باب الاستغناء عن الناس

1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عبدالله ابن سنان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: شرف المؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس
2 علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد القاساني جميعا، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: إذا أراد أحدكم أن لايسأل ربه شيئا إلا أعطاه فلييأس(2) من الناس كلهم ولا يكون له رجاء إلا عند الله، فإذا علم الله عزوجل ذلك من قلبه لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه.
3 وبهذا الاسناد، عن المنقري، عن عبدالرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن علي بن الحسين صلوات الله عليهما قال: رأيت الخير كله قد اجتمع في قطع الطمع عما في أيدي الناس ومن لم يرج الناس في شئ ورد أمره إلى الله عزوجل في جميع اموره استجاب الله عزوجل له في كل شئ.
4 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن الحسين بن أبي العلاء عن عبد الا على بن أعين قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: طلب الحوائج إلى الناس استلاب(3) للعز ومذهبة للحياء واليأس مما في أيدي الناس عز للمؤمن

___________________________________
(2) في بعض النسخ [فليأيس] بتوسط الهمزة بين اليائين وكلاهما جائز وهو من المقلوب (آت).
(3) الاستلاب: الاختلاس أى يصير سببا لسلب العز سريعا.
[*]

[149]


في دينه والطمع هو الفقر الحاضر 5 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: جعلت فداك اكتب لي إلى إسماعيل بن داود الكاتب لعلي اصيب منه، قال: أنا أضن بك أن تطلب مثل هذا وشبهه(1) ولكن عول على مالي(2).
6 عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن معاوية بن عمار، عن نجم بن حطيم(3) الغنوي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: اليأس مما في أيدي الناس عزالمؤمن في دينه أو ما سمعت قول حاتم: إذا ما عزمت اليأس ألفيته الغنى * إذا عرفته النفس، والطمع الفقر(4)
7 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن عمار الساباطي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول: ليجتمع في قلبك الافتقار إلى الناس والاستغناء عنهم، فيكون افتقارك إليهم في لين كلامك وحسن بشرك، ويكون استغناؤك عنهم في نزاهة عرضك وبقاء عزك(5).
علي بن إبراهيم.
عن أبيه، عن علي بن معبد قال: حدثني علي بن عمر، عن يحيى بن عمران، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول: ثم ذكر مثله.

___________________________________
(1) الضن: البخل، أى أنا أبخل بك من ان تضيع وتطلب هذه المطالب الخسيسة وأشباهها من الامور الدنياوية بل أريد أن تكون همتك أرفع من ذلك وتطلب المطالب العظيمة الاخروية أو أن تطلب حاجة من مثل هذا المخالف وأشباهه.
(2) " عول على مالى " أى إذا كانت لك حاجة أعتمد على مالى وخذ منه ماشئت.
ويدل على رفعة شأن البزنطى وكونه من خواصه (آت)
(3) في بعض النسخ [نجم بن خطيم] بالمعجمة.
(4) ذكر شعر حاتم ليس للاستشهاد به بل للشهرة وقوله: " إذا ماعزمت " كلمة " ما " زائدة وألفيت الشئ أى وجدته و " الطمع " مرفوع بالابتدائية و " الفقر " بالخبرية.
(5) " ليجتمع في قلبك الافتقار إلى الناس والاستغناء عنهم " أى العزم عليها بان تعاملهم ظاهرا معاملة من يفتقر إليهم في لين الكلام وحسن البشر وإن تعاملهم من جهة أخرى معاملة من يستغنى عنهم بأن تنزه عرضك من التدنس بالسؤال عنهم وتبقى عزك بعدم التذلل عندهم للاطماع الباطلة (آت) [*]