باب صفة الايمان

1 بالاسناد الاول، عن ابن محبوب، عن يعقوب السراج، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن الايمان، فقال: إن الله عزوجل جعل الايمان على أربع دعائم: على الصبر واليقين والعدل والجهاد، فالصبر من ذلك على أربع شعب: على الشوق والاشفاق(8) والزهد والترقب، فمن اشتاق إلى الجنة سلا(9) عن الشهوات ومن أشفق من النار رجع عن المحرمات(10) ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات ومن راقب الموت سارع إلى الخيرات ; واليقين على أربع شعب:

___________________________________
(8) الاشفاق: الخوف.
(9) سلاعن الشئ: نسيه فتسلى.
(10) في بعض النسخ [الحرمات].
[*]

[51]


تبصرة الفطنة وتأول الحكمة(1) ومعرفة العبرة وسنة الاولين.
فمن أبصر الفطنة عرف الحكمة ومن تأول الحكمة عرف العبرة ومن عرف العبرة عرف السنة ومن عرف السنة فكأنما كان مع الاولين واهتدى إلى التي هي أقوم ونظر إلى من نجى بما نجى ومن هلك بما هلك وإنما أهلك الله من أهلك بمعصيته وأنجى من أنجى بطاعته ; والعدل على أربع شعب: غامض الفهم وغمر العلم وزهرة الحكم وروضة الحلم(2) فمن فهم فسر جميع العلم ومن علم عرف شرائع الحكم ومن حلم لم يفرط في أمره وعاش في الناس حميدا(3) ; والجهاد على أربع شعب: على الامر بالمعروف و النهي عن المنكر والصدق في المواطن وشنآن الفاسقين(4) فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن ومن نهى عن المنكرأرغم أنف المنافق وأمن كيده ومن صدق في المواطن قضى الذي عليه ومن شنئ الفاسقين غضب لله ومن غضب لله غضب الله له، فذلك الايمان و دعائمه وشعبه.

___________________________________
(1) تأول الحكمة تأويلها أى جعلها مكشوفة بالتدبر فيها و " معرفة العبرة " أى المعرفة بأنه كيف ينبغي أن يعتبر من الشئ أي يتعظ به وينتقل منه إلى مايناسبه.
(2) " غمر العلم " أى العلم الكثير و " زهرة الحكم أى الحكم الزاهرة الواضحة و يمكن أن يقرء " زهرة الحكم " بضم الزاى وسكون الهاء وضم الحاء وسكون الكاف. أى حسن الحكم.
" روضة الحلم " أى الحلم الواسع.
(3) كذا ونحوه في النهج والخصال أيضا.
(4) الشنآن: البغض. وفى بعض النسخ [شنئ الفاسقين].