باب الرغبة والرهبة والتضرع والتبتل والابتهال والاستعاذة والمسألة(1)

1 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمدبن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة، عن أبي إسحاق(2)، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: الرغبة أن تستقبل ببطن كفيك إلى السماء والرهبة أن تجعل ظهر كفيك إلى السماء.
وقوله: " وتبتل إليه تبتيلا(3) " قال: الدعاء بأصبع واحدة تشيربها، والتضرع تشير بأصبعيك وتحركهما، والابتهال رفع اليدين وتمد هما وذلك عند الدمعة، ثم ادع.
2 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب،

___________________________________
(1) الرغبة: السؤال والطلب.
والرهبة: الخوف والفزع، والتضرع: التذلل والمبالغة في السؤال والتبتل: الانقطاع إلى عبادة الله واخلاص العمل له وأصله من بتلت الشئ قطعته ومنه البتول عليها السلام لانقطاعها إلى عبادة الله عزوجل.
والابتهال أن تمديديك جميعا وأصله التضرع والمبالغة في الدعاء ويقال في قوله تعالى " ثم نبتهل ": أى نخلص في الدعاء.
(2) الاظهر أن أبا إسحاق هو تعلبة بن ميمون.
(3) المزمل: 8.
وقوله: " الرغبة " هذا ونظائره يحتمل الوجهين: الاول أن يكون المعنى أنه إذا كان الغالب عليه في حال الدعاء الرغبة والرجاء ينبغى أن يفعل هكذا فانه يظن أن يد الرحمة انبسطت فيبسط يده ليأخذه وإذا كان الغالب عليه الخوف وعدم إستهالة للاجابة يجعل ظهركفيه إلى السماء اشارة إلى أنه لكثرة خطاياه مستحق للحرمان وإن كان مقتضى كرمه وجوده الفضل والاحسان.
الثانى أن يكون المعنى أنه إذا كان مطلوبه طلب منفعة ينبغى أن يبسط بطن كفيه إلى السماء لما مر وإن كان مطلوبه دفع ضرر وبلاء يخاف نزوله من السماء يجعل ظهرها إليها كانه يدفعها بيديه ولا يخفى أن فيما عدا الاولين الاول أنسب والخبر الخامس يؤيد الثانى ويمكن الجمع بين المعنين بحمل الاولين على الثانى والبقية على الاول ويحتمل حمل الاولين على المطالب الدنيوية وما بعد هما على المناجات والمطالب الاخروية والحمل اما بتقدير مضاف أى أدب الغبة مثلا أو هذه الاسماء صارت في عرف الشرع اسما لتلك الافعال أو اطلق عليها مجازا لدلالتها عليها (آت).
[*]

[480]


عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: " فما استكانوا لربهم وما يتضرعون(1) " فقال: الاستكانة هو الخضوع والتضرع هو رفع اليدين والتضرع بهما.
3 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد، والحسين بن سعيد، جميعا، عن النضربن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أبي خالد، عن مروك بياع اللؤلؤ، عمن ذكره، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ذكر الرغبة، وأبرز باطن راحتيه إلى السماء(2)، وهكذا الرهبة، وجعل ظهر كفيه إلى السماء، وهكذا التضرع وحرك أصابعه يمينا وشمالا وهكذا التبتل، ويرفع أصابعه مرة ويضعها مرة، وهكذا الابتهال، ومد يده تلقاء وجهه إلى القبلة ولا يبتهل حتى تجري الدمعة.
4 عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن فضالة، عن العلاء، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: مربي رجل وأنا أدعو في صلاتي بيساري فقال: يا أبا عبدالله بيمينك، فقلت: يا عبدالله إن لله تبارك وتعالى حقا على هذه كحقه على هذه.
وقال: الرغبة تبسط يديك وتظهر باطنهما، والرهبه تبسط يديك وتظهر ظهرهما، والتضرع تحرك السبابة اليمنى يمينا وشمالا، والتبتل تحرك السبابة اليسرى ترفعها في السماء رسلاو تضعها(3)، والابتهال تبسط يديك وذراعيك إلى السماء، والابتهال حين ترى أسباب البكاء 5 عنه، عن أبيه أو غيره، عن هارون بن خارجة، عن أبي بصير، عن

___________________________________
(1) الاية في سورة المؤمنون 75 هكذا " وإن الذين لا يؤمنون بالاخرة عن الصراط لناكبون * ولو رحمناهم وكشفنا مابهم من ضر للجوافى طغيانهم يعمهون * ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم " أى ماتواضعوا وماانقادوا " وما يتضرعون " أى وما يرغبون إلى الله في الدعاء وقال أبوعبدالله عليه السلام: الاستكانة في الدعاء والتضرع رفع الدين في الصلاة قاله الطبرسى.
(2) الضمير في " قال " للراوى وفى ذكر " للامام " و " هكذاالرهبة " أيضا كلام الراوى أو هو كلام الامام بتقدير القول أى قال: هكذا الرهبة.
(3) الرسل بالكسر: الرفق والتؤدة وبالفتح: السهل من السير.

[481]


أبي عبدالله عليه السلام قال: سألته عن الدعاء ورفع اليدين فقال: على أربعة أوجه: أما التعوذ فتستقبل القلبة بباطن كفيك وأما الدعاء في الرزق فتبسط كفيك وتفضي بباطنهما إلى السماء وأما التبتل فإيماء بأصبعك السبابة وأما الابتهال فرفع يديك تجاوز بهما رأسك ودعاء التضرع أن تحرك أصبعك السبابة ممايلي وجهك وهو دعاء الخيفة.
6 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب، عن أبي أيوب، عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: " فما استكانوا لربهم وما يتضرعون " قال: الاستكانة هي الخضوع، والتضرع رفع اليدين والتضرع بهما.
7 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن محمد بن مسلم وزرارة قالا، قلنا لابي عبدالله عليه السلام: كيف المسألة إلى الله تبارك وتعالى؟ قال: تبسط كفيك قلنا: كيف الاستعاذة؟ قال: تفضى بكفيك(1) والتبتل الايماء بالاصبع، والتضرع تحريك الاصبع، والابتهال أن تمديد يك جميعا.

_____________________________
(1) أى ترفع بباطن كفيك إلى القبلة.