باب الكفاف

1 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن غير واحد، عن عاصم بن حميد، عن أبي عبيدة الحذاء قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله عزوجل: إن من أغبط أوليائي عندي رجلا خفيف الحال(1)، ذاحظ من صلاة، أحسن عبادة ربه بالغيب، وكان غامضا في الناس(2) جعل رزقه كفافا، فصبر عليه، عجلت منيته(3) فقل تراثه وقلت بواكيه.
2 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: طوبى لمن أسلم وكان عيشه كفافا.
3 النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اللهم ارزق محمدا وآل محمد ومن أحب محمدا وآل محمد العفاف والكفاف وارزق من أبغض محمداو آل محمد المال والولد(4).
4 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن يعقوب بن يزيد، عن إبراهيم بن محمد النوفلي، رفعه إلى علي بن الحسين صلوات الله عليهما قال: مر رسول الله صلى الله عليه وآله براعي إبل فبعث يستسقيه، فقال: أما ما في ضروعها فصبوح الحي(5)

___________________________________
(1) " خفيف الحال " أى قليل المال والحظ من الدنيا، وفى بعض النسخ بالمهملة بمعنى سوء العيش وقلة المال ولعل الصحيح " خفيف الحاذ " وفى النهاية: " وفيه أغبط الناس المؤمن الخفيف الحاذ، الحاذ والحال واحد وأصل الحاذ طريقة المتن وهو ما يقع عليه اللبد من ظهر الفرس أى خفيف الظهر من العيال ومنه: ليأتين على الناس زمان يغبط فيه الرجل بخفة الحاذ ".
(2) في النهاية أى مغمورا غير مشهور.
(3) كأن الماد بعجلة المنية زهده في مشتهيات الدنيا وعدم افتقاره إلى شئ منها كأنه ميت وفى الحديث " موتوا قبل أن تموتوا " (في).
(4) ذلك لان المال والولد فتنة لمن افتتن بها وربما يكون الولد عدوا كما قال الله تعالى: " وان من اموالكم وأولادكم عدوا لكم ".
(5) الصبوح: مايشرب بالغداة والغبوق ما يشرب بالعشى.
[*]

[141]


وأما ما في آنيتنا فغبوقهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اللهم أكثر ماله وولده، ثم مر براعي غنم فبعص إليه يستسقيه فحلب له ما في ضروعها وأكفأ(1) مافي إنائه في إناء رسول الله صلى الله عليه وآله وبعث إليه بشاة وقال: هذا ماعندنا وإن أحببت أن نزيدك زدناك؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اللهم ارزقه الكفاف فقال له بعض أصحابه: يا رسول الله دعوت للذي ردك بدعاء عامتنا نحبه ودعوت للذي أسعفك بحاجتك(2) بدعاء كلنا نكرهه؟ ! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى(3): اللهم ارزق محمدا وآل محمد الكفاف.
5 عنه، عن أبيه، عن أبي البختري، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الله عزوجل يقول: يحزن عبدي المؤمن إن قترت عليه وذلك أقرب له مني، ويفرح عبدي المؤمن إن وسعت عليه وذلك أبعد له مني.
6 الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمد الازدي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: [قال رسول الله صلى الله عليه وآله:] قال الله عزوجل: إن من أغبط أوليائي عندي عبدا مؤمنا ذا حظ من صلاح، أحسن عبادة ربه، وعبدالله في السريرة وكان غامضا في الناس فلم يشر إليه بالاصابع(4)، وكان رزقه كفافا، فصبر عليه فعجلت به المنية، فقل تراثه وقلت بواكيه.

___________________________________
(1) " أكفأ " أى قلب وكب. في القاموس كفأه كمنعه: صرفه وكبه وقلبه كاكفاء.
(2) " أسعفك بحاجتك " أى قضاها لك.
(3) " ألهى " أى شغل عن الله وعن عبادته.
(4) " فلم يشر " على بناء المجهول كناية عن عدم الشهرة تأكيدا وتفريعا على الفقرة السابقة وقد مر مضمونه في الحديث الاول ولله در من نظم الحديثين فقال: أخص الناس بالايمان عبد * خفيف الحاذ مسكنه القفار له في الليل حظ من صلاة * ومن صوم إذا طلع النهار وقوت النفس يأتى من كفاف * وكان له على ذلك اصطبار وفيه عفة وبه خمول * اليه بالاصابع لا يشار وقل الباكيات عليه لما * قضى نحبا وليس له يسار فذلك قد نجى من كل شر * ولم تمسه يوم البعث نار " آت " [*]