باب دعوات موجزات لجميع الحوائج للدنيا والاخرة

عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن إسماعيل بن سهل، عن عبدالله بن جندب، عن أبيه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قل: " اللهم اجعلني أخشاك كأني أراك وأسعدني بتقواك ولا تشقني بنشطي لمعاصيك وخرلي في قضائك وبارك [لي] في

[578]


قدرك حتى لا احب تأخير ما عجلت ولا تعجيل ما أخرت واجعل غناي في نفسي ومتعني بسمعي وبصري واجعلهما الوارثين مني وانصرني على من ظلمني وأرني فيه قدرتك يا رب وأقر بذلك عيني ".
2 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن صفوان بن يحيى، عن أبي سليمان الجصاص، عن إبراهيم بن ميمون قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: " اللهم أعني على هول يوم القيامة وأخرجني من الدنيا سالما وزوجني من الحور العين واكفني مؤونتي ومؤونة عيالي ومؤونة الناس وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين ".
3 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قل: " اللهم إني أسألك من كل خيرأحاط به علمك وأعوذبك من كل سوء أحاط به علمك، اللهم إني أسألك عافيتك في اموري كلها وأعوذبك من خزي الدنيا وعذاب الآخرة ".
4 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى ; وعدة من أصحابنا، عن سهل ابن زياد، جميعا، عن علي بن زياد قال: كتب علي بن بصير(1) يسأله أن يكتب له في اسفل كتابه دعاء يعلمه إياه يدعو به فيعصم به من الذنوب جامعا للدنيا والآخرة فكتب عليه السلام بخطه: " بسم الله الرحمن الرحيم، يا من أظهر الجميل وستر القبيح ولم يهتك الستر عني، يا كريم العفو يا حسن التجاوز يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة يا صاحب كل نجوى ويا منتهى كل شكوى؟ يا كريم الصفح، يا عظيم المن يا مبتدء ا كل نعمة قبل استحقاقها، يا رباه يا سيداه يا مولاه يا غياثاه صل على محمد وآل محمد وأسألك أن لاتجعلني في النار " ثم تسأل ما بدالك.
5 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي عبدالله البرقي وأبي طالب عن بكر بن محمد، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: " اللهم أنت ثقتي في كل كربة وأنت رجائي

___________________________________
(1) في بعض النسخ [على بن نصير].
[*]

[579]


في كل شدة وأنت لي في كل أمر نزل لي ثقة وعدة، كم من كرب يضعف عنه الفؤاد وتقل فيه الحيلة(1) ويخذل عنه القريب والبعيد ويشمت به العدو وتعنيني فيه الامور أنزلته بك وشكوته إليك، راغبا فيه عمن سواك ففرجته وكشفته وكفيتنيه فأنت ولي كل نعمة وصاحب كل حاجة ومنتهى كل رغبة، فلك الحمد كثيرا ولك المن فاضلا ".
6 عنه، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبان، عن عيسى بن عبدالله القمي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قل: " اللهم إني أسألك بجلالك وجمالك وكرمك أن تفعل بي كذا وكذا ".
7 عنه، عن ابن محبوب، عن الفضل بن يونس، عن أبي الحسن عليه السلام قال: قال لي: أكثر من أن تقول: " [اللهم] لا تجعلني من المعارين(2) ولا تخرجني من التقصير قال: قلت: أما المعارين فقد عرفت فما معنى لا تخرجني من التقصير؟ قال: كل عمل تعمله تريد به وجه الله عز وجل فكن فيه مقصرا عند نفسك، فإن الناس كلهم في أعمالهم فيما بينهم وبين الله عزوجل مقصرون.
8 عنه، عن ابن محبوب، عن أبان، عن عبدالرحمن بن أعين قال: قال أبوجعفر عليه السلام: لقد غفر الله عزوجل لرجل من أهل البادية بكلمتين دعا بهما، قال: " اللهم إن تعذبني فأهل لذلك أنا، وإن تغفر لي فأهل لذلك أنت " فغفر الله له.
9 عنه، عن يحيى بن المبارك، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن عمه، عن الرضا عليه السلام قال: " يامن دلني على نفسه وذلل قلبي بتصديقه، أسألك الامن والايمان في الدنيا والآخرة ".
10 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن أبي حمزة، عن أبيه قال: رأيت علي بن الحسين عليهما السلام في فناء الكعبة في الليل وهو يصلي فأطال القيام

___________________________________
(1) في بعض النسخ [تفل] بالفاء.
(2) أى لاتجعلنى من الذين يكون ايمانهم عندهم معارا.
[*]

[580]


حتى جعل مرة يتوكأ على رجله اليمنى ومرة على رجله اليسرى ثم سمعته يقول بصوت كأنه باك: " يا سيدي تعذبني وحبك في قلبي؟ أما وعزتك لئن فعلت لتجمعن بيني وبين قوم طال ما عاديتهم فيك "(1).
11 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز، عن بعض أصحابنا عن داود الرقي قال: إني كنت أسمع أبا عبدالله عليه السلام أكثر ما يلح به في الدعاء على الله بحق الخمسة يعني رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم.
12 عنه، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبي أيوب، عن إبراهيم الكرخي قال: علمنا أبوعبدالله عليه السلام دعاء وأمرنا أن ندعو به يوم الجمعة: " اللهم إني تعمدت إليك بحاجتي وأنزلت بك اليوم فقري ومسكنتي، فأنا [اليوم] لمغفرتك أرجامني لعملي ولمغفرتك ورحمتك أوسع من ذنوبي فتول قضاء كل حاجة هي لي بقدرتك عليها وتيسير ذلك عليك ولفقري إليك فإني لم اصب خيرا قط إلا منك ولم يصرف عني أحد شرا قط غيرك وليس أرجو لآخرتي ودنياي سواك ولا ليوم فقري [و] يوم يفردني الناس في حفرتي وافضي إليك يا رب بفقري(2).
13 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن عطية، عن زيد بن الصائغ قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: ادع الله لنا، فقال: " اللهم ارزقهم صدق الحديث وأداء والامانة والمحافظة على الصلوات، اللهم إنهم أحق خلقك أن تفعله بهم اللهم وافعله بهم ".
14 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد ; وعلي بن إبراهيم، عن أبيه عن ابن محبوب، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: كان امير المؤمنين

