باب حسن الخلق

1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا.
2 الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن عبدالله بن سنان، عن رجل من أهل المدينة، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما يوضع في ميزان امرى ء يوم القيامة أفضل من حسن الخلق.
3 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن أبي ولاد الحناط عن أبي عبدالله عليه السلام قال: أربع من كن فيه كمل إيمانه وإن كان من قرنه إلى قدمه

[100]


ذنوبا لم ينقصه ذلك، [قال] وهو الصدق وأداء الامانة والحياء وحسن الخلق(1).
4 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن محبوب، عن عنبسة العابد قال: قال لي أبوعبدالله عليه السلام: ما يقدم المؤمن على الله عزوجل بعمل بعد الفرائض أحب إلى الله تعالى من أن يسع الناس بخلقه(2).
5 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن صفوان، عن ذريح، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن صاحب الخلق الحسن له مثل أجر الصائم القائم.
6 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أكثر ما تلج به امتي الجنة تقوى الله وحسن الخلق.
7 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حسين الاحمسي وعبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الخلق الحسن يميث الخطيئة كما تميث الشمس الجليد(3).
8 عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: البر وحسن الخلق يعمران الديار ويزيدان في الاعمار.
9 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عبدالحميد قال: حدثني يحيى بن عمرو، عن عبدالله بن سنان قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: أوحى الله تبارك وتعالى إلى بعض أنبيائه عليهم السلام: الخلق الحسن يميث الخطيئة، كما تميث الشمس الجليد.

___________________________________
(1) لا يخفى أن الصدق يخرج كثيرا من الذنوب كالكذب وما يشاكله وكذاأداء الامانة يخرك كثيرا من الذنوب كالخيانة في أموال الناس ومنع الزكوات والاخماس وسائر حقوق الله وكذا الحياء من الحق يمنعه من التظاهر باكثر المعاصى والحياء من الله يمنعه من تعمد المعاصى والاصرار عليها ويدعوه إلى التوبة سريعا وكذا حسن الخلق يمنه عن المعاصى المتعلقة بايذاء الخلق كعقوق الوالدين وقطع الارحام والاضرار بالمسلمين، فلا يبقى من الذنوب الا قليل لا يضر في ايمانه مع أنه موفق للتوبة والله الموفق.
(2) اى يكون خلقه الحسن وسيعا بحيث يشمل جميع الناس (آت).
(3) " يميث الخطيئة " بالثاء المثلثة أى يذيبها.
والجليد مايسقط على الارض من الندى فيجمد.
كذا في المغرب وفى النهاية فيه حسن الخلق يذيب الخطايا كما يذيب الشمس الجليد وهو الماء الجامد من البرد.
[*]

[101]


10 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي الوشاء عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: هلك رجل على عهد النبي صلى الله عليه وآله فاتي الحفارين فاذا بهم لم يحفرواشيئا وشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: يا رسول الله ما يعمل حديد نا في الارض، فكأنما نضرب به في الصفا(1)، فقال: ولم إن كان صاحبكك لحسن الخلق، ايتوني بقدح من ماء، فأتوه به، فأدخل يده فيه، ثم رشه على الارض رشا، ثم قال: احفروا(2) قال: فحفر الحفارون، فكأنما كان رملا يتهايل عليهم(3).
11 عنه، عن محمد بن سنان، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبدالله عليه السلام قال إن الخلق منيحة(4) يمنحها الله عزوجل خلقه، فمنه سجية ومنه نية(5)، فقلت، فأيتهما أفضل؟ فقال: صاحب السجية، هو مجبول لا يستطيع غيره وصاحب النية يصبر على الطاعة تصبرا، فهو أفضلهما.
12 وعنه، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن علي، عن عبدالله بن إبراهيم، عن علي بن إبي علي اللهبي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الله تبارك و تعالى ليعطي العبد من الثواب على حسن الخلق كما يعطي المجاهد في سبيل الله، يغدو عليه ويروح.
13 عنه، عن عبدالله الحجال، عن أبي عثمان القابوسي، عمن ذكره، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى أعار أعداء ه أخلاقا من أخلاق أوليائه ليعيش أولياؤه مع أعدائه في دولاتهم.
وفي رواية اخرى: ولولا ذلك لماتركوا وليالله إلاقتلوه.
14 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار

___________________________________
(1) الصفا جمع الصفاة وهي الصخرة الملساء.
(2) لعل مراده صلى الله عليه وآله بان أنه ليس صعوبة الحفر من جهة أنه لا تقبله الارض، لانه كان حسن الخلق بل من خصوصية الارض.
(3) هال عليه التراب فانهال صب.
(4) المنيحة كسفينة والمنحة بالكسر: العطية.
(5) " فمنه سجية " اي جبلة وطبيعة، وقوله " ومنه نية " أي يكون عن قصد واكتساب و تعمد (في).

[102]


عن العلاء بن كامل قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: إذا خالطت الناس فإن استطعت أن لاتخالط أحدا من الناس إلا كانت يدك العليا عليه(1) فافعل، فإن العبد يكون فيه بعض التقصير من العبادة ويكون له حسن خلق، فيبلغه الله ب‍ [حسن] خلقه درجة الصائم القائم.
15 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبدالله، عن بحر السقا قال: قال لي أبوعبدالله عليه السلام: يا بحر حسن الخلق يسر، ثم قال: ألا أخبرك بحديث ما هو في يدي أحد من أهل المدينة قلت: بلى، قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم جالس في المسجد إذا جاء‌ت جارية لبعض الانصار وهو قائم، فأخذت بطرف ثوبه، فقام لها النبي صلى الله عليه وآله فلم تقل شيئا ولم يقل لها النبي صلى الله عليه وآله شيئا حتى فعلت ذلك ثلاث مرات، فقام لها النبي في الرابعة وهي خلفه، فأخذت هدبة(2) من ثوبه ثم رجعت فقال لها الناس: فعل الله بك و فعل(3) حبست رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاث مرات، لاتقولين له شيئا ولا هو يقول لك شيئا، ما كانت حاجتك إليه؟ قالت: إن لنا مريضا فأرسلني أهلي لاخذ هدبة من ثوبه، [ل‍] يستشفي بها، فلما أردت أخذها رآني فقام فاستحييت منه أن آخذها و وهو يراني وأكره أن أستأمره في أخذها، فأخذتها.
16 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حبيب الخثعمي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أفاضلكم أحسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون وتوطأ رحالهم(4)؟ 17 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن عبدالله بن ميمون القداح، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام. المؤمن مألوف ولا خير فيمن لا يألف ولايؤلف.

___________________________________
(1) أى كنت نفاعا له، يصل نفعك إليه من أية جهة كانت (في).
(2) الهدبة: خمل الثوب.
(3) دعاء عليها.
(4) الاكناف بالنون جمع الكنف بمعنى الجانب والناحية يقال: رجل موطئ الاكناف أى كريم مضياف، وذكر أبن الاثير في النهاية هذاالحديث هكذا " ألا أخبركم باحبكم إلى و وأقربكم منى مجلسا يوم القيامة احاسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون " قال: هذا مثل وحقيقته من التوطئة وهى التمهيد والتذلل، وفراش وطئ لا يؤذى جنب النائم والاكناف: الجوانب ; أراد الذين جوانبهم وطيئه يتمكن منها من يصاحبهم ولا يتأذى (في).
[*]

[103]


18 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن حسن الخلق يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم.