باب المصافحة

1 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون عن يحيى بن زكريا، عن أبي عبيدة قال: كنت زميل(2) أبي جعفر عليه السلام وكنت أبدأ بالركوب، ثم بركب هو فإذا استوينا سلم وساء ل مساء لة رجل لا عهد له بصاحبه وصافح، قال: وكان إذا نزل نزل قبلي فإذا استويت أنا وهو على الارض سلم وساء ل مساء لة من لا عهد له بصاحبه، فقلت: يا ابن رسول الله إنك لتفعل شيئا ما يفعله أحد من قبلنا وإن فعل مرة فكثير، فقال: أما علمت ما في المصافحة، إن المؤمنين يلتقيان، فيصافح أحدهما صاحبه، فلا تزال الذنوب تتحات(3) عنهما كما يتحات الورق عن الشجر، والله ينظر إليهما حتى يفترقا.
2 عنه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أبي خالد القماط، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن المؤمنين إذا التقيا وتصافحا ادخل الله يده بين أيديهما، فصافح أشد هما حبا لصاحبه.
3 ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أيوب، عن السميدع(4)، عن مالك ابن أعين الجهني، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أدخل الله عز وجل يده بين أيديهما وأقبل بوجهه على أشد هما حبا لصاحبه، فإذا أقبل الله عز

___________________________________
(2) الزميل: الرديف، العديل، الرفيق. والمزاملة: المعادلة.
(3) أى تساقط.
(4) في رجال الشيخ " السميدع الهلالى " من أصحاب الصادق عليه السلام.
وفى التقريب السميدع بفتح أوله والميم وسكون الياء وفتح الدال هو ابن واهب بن سوار بن رهدم الجرمى البصرى، ثقة في التاسعة (آت) وفى بعض النسخ [عن أبى السميدع].
[*]

[180]


وجل بوجهه عليهما تحاتت عنهما الذنوب كما يتحات الورق من الشجر.
4 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر عليه السلام قال، إن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أقبل الله عزوجل عليهما بوجهه وتساقطت عنهما الذنوب كما يتساقط الورق من الشجر.
5 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن صفوان الجمال، عن أبي عبيدة الحذاء قال: زاملت أبا جعفر عليه السلام في شق محمل من المدينة إلى مكة فنزل في بعض الطريق، فلما قضى حاجته وعاد قال: هاك يدك يا أبا عبيدة فناولته يدي فغمزها حتى وجدت الاذى في أصابعي، ثم قال: يا أبا عبيدة ما من مسلم لقي أخاه المسلم فصافحه وشبك أصابعه(1) في أصابعه إلا تناثرت عنهما ذنوبهما كما يتناثر الورق من الشجر في اليوم الشاتي(2).
6 علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن يحيى الحلبي، عن مالك الجهني قال: قال أبوجعفر عليه السلام: يا مالك أنتم شيعنا [أ] لاترى أنك تفرط في أمرنا، إنه لايقدر على صفة الله فكما لا يقدر على صفة الله كذلك لايقدر على صفتنا وكما لا يقدر على صفتنا كذلك لا يقدر على صفة المؤمن، إن المؤمن ليلقى المؤمن فيصافحه، فلا يزال الله ينظر إليهما والذنوب تتحات عن وجوههما كما يتحات الورق من الشجر، حتى يفترقا، فكيف يقدر على صفة من هو كذلك.
7 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عمر بن عبدالعزيز، عن محمد ابن فضيل، عن أبي حمزة قال: زاملت أبا جعفر عليه السلام فحططنا الرحل(3)، ثم مشى قليلا، ثم جاء فأخذ بيدي فغمزها غمزة شديدة فقلت؟ جعلت فداك أوما كنت معك في المحمل؟ ! فقال: أما علمت أن المؤمن إذا جال جولة ثم أخذ بيد أخيه نظر الله إليهما بوجهه فلم يزل مقبلا عليهما بوجهه ويقول للذنوب: تتحات عنهما، فتتحات ياأبا حمزة

___________________________________
(1) كان المراد بالتشبيك هنا أخذ أصابعه بأصابعه فانهما حينئذ تشبهان الشبكة، لا ادخال الاصابع في الاصابع كما زعم (آت).
(2) اليوم الشاتى: الشديد البرد وهو كناية عن يوم الريح للزومه لها غالبا.
(3) اى وضعنا الرحل. والرحل كل شئ يعد للرحيل من وعاء للمتاع ومركب للبعير وحلس ورسن جمعه ارحل ورحال ورحل الشخص مأواه في الحضر، ثم اطلق على امتعة المسافر لانها هناك مأواه (آت) [*]

[181]


كما يتحات الورق عن الشجر فيفترقان وما عليهما من ذنب.
8 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سألته عن حد المصافحة، فقال: دور نخلة.
9 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن عمرو بن الافرق(1)، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ينبغي للمؤمنين إذا توارى أحدهما عن صاحبه بشجرة ثم التقيا أن يتصافحا.
10 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابه(2)، عن محمد بن المثنى، عن أبيه، عن عثمان بن زيد(3)، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه آله: إذا لقي أحد كم أخاه فليسلم عليه وليصافحه، فإن الله عزوجل أكرم بذلك الملائكة فاصنعوا صنع الملائكة.
11 عنه، عن محمد بن علي، عن ابن بقاح، عن سيف بن عميرة، عن عمروبن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا التقيتم فتلاقوا بالتسليم والتصافح وإذا تفرقتم فتفرقوا بالاستغفار(4).
12 عنه، عن موسى بن القاسم، عن جده معاوية بن وهب أوغيره، عن زرين عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان المسلمون إذا غزوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله ومروا بمكان كثير الشجر ثم خرجوا إلى الفضاء نظر بعضهم إلى بعض فتصافحوا.
13 عنه، عن أبيه، عمن حدثه، عن زيد بن الجهم الهلالي، عن مالك بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا صافح الرجل صاحبه فالذي يلزم التصافح أعظم أجرا من الذي يدع، ألا وإن الذنوب ليتحات فيما بينهم حتى لايبقى ذنب.
14 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يحيى بن المبارك، عن عبدالله بن جبلة، عن إسحاق بن عمار قال: دخلت على أبي عبدالله عليه السلام، فنظر إلي بوجه قاطب(5) فقلت: ما الذي غيرك لي؟ قال: الذي غيرك لاخوانك، بلغني يا إسحاق أنك أقعدت ببابك

