باب من حفظ القرآن ثم نسيه

1 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد ; وأبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، جميعا، عن ابن فضال، عن أبي إسحاق ثعلبة بن ميمون، عن يعقوب الاحمر قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: جعلت فداك إني كنت قرأت القرآن ففلت مني(2) فادع الله عز وجل أن يعلمنيه، قال: فكأنه فزع لذلك فقال: علمك الله هو وإيانا جميعا قال: ونحن نحو من عشرة ثم قال: السورة تكون مع الرجل قد.
قرأها، ثم تركها فتأتيه يوم القيامة في أحسن صورة وتسلم عليه فيقول: من أنت فتقول: أنا سورة كذا وكذا فلو أنك تمسكت بي وأخذت بي لانزلتك هذه الدرجة فعليكم بالقرآن، ثم قال: إن من الناس من يقرأ القرآن ليقال: فلان قارئ و منهم من يقرأ القرآن ليطلب به الدنيا ولاخير في ذلك ومنهم من يقرأ القرآن لينتفع به في صلاته وليله ونهاره.
2 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي المغرا، عن أبي بصير قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: من نسي سورة من القرآن مثلت له في صورة حسنة ودرجة

___________________________________
(2) أى ارتحل. وفى بعض النسخ [فتفلت منى]. والتفلت: التخلص من الشئ فجأة.
[*]

[608]


رفيعة في الجنة فإذا رآها قال: ما أنت ما أحسنك ليتك لي؟ فيقول: أما تعرفني؟ أنا سورة كذا وكذا ولو لم تنسني رفعتك إلى هذا.
3 ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبدالحميد، عن يعقوب الاحمر قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: إن علي دينا كثيرا وقد دخلني ما كان القرآن يتفلت مني فقال أبوعبدالله عليه السلام: القرآن القرآن، إن الآية من القرآن والسورة لتجيئ، يوم القيامة حتى تصعد ألف درجة يعني في الجنة فتقول: لو حفظتني لبلغت بك ههنا.
4 حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة ; وعدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد جميعا، عن محسن بن أحمد، عن أبان بن عثمان، عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إن الرجل إذا كان يعلم السورة ثم نسيها أو تركها ودخل الجنة أشرفت عليه من فوق في أحسن صورة فتقول: تعرفني؟ فيقول: لا، فتقول: أنا سورة كذا وكذالم تعمل بي وتركتني أما والله لو عملت بي لبلغت بك هذه الدرجة وأشارت بيدها إلى فوقها.
5 أبوعلي الاشعري، عن الحسن بن علي بن عبدالله، عن العباس بن عامر، عن الحجاج الخشاب، عن أبي كهمس الهيثم بن عبيد(1) قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن رجل قرأ القرآن ثم نسيه فرددت عليه ثلاثا أعليه فيه حرج؟ قال: لا(2).
6 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد ; والحسين بن سعيد، جميعا، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن عبدالله بن مسكان، عن يعقوب

___________________________________
(1) أثبته بعضهم ابن عبدالله واحتمال التعدد منتف والرجل هو الكوفى الشيبانى وفى بعض النسخ [عن أبى كهمس القاسم بن عبيد].
(2) اريد بنفى الحرج عدم ترتب العقاب عليه فلا ينافى الحرمان به عن الدرجة الرفيعة في الجنة على أن النسيان قسمان فنسيان لاسبيل معه إلى القراء‌ة الا بتعلم جديد ونسيان لايقدر معه على القراء‌ة على ظهر القلب وان أمكنه القراء‌ة في المصحف فيحتمل أن يكون الاخير هما لاحرج فيه دون الاول الا أن يتركه صاحب الاخير فيكون حكمه حكم الاول كما وقع التصريح به في الاخبار السابقه (في).

[609]


الاحمر قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: جعلت فداك إنه أصابتني هموم وأشياء لم يبق شئ من الخير(1) إلا وقد تفلت مني منه طائفة حتى القرآن لقد تفلت مني طائفة منه، قال: ففزع عند ذلك حين ذكرت القرآن ثم قال: إن الرجل لينسي السورة من القرآن فتأتيه يوم القيامة حتى تشرف عليه من درجة من بعض الدرجات فيقول: السلام عليك، فيقول: وعليك السلام من أنت؟ فتقول: انا سورة كذا وكذا ضيعتني وتركتني أما لو تمسكت بي بلغت بك هذا الدرجة، ثم أشار بأصبعه ثم قال: عليكم بالقرآن فتعلموه فإن من الناس من يتعلم القرآن ليقال فلان قارئ ومنهم من يتعلمه فيطلب به الصوت فيقال فلان حسن الصوت، وليس في ذلك خير ومنهم من يتعلمه فيقوم به في ليله ونهاره لا يبالي من علم ذلك ومن لم يعلمه.

_____________________________
(1) أى من المستحباب.