باب فضل حامل القرآن

1 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن أبي الحسين الفارسي، عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن السكوني، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن أهل القرآن في أعلى درجة من الآدميين ما خلا النبيين و المرسلين فلا تستضعفوا أهل القرآن حقوقهم فإن لهم من الله العزيز الجبار لمكانا عليا.
2 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد، جميعا، عن ابن محبوب عن جميل بن صالح، عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: الحافظ للقرآن العامل به مع السفرة الكرام البررة.
3 وبإسناده، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: تعلموا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة صاحبه في صورة شاب جميل شاحب اللون فيقول له القرآن(1): أنا الذي كنت أسهرت ليلك وأطمأت هو اجرك وأجففت ريقك وأسلت دمعتك أؤول معك حيثما الت وكل تاجر من وراء تجارته وأنا اليوم لك من وراء تجارة كل تاجر وسيأتيك كرامة [من] الله عزوجل فأبشر، فيؤتى بتاج فيوضع على رأسه ويعطى الامان بيمينه والخلد في الجنان بيساره ويكسى حلتين ثم يقال له: اقرء وارقه فكلما قرء آية صعد درجة ويكسى أبواه حلتين إن كانا مؤمنين ثم يقال لهما: هذا لما علمتماه القرآن.
4 ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن منهال القصاب، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه وجعله الله عزوجل مع السفرة الكرام البررة وكان القرآن حجيزا عنه يوم القيامة يقول: يا رب إن كل عامل قد أصاب أجر عمله غير عاملي فبلغ به أكرم عطاياك، قال:

___________________________________
(1) في بعض النسخ [أنا القرآن] [*]

[604]


فيكسوه الله العزيز الجبار حلتين من حلل الجنه ويوضع على رأسه تاج الكرامة ثم يقال له: هل أرضبناك فيه؟ فيقول القرآن: يا رب قد كنت أرغب له فيما هو أفضل من هذا فيعطى الامن بيمينه والخلد بيساره ثم يدخل الجنة فيقال له: اقرأ واصعد درجة، ثم يقال له: هل بلغنا به وأرضيناك فيقول: نعم.
قال: ومن قرأه كثيرا وتعاهده بمشقة من شدة حفظه أعطاه الله عزوجل أجر هذا مرتين.
5 أبوعلي الاشعري، عن الحسن بن علي بن عبدالله، وحميد بن زياد، عن الخشاب، جميعا، عن الحسن بن علي بن يوسف، عن معاذ بن ثابت، عن عمرو ابن جميع، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن أحق الناس بالتخشع في السر والعلانية لحامل القرآن وإن أحق الناس في السر والعلانية بالصلاة والصوم لحامل القرآن، ثم نادى بأعلى صوته: يا حامل القرآن تواضع به يرفعك الله ولا تعزز به فيذلك الله، يا حامل القرآن تزين به لله يزينك الله [به] ولا تزين به للناس فيشينك الله به، من ختم القرآن فكأنما أدرجت النبوة بين جنبيه ولكنه لا يوحي إليه ومن جمع القرآن فنوله(1) لا يجهل مع من يجهل عليه ولا يغضب فيمن يغضب عليه ولا يحد فيمن يحد ولكنه يعفو ويصفح ويغفر ويحلم لتعظيم القرآن ومن اوتي القرآن فظن أن أحدا من الناس اوتي أفضل مما اوتي فقد عظم ما حقر الله وحقر ما عظم الله.
6 أبوعلي الاشعري، عن الحسن بن علي بن عبدالله، عن عبيس بن هشام قال: حدثنا صالح القماط، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: الناس أربعة، فقلت: جعلت فداك وما هم؟ فقال: رجل اوتي الايمان ولم يؤت القرآن ورجل اوتي القرآن ولم يؤت الايمان ورجل اوتي القرآن واوتي الايمان ورجل

___________________________________
(1) من قولهم: نولك أن تفعل كذا أى حقك وينبغى لك وأصله من التناول.
[*]

[605]


