باب المداراة(3)

1 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاث من لم يكن فيه لم يتم له عمل: ورع يحجزه عن معاصي الله وخلق يداري به الناس وحلم يرد به جهل الجاهل.
2 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن الحسين ابن الحسن قال: سمعت جعفرا عليه السلام يقول: جاء جبرئيل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال:

___________________________________
(3) المدارات غير مهموزة: ملاينة الناس وحسن صحبتهم واحتمال أذاهم لئلا ينفروا عنك وقد تهمز.(في).
[*]

[117]


يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول لك: دارخلقي.
عنه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني، عن أبي جعفر عليه السلام قال: في التوراة مكتوب فيما ناجى الله عزوجل به موسى بن عمران عليه السلام: يا موسى اكتم مكتوم سري في سريرتك وأظهر في علانيتك المداراة عني(1) لعدوي وعدوك من خلقي ولا تستسب لي عندهم باظهار مكتوم سري فتشرك عدوك وعدوي في سبي.
4 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن حمزة بن بزيع، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض 5 علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: مداراة الناس نصف الايمان والرفق بهم نصف العيش، ثم قال أبوعبدالله عليه السلام: خالطوا الابرار سرا وخالطوا الفجار جهارا ولا تميلوا عليهم فيظلموكم، فإنه سيأتي عليكم زمان لاينجو فيه من ذوي الدين إلا من ظنوا أنه أبله وصبر نفسه على أن يقال [له]: إنه أبله لا عقل له.
6 علي بن إبراهيم، عن بعض أصحابه، ذكره، عن محمد بن سنان، عن حذيفة ابن منصور قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إن قوما من الناس قلت مداراتهم للناس فانفوا من قريش(2) وأيم الله ماكان بأحسابهم بأس وإن قوما من غير قريش حسنت

___________________________________
(1) لما كان أصل الدرء الدفع وهو مأخوذ في المداراة عديت بعن " ولاتستسب لى عندهم " أي لاتطلب سبى فان من لم يفهم السريسب من تكلم به " فتشرك " أى تكون شريكا لانك أنت الباعث له عليه (في) وفى بعض النسخ [ولا تسبب].
(2) " فانفو " كذا في أكثر النسخ وكأنه على بناء الافعال مشتقا من النفى بمعنى الانتفاء فان النفي يكون لازما ومتعديا لكن هذا البناء لم يأت في اللغة.
أو هو على بناء المفعول من انف من قولهم انفه ويأنفه ضرب انفه فيدل على النفى مع مبالغة فيه وهو اظهر وابلغ. وقيل كأنه ضيغة مجهول من الانفة بمعنى الاستنكاف إذ لم يأتي الانفاء بمعنى النفى وهذا لايستقيم لان الفساد مشترك إذ لم يأت انف بهذا المعنى على بناء المجهول فانه يقال انف منه كفرح أنفا وأنفة أى إستنكف وفى كثير من النسخ [فالقوا] اى اخرجوا واطرحوا منهم وفى الخصال " فنفوا " وهو أظهر (آت) أقول: بل هو من باب الافعال مبنيا للمفعول قطعا لاغيره والاصل " انيفوا " جيئ بها في قبال " الحقوا " لمشاكلة الباب.
[*]

[118]


مداراتهم فالحقوا بالبيت الرفيع، قال: ثم قال: من كف يده عن الناس فإنما يكف عنهم يداواحدة ويكفون عنه أيدي كثيرة.