باب الانصاف والعدل

1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن الحسن ابن حمزة، عن جده [عن] أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين صلوات الله عليهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول في آخر خطبته: طوبى لمن طاب خلقه وطهرت سجيته وصلحت سريرته وحسنت علانيته وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله وأنصف الناس من نفسه.
2 عنه، عن محمد بن سنان، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من يضمن لي أربعة بأربعة أبيات في الجنة(1)؟ أنفق ولا تخف فقرا، وأفش السلام في العالم، واترك المراء وإن كنت محقا، وأنصف الناس من نفسك.
3 عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن عقبة، عن جارود أبي المنذر قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: سيد الاعمال ثلاثة: إنصاف الناس من نفسك حتى لاترضى بشئ إلا رضيت لهم مثله ومؤاساتك الاخ(2) في المال وذكرالله على كل حال ليس سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاالله واللة أكبر فقط ولكن إذا ورد عليك شئ أمر الله عزوجل به أخذت به أو إذا ورد عليك شئ نهى الله عزوجل عنه تركته.
4 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن علي بن المعلى(3)، عن يحيى بن أحمد، عن أبي محمد الميثمي، عن رومي بن زرارة عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام في كلام له: ألا إنه من ينصف الناس من نفسه لم يزده الله إلا عزا.

___________________________________
(1) في المحاسن " من يضمن لي أربعة أضمن له أربعة أبيات " وقوله: أنفق ولا تخف " على سبيل الاستيناف.
(2) الاسوة بكسر الهمزة وضمها: القدوة، والمؤاساة: المشاركة والمساهمة في المعاش والرزق.
وأصلها الهمزة قلبت واوا تخفيفا ويأتي مزيد بيانه في الحديث السابع.
(3) في بعض النسخ [عبدالله بن المعلى]. اصول الكافي 9 [*]

[145]


5 عنه، عن عثمان بن عيسى، عن عبدالله بن مسكان، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ثلاثة هم أقرب الخلق إلى الله عزوجل يوم القيامة حتى يفرغ من الحساب: رجل لم تدعه قدرة(1) في حال غضبه إلى أن يحيف على من تحت يده، ورجل مشى بين اثنين فلم يمل مع أحدهما على الآخر بشعيرة، ورجل قال بالحق فيما له وعليه.
6 عنه، عن أبيه، عن النضربن سويد، عن هشام بن سالم، عن زرارة، عن الحسن البزاز، عن أبي عبدالله عليه السلام قال في حديث له: ألا اخبركم بأشد ما فرض الله على خلقه، فذكر ثلاثة أشياء أولها: إنصاف الناس من نفسك.
7 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: سيد الاعمال إنصاف الناس من نفسك ومؤاساة الاخ في الله وذكر الله عزوجل على كل حال(2).
8 علي، عن أبيه، عن أبن محبوب، عن هشام بن سالم، عن زرارة، عن الحسن البزاز قال: قال لي أبوعبدالله عليه السلام: ألا اخبرك بأشد ما فرض الله على خلقه [ثلاث](3) قلت: بلى قال: إنصاف الناس من نفسك ومؤاساتك أخاك وذكرالله في كل موطن، أما إني لا أقول سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر وإن كان هذا من ذاك ولكن ذكر الله عزوجل في كل موطن، إذا هجمت(4) على طاعة أو على معصية.
9 ابن محبوب، عن أبي اسامة قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: ما ابتلي المؤمن بشئ أشد عليه من خصال ثلاث يحرمها، قيل: وما هن؟ قال: المؤاساة في ذات

___________________________________
(1) " لم تدعه " أى لم تحمله من دعا يدعو. " قدره " بالتنوين أى قدرة على الحيف وهو الظلم والجور (آت).
(2) المؤسات بالهمزة بين الاخوان عبارة عن إعطاء النصرة بالنفس والمال وغيرهما في كل مايحتاج إلى النصرة فيه، يقال: آسيته بمالى مؤآساة: أى جعلته شريكى فيه على سوية و بالواو لغة وفى القاموس في فصل الهمزة " آساه بماله مؤاساة: أنا له منه، أو لا يكون الا من كفاف فان كان من فضلة فليس بمؤآساة " وجعلها بالواو لغة ردية (في).
(3) ليس لفظة ثلاث في بعض النسخ وهو اظهروعلى تقديره بدل أو عطف بيان للاشد أوخبر مبتدء محذوف.
(4) على بناء المعلوم او المجهول، هحم عليه: انتهى اليه بغتة.
وفى بعض النسخ [هممت].
[*]

[146]


