باب الدعاء على العدو

1 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يحيى بن المبارك، عن عبدالله ابن جبلة، عن إسحاق بن عمار قال: شكوت إلى أبي عبدالله عليه السلام جارا لي وماألقى منه، قال: فقال لي: ادع عليه، قال: ففعلت فلم أرشيئا فعدت إليه فشكوت إليه

[512]


فقال لي: ادع عليه قال: فقلت: جعلت فداك قد فعلت فلم أرشيئا، فقال: كيف دعوت عليه؟ فقلت: إذا لقيته دعوت عليه، قال: فقال: ادع عليه إذا أدبر(1) و [إذا] استدبر ففعلت فلم ألبث حتى أراح الله منه(2).
2 وروي عن أبي الحسن عليه السلام قال: إذا دعا أحد كم على أحد قال: اللهم أطرقه ببلية لا اخت لها وأبح حريمه(3).
3 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن مالك ابن عطية، عن يونس بن عمار قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: إن لي جارا من قريش من آل محرز قد نوه باسمي وشهرني(4) كلما مررت به قال: هذا الرافضي يحمل الاموال إلى جعفر بن محمد قال: فقال لي: فادع الله عليه إذا كنت في صلاة الليل وأنت ساجد في السجدة الاخيرة من الركعتين الاوليين فاحمد الله عزوجل ومجده وقل: اللهم إن فلان بن فلان قد شهرني ونوه بي وغاظني وعرضني للمكاره، اللهم اضربه بسهم عاجل تشغله به عني اللهم وقرب أجله واقطع اثره وعجل ذلك يارب الساعة الساعة، قال: فلما قدمنا الكوفة قدمنا ليلا فسألت أهلنا عنه قلت: ما فعل فلان؟ فقالوا: هو مريض فما انقضى آخر كلامي حتى سمعت الصياح من منزله وقالوا: قدمات.
4 أحمد بن محمد الكوفي، عن علي بن الحسين التيمي، عن علي بن أسباط عن يعقوب بن سالم قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فقال له العلاء بن كامل: إن فلانا يفعل بي ويفعل فإن رأيت أن تدعو الله عزوجل فقال: هذا ضعف بك قل: اللهم إنك تكفي من كل شئ ولا يكفى منك شئ فاكفني أمر فلان بم شئت وكيف شئت و [من] حيث شئت وأنى شئت.

___________________________________
(1) في بعض النسخ [إذا أقبل].
(2) " وما القى منه " يعنى من الاذى ولعله كان عدوا دنيا له وانما كان يؤذيه من هذه الجهة وإلا لما استحق ذلك منه (في).
(3) في بعض النسخ [أطرقه بلية] والطرق: الضرب والدق والاتيان بالليل ومنه الحديث " أعوذ بك من طوارق الليل الا طارقا يطرق بخير ". واباحة الحريم كناية عن تسليط العدو عليه.
(4) نوهه ونوه به بالتشديد: شهره وعرفه من التنويه.

[513]


5 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نجران، عن حماد بن عثمان عن المسمعي قال: لما قتل داود بن علي المعلى بن خنيس قال أبوعبدالله عليه السلام: لادعون الله على من قتل مولاي وأخذ مالي، فقال له داود بن علي: إنك لتهددني بدعائك ; قال حماد: قال المسمعي: فحدثني معتب أن أبا عبدالله عليه السلام لم يزل ليلته راكعا و ساجدا فلما كان في السحر سمعته يقول وهو ساجد: " اللهم إني أسألك بقوتك القوية وبجلالك الشديد الذي كل خلقك له ذليل أن تصلي على محمد وأهل بيته(1) وأن تأخذه الساعة الساعة "، فما رفع رأسه حتى سمعنا الصيحة في دار داود بن علي فرفع أبوعبدالله عليه السلام رأسه وقال: إني دعوت الله بدعوة بعث الله عزوجل عليه ملكا فضرب رأسه بمرزبة(2) من حديد انشقت منها مثانته فمات(3).

_____________________________
(1) في بعض النسخ [وآل بيته].
(2) الارزبة والمرزبة عصبة من حديد.
(3) داود بن على هو والى المدينة من قبل أبى العباس عبدالله السفاح وكانت ولايته ثلاثة أشهر دعا المعلى وسأله عن شيعة أبي عبدالله عليه السلام فكتمه وقال: لو كانوا تحت قدمى مارفعت قدمى عنهم فأمر به فضرب عنقه وصلبه واخذ ماعنده من مال أبى عبدالله عليه السلام.