___________________________________
(1) الواو في قوله: " تعذبنى وحبك في قلبى " للحال والاستفهام للانكار.
(2) " أفضى إليك " في بعض النسخ بالقاف ويقال: قضى إليه أنهابه وأعلمه.
[*]

[581]


صلوات الله عليه يقول: " اللهم من علي بالتوكل عليك والتفويض إليك والرضا بقدرك والتسليم لامرك، حتى لا احب تعجيل ما أخرت ولا تأخير ما عجلت يا رب العالمين ".
15 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن سجيم، عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: وهو رافع يده إلى السماء: " رب لاتكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا، لا اقل من ذلك ولا أكثر " قال: فما كان بأسرع من أن تحدر الدموع من جوانب لحيته(1)، ثم أقبل علي فقال: يا ابن أبي يعفور إن يونس بن متى وكله الله عزوجل إلى نفسه أقل من طرفة عين فأحدث ذلك الذنب(2) قلت فبلغ به كفرا أصلحك الله؟ قال: لا ولكن الموت على تلك الحال هلاك.
16 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد رفعه قال: أتى جبرئيل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال له: إن ربك يقول لك: إذا اردت أن تعبدني يوما وليلة حق عبادتي فارفع يديك إلي وقل: " اللهم لك الحمد حمدا خالدا مع خلودك ولك الحمد حمدا لا منتهى له دون علمك ولك الحمد حمدا لا أمد له دون مشيئتك ولك الحمد حمدا لا جزاء لقائله إلا رضاك، اللهم لك الحمد كله ولك المن كله ولك الفخر كله ولك البهاء كله ولك النور كله ولك العزة كلها ولك الجبروت كلها ولك العظمة كلها ولك الدنيا كلها ولك الآخرة كلها ولك الليل والنهار كله ولك الخلق كله وبيدك الخير كله وإليك يرجع الامر كله علانيته وسره، اللهم لك الحمد حمدا أبدا، أنت حسن البلاء، جليل الثناء، سابغ النعماء، عدل القضاء، جزيل العطاء حسن الآلاء إله [من] في الارض وإله [من] في السماء اللهم لك الحمد في السبع الشداد ولك الحمد في الارض المهاد ولك الحمد طاقة العباد ولك الحمد سعة البلاد

___________________________________
(1) تحدر اى تنزل.
(2) اى ترك الاولى.
وهو ضلالة بالنسبة إلى الانبياء والاوصياء وموجب لنقصان درجتهم عليهم السلام (لح).
[*]

[582]


ولك الحمد في الجبال الاوتاد ولك الحمد في الليل إذا يغشى ولك الحمد في النهار إذا تجلى ولك الحمد في الآخرة والاولى ولك الحمد في المثاني والقرآن العظيم وسبحان الله وبحمده والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه، سبحانه وتعالى عما يشركون، سبحان الله وبحمده كل، شئ هالك إلا وجهه، سبحانك ربنا وتعاليت وتباركت وتقدست خلقت كل شئ بقدرتك وقهرت كل شئ بعزتكم وعلوت فوق كل شئ بارتفاعك وغلبت كل شئ بقوتك وابتدعت كل شئ بحكمتك وعلمك وبعثت الرسل بكتبك وهديت الصالحين بإذنك وأيدت المؤمنين بنصرك وقهرت الخلق بسلطانك لاإله إلا أنت، وحدك لاشريك لك، لا نعبد غيرك ولا نسأل إلا إياك ولا نرغب إلا إليك، أنت موضع شكوانا ومنتهى رغبتنا و إلهنا ومليكنا ".
17 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار قال: قال [لي] أبوعبدالله عليه السلام ابتداء منه: يا معاوية أما علمت أن رجلا أتى أمير المؤمنين صلوات الله عليه فشكى الابطاء عليه في الجواب في دعائه فقال له: أين أنت عن الدعاء السريع الاجابة؟ فقال له الرجل: ما هو؟ قال: قل: " اللهم إني أسألك باسمك العظيم الاعظم الاجل الاكرم المخزون المكنون النور الحق البرهان المبين الذي هو نور مع نور ونور من نور ونور في نور ونور على نور ونور فوق كل نور ونور يضيئ به كل ظلمة ويكسر به كل شدة وكل شيطان مريد وكل جبار عنيد، لاتقربه أرض(1) ولا تقوم به سماء ويأمن به كل خائف ويبطل به سحر كل ساحر وبغي كل باغ وحسدكل حاسد ويتصدع لعظمته البر والبحر ويستقل به الفلك حين(2) يتكلم به الملك فلا يكون للموج عليه سبيل وهو

