باب فضل اليقين

1 الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء عن المثنى بن الوليد، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ليس شئ إلا وله حد، قال: قلت: جعلت فداك فما حد التوكل؟ قال: اليقين، قلت: فما حد اليقين؟ قال: ألا تخاف مع الله شيئا.
2 عنه، عن معلى، عن الحسن بن علي الوشاء، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله عليه السلام: ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن أبي ولاد الحناط وعبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من صحة يقين المرء المسلم أن لايرضي الناس بسخط الله ولا يلومهم على مالم يؤته الله، فإن الرزق لا يسوقه حرص حريص ولا يرده كراهية كاره ; ولو أن أحد كم فر من رزقه كما يفر من الموت لادر كه رزقه كما يدركه الموت، ثم قال: إن الله بعد له وقسطه جعل الروح والراحة في اليقين والرضا وجعل الهم والحزن في الشك والسخط.
3 ابن محبوب(3)، عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إن العمل الدائم القليل على اليقين أفضل عند الله من العمل الكثير على غير يقين.

___________________________________
(3) ابن محبوب معلق على ثاني سندي الخبر السابق (آت).
[*]

[58]


4 الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن أبان، عن زرارة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه على المنبر: لا يجد أحد [كم] طعم الايمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وماأخطأه لم يكن ليصيبه.
5 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن زيد الشحام، عن أبي عبدالله عليه السلام أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه جلس إلى حائط مائل يقضي بين الناس، فقال بعضهم: لا تقعد تحت هذا الحائط، فإنه معور(1) فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: حرس امرء ا أجله(2) فلما قام سقط الحائط: قال: وكان أمير المؤمنين عليه السلام مما يفعل هذا وأشباهه، وهذا اليقين(3).
6 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن صفوان الجمال قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: " وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما(4) " فقال: أما إنه ما كان ذهبا ولا فضة وإنما كان أربع كلمات، لا إله إلاأنا، من أيقن بالموت لم يضحك سنه، ومن أيقن بالحساب لم يفرح قلبه، ومن أيقن بالقدر لم يخش إلاالله.
7 عنه، عن علي بن الحكم، عن صفوان الجمال، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: لايجد عبد طعم الايمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه وأن الضار النافع(5) هو الله عزوجل.
8 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الوشاء، عن عبدالله بن سنان

___________________________________
(1) على بناء الفاعل من باب الافعال أى ذو شق وخلل يخاف منه، أو على بناء المفعول من التفعيل أو الافعال أى ذو عيب.
(2) " امراء " مفعول حرس وأجله فاعله وهذا مما أستعمل فيه النكرة في سياق الاثبات للعموم أى حرس كل امرئ أجله كقولهم: " أنجز حن ماوعد " ويؤيده ما في النهج أنه قال عليه السلام كفى بالاجل حارسا. ويشكل هذا لانه يدل على جوار القاء النفس إلى التهلكة وعدم وجوب الفرار عما يظن عنه الهلاك والمشهور عند الاصحاب خلافه ويمكن أن يجاب عنه بوجوه راجع مرآة العقول المجلد الثاني ص 83.
(3) أى هذا من ثمرات اليقين بقضاء الله وقدره وقدرته ولطفه وحكمته وصدق انبيائه و رسله: (آت).
(4) الكهف: 82.
(5) أى كل نفع وضرر بتقديره تعالى. وإن كان بتوسط الغير (آت).
[*]

[59]


عن أبي حمزة، عن سعيد بن قيس الهمداني قال: نظرت يوما في الحرب إلى رجل عليه ثوبان فحركت فرسي فإذا هو أمير المؤمنين عليه السلام فقلت: يا أمير المؤمنين في مثل هذا الموضع(1)؟ فقال: نعم ياسعيد بن قيس إنه ليس من عبد إلا وله من الله حافظ وواقية معه ملكان يحفظانه من أن يسقط من رأس جبل أو يقع في بئر، فإذا نزل القضاء خليا بينه وبين كل شئ.
9 الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن علي بن أسباط قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: كان في الكنز الذي قال الله عزوجل: " وكان تحته كنز لهما " كان فيه بسم الله الرحمن الرحيم عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن وعجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يركن إليها(2) وينبغي لمن عقل عن الله أن لا يتهم الله في قضائه ولايستبطئه في رزقه، فقلت جعلت فداك اريد أن أكتبه قال: فضرب والله يده إلى الدواة ليضعها بين يدي، فتناولت يده، فقبلتها وأخذت الدواة فكتبته.
10 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن عبدالرحمن العرزمي، عن أبيه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان قنبر غلام علي يحب عليا عليه السلام حبا شديدا فإذا خرج علي صلوات الله عليه خرج على أثره بالسيف، فرآه.
ذات ليلة فقال: يا قنبر مالك؟ فقال: جئت لامشي خلفك يا أميرالمؤمنين قال: ويحك أمن أهل السماء تحرسني أو من أهل الارض، فقال: لا، بل من أهل الارض فقال: إن أهل الارض لايستطيعون لي شيئا إلا بإذن الله من السماء فارجع، فرجع.
11 علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عمن ذكره قال: قيل للرضا عليه السلام: إنك تتكلم بهذا الكلام(3) والسيف يقطر دما، فقال: إن الله واديا من ذهب، حماه بأضعف خلقه النمل، فلو رامه البخاتي لم تصل إليه(4).

___________________________________
(1) فيه تقدير أي تكتفي بلبس القميص والازار من غير درع وجنة في مثل هذا الموضع (آت).
(2) الركون: الميل والاعتماد.
(3) أى دعوى الامامة.
(4) البخت بالضم الابل الخراسانية. الواحد بختى والانثى بختية الجمع بخاتى كأمانى.
[*]