باب البكاء

1 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن محمد بن مروان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ما من شئ إلا وله كيل ووزن إلا الدموع فإن القطرة تطفئ بحارا من نار، فإذا اغرورقت العين بمائها لم يرهق وجها قترو لاذلة فإذافاضت حرمه الله على النار ولوأن باكيا بكى في امة لرحموا(2).

___________________________________
(2) اغرورقت عيناه دمعا كأنهما غرقت في دمعهما. ورهقه رهقا: غشيه. والقتر الغبار وضمير " وجهه " راجع إلى صاحب العين. وفى القاموس فاض الماء فيضا: كثر حتى سال كالوادى وضمير " فاضت " اما راجع إلى الدموع أو إلى العين للاسناد المجازى كالفياض وضمير " حرمه " اما راجع إلى الباكى أو إلى الوجه وفى بعض النسخ [حرمها] فالضمير راجع إلى العين وتحريمه يستلزم تحريم الشخص بل المبالغة فيه (آت).
[*]

[482]


2 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن فضال، عن أبي جميلة ومنصور ابن يونس، عن محمد بن مروان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ما من عين إلا وهي باكية يوم القيامة إلا عينا بكت من خوف الله وما اغرورقت عين بمائها من خشية الله عزوجل إلا حرم الله عزوجل سائر جسده على النار ولا فاضت على خده فرهق ذلك الوجه قتر ولا ذلة وما من شئ إلا وله كيل ووزن إلا الدمعة، فإن الله عزوجل يطفئ باليسير منهاالبحار من النار، فلو أن عبدا بكى في امة لرحم الله عزوجل تلك الامة ببكاء ذلك العبد.
3 عنه، عن عبدالرحمن بن أبي نجران، عن مثنى الحناط، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما من قطرة أحب إلى الله عزوجل من قطرة دموع في سواد الليل مخافة من الله لايراد بها غيره.
4 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن صالح بن رزين ومحمد بن مروان وغير هما، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كل عين باكية يوم القيامة إلا ثلاثة: عين غضت عن محارم الله وعين سهرت في طاعة الله وعين بكت في جوف الليل من خشية الله.
5 ابن أبي عمير(1)، عن جميل بن دراج ودرست، عن محمد بن مروان قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ما من شئ إلا وله كيل ووزن إلا الدموع، فإن القطره منها تطفئ بحارا من النار فاذا اغرورقت العين بمائها لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة، فاذا فاضت حرمه الله على النار ولو أن باكيا بكى في امة لرحموا.
6 ابن أبي عمير، عن رجل من أصحابه قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: أوحى الله عزوجل إلى موسى عليه السلام أن عبادي لم يتقر بوا إلي بشئ أحب إلي من ثلاث

___________________________________
(1) " ابن عمير " معطوف على السند السابق.
[*]

[483]


خصال، قال موسى: يا رب وما هن؟ قال: يا موسى الزهد في الدنيا والورع عن المعاصي والبكاء من خشيتي، قال موسى: يا رب فما لمن صنع ذا؟ فأوحى الله عز وجل إليه يا موسى أما الزاهدون في الدنيا ففي الجنه وأما البكاؤون من خشيتي ففي الرفيع الاعلى لايشاركهم أحد وأما الورعون عن معاصي فإني افتش الناس ولا افتشهم.
7 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن إسحاق بن عمار قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام أكون أدعو فأشتهي البكاء ولا يجيئني وربما ذكرت بعض من مات من أهلي فأرق وأبكي فهل يجوز ذلك؟ فقال: نعم فتذكر هم فإذا رققت فابك وادع ربك تبارك وتعالى.
8 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عنبسة العابد قال: قال أبوعبدالله عليه السلام إن لم تكن بك بكاء فتباك(1).
9 عنه، عن ابن فضال، عن يونس ين يعقوب، عن سعيد بن يسار بياع السابري قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: إني أتباكي في الدعاء وليس لي بكاء؟ قال: نعم ولو مثل رأس الذباب.
0 1 عنه، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن علي بن أبي حمزة قال: قال أبوعبدالله عليه السلام لابي بصير: إن خفت أمرا يكون أوحاجة تريدها فابدأ بالله و مجده وأثن عليه كما هو أهله وصل على النبي صلى الله عليه وآله وسل حاجتك وتباك ولو مثل رأس الذباب، إن أبي عليه السلام كان يقول: إن أقرب ما يكون العبد من الرب عزوجل وهو ساجد باك.
11 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، عن إسماعيل البجلي

___________________________________
(1) في بعض النسخ [إن لم تكن بكاء]. وفى بعضها [إن لم تكن بكاء] والتباكى: حمل النفس على البكاء والسعي في تحصيله.
[*]

[484]


عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن لم يجئك البكاء فتباك، فان خرج منك مثل رأس الذباب فبخ بخ(1).

_____________________________
(1) " بخ بخ " هى كلمة تقال عند المدح والرضا بالشئ.