___________________________________
(1) قال السيد الدامد (ره): الجار والمجرور في " لاتقربه أرض ولاتقوم به سماء " غير متعلق بالفعل المذكور بل بفعل آخر مقدر والتقدير إذا دعيت به لاتقر أرض وإذا دعيت به لا تقوم سماء.
أو الباء بمعنى مع أى لاتقرمعه أرض ولا تقوم معه سماء واما " لاتقوم له " باللام موضع الباء فمعناه لاتنهض لمقاومته ومعارضة سماء.
(2) في بعض النسخ [ويستقربه الفلك] ويمكن أن يقرأ الفلك بفتحتين أو بضم الفاء وسكون اللام بمعنى السفينة وهى الاصح. وفى بعض النسخ [حتى يتكلم].
[*]

[583]


اسمك الاعظم الاعظم الاجل الاجل النور الاكبر الذي سميت به نفسك واستويت به على عرشك وأتوجه إليك بمحمد وأهل بيته أسألك بك وبهم أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تفعل بي كذا وكذا ".
18 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن خلف بن حماد عن عمرو بن أبي المقدام قال: أملا علي هذا الدعاء ابوعبدالله عليه السلام وهو جامع للدنيا والآخرة، تقول بعد حمد الله والثناء عليه: " اللهم أنت الله لاإله إلا أنت الحليم الكريم وأنت الله لاإله إلا أنت العزيز الحكيم وأنت الله لاإله إلا أنت الواحد القهار وأنت الله لاإله إلا أنت الملك الجبار وأنت الله لاإله إلا أنت الرحيم الغفار وأنت الله لاإله إلا أنت شديد المحال وأنت الله لاإله إلا أنت الكبير المتعال وأنت الله لاإله إلا أنت السميع البصير وأنت الله لاإله إلا أنت المنيع القدير وأنت الله لاإله إلا أنت الغفور الشكور وأنت الله لاإله إلا أنت الحميد المجيد وأنت الله لاإله إلا أنت الغفور الودود وأنت الله لاإله إلا أنت الحنان المنان وأنت الله لاإله إلا أنت الحليم الديان وأنت الله لاإله إلا أنت الجواد الماجد وأنت الله لاإله إلا أنت الواحد الاحد وأنت الله لاإله إلا أنت الغائب الشاهد وأنت الله لاإله إلا أنت الظاهر الباطن وأنت الله لاإله إلا أنت بكل شئ عليم تم نورك بهديت وبسطت يدك فأعطيت، ربنا وجهك أكرم الوجوه وجهتك خير الجهات وعطيتك أفضل العطايا وأهنأها تطاع ربنا فتشكر وتعصى ربنا فتغفر لمن شئت، تجيب المضطر [ين] وتكشف السوء وتقبل التوبة وتعفو عن الذنوب(1) لاتجازى أياديك ولا تحصى نعمك ولا يبلغ مدحتك قول قائل، اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وروحهم وراحتهم وسرورهم

___________________________________
(1) في بعض النسخ [تغفر عن الذنب] وفى بعضها [عن الذنوب].
[*]

[584]


وأذقني طعم فرجهم وأهلك أعداء هم من الجن والانس وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار واجعلنا من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون واجعلني من الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون وثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة وبارك لي في المحيا والممات والموقف والنشور والحساب والميزان وأهوال يوم القيامة وسلمني على الصراط واجزني عليه وارزقني علما نافعا ويقينا صادقا وتقى وبرا وورعا وخوفا منك وفرقا(1) يبلغني منك زلفى ولا يباعدني عنك وأحببني ولا تبغضني وتولني ولا تخذلني وأعطني من جميع خير الدنيا والآخرة ما علمت منه وما لم أعلم وأجرني من السوء كله بحذا فيره ما علمت منه وما لم أعلم "(2).
19 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن فضالة بن أيوب، عن معاوية بن عمار قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: إلا تخصني بدعاء؟ قال: بلى قال: قل: " يا واحد يا ماجديا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد يا عزيز يا كريم يا حنان يا منان يا سامع الدعوات يا أجود من سئل ويا خير من أعطى يا الله يا الله يا الله قلت: ولقدنادينا نوح فلنعم المجيبون " ثم قال أبوعبدالله عليه السلام: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " [نعم] لنعم المجيب أنت ونعم المدعو ونعم المسؤول أسألك بنور جهك وأسألك بعزتك وقدرتك وجبروتك وأسألك بملكوتك ودرعك الحصينة وبجمعك وأركانك كلها وبحق محمد وبحق الاوصياء بعد محمد أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تفعل بي كذا وكذا ".
20 عنه، عن بعض أصحابه، عن حسين بن عمارة، عن حسين بن ابي سعيد المكاري وجهم بن أبي جهيمة، عن أبي جعفر رجل من أهل الكوفة كان يعرف بكنيته قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: علمني دعاء أدعو به فقال: نعم قل: " يا من أرجوه لكل

___________________________________
(1) الفرق بالتحريك: الخوف والفزع.
(2) حذافير الشئ أعاليه ونواحيه يقال اعطاء الدنيا بحذافيرها أى باسرها وهو جمع حذفار.
[*]

[585]


