باب الرفق

1 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عمن ذكره، عن محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن لكل شئ قفلا وقفل الايمان الرفق(1).
2 وباسناده قال: قال أبوجعفر عليه السلام: من قسم له الرفق قسم له الايمان.
3 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن يحيى الازرق، عن حماد بن بشير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى رفيق يحب الرفق فمن رفقه بعباده تسليله أضغانهم(2) ومضادتهم(3) لهواهم وقلو بهم ومن رفقه بهم أنه يدعهم على الامر يريد إزالتهم عنه رفقا بهم لكيلا يلقي عليهم عرى الايمان(4) ومثاقلته جملة واحدة فيضعفوا فإذا أراد ذلك نسخ الامر بالآخر(5) فصار منسوخا.

___________________________________
(1) الرفق لين الجانب والرأفة وترك العنف والغلظة في الافعال والاقوال على الخلق في جميع الاحوال سواء صدر عنهم بالنسبة إليه خلاف الادب أو لم يصدر، فيه تشبيه الايمان بالجوهر النفيس الذى يعتنى بحفظه والقلب بخزانة والرفق بالقفل لانه يحفظه عن خروجه وطريان المفاسد عليه، فان الشيطان سارق الايمان ومع فتح القفل وترك الرفق يبعث الانسان على امور من الخشونة والفحش والقهر والضرب وأنواع الفساد وغيرها من الامور التى توجب نقص الايمان أو زواله (آت).
(2) التسليل: انتزاع الشئ وإخراجه في رفق [والاضغان: الاحقاد التى في القلوب و والعداوة والبغضاء] والمضادة: منع الخصم عن الامر برفق أراد عليه السلام ان الله سبحانه انما كلف عباده بالاوامر والنواهى متدرجا لكيلا ينفروا، مثال ذلك تحريم الخمر في صدرالاسلام فانه نزلت أولا آية أحسوا نها بتحريمها ثم نزلت اخرى أشد من الاولى واغلظ ثم ثلث باخرى اغلظ وأشد من الاوليين وذلك ليوطن الناس أنفسهم عليها شيأ فشيئا ويسكنوا إلى نهيه فيها وكان التدبير من الله على هذا الوجه اصوب وأقرب لهم إلى الاخذ بها واقل لنفارهم منها. (في).
(3) في بعض النسخ [ومضادته].
(4) في بعض النسخ [عرى الاسلام].
(5) في بعض النسخ [فاذا أراد ذلك الامر نسخ بالاخر].
[*]

[119]


4 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن معاوية بن وهب، عن معاذبن مسلم، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الرفق يمن والخرق شوم(1).
5 عنه، عن ابن محبوب، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله عزوجل رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق مالا يعطي على العنف.
6 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن اذينة، عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الرفق لم يوضع على شئ إلازانه(2)، ولا نزع من شئ إلاشانه.
7 علي، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، عن عمرو بن أبي المقدام، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: إن في الرفق الزيادة والبركة ومن يحرم الرفق يحرم الخير.
8 عنه، عن عبدالله بن المغيرة، عمن ذكره، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: مازوي الرفق عن أهل بيت إلازوي عنهم الخير.
9 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن علي بن المعلى، عن إسماعيل بن يسار، عن أحمد بن زياد بن أرقم الكوفي، عن رجل عن أبي عبدالله عليه السلام قال: أيما أهل بيت اعطوا حظهم من الرفق فقد وسع الله عليهم في الرزق ; والرفق في تقدير المعيشة خير من السعة في المال ; والرفق لا يعجز عنه شئ والتبذير لايبقى معه شئ ; إن الله عزوجل رفيق يحب الرفق.(3)
10 علي بن إبراهيم رفعه، عن صالح بن عقبة، عن هشام بن أحمر، عن أبي الحسن عليه السلام قال: قال لي وجرى بيني وبين رجل من القوم كلام فقال لي: ارفق بهم

___________________________________
(1) اليمن بالضم: البركة والخرق بالضم وبالتحريك: ضد الرفق.
(2) زانه من الزينة وشانه من الشين أى العيب.
(3) لعل المراد بهذه الاخبار أن الرفق يصير سببا للتوسع في الرزق والزيادة فيه وفى الرفق الخير والبركة وأن الرفق مع التقديرفى المعيشة خير من الخرق في سعة من المال والرفيق يقدر على كل مايريد بخلاف الاخرق، والسر فيه أن الناس إذا رأوا من أحد الرفق أحبوه وأعانوه والقى الله له في قلوبهم العطف والود، فلم يدعوه يتعب أو يتعسر عليه أمره (في).
[*]

[120]


فإن كفرأحدهم(1) في غضبه ولاخير فيمن كان كفره في غضبه.
11 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن حسان، عن موسى بن بكر، عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: الرفق نصف العيش.
2 1 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله عليه السلام: إن الله يحب الرفق ويعين عليه، فإذا ركبتم الدواب العجف(2) فانزلوها منازلها، فإن كانت الارض مجدبة فانجوا عنها وإن كانت مخصبة فانزلوها منازلها.
13 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن عثمان بن عيسى، عن عمرو ابن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لوكان الرفق خلقا يرى ماكان مما خلق الله شئ أحسن منه.
14 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عمن حدثه، عن أحدهما عليهما السلام قال: إن الله رفيق يحب الرفق ومن رفقه بكم تسليل أضغانكم ومضادة قلوبكم وإنه ليريد تحويل العبد عن الامر فيتركه عليه حتى يحوله بالناسخ، كراهية تثاقل الحق عليه.
15 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما اصطحب اثنان إلا كان أعظمهما أجرا وأحبهما إلى الله عزوجل أرفقهما بصاحبه.
16 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن حسان، عن الحسن بن الحسين، عن فضيل ابن عثمان قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: من كان رفيقا في أمره نال ما يريد من الناس

___________________________________
(1) في بعض النسخ [أحدكم].
(2) في المغرب العجف بالتحريك: الهزال والاعجف: المهزول والانثى: العجفاء والعجفاء يجمع على عجف كصماء على صم وفى المصباح الجدب هو المحل لفضا ومعنى وهو انقطاع المطر ويبس الارض، يقال جدب البلد بالضم جذوبة فهو جدب وجديب وأرض جدبة وجدوب واجدبت اجدابا فهى مجدبة. وقال الجوهرى: نجوت نجاء ممدودااى اسرعت وسبقت والناجية والنجاة الناقة السريعة تنجوا بمن ركبها والبعير ناج. والخصب بالكسر: نقيض الجدب [*]