باب التحبب إلى الناس والتودد اليهم

1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد ; وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، جميعا، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن أعرابيا من بني تميم أتى النبي صلى الله عليه وآله فقال له: أوصني، فكان مما أوصاه: تحبب إلى الناس يحبوك.

[643]


2 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: مجاملة(1) الناس ثلث العقل.
3 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ثلاث يصفين ودالمرء لاخيه المسلم: يلقاه بالبشر إذا لقيه ويوسع له في المجلس إذا جلس إليه ويدعوه بأحب الاسماء إليه.
4 وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: التودد إلى الناس نصف العقل.
5 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن حسان، عن موسى بن بكر، عن أبي الحسن عليه السلام قال: التودد إلى الناس نصف العقل.
6 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن حذيفة ابن منصور قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: من كف يده عن الناس فإنما يكف عنهم يدا واحدة ويكفون عنه أيديا كثيرة.
7 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابه، عن صالح بن عقبة، عن سليمان بن زياد التميمي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال الحسن بن علي عليهما السلام: القريب من قربته المودة وإن بعد نسبه والبعيد من بعدته المودة وإن قرب نسبه، لاشئ أقرب إلى شئ من يد إلى جسد وإن اليد تغل فتقطع وتقطع فتحسم(2).

___________________________________
(1) أى المعاملة بالجميل.
(2) في النهاية الغلول: الخيانة في المغنم والسرقة من الغنيمة وكل من خان في شئ خفية فقد غل وسمى غلولا لان الايدى فيها مغلولة مجعول فيها غل.
وقال حسمه أى قطع الدم عنه بالكى ومنه الحديث: أنه أتى بسارق فقال: اقطعوه ثم احسموه أى اقطعوا يده ثم اكووها لينقطع الدم منها ولعل المراد بالتشبيه مجرد التنبيه على أنه لااعتماد على قرب القريب فانه قد يبعد أو من حيث أن يد السارق عدوه، خائنة لصاحبها فمع غاية القرب تقطع ويحسم موضعها لئلا يعود او يحفظ الدم لمودته بالحسم أو المعنى الانسان عدويده فيصير سببا لقطعه.
والله يعلم (آت) وقال الفيض رحمه الله: يعنى أن القرب الجسمانى لاوثوق به ولا بقاء له وانما الباقى النافع القرب الروحانى ألا ترى إلى قرب اليد الصورى من الجسد كيف يتبدل بالبعد الصورى الذى لايرجى عودة إلى القرب لاكتواء محلها المانع لها من المعاودة وذلك بسبب خيانتها التى هى البعد المعنوى وفى بعض النسخ [تفل] من الفلول.
[*]