لم يؤت القرآن ولا الايمان، قال: قلت: جعلت فداك فسرلي حالهم، فقال: أما الذي اوتي الايمان ولم يؤت القرآن فمثله كمثل الثمرة طعمها حلو ولاريح لها وأما الذي اوتي القرآن ولم يؤت الايمان فمثله كمثل الآس ريحها طيب وطعمها.
مر وأما من اوتي القرآن والايمان فمثله كمثل الاترجة ريحها طيب وطعمها طيب وأما الذي لم يوت الايمان ولا القرآن فمثله كمثل الحنظلة طعمها مرولا ريح لها.
7 علي بن إبراهيم، عن أبيه وعلي بن محمد القاساني، جميعا، عن القاسم ابن محمد، عن سليمان بن داود، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري قال: قلت لعلي ابن الحسين عليهما السلام أي الاعمال أفضل قال: الحال المرتحل(1) قلت: وما الحال المرتحل قال: فتح القرآن وختمه، كلما جاء بأوله ارتحل في آخره وقال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من أعطاه الله القرآن فرأى أن رجلا اعطي أفضل مما اعطي فقد صغر عظيما وعظم صغيرا.
8 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن عيسى، عن سليمان بن رشيد عن أبيه، عن معاوية بن عمار قال: قال لي أبوعبدالله عليه السلام: من قرأ القرآن فهو غني ولا فقر بعده وإلا ما به غنى(2)

___________________________________
(3) أى عمله وفى النهاية وفيه أنه سئل اى الاعمال أفضل فقال: الحال المرتحل، قيل: وما ذلك؟ قال: الخاتم المفتح هو الذى يختم القرآن بتلاوته ثم يفتتح التلاوة من أوله، شبهه بالمسافر يبلغ المنزل فيحل فيه ثم يفتتح السير أى يبتدؤه وكذلك قراء‌ة اهل مكة إذا ختموا القرآن بالتلاوة ابتدؤوا وقرؤوا الفاتحة وخمس آيات من اول سورة البقرة إلى قوله: " هم المفلحون " ثم يقطعون القراء‌ة ويسمون فاعل ذلك الحال المرتحل اى انه ختم القرآن وابتدأ باوله ولم يفصل بينهما بزمان (آت).
(4) وذلك لان في القرآن من المواعظ إذا اتعظ به استغنى عن غير الله في كل ما يحتاج اليه وإن لم يستغن بالقرآن فما يغنيه شئ وهذا أحد معانى قوله صلى الله عليه وآله: من لم يتغن بالقرآن فليس منا (في).
[*]

[606]


9 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن أبن أبي نجران، عن أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا معاشر قراء القرآن اتقوا الله عزوجل فيما حملكم من كتابه فإني مسؤول وإنكم مسؤولون إني مسؤول عن تبليغ الرسالة وأما أنتم فتسألون عما حملتم من كتاب الله وسنتي.
10 علي بن إبراهيم، عن أبيه عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص قال: سمعت موسى بن جعفر عليهما السلام يقول: لرجل أتحب البقاء في الدنيا؟ فقال: نعم، فقال: ولم؟ قال: لقراء‌ة قل هو الله أحد، فسكت عنه فقال له بعد ساعة: يا حفص من مات من أوليائنا وشيعتنا ولم يحسن القرآن علم في قبره ليرفع الله به من درجته فإن درجات الجنة على قدر آيات القرآن يقال له: اقرأ وارق، فيقرأ ثم يرقى.
قال حفص: فما رأيت أحدا أشد خوفا على نفسه من موسى بن جعفر عليهما السلام، ولا أرجأ الناس منه وكانت قراء ته حزنا، فإذا قرأ فكأنه يخاطب إنسانا.
11 علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: حملة القرآن عرفاء أهل الجنة، والمجتهدون قواد أهل الجنة(1)، والرسل سادة أهل الجنة.

_____________________________
(1) المجتهدون: المبالغون في ارشاد الناس وترويج الحق.