باب القناعة

1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان عن زيد الشحام، عن عمر وبن هلال قال: قال أبوجعفر عليه السلام: إياك أن تطمح بصرك(5) إلى من هو فوقك، فكفى بما قال الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه وآله: " ولا تعجبك أموالهم

___________________________________
(5) " تطمع " الظاهر أنه على بناء الافعال ونصب البصر ويحتمل أن يكون على بناء المجرد ورفع البصر أي لا ترفع بصرك بأن تنظر إلى من هو فوقك في الدنيا فتتمنى حاله ولاترضى بما أعطاك الله. [*]

[138]


ولا أولادهم(1) " وقال: " ولا تمدن عينيك إلى مامتعنابه أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا(2) " فإن دخلك من ذلك شئ فاذكر عيش رسول الله صلى الله عليه وآله، فإنما كان قوته الشعير وحلواه التمر ووقوده السعف(3) إذا وجده.
2 الحسين بن محمد بن عامر، عن معلى بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، جميعا عن الوشاء عن أحمد بن عائد، عن أبي خديجة سالم بن مكرم، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من سألنا أعطيناه ومن استغنى أغناه الله.
3 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن الهيثم بن واقد، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من رضي من الله باليسير من المعاش رضي الله منه باليسير من العمل.
4 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن عبدالله بن القاسم عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: مكتوب في التوراة: ابن آدم كن كيف شئت كما تدين تدان، من رضي من الله بالقليل من الرزق قبل الله منه اليسير من العمل ومن رضي باليسير من الحلال خفت مؤنته وزكت مكسبته وخرج من حد الفجور.
5 علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن عرفة، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: من لم يقنعه من الرزق إلا الكثير لم يكفه من العمل إلا الكثير ومن كفاه من الرزق القليل فإنه يكفيه من العمل القليل.
6 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول: ابن آدم إن كنت تريد من الدنيا ما يكفيك فان أيسر ما فيها يكفيك وإن كنت إنما تريد مالا

___________________________________
(1) التوبة: 56.
والاية هكذا " فلا تعجبك.. الخ.
(2) البقرة: 131. وقوله: " لا تمدن عينيك " أى لا تمدن نظر عينيك إلى ما متعنا به إستحسانا للمنظور إليه وتمنيا أن يكون لك مثله وقوله: " أزواجا منهم " أى أصنافا من الكفار.
وقوله: " زهرة الحياة الدنيا " منصوب معنى متعنا لان معناه جعلنا لهم الحياة الدنيا زهرة أى بهجة ونضارة " لنفتنهم فيه " أى لنختبرهم.
(3) الوقود: الحطب وما يوقد به. والسعف: أغصان النخل مادامت في الخوص. [*]

[139]


يكفيك فإن كل ما فيها لايكفيك.
7 محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن عبدالرحمن بن محمد الاسدي، عن سالم بن مكرم، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: اشتدت حال رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله فقالت له امرأته، لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله فسألته(1) فجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله فلما رآه النبي صلى الله عليه وآله قال: من سألنا أعطيناه ومن استغنى أغناه الله، فقال الرجل: ما يعني غيري فرجع إلى امرأته فأعلمها، فقالت: إن رسول الله صلى الله عليه وآله بشر فأعلمه(2) فأتاه فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من سألنا أعطيناه ومن استغنى أغناه الله حتى فعل الرجل ذلك ثلاثا ثم ذهب الرجل فاستعار معو لا ثم أتى الجبل فصعده فقطع حطبا، ثم جاء به فباعه بنصف مد من دقيق فرجع به فأكله، ثم ذهب من الغد، فجاء بأكثر من دلك فباعه، فلم يزل يعمل ويجمع حتى اشترى معولا، ثم جمع حتى اشترى بكرين(3) وغلاما ثم أثرى(4) حتى أيسر فجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله فأعلمه كيف جاء يسأله وكيف سمع النبي صلى الله عليه آله فقال النبي صلى الله عليه وآله: قلت لك: من سألنا أعطيناه ومن استغنى أغناه الله.
8 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن الحكم، عن الحسين بن الفرات، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أراد أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يد غيره.
9 عنه، عن ابن فضال عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر [أ] و أبي عبدالله عليهما السلام قال: من قنع بما رزقه الله فهو من أغنى الناس.
10 عنه، عن ابن فضال عن ابن بكير، عن حمزة بن حمران قال: شكا رجل إلى أبي عبدالله عليه السلام أنه يطلب فيصيب ولا يقنع، وتنازعه نفسه إلى ما هو أكثر منه وقال: علمني شيئا أنتفع به، فقال أبوعبدالله عليه السلام: إن كان ما يكفيك يغنيك، فأدنى ما فيها يغنيك وإن كان ما يكفيك لا يغنيك فكل ما فيها لايغنيك.

___________________________________
(1) " لو " للتمنى.
(2) أى أنه صلى الله عليه وآله بشر، لا يعلم الغيب.
(3) البكر بالفتح من الابل بمنزلة الغلام من الناس والانثى: بكرة.
(4) من الثروة أى كثر ماله.
[*]

[140]


11 عنه، عن عدة من أصحابنا، عن حنان بن سدير، رفعه قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام من رضي من الدنيا بما يجزيه كان أيسر ما فيها يكفيه ومن لم يرض من الدنيا بما يجزيه لم يكن فيها شئ يكفيه.