___________________________________
(1) في بعض النسخ [عمرو والافرق] وفى فهرست الشيخ [عمر بن الافرق].
(2) في بعض النسخ [أصحابنا].
(3) في بعض النسخ [عثمان بن يزيد].
(4) بان تقولوا: غفر الله لك مثلا.
(5) القطوب: العبوس وقبض مابين العينين. (في) [*]

[182]


بوابا، يرد عنك فقراء الشيعة، فقلت: جعلت فداك إني خفت الشهرة، فقال: أفلا خفت البلية، أوما علمت أن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أنزل الله عزوجل الرحمة عليهما فكانت تسعة وتسعين(1) لاشد هما حبا لصاحبه.
فإذا توافقا(2) غمر تهما الرحمة فإذا قعدا يتحد ثان قال الحفظة بعضها لبعض: اعتزلوا بنا فلعل لهما سر اوقد ستر الله عليهما، فقلت: أليس الله عزوجل يقول: " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد(3) "؟ فقال: يا إسحاق إن كانت الحفظة لا تسمع فإن عالم السر يسمع ويرى.
15 عنه، عن إسماعيل بن مهران، عن أيمن بن محرز، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ما صافح رسول الله صلى الله عليه وآله رجلا قط فنزع يده حتى يكون هو الذي ينزع يده منه(4) 16 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن ربعي ; عن زرارة، عن أبي جعفرعليه السلام قال: سمعته يقول: إن الله عزوجل لايوصف وكيف يوصف وقال في كتابه: " وما قدروالله حق قدره(5) " فلا يوصف بقدر إلا كان أعظم من ذلك، وإن النبي صلى الله عليه وآله لا يوصف وكيف يوصف عبد احتجب الله عزوجل بسبع(6) وجعل طاعته في الارض كطاعته [في السماء] فقال: " وما آتاكم الرسول فخذوه ومانها كم عنه فانتهوا(7) " ومن أطاع هذا فقد أطاعني ومن عصاه فقدعصاني، وفوض إليه، وإنا لا نوصف وكيف يوصف قوم رفع الله عنهم الرجس وهو الشك، والمؤمن لايوصف وإن المؤمن ليلقى أخاه فيصافحه فلايزال الله ينظر إليهما والذنوب تتحات عن وجوههما كما يتحات الورق عن الشجر.
17 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن فضيل ابن عثمان، عن أبي عبيدة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إذا التقى المؤمنان فتصافحا أقبل الله بوجهه عليهما وتتحات الذنوب عن وجوههما حتى يفترقا.

___________________________________
(1) في بعض نسخ الحديث [تسعون] وهو الانسب. وليس في بعض نسخ الحديث " فكانت ".
(2) في بعض النسخ [توافقا].
(3) ق: 18.
(4) يدل على استحباب عدم نزع اليد قبل صاحبه كما مر (آت).
(5) الحج، 74.
(6) اختلف الشراح في معنى السبع على وجوه ولا يخلو الجميع من التشويش والخبط راجع مرآة العقول ص 179 من المجلد الثانى.
(7) الحشر، 7.
[*]

[183]


18 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: تصافحوا فإنها تذهب بالسخيمة(1).
19 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لقي النبي صلى الله عليه وآله حذيفة، فمد النبي صلى الله عليه وآله يده فكف حذيفة يده، فقال النبي صلى الله عليه وآله: يا حذيفة بسطت يدي إليك فكففت يدك عني؟ فقال حذيفة: يا رسول الله بيدك الرغبة(2) ولكني كنت جنبا فلم احب أن تمس يدي يدك وأنا جنب، فقال النبي صلى الله عليه وآله: أما تعلم أن المسلمين إذا التقيا فتصافحا تحاتت ذنوبهما كما يتحات ورق الشجر.
20 الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن بكربن محمد عن إسحاق بن عمار قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: إن الله عزوجل لايقدر(3) أحد قدره وكذلك لايقدر قدر نبيه وكذلك لايقدر قدر المؤمن، إنه ليلقى أخاه فيصافحه فينظر الله إليهما والذنوب تتحات عن وجوههما حتى يفترقا، كما تتحات الريح الشديدة الورق عن الشجر.
21 علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن رفاعة(4) قال: سمعته يقول: مصافحة المؤمن أفضل من مصافحة الملائكة.

___________________________________
(1) السخيمة: الحقد والحسد.
(2) " بيدك الرغبة " كان الباء بمعنى " في " أى يرغب جميع الخلق في مصافحة يدك الكريمة (آت).
(3) على بناء الفاعل كيضرب " قدره " منصوب ومفعول مطلق للنوع أى حق قدره (آت).
(4) رفاعة بن موسى الاسدى النخاس روى عن أبى عبدالله وأبى الحسن عليهما السلام وكان ثقة في حديثه.