باب المكارم

1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الهيثم بن أبي مسروق عن يزيد بن إسحاق شعر، عن الحسين بن عطية(2) عن أبي عبدالله عليه السلام قال: المكارم عشر فان استطعت أن تكون فيك فلتكن فإنها تكون في الرجل ولا تكون في ولده وتكون في الولد ولا تكون في أبيه وتكون في العبد ولا تكون في الحر، قيل: وما هن؟ قال: صدق اليأس(3) وصدق اللسان وأداء الامانة وصلة الرحم وإقراء الضيف(4)

___________________________________
(2) في بعض النسخ [الحسن بن عطية].
(3) اليأس بالياء المثناة كما في بعض نسخ الكتاب ومجالس الشيخ وغيره وفى بعض النسخ [البأس] بالباء الموحدة فعلى الاول المراد به اليأس عما في أيدى الناس وقصر النظر على فضله تعالى ولطفه.
والمراد بصدقه عدم كونه بمحض الدعوى من غير ظهور آثاره، وعلى الثانى المراد بالبأس إما الشجاعة والشدة في الحرب وغيره أى الشجاعة الحسنة الصادقة في الجهاد في سبيل الله وإظهار الحق والنهى عن المنكر. أو من البؤس والفقر كما قيل: اريد بصدق الباس موافقة خشوع ظاهرة وإخباته لخشوع باطنه وإخباته لايرى التخشع في الظاهر أكثر مما في باطنه.
(4) كذا في نسخ الكتاب وغيره إلا في رواية أخرى رواهاالشيخ في المجالس موافقة المضامين لهذه الرواية فان فيها قرى الضيف وهو أظهر وأوفق لما في كتب اللغة. في القاموس قرى الضيف قرى بالكسر والقصر والفتح والمد: اضافه واستقرى واقترى وأقرى: طلب ضيافة انتهى.
لكن قد نرى كثيرا من الابنية مستعملة في الاخبار والعرف العام والخاص لم يتعرض لها اللغويون (آت). [*]

[56]


وإطعام السائل والمكافأة على الصنايع والتذمم(1) للجار والتذمم للصاحب ورأسهن الحياء.
2 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن عبدالله بن مسكان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الله عزوجل خص رسله بمكارم الاخلاق، فامتحنوا أنفسكم، فإن كانت فيكم فاحمدوا الله واعلموا أن ذلك من خير وإن لا تكن فيكم فاسألوا الله وارغبوا إليه فيها، قال فذكر [ها] عشرة: اليقين والقناعة والصبر والشكر والحلم وحسن الخلق والسخاء والعيرة والشجاعة والمروة قال: وروى بعضهم بعد هذه الخصال العشرة وزاد فيها الصدق وأداء الامانة 3 عنه، عن بكر بن صالح، عن جعفر بن محمد الهاشمي، عن إسماعيل بن عباد قال بكر: وأظنني قدسمعته من إسماعيل، عن عبدالله بن بكير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إنالنحب من كان عاقلا، فهما، فقيها، حليما، مداريا، صبورا صدوقا، وفيا إن الله عزوجل خص الانبياء بمكارم الاخلاق، فمن كانت فيه فليحمد الله على ذلك ومن لم تكن فيه فليتضرع إلى الله عزوجل وليسأله إياها، قال: قلت: جعلت فداك وما هن؟ قال: هن الورع والقناعة والصبر و الشكر والحلم والحياء والسخاء والشجاعة والغيرة والبر وصدق الحديث وأداء الامانة.
4 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الله عزوجل ارتضى لكم الاسلام دينا، فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق.
5 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال أميرالمؤمنين صلوات الله عليه: الايمان أربعة أركان: الرضا بقضاء الله والتوكل على الله وتفويض الامر إلى الله والتسليم لامر الله.
6 الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي، عن عبدالله بن

___________________________________
(1) في النهاية التذمم للجار: هو أن يحفض ذمامه ويطرح عن نفسه ذم الناس له إن لم يحفظه.
وفى القاموس: الاستنكاف. وحاصل المعنى أن يدفع الضرر عمن يصاحبه سفرا أو حضرا وعمن يجاوره.
[*]

[57]


سنان، عن رجل من بني هاشم قال: أربع من كن فيه كمل إسلامه ولوكان من قرنه إلى قدمه خظايا لم تنقصه: الصدق والحياء وحسن الخلق والشكر.
7 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد: وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، جميعا عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي حمزة، عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ألا اخبركم بخير رجالكم؟ قلنا: بلى يا رسول الله قال: إن من خير رجالكم التقي، النقي، السمح الكفين، النقي الطرفين(1) البر بوالديه ولا يلجئ عياله إلى غيره(2).

_____________________________
(1) النقي الطرفين أى الفرج عن الحرام والشبهة واللسان عن الكذب والخنى والافتراء والفحش والغيبة وسائر المعاصى وما لا يفيد من الكلام (آت).
(2) أي لم يظطرهم لعدم الانفاق عليهم مع القدرة عليه إلى السؤال عن غيره.