خير ويا من آمن سخطه(1) عند كل عثرة ويا من يعطي بالقليل الكثير، يا من أعطى من سأله تحننا منه ورحمة، يا من أعطى من لم يسأله ولم يعرفه صل على محمد وآل محمد وأعطني بمسألتي من جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة فإنه غير منقوص ما أعطيتني وزدني من سعة فضلك يا كريم ".
21 وعنه، رفعه إلى أبي جعفر عليه السلام أنه علم أخاه عبدالله بن علي هذا الدعاء: " اللهم ارفع ظني صاعدا ولا تطمع في عدوا ولا حاسدا واحفظني قائما و قاعدا ويقظانا وراقدا، اللهم اغفرلي وارحمني واهدني سبيك الاقوم وقني حر جهنم واحطط عني المغرم والمأثم واجعلني من خير خيار العالم(2) ".
22 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن عثمان بن عيسى وهارون بن خارجه قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: " ارحمني مما لا طاقة لي به ولا صبرلي عليه ".
23 عنه، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن ابن سنان، عن حفص، عن محمد بن مسلم قال: قلت له: علمني دعاء فقال: فأين أنت عن دعاء الالحاح، قال: وما دعاء الالحاح؟ فقال: " اللهم رب السماوات السبع وما بينهن ورب العرش العظيم ورب جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ورب القرآن العظيم ورب محمد خاتم النبيين، إني أسألك بالذي(3) تقوم به السماء وبه تقوم الارض وبه تفرق بين الجمع وبه تجمع بين المتفرق وبه ترزق الاحياء وبه أحصيت عدد الرمال ووزن الجبال وكيل البحور " ثم تصلي على محمد وآل محمد، ثم تسأله حاجتك وألح في الطلب.
24 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عن كرام، عن ابن

___________________________________
(1) " سخطه " لعله محمول على السخط الذى يوجب الخلود في النار أو المراد بالامن رجاء العفو أو محض العشرة بالصغائر (آت).
(2) المغرم مصدر وضع موضع الاسم وقيل به مغرم الذنوب وقيل: المغرم كالغرم وهو الدين بفتح الدال. والمأثم: الامر الذى يأثم به الانسان وهو الاثم نفسه وضعا للمصدر موضع الاسم (لح).
(3) كذا، أى باسمك الذى أو باسم الذى.
[*]

[586]


ابي يعفور، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه كان يقول: " اللهم املا قلبي حبا لك وخشية منك وتصديقا وإيمانا بك وفرقا منك(1) وشوقا إليك يا ذاالجلال والاكرام اللهم حبب إلي لقاء‌ك واجعل لي في لقائك خير الرحمة والبر كة وألحقني بالصالحين ولا تؤخرني(2) مع الاشرار وألحقني بصالح من مضى واجعلني مع صالح من بقي وخذبي سبيل الصالحين وأعني على نفسي بماتعين به الصالحين على أنفسهم ولا تردني في سوء استنقذتني منه يا رب العالمين، أسألك إيمانا لا أجل له دون لقائك، تحييني وتميتني عليه وتبعثني عليه إذا بعثتني وابرأ قلبي من الرياء والسمعة والشك في دينك اللهم اعطني نصرا في دينك وقوة في عبادتك وفهما في خلقك(3) وكفلين من رحمتك وبيض وجهي بنورك واجعل رغبتي فيما عندك وتوفني في سبيلك على ملتك وملة رسولك، اللهم إني أعوذبك من الكسل والهرم والجبن والبخل والغفلة والقسوة والفترة والمسكنة وأعوذبك يا رب من نفس لا تشبع ومن قلب لا يخشع ومن دعاء لا يسمع ومن صلاة لا تنفع واعيذبك نفسي وأهلي وذريتي من الشيطان الرجيم، اللهم إنه لا يجيرني منك أحد ولا أجد من دونك ملتحدا فلا تخذلني ولا تردني في هلكة ولا تردني بعذاب، أسألك الثبات على دينك والتصديق بكتابك و اتباع رسولك، اللهم اذكرني برحمتك ولا تذكرني بخطيئتي وتقبل مني وزدني من فضلك إني إليك راغب، اللهم اجعل ثواب منطقي وثواب مجلسي رضاك عني واجعل عملي ودعائي خالصا لك واجعل ثوابي الجنة برحمتك واجمع لي جميع ما سألتك وزدني من فضلك إني إليك راغب، اللهم غارت النجوم ونامت العيون وأنت الحي القيوم، لا يواري منك ليل ساج ولا سماء ذات أبراج ولا أرض ذات مهاد(4)

___________________________________
(1) الفرق محركة: الخوف.
(2) في بعض النسخ [تخزنى].
(3) في بعض النسخ [في حلمك].
(4) " ليل ساج " بالسين المهملة وآخره جيم: اسم فاعل من سجى يعنى ركد واستقر والمراد ليل راكد ظلامه مستقر قد بلغ غايته. والمهاد: جمع مهود أى ذات امكنة مستوية.
[*]

[587]


