعضكم إلى بعض،
(3) القاص راوى القصص والمراد هنا القصص الكاذبة الموضوعة (آت).
(4) الخطا: ضد الصواب والخطأ (عند أبي عبيد) الذهاب إلى خلاف الصواب مع قصد الصواب (وعند غيره): الذهاب إلى غير الصواب مطلقا وغير عمد. والاستاه بفتح الهمزة والهاء أخيرا جمع الاست بالكسر وهى حلقة الدبر وأصل الاست: سته بالتحريك وقد يسكن التاء حذفت الهاء وعوضت عنها الهمزة والمراد بالحفرة الكنيف الذى يتغوط فيه وكأن هذا كان مثلا سائرا يضرب لمن استعمل كلاما في غير موضعه أو أخطأ خطاء فاحشا (آت).
[*]

[187]


يذكرون محمدا وآل محمد قالوا: قفوا فقد أصبتم حاجتكم، فيجلسون، فيتفقهون معهم فإذا قاموا عادوا مرضا هم وشهدوا جنائزهم وتعاهدوا غائبهم، فذلك المجلس الذي لا يشقى به جليس.
4 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن المستورد النخعي، عمن رواه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال ; إن من الملائكة الذين في السماء ليطلعون إلى الواحد والاثنين والثلاثة وهم يذكرون فضل آل محمد قال: فتقول: أما ترون إلى هؤلاء في قلتهم وكثرة عدو هم يصفون فضل آل محمد صلى الله عليه وآله؟ قال: فتقول الطائفة الاخرى من الملائكة: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذوالفضل العظيم.
5 عنه، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن مسكان، عن ميسر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال لي: أتخلون وتتحدثون وتقولون ماشئتم؟ فقلت: إي والله إنا لنخلو ونتحدث ونقول ماشئنا، فقال: أما والله لوددت أني معكم في بعض تلك المواطن، أما والله إني لاحب ريحكم وأرواحكم ; وإنكم على دين الله ودين ملائكته فأعينوا بورع واجتهاد.
6 الحسين بن محمد ; ومحمد بن يحيى، جميعا، عن علي بن محمد بن سعد(1)، عن محمد بن مسلم، عن أحمد بن زكريا، عن محمد بن خالدبن ميمون، عن عبدالله بن سنان، عن غياث بن إبراهيم، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ما اجتمع ثلاثة من المؤمنين فصاعدا إلا حضر من الملائكة مثلهم، فإن دعوا بخير أمنوا وإن استعاذوا من شر دعوا الله ليصرفه عنهم وإن سألوا حاجة تشفعوا إلى الله وسألوه قضاها وما اجتمع ثلاثة من الجاحدين إلا حضر هم عشرة أضعافهم من الشياطين، فإن تكلموا تكلم الشيطان بنحو كلامهم وإذا ضحكوا ضحكوا معهم وإذا نالوا من أولياء الله(2) نالوا معهم فمن ابتلي من المؤمنين بهم فإذا خاضوا في ذلك فليقم ولا يكن شرك شيطان ولا جليسه، فإن غضب الله عزوجل لا يقوم له شئ ولعنته لا يردها شئ، ثم قال صلوات الله عليه

___________________________________
(1) في بعض النسخ [محمد بن اسماعيل] وفى بعضها [محمد بن سعيد].
(2) أى سبوهم وقالوا فيهم مالايليق بهم (في).
[*]

[188]


فإن لم يستطع فلينكر بقلبه وليقم، ولو حلب شاة أو فواق ناقة(1).
7 وبهذا الاسناد، عن محمد بن سليمان، عن محمد بن محفوظ، عن أبي المغرا قال: سمعت أباالحسن عليه السلام يقول: ليس شئ أنكى(2) لابليس وجنوده من زيارة الاخوان في الله بعضهم لبعض، قال: وإن المؤمنين يلتقيان فيذكران الله ثم يذكران فضلنا أهل البيت فلا يبقى على وجه إبليس مضغة لحم إلا تخدد(3) حتى أن روحه لتستغيث من شده مايجد من الالم فتحس ملائكة السماء وخزان الجنان فيلعنونه حتى لايبقى ملك مقرب إلا لعنه، فيقع خاسئا(4) حسيرا مدحورا.

_____________________________
(1) " حلب شاة " حلب مصدر منصوب بظرفية الزمان بتقدير زمان حلب وكذا الفواق و كأنه اقل من الحلب اى يقوم لاظهار حاجة وعذر ولو بأحد هذين المقدارين من الزمان قال في النهاية: فيه أنه قسم الغنائم يوم بدر عن فواق أى في قدر فواق ناقة وهو مابين الحلبتين من الراحة وتضم فاؤه وتفتح وذلك لانها تحلب ثم تراح حتى تدر ثم تحلب (آت).
(2) في القاموس نكى العدو وفيه نكاية: قتل وجرح.
(3) خدد لحمه وتخدد هزل ونقص.
(4) خسأت الكلب كمنعت: طردته. وحسر حسرا تعب وأعيا. والدحر: الطرد.