باب الدعاء عند قرء‌ة القرآن

1 قال(5) كان أبوعبدالله عليه السلام يدعو عند قرء‌ة كتاب الله عزوجل: " اللهم ربنا لك الحمد أنت المتوحد بالقدرة والسلطان المتين ولك الحمد أنت المتعالي بالعز والكبرياء وفوق السماوات والعرش العظيم(6) ربنا ولك الحمد أنت المكتفي بعلمك

___________________________________
(5) مرسل.
(6) أى حال كونك مستوليا ومتسلطا على السماوات والعرش.
[*]

[574]


والمحتاج إليك كل ذي علم، ربنا ولك الحمد يا منزل الآيات والذكر العظيم ربنا فلك الحمد بما علمتنا من الحكمة والقرآن العظيم المبين، اللهم أنت علمتناه قبل رغبتنا في تعليمه واختصصتنا به قبل رغبتنا بنفعه، اللهم فإذا كان ذلك منا منك وفضلا وجودا ولطفا بنا ورحمة لنا وامتنانا علينا من غير حولنا ولا حيلتنا ولا قوتنا اللهم فحبب إلينا حسن تلاوته وحفظ آياتة وإيمانا بمتشابهه وعملا بمحكمه وسببا في تأويله وهدى في تدبيره وبصيرة بنوره، اللهم وكما أنزلته شفاء لاوليائك وشقاء على أعدائك وعمى على أهل معصيتك ونورا لاهل طاعتك(1)، اللهم فاجعله لنا حصنا من عذابك وحرزا من غضبك وحاجزا عن معصيتك وعصمة من سخطك ودليلا على طاعتك ونورا يوم نلقاك(2) نستضئ به في خلقك ونجوزبه [على] صراطك ونهتدي به إلى جنتك، اللهم إنا نعوذبك من الشقوة في حمله والعمى عن عمله(3) والجور عن حكمه والعلو(4) عن قصده والتقصير دون حقه، اللهم احمل عنا ثقله وأوجب لنا أجره و أوزعنا شكره(5) واجعلنا نراعيه ونحفظه، اللهم اجعلنا نتبع حلاله ونجتنب حرامه ونقيم حدوده ونؤدي فرائضه، اللهم ارزقنا حلاوة في تلاوته ونشاطا في قيامه(6) ووجلا في ترتيله(7) وقوة في استعماله في آناء الليل و [أطراف] النهار، اللهم و اشفنا من النوم باليسير(8) وأيقظنا في ساعة الليل من رقاد الراقدين ونبهنا عند الاحايين التي يستجاب فيها الدعاء من سنة الوسنانين(9) اللهم اجعل لقلوبنا ذكاء

___________________________________
(1) في بعض النسخ [وسبيلا لاهل طاعتك].
(2) في بعض النسخ [يوم القيامة].
(3) في بعض النسخ [عن علمه].
(4) في بعض النسخ [والغلق].
(5) أوزعنا أى ألهمنا.
(6) أى في القيام بتلاوته أوفى القيام به للصلاة.
(7) الترتيل: التأنى في القرآن والتمهل وتبيين الحروف والحركات.
(8) في بعض النسخ [اسقنا] وعلى هذا شبه السهر بالعطش والنوم بالماء فاستعير له السقى ثم ضمن السقى معنى الاقناع والارضاء فعدى بالباء.
(9) الاحايين جمع الاحيان جمع حين وهو وقت مبهم يصلح لجميع الازمان طال أو قصر و في النهاية الوسنان الذى ليس بمستغرق في نومه. والوسن أول النوم.
[*]

[575]


عند عجائبه التي لا تنقضي ولذاذة عند ترديده وعبرة عند ترجيعه ونفعا بينا عند استفهامه، اللهم إنا نعوذبك من تخلفه في قلوبنا وتوسده عند رقادنا(1) ونبذه وراء ظهورنا ونعوذبك من قساوه قلوبنا لما به وعظتنا، اللهم انفعنا بما صرفت فيه من الآيات وذكرنا بما ضربت فيه من المثلات(2) وكفر عنا بتأويله السيئات وضاعف لنا به جزاء في الحسنات وارفعنا به ثوابا في الدرجات ولقنا به البشرى بعد الممات اللهم اجعله لنا زادا تقوينا به في الموقف بين يديك وطريقا واضحا نسلك به إليك وعلما نافعا نشكر به نعماء‌ك وتخشعا صادقا نسبح به أسماء‌ك، فإنك اتخذت به علينا حجة قطعت به عذرنا واصطنعت به عندنا نعمة قصر عنها شكرنا، اللهم اجعله لنا وليا يثبتنا من الزلل ودليلا يهدينا لصالح العمل وعونا هاديا يقومنا من الميل(3) وعونا يقوينا من الملل حتى يبلغ بنا أفضل الامل(4) اللهم اجعله لنا شافعا يوم اللقاء وسلاحا يوم الارتقاء وحجيجا يوم القضاء ونورا يوم الظلماء يوم لا أرض ولا سماء يوم يجزى كل ساع بما سعى، اللهم اجعله لنا ريا يوم الظمأ وفوزا يوم الجزاء من نارحامية، قليلة البقيا(5) على من بها اصطلى و بحرها تلظى، اللهم اجعله لنا برهانا على رؤوس الملاء يوم يجمع فيه أهل الارض وأهل السماء، اللهم ارزقنا منازل الشهداء وعيش السعداء ومرافقة الانبياء إنك سميع الدعاء ".

___________________________________
(1) لعل المراد من أن يتخلف عن قلوبنا أى يتأخر فيقدم عليه شيئا أو يتخلف في قلوبنا فلا يظهر أثره على أعضائنا وجوارحنا.
وقوله: " وتوسده عند رقادنا " اى من أن ينام عنه بالليل غير متهجدين به بأن يكون متوسدا معنا أو من أن نمتهنه ونطرحه عند منامنا غير مبجلين.
(2) في بعض النسخ [من الامثال].
(3) الميل بالتحريك ما كان خلقة.
(4) في بعض النسخ [أفضل العمل].
(5) البقيا بالضم فالسكون: الرحمة والشفقة من أبقيت عليه إبقاء رحمته وأشفقت عليه (لح).