ولا بحر لجي(1) ولا ظلمات بعضها فوق بعض تدلج الرحمة على من تشاء من خلقك تعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور، أشهد بما شهدت به على نفسك وشهدت ملائكتك واولو العلم لا إله إلا أنت العزيز الحكيم ومن لم يشهد بما شهدت به على نفسك وشهدت ملائكتك واولو العلم فاكتب شهادتي مكان شهادتهم، اللهم أنت السلام ومنك السلام، أسالك يا ذا الجلال والاكرام أن تفك رقبتي من النار ".
25 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن محمد بن يحيى الخثعمي عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن أباذر أتى رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه جبرئيل عليه السلام في صوره دحية الكلبي وقد استخلاه رسول الله صلى الله عليه وآله فلما رآهما انصرف عنهما ولم يقطع كلامهما فقال جبرئيل عليه السلام: يا محمد هذا أبوذر قد مربنا ولم يسلم علينا أما لو سلم لرددنا عليه، يا محمد إن له دعاء يدعوبه، معروفا عند أهل السماء فسله عنه إذا عرجت إلى السماء، فلما ارتفع جبرئيل جاء أبوذر إلى النبي فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله ما منعك يا أباذر أن تكون سلمت علينا حين مررت بنا؟ فقال: طننت يا رسول الله أن الذي [كان] معك دحية الكلبي قد استخليته لبعض شأنك، فقال: ذاك جبرئيل عليه السلام يا أباذر وقد قال: أما لو سلم علينا لرددنا عليه فلما علم أبوذر أنه كان جبرئيل عليه السلام دخله من الندامة حيث لم يسلم عليه ما شاء الله فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: ما هذا الدعاء الذي تدعوبه؟ فقد أخبرني جبرئيل عليه السلام أن لك دعاء تدعوبه، معروفا في السماء، فقال: نعم يا رسول الله أقول: " اللهم إني أسألك الامن والايمان بك والتصديق بنبيك والعافية من جميع البلاء والشكر على العافية والغنى عن شرار الناس ".
26 علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة قال: أخذت هدا الدعاء عن ابي جعفر [محمد بن علي] عليهما السلام قال: وكان أبوجعفر يسميه

___________________________________
(1) اللجى بضم أوله وقد تكسر والجيم المكسورة المشددة: العظيم.
[*]

[588]


الجامع: " بسم الله الرحمن الرحيم أشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، آمنت بالله وبجميع رسله وبجميع ما أنزل به(1) على جميع الرسل وأن وعد الله حق ولقاء ه حق وصدق الله وبلغ المرسلون والحمدلله رب العالمين وسبحان الله كلما سبح الله شئ وكما يحب الله أن يسبح والحمدلله كلما حمدالله شئ وكما يحب الله أن يحمد ولا إله إلا الله كلماهلل الله شئ وكما يحب الله أن يهلل والله أكبر كلما كبر الله شئ وكما يحب الله أن يكبر، اللهم إني أسالك مفاتيح الخير وخواتيمه وسوابغه وفوائده وبركاته وما بلغ علمه علمي وما قصر عن إحصائه حفظي، اللهم انهج إلي أسباب معرفته وافتح لي أبوابه وغشني ببركات رحمتك ومن علي بعصمة عن الازالة عن دينك وطهر قلبي من الشك ولا تشغل قلبي بدنياي وعاجل معاشي عن آجل ثواب آخرتي واشغل قلبي بحفظ ما لا تقبل مني جهله وذلل لكل خير لساني وطهر قلبي من الرياء ولا تجره في مفاصلي واجعل عملي خالصا لك، اللهم إني أعوذبك من الشر وأنواع الفواحش كلها ظاهرها وباطنها وغفلاتها وجميع ما يريدني به الشيطان الرجيم وما يريدني به السطان العنيد، مما أحطت بعلمه وأنت القادر على صرفه عني، اللهم إني أعوذبك من طوارق الجن والانس وزوابعهم وبوائقهم ومكائدهم ومشاهد الفسقة من الجن والانس(2) وأن أستزل عن ديني فتفسد علي آخرتي وأن يكون ذلك منهم ضررا علي في معاشي أو يعرض بلاء(3) يصيبني منهم لا قوة لي به ولا صبر لي على احتماله فلا تبتلني يا إلهي بمقاسانه فيمنعني ذلك عن ذكرك ويشغلني عن عبادتك، أنت العاصم المانع الدافع الواقي من ذلك كله، أسألك

___________________________________
(1) أى أنزل الملك به وفى التهذيب والمصباح [انزلت به جميع] وهو الصواب.
(2) في نسخ المصباح هكذا [من طوارق الانس والجن وزوابعهم وتوابعهم وحسدهم و مكائدهم ومشاهد الفسقة منهم]. وفى القاموس الزوبعة اسم شيطان او رئيس الجن وهى بالزاى والباء الموحدة والعين المهملة.
(3) في بعض النسخ [بعرض بلاء].
[*]

[589]


اللهم الرفاهية في معيشتي ما أبقيتني، معيشة أقوى بها على طاعتك وأبلغ بها رضوانك وأصيربها إلى دار الحيوان غدا ولا ترزقني رزقا يطغيني ولا تبتلني بفقر أشقى به مضيقا علي، أعطني حظا وافرا في آخرتي ومعاشا واسعا هنيئا مريئا في دنياي ولا تجعل الدنيا علي سجنا ولا تجعل فراقها علي حزنا أجرني من فتنتها واجعل عملي فيها مقبولا وسعيي فيها مشكورا، اللهم ومن أرادني بسوء فارده بمثله ومن كادني فيها فكده واصرف عني هم من أدخل علي همه وامكر بمن مكر بي فإنك خير الماكرين وافقأ(1) عني عيون الكفرة الظلمة والطغاة والحسدة، اللهم وأنزل علي منك السكينة وألبسني درعك الحصينة واحفظني بسترك الواقي وجللني عافيتك النافعة وصدق قولي وفعالي وبارك لي في ولدي وأهلي ومالي اللهم ما قدمت وما أخرت وما أغفلت وما تعمدت وما توانيت(2) وما أعلنت وما أسررت فاغفره لي يا أرحم الراحمين ".
27 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن صفوان بن يحيى، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قل: " اللهم أوسع علي في رزقي وامدد لي في عمري واغفرلي ذنبي واجعلني ممن تنتصر به لدينك ولا تستبدل بي غيري ".
28 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبدالله عليه السلام أنه كان يقول: " يا من يشكر اليسير ويعفو عن الكثير وهو الغفور الرحيم اغفر لي الذنوب التي ذهبت لذتها وبقيت تبعتها ".
29 وبهذا الاسناد، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان من دعائه يقول: " يا نور يا قدوس يا أول الاولين ويا آخر الآخرين يا رحمن يا رحيم اغفرلي الذنوب التي تغير النعم واغفرلي الذنوب التي تحل النقم واغفرلي الذنوب

___________________________________
(1) فقأ العين: قلعها.
(2) توانى في حاجته‌ء: فتر وقصر ولم يهتم بها.
[*]

[590]


التي تهتك العصم واغفرلي الذنوب التي تنزل البلاء واغفرلي الذنوب التي تديل الاعداء واغفرلي الذنوب التي تعجل الفناء واغفرلي الذنوب التي تقطع الرجاء واغفرلي الذنوب التي تظلم الهواء واغفرلي الذنوب التي تكشف الغطاء واغفرلي الذنوب التي ترد الدعاء واغفرلي الذنوب التي ترد غيث السماء ".
30 عنه، عن محمد بن سنان، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبدالله: " يا عدتي في كربتي ويا صاحبي في شدتي ويا وليي في نعمتي ويا غياثي في رغبتي " قال: وكان من دعاء أمير المؤمنين عليه السلام: " اللهم كتبت الآثار وعلمت الاخبار واطلعت على الاسرار فحلت(1) بيننا وبين القلوب فالسر عندك علانية والقلوب إليك مفضاة وإنما أمرك فشئ إذا اردته أن تقول له كن فيكون فقل برحمتك لطاعتك أن تدخل في كل عضو من أعضائي ولا تفارقني حتى ألقاك وقل برحمتك لمعصيتك أن تخرج من كل عضو من أعضائي فلا تقربني(2) حتى ألقاك وارزقني من الدنيا وزهدني فيها ولا تزوها عني ورغبتي فيها يا رحمن ".
1 3 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن عبدالرحمن بن سيابة قال: أعطاني أبوعبدالله عليه السلام هذا الدعاء: " الحمدلله ولي الحمد وأهله ومنتهاه ومحله، أخلص من وحده واهتدى من عبده وفاز من أطاعه وأمن المعتصم به، اللهم يا ذا الجود والمجد والثناء الجميل والحمد، أسالك مسألة من خضع لك برقبته ورغم لك أنفه وعفر لك وجهه وذلل لك نفسه وفاضت من خوفك دموعه وترددت عبرته واعترف لك بذنوبه وفضحته عندك خطيئته وشانته عندك جريرته وضعفت عند ذلك قوته وقلت حيلته وانقطعت عنه أسباب خدائعه واضمحل عنه كل باطل وألجاتة ذنوبه إلى ذل مقامه بين يديك وخضوعه لديك وابتهاله إليك، أسالك اللهم سؤال من هو بمنزلته ارغب إليك كرغبته وأتضرع إليك كتضرعه

___________________________________
(1) في بعض النسخ [حللت].
(2) فب بعض النسخ [تقاربنى].
[*]

[591]


وأبتهل إليك كأشد ابتهاله، اللهم فارحم استكانة منطقي وذل مقامي ومجلسي و خضوعي إليك برقبتي، أسألك اللهم الهدى من الضلالة والبصيرة من العمى والرشد من الغواية وأسألك اللهم أكثر الحمد عند الرخا وأجمل الصبر عند المصيبة وأفضل الشكر عند موضع الشكر والتسليم عند الشبهات وأسألك القوة في طاعتك والضعف عن معصيتك والهرب إليك منك والتقرب إليك رب لترضى والتحري لكل ما يرضيك عني في إسخاط خلقك التماسا لرضاك، رب من أرجوه إن لم ترحمني أو من يعود علي إن أقصيتني أو من ينفعني عفوه إن عاقبتني أو من آمل عطاياه إن حرمتني أو من يملك كرامتي إن أهنتني أو من يضرني هوانه إن أكرمتني، رب ما أسوء فعلي وأقبح عملي وأقسى قلبي وأطول أملي وأقصر أجلي وأجرأني على عصيان من خلقني، رب وما أحسن بلاء‌ك عندي واظهر نعماء‌ك علي كثرت علي منك النعم فما أحصيها(1) وقل مني الشكر فيما أو ليتنيه فبطرت بالنعم(2) وتعرضت للنقم وسهوت عن الذكر و ركبت الجهل بعد العلم وجزت من العدل إلى الظلم وجاوزت البر إلى الاثم وصرت إلى الهرب(3) من الخوف والحزن فما أصغر حسناتي وأقلها في كثرة ذنوبي وما أكثر ذنوبي وأعظمها على قدر صغر خلقي وضعف ركني، رب وما أطول أملي في قصر أجلي وأقصر أجلي في بعد أملي وما أقبح سريرتي وعلانيتي، رب لا حجة لي إن احتججت ولا عذرلي، إن اعتذرت ولا شكر عندي إن ابتليت وأوليت إن لم تعني على شكر ما أوليت، رب ما أخف ميزاني غدا إن لم ترجحه وأزل لساني إن لم تثبته واسود وجهي إن لم تبيضه، رب كيف لي بذنوبي التي سلفت مني قدهدت لها أركاني، رب كيف أطلب شهوات الدنيا وأبكي على خيبتي فيها ولا أبكي وتشتد حسراتي على عصياني و تفريطي، رب دعتني دواعي الدنيا فأجبتها سريعا وركنت إليها طائعا ودعتني دواعي

