باب الثناء قبل الدعاء(2)

1 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن صفوان بن يحيى، عن الحارث بن المغيرة قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إياكم إذا أراد أحدكم أن يسأل من ربه شيئا من حوائح الدنيا والآخرة حتى يبدأ بالثناء على الله عزوجل والمدح له والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله ثم يسأل الله حوائجه.
2 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن محمد بن مسلم قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: إن في كتاب أمير المؤمنين صلوات الله عليه: إن المدحة قبل المسألة فإذا دعوت الله عزوجل فمجده، قلت: كيف امجده؟ قال: تقول: " يا من هو أقرب إلي من حبل الوريد، يا فعالا لما يريد، يا من يحول بين المرء وقلبه، يا من هو بالمنظر الاعلى يا من هو ليس كمثله شئ ".
3 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن ابن سنان، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إنماهي المدحه، ثم الثناء، ثم الاقرار بالذنب ثم المسألة، إنه والله ما خرج عبد من ذنب إلا بالاقرار.
4 وعنه(3)، عن ابن فضال، عن ثعلبة، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبدالله عليه السلام

___________________________________
(2) ليس هذا العنوان في بعض النسخ وفى بعضها [باب البداية بالثناء] وفى بعضها. [إذا أراد أحدكم أن يسأل ربه].
(3) ضمير " عنه " راجع إلى أحمد.
[*]

[485]


مثله إلا أنه قال: ثم الثناء، ثم الاعتراف بالذنب.
5 الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي(1)، عن حماد ابن عثمان، عن الحارث بن المغيرة قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: إذا أردت أن تدعو فمجد الله عزوجل واحمده وسبحه وهلله وأثن عليه وصل على محمد النبي وآله، ثم سل تعط.
6 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن صفوان، عن عيص بن القاسم قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: إذا طلب أحد كم الحاجة فليثن على ربه وليمدحه فإن الرجل إذا طلب الحاجة من السطان هيأله من الكلام أحسن ما يقدر عليه فإذا طلبتم الحاجة فمجدوا الله العزيز الجبار وامدحوه وأثنوا عليه تقول: " يا أجود من أعطى ويا خير من سئل، يا أرحم من استرحم، يا أحد يا صمد، يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، يا من لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، يا من يفعل مايشاء ويحكم ما يريد ويقضي ما أحب، يا من يحول بين المرء وقلبه، يا من هو بالمنظر الاعلى، يا من ليس كمثله شئ، يا سميع يا بصير " وأكثر من أسماء الله عزوجل فإن أسماء الله كثيرة وصل على محمد وآله وقل: " اللهم أوسع علي من رزقك الحلال ما أكف به وجهي وأودي به عن أمانتي وأصل به رحمي ويكون عونا لي في الحج والعمرة " وقال: إن رجلا دخل المسجد فصلى ركعتين ثم سأل الله عزوجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: عجل العبد ربه، وجاء آخر فصلى ركعتين ثم أثنى على الله عزوجل وصلى على النبي [وآله] فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: سل تعط.
7 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن أبي كهمس قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: دخل رجل المسجد فابتدأ قبل الثناء على الله و الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: عاجل العبد ربه، ثم دخل آخر

___________________________________
(1) في بعض النسخ [الحسين بن على].
[*]

[486]


فصلى واثنى على الله عزوجل وصلى على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: سل تعطه، ثم قال: إن في كتاب علي عليه السلام(1): أن الثناء على الله والصلاة على رسوله قبل المسألة وإن أحدكم ليأتي الرجل يطلب الحاجه فيحب أن يقول له خيرا قبل أن يسأله حاجته.
8 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عمن حدثه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قلت: آيتان في كتاب الله عزوجل أطلبهما فلا أجدهما قال: وما هما؟ قلت: قول الله عزوجل: " ادعوني أستجب لكم(2) " فندعوه ولا نرى إجابة، قال: أفترى الله عزوجل أخلف وعده؟ قلت: لا، قال: فمم ذلك؟ قلت: لا أدري، قال: لكني اخبرك، من أطاع الله عزوجل فيما أمره ثم دعاه من جهة الدعاء أجابه، قلت وماجهة الدعاء قال: تبدأ فتحمد الله وتذكر نعمه عندك ثم تشكره ثم تصلي على النبي صلى الله عليه وآله ثم تذكر ذنوبك فتقر بها ثم تستعيذ منها(3) فهذا جهة الدعاء ثم قال: وما الآية الاخرى؟ قلت: قول الله عزوجل: " وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقين(4) " وإني انفق ولا أرى خلفا، قال: أفترى الله عزوجل أخلف وعده؟ قلت: لا، قال: فمم ذلك؟ قلت لا أدري، قال: لو أن أحدكم اكتسب المال من حله وأنفقه في حله(5) لم ينفق درهما إلا اخلف عليه.
9 عدة من اصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن اسباط، عمن ذكره، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من سره أن يستجاب له دعوته فليطب مكسبه.

___________________________________
(1) هذا من كلام الصادق عليه السلام.
(2) المؤمن: 60.
(3) في بعض النسخ [ثم تستغفر].
(4) الزمر: 39.
قال الطبرسى: أى ما أخرجتم من أموالكم من وجوه البر فانه سبحانه يعطيكم خلفه وعوضه اما في الدنيا بزيادة النعمة واما في الاخرة بثواب الجنة، يقال: أخلف الله له وعليه إذا أبدل له ماذهب عنه.
(5) في بعض النسخ: [في حقه].
[*]