باب الرضا بالقضاء

1 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن صالح، عن بعض أشياخ بني النجاشي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: رأس طاعة الله الصبر والرضا عن الله فيما أحب العبد أوكره ولا يرضى عبد عن الله فيماأحب أو كره إلا كان خيراله فيما أحب أوكره.
2 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه.
عن حماد بن عيسى عن عبدالله بن مسكان، عن ليث المرادي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن أعلم الناس بالله أرضاهم بقضاء الله عزوجل.
3 عنه(1) عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: الصبر والرضا عن الله رأس طاعة الله ومن صبر ورضي عن الله فيما قضى عليه فيما أحب أوكره لم يقض الله عزوجل له فيما أحب أو كره إ لا ما هو خير له.
4 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن داود الرقي عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله عزوجل إن من عبادي المؤمنين عبادا لايصلح لهم أمر دينهم إلا بالغنى والسعة والصحة في البدن فأبلوهم بالغنى والسعة وصحة البدن فيصلح عليهم أمر دينهم، وإن من عبادي المؤمنين لعبادا لا يصلح لهم أمر دينهم إلا بالفاقة والمسكنة والسقم في أبدانهم فأبلوهم بالفاقة والمسكنة والسقم، فيصلح عليهم أمر دينهم وأنا أعلم بما يصلح عليه أمر دين عبادي المؤمنين، وإن من عبادي المؤمنين لمن يجتهد في عبادتي فيقوم من رقاده(2) و

___________________________________
(1) ضمير " عنه " راجع إلى احمد ومضمون الحديث موافق للحديث الاول فان قوله عليه السلام.
" ومن صبر ورضى عن الله الخ " المراد به ان الصبر والرضا وقعا موقعهما لان المقتضى عليه لا محالة خير له، لاأنه إذا لم يرض ولم يصبر لم يكن خيراله (آت).
(2) الرقاد بالضم: النوم او هو خاص بالليل.
والوساد بالفتح: المتكا والمخدة كالوسادة مثلثة وإضافة اللذيذ إليه من اضافة الصفة إلى الموصوف (آت).
[*]

[61]


لذيذ وساده فيتهجد لي الليالي فيتعب نفسه في عبادتي فأضربه بالنعاس(1) الليلة والليلتين نظرا مني له وإبقاء عليه، فينام حتى يصبح فيقوم وهو ماقت لنفسه(2) زارئ عليها ولواخلي بينه وبين مايريد من عبادتي لدخله العجب من ذلك فيصيره العجب إلى الفتنة بأعماله فيأتيه من ذلك ما فيه هلاكه لعجبه بأعماله ورضاه عن نفسه حتى يظن أنه قد فاق العابدين وجاز في عبادته حد التقصير فيتباعد مني عند ذلك وهو يظن أنه يتقرب إلي، فلا يتكل العاملون على أعمالهم التي يعملونها لثوابي فإنهم لواجتهدوا وأتعبوا أنفسهم وأفنوا أعمارهم في عبادتي كانوا مقصرين غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي فيما يطلبون عندي من كرامتي والنعيم في جناتي و رفيع درجاتي العلى في جواري ولكن فبرحمتي فليثقوا وبفضلي فليفرحوا وإلى حسن الظن بي فليطمئنوا، فإن رحمتي عند ذلك تداركهم، ومني يبلغهم رضواني، ومغفرتي تلبسهم عفوي، فإني أنا الله الرحمن الرحيم وبذلك تسميت.
5 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن صفوان الجمال، عن أبي الحسن الاول عليه السلام قال: ينبغي لمن عقل عن الله أن لا يستبطئه في رزقه ولا يتهمه في قضائه.
6 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن النعمان، عن عمرو بن نهيك بياع الهروي(3) قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: قال الله عزوجل: عبدي المؤمن لا أصرفه في شئ إلا جعلته خيرا له، فليرض بقضائي وليصبر على بلائي وليشكر نعمائي أكتبه يا محمد من الصديقين عندي.
7 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن داود بن فرقد، عن أبي عبدالله عليه السلام أن فيما أوحى الله عزوجل إلى موسى بن عمران عليه السلام: يا موسى بن عمران: ماخلقت خلقا أحب إلي من عبدي

___________________________________
(1) كانه على الاستعارة أى أسلط عليهم. او هو نظير قوله تعالى: " فضربنا على آذانهم "
(2) أى مبغض لها ومعاتب عليها. وزارئ بالزاى أولا والراء أخيرا أى عاتب وساخط غير راض.
(3) اى بياع الثوب المعمول في هرات بخراسان.
[*]

[62]


المؤمن فإني إنما أبتليه لما هو خير له واعافيه لما هو خير له وأزوي(1) عنه ما هو شر له لما هو خير له وأنا أعلم يصلح عليه عبدي، فليصبر على بلائي وليشكر نعمائي وليرض بقضائي، أكتبه في الصديقين عندي، إذا عمل برضائي وأطاع أمري.
8 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن صفوان بن يحيى، عن فضيل بن عثمان، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: عجبت للمرء المسلم لايقضي الله عزوجل له قضاء إلا كان خيرا له وإن قرض بالمقاريض كان خير ا له وإن ملك مشارق الارض ومغاربها كان خيرا له.
9 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن سنان، عن صالح بن عقبة، عن عبدالله بن محمد الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: أحق خلق الله أن يسلم لما قضى الله عزوجل، من عرف الله عزوجل، ومن رضي بالقضاء أتى عليه القضاء وعظم الله أجره، ومن سخط القضاء مضى عليه القضاء وأحبط الله أجره.
10 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن علي بن هاشم بن البريد، عن أبيه قال: قال [لي] علي بن الحسين صلوات الله عليهما الزهد عشرة أجزاء.
أعلا درجة الزهدأدنى درجة الورع، وأعلى درجة الورع أدنى درجة اليقين، وأعلى درجة اليقين أدنى درجة الرضا.
11 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن علي بن أسباط، عمن ذكره، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لقي الحسن بن علي عليهما السلام عبدالله بن جعفر فقال: يا عبدالله كيف يكون المؤمن مؤمنا وهو يسخط قسمه(3) ويحقر منزلته و الحاكم عليه الله وأناالضامن لمن لم يهجس في قلبه إلا الرضا(4) أن يدعو الله فيستجاب له.
12 عنه، عن أبيه، عن ابن سنان، عمن ذكره، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:

___________________________________
(1) زويت الشئ: قبضته وجمعته.
(2) كأن المراد: المسلم بالمعنى الاخص أى المؤمن المنقاد لله. (آت).
(3) القسم بالكسر: الحظ والنصيب والبارز فيه وفى " منزلته " للمؤمن وفى بعض النسخ [قسمته].
(4) في القاموس هجس الشئ في صدره يهجس: خطر بباله أو هو أن يحدث نفسه في صدره مثل الوسواس.
[*]

[63]


قلت له بأي شئ يعلم المؤمن بأنه مؤمن؟ قال: بالتسليم لله والرضا فيما ورد عليه من سرور أو سخط.
13 عنه، عن أبيه، عن ابن سنان، عن الحسين بن المحتار، عن عبدالله بن أبي يعفور، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لشئ قدمضى: لوكان غيره.