___________________________________
(1) في بعض النسخ [في أحصيتها].
(2) البطر شدة الفرح.
(3) في بعض النسخ [إلى اللهو].
[*]

[592]


الآخرة فتثبطت عنها وأبطأت في الاجابة والمسارعة إليها كما سارعت إلى دواعي الدنيا وحطامها الهامد وهشيمها البائد وسرابها الذاهب(1)، رب خوفتني و شوقتني واحتججت علي برقي وكفلت لي برزقي فآمنت [من] خوفك وتثبطت عن تشويقك ولم أتكل على ضمانك وتهاونت باحتجاجك، اللهم فاجعل أمني منك في هذه الدنيا خوفا وحول تثبطي شوقا وتهاوني بحجتك فرقا منك ثم رضني بما قسمت لي من رزقك يا كريم [يا كريم]، أسألك باسمك العظيم رضاك عند السخطة و الفرجة عند الكربة والنور عند الظلمة والبصيرة عند تشبه الفتنة، رب اجعل جنتي من خطاياي حصينة ودرجاتي في الجنان رفيعة وأعمالي كلها متقبلة وحسناتي مضاعفة زاكية وأعوذبك من الفتن كلها ماظهر منها وما بطن ومن رفيع المطعم والمشرب ومن شر ما أعلم ومن شرما لا أعلم وأعوذبك من أن أشتري الجهل بالعلم والجفاء بالحلم والجور بالعدل والقطيعة بالبر والجزع(2) بالصبر والهدى بالضلالة(3) والكفر بالايمان ".
ابن محبوب، عن جميل بن صالح أنه ذكر أيضا مثله وذكر أنه دعاء علي بن الحسين صلوات الله عليهما وزاد في آخره " آمين رب العالمين ".
32 ابن محبوب قال: حدثنا نوح أبواليقظان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ادع بهذا الدعاء: " اللهم إني أسألك برحمتك التي لاتنال منك إلا برضاك والخروج من جميع معاصيك [إلا برضاك] والدخول في كل ما يرضيك والنجاة من كل ورطة والمخرج من كل كبيرة أتى بها مني عمدا وزل بها مني خطأ أو خطر بها علي خطرات الشيطان أسألك خوفا توقفني به على حدود رضاك وتشعب به عني كل شهوة خطر بها هواي واستزل بها رأيي ليجاوز حد حلالك، أسألك اللهم الاخذ

___________________________________
(1) الهامد: البالى المتغير واليابس من النبات.
والهشيم: الحشيش اليابس وباديبيد: ذهب وانقطع وفى بعض النسخ [شرابها الذاهب].
(2) في بعض النسخ [الجوع].
(3) في المصباح والوافى [أو الضلالة بالهدى] ولعله من النساخ.

[593]


بأحسن ما تعلم وترك سيئ كل ما تعلم أو أخطأ من حيث لا أعلم أو من حيث أعلم، أسألك السعة في الرزق والزهد في الكفاف والمخرج بالبيان من كل شبهة والصواب في كل حجة والصدق في جميع المواطن وإنصاف الناس من نفسي فيما علي ولي والتذلل في إعطاء النصف من جميع مواطن السخط والرضا وترك قليل البغي وكثيره في القول مني والفعل وتمام نعمتك(1) في جميع الاشياء والشكر لك عليها لكي ترضى وبعد الرضا وأسألك الخيرة في كل ما يكون فيه الخيرة بميسور الامور كلها لا بمعسورها يا كريم يا كريم يا كريم وافتح لي باب الامر الذي فيه العافيه والفرج وافتح لي بابه ويسرلي مخرجه ومن قدرت له علي مقدرة من خلقك فخذ عني بسمعه وبصره ولسانه ويده وخذه عن يمينه وعن يساره ومن خلفه ومن قدامه وامنعه أن يصل إلي بسوء، عز جارك وجل ثناء وجهك ولا إله غيرك، أنت ربي وأنا عبدك، اللهم أنت رجائي في كل كربة وأنت ثقتي في كل شدة وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة، فكم من كرب يضعف عنه الفؤاد وتقل فيه الحيلة ويشمت فيه العدو وتعيى(2) فيه الامور أنزلته بك وشكوته إليك راغبا إليك فيه عمن سواك قد فرجته وكفيته، فأنت ولي كل نعمة وصاحب كل حاجة ومنتهى كل رغبة فلك الحمد كثيرا ولك المن فاضلا ".
33 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام فقال: قل: اللهم إني أسألك قول التوابين وعملهم و نور الانبياء وصدقهم ونجاة المجاهدين وثوابهم وشكر المصطفين ونصيحتهم وعمل الذاكرين ويقينهم وإيمان العلماء وفقههم وتعبد الخاشعين وتواضعهم وحكم الفقهاء و سيرتهم وخشية المتقين ورغبتهم وتصديق المؤمنين وتوكلهم ورجاء المحسنين وبرهم اللهم إني أسألك ثواب الشاكرين ومنزلة المقربين ومرافقه النبيين، اللهم إني أسألك خوف العاملين لك وعمل الخائفين منك وخشوع العابدين لك ويقين المتوكلين

___________________________________
(1) في بعض النسخ [نعمك].
(2) في بعض النسخ [يعنينى].
[*]

[594]


عليك وتوكل المؤمنين بك، اللهم إنك بحاجني عالم غير معلم وأنت لها واسع غير متكلف وأنت الذي لا يحفيك سائل(1) ولا ينقصك نائل ولا يبلغ مدحتك(2) قول قائل أنت كماتقول وفوق ما نقول، اللهم اجعل لي فرجا قريبا وأجرا عظيما وسترا جميلا اللهم إنك تعلم أني على ظلمي لنفسي وإسرافي عليها لم أتخذ لك ضداولاندا ولا صاحبة ولا ولدا، يا من لا تغلطه المسائل، يا من لايشغله شئ عن شئ ولا سمع عن سمع ولا بصر عن بصر ولا يبرمه إلحاح الملحين(3) أسألك أن تفرج عني في ساعتي هذه من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب إنك تحيي العظام وهي رميم وإنك على كل شئ قدير، يا من قل شكري له فلم يحرمني وعظمت خطيئتي فلم يفضحني ورآني على المعاصي فلم يجبهني(4) وخلقني للذي خلقني له فصنعت غير الذي خلقني له(5) فنعم المولى أنت يا سيدي وبئس العبد أنا وجدتني ونعم الطالب أنت ربي وبئس المطلوب [أنا] ألفيتني، عبدك وابن عبدك وابن أمتك بين يديك ماشئت صنعت بي، اللهم هدأت الاصوات وسكنت الحركات وخلا كل حبيب بحبيبه وخلوت بك أنت المحبوب إلي فاجعل خلوتي منك الليلة العتق من النار يا من ليست لعالم فوقه صفة يا من ليس لمخلوق دونه منعة(6) يا أول قبل كل شئ ويا آخر بعد كل شئ يا من ليس له عنصر(7) ويا من ليس لآخره فناء ويا أكمل منعوت ويا أسمح المعطين ويا من يفقه بكل لغة يدعى بها ويا من عفوه قديم وبطشه شديد وملكه مستقيم أسألك باسمك الذي شافهت به موسى(8)

___________________________________
(1) الاحفاء: الاستقصاء في الكلام.
(2) في بعض النسخ [مدحك].
(3) ابرمه: آلمه وأضجره.
(4) جبهته بالمكروه إذا استقبله به. هدأ يهدأ هداء: سكن.
(5) زيد هنا في بعض النسخ في الهامش [وضيعت الذى خلقنى له].
(6) " ليست لعالم فوقه صفة " لعل المراد ليس لعالم صفة في العلم يكون فوقه أى ليس أحد أعلم منه أولا يمكن للعلماء أن يبالغوا في وصفه حتى يكون أكثر مما هو عليه بل كلما بالغوا فيه فهم مقصرون والاخير أظهر (آت) وقيل في " ليس لمخلوق دونه منعة ": أى ليس لما دونه من المخلوقات امتناع من أن يصل إليهم مكروه أو ليس لمخلوق بدون لطفه وحفظه منعة وفى النهاية يقال: قوم ليست لهم منعة أى قوة تمنع من يريدهم بسوء وقد يفتح النون (آت).
(7) العنصر بضم العين وفتح الصاد: الاصل وقد يضم.
والنون عند سيبويه زائدة.
(8) في بعض النسخ [شافهك].
[*]

[595]


يا الله يا رحمن يا رحيم، يا لاإله إلا أنت، اللهم أنت الصمد أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تدخلني الجنه برحمتك ".
34 محمد بن يحيى.
عن محمد بن أحمد، عن محمد بن الوليد، عن يونس قال: قلت للرضا عليه السلام: علمني دعاء وأوجز، فقال: قل: " يا من دلني على نفسه وذلل قلبي بتصديقه أسألك الامن والايمان ".
35 علي بن أبي حمزة ; عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله عليه السلام أن رجلا أتى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين كان لي مال ورثته ولم أنفق منه درهما في طاعة الله عزوجل ثم أكتسب منه مالا فلم انفق منه درهما في طاعة الله فعلمني دعاء يخلف علي ما مضى ويغفرلي ما عملت أو عملا أعمله، قال: قل: قال: وأي شئ أقول يا أمير المؤمنين؟ قال: قل كما أقول: " يا نوري في كل ظلمة ويا انسي في كل وحشة ويا رجائي في كل كربة ويا ثقتي في كل شدة ويا دليلي في الضلالة أنت دليلي إذا انقطعت دلالة الادلاء فإن دلالتك لا تنقطع ولا يضل من هديت أنعمت علي فأسبغت ورزقتني فوفرت وغذيتني فأحسنت غذائي وأعطيتني فأجزلت بلا استحقاق لذلك بفعل مني ولكن ابتداء منك لكرمك وجودك فتقويت بكرمك على معاصيك وتقويت برزقك على سخطك وأفنيت عمري فيما لا تحب فلم يمنعك جرأتي عليك وركوبي لما نهيتني عنه ودخولي فيما حرمت علي أن عدت علي بفضلك ولم يمنعني حلمك عني وعودك علي بفضلك وإن عدت في معاصيك فأنت العواد بالفضل وأنا العواد بالمعاصي فيا أكرم من أقرله بذنب وأعز من خضع له بذل لكرمك أقررت بذنبي ولعزك خضعت بذلي فما أنت صانع بي في كرمك وإقراري بذنبي وعزك و خضوعي بذلي افعل بي ما أنت أهله ولا تفعل بي ما أنا أهله ".
تم كتاب الدعاء ويتلوه كتاب فضل القرآن