يده والانصاف من نفسه وذكر الله كثيرا، أما إني لاأقول: سبحان الله والحمدلله، [ولا إله إلاالله] ولكن ذكر الله عندما أحل له وذكر الله عندما حرم عليه.
10 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن جده أبي البلاد رفعه قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله وهو يريد بعض غزواته، فأخذ بغرز(1) راحلته فقال: يا رسول الله علمني عملا أدخل به الجنة، فقال: ما أحببت أن يأتيه الناس إليك(2) فأته إليهم وما كرهت أن يأتيه الناس إليك فلا تأته إليهم، خل سبيل الراحلة.
11 أبوعلي الاشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن عبيس بن هشام(3) عن عبدالكريم، عن الحلبي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: العدل أحلى من الماء يصيبه الظمآن، ما أوسع العدل إذا عدل فيه(4) وإن قل.
12 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من أنصف الناس من نفسه رضي به حكما لغيره.
3 1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن يوسف ابن عمران بن ميثم، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: أوحى الله عز وجل إلى آدم عليه السلام إني سأجمع لك الكلام في أربع كلمات، قال: يارب وما هن؟ قال: واحدة لي وواحدة لك وواحدة فيما بيني وبينك وواحدة فيما بينك وبين الناس قال: يارب بينهن لي حتى أعلمهن، قال: أما التي لي فتعبدني، لا تشرك بي شيئا، وأما ألتي لك فاجزيك بعملك أحوج ما تكون إليه(5)، وأما التي بيني وبينك فعليك الدعاء وعلي الاجابة، وأمكا التي بينك وبين الناس فترضى للناس ما ترضى لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك.

___________________________________
(1) الغرز بفتح المعجمة وسكون الراء وآخره زاى: الركاب من الجلد (في).
(2) أى يأتى به االناس اليك أو هو من قولهم أتى الامر أى فعله.أى يفعله الناس منتهيا إليك.
(3) في بعض النسخ [عيسى بن هشام].
(4) أى في الامر وان قل ذلك الامر (في).
(5) " أحوج " منصوب بالظرفية الزمانية فان كلمة " ما " مصدرية و " أحوج " مضاف إلى المصدر وكما أن المصدر يكون نائبا لظرف الزمان نحو رأيته قدوم الحاج فكذا المضاف إليه يكون نائبا له ونسبة الاحتياج إلى الكون على المجاز و " تكون " تامة وإليه متعلق بالاحوج. ضميره راجع إلى الجزاء الذى هو في ضمن أجزيك (آت).
[*]

[147]


4 1 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن ابن فضال، عن غالب بن عثمان، عن روح ابن اخت المعلى، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: اتقوا الله واعدلوا، فإنكم تعيبون على قوم لايعدلون.
15 عنه(1)، عن ابن محبوب، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: العدل أحلى من الشهد، وألين من الزبد، وأطيب ريحا من المسك.
16 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن عثمان بن جبلة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاث خصال من كن فيه أو واحدة منهن كان في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله(2): رجل أعطى الناس من نفسه ما هو سائلهم، ورجل لم يقدم رجلا ولم يؤخر رجلا حتى يعلم أن ذلك لله رضى، ورجل لم يعب أخاه المسلم بعيب حتى ينفي ذلك العيب عن نفسه، فإنه لاينفي منها عيبا إلا بداله عيب، وكفى بالمرء شغلا بنفسه عن الناس.
17 عنه، عن عبدالرحمن بن حماد الكوفي، عن عبدالله بن إبراهيم الغفاري عن جعفر بن إبراهيم الجعفري، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من واسى الفقير من ماله وأنصف الناس من نفسه فذلك المؤمن حقا.
18 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن خالد بن نافع بياع السابري، عن يوسف البزاز قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ما تدارأ(3) اثنان في أمر قط، فأعطى أحدهما النصف صاحبه فلم يقبل منه إلا اديل منه(4).

___________________________________
(1) الظاهر رجوع ضمير " عنه " إلى أحمدبن محمد بن عيسى في الخبر السابق وغفل عن توسط خبر آخر كما لا يخفى على المتتبع (آت).
(2) الضمير راجع إلى الله أو إلى العرش وعلى الاول عبارة عن الراحة والنعيم، نحوهو في عيش ظليل والمراد ظل الكرامة.
(3) التدارؤ: التدافع وزنا ومعنا من الدرء بمعنى الدفع.
(4) الادالة: الغلبة، أديل منه أى صار مغلوبا. وفى الفائق " أدال الله زيدا من عمر: نزع الله الدولة من عمرو وآتاها زيدا. انتهى " يعنى جعلت الغلبة والنصرة له عليه.
[*]

[148]


19 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن أبي أيوب، عن محمد ابن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن لله جنة لايدخلها إلا ثلاثة أحدهم من حكم في نفسه بالحق.
20 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: العدل أحلى من الماء يصيبه الظلمآن، ما أوسع العدل إذا عدل فيه وإن قل(1).

_____________________________
(1) مضى هذا الحديث عن الحلبى بسند آخر.