باب [ما رفع عن الامة]

1 الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أبي داود المسترق قال: حدثني عمرو ابن مروان قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: رفع عن أمتي أربع

[463]


خصال: خطاؤها ونسيانها وما اكرهوا عليه وما لم يطيقوا وذلك قول الله عزوجل: " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولاتحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لاطاقة لنا به(1) " وقوله: " إلامن اكره و قلبه مطمئن بالايمان(2) ".
2 الحسين بن محمد، عن محمد بن أحمدالنهدي، رفعه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: وضع عن امتي تسع خصال: الخطاء والنسيان ومالا يعلمون(3) ومالايطيقون وما اضطروا إليه ومااستكر هوا عليه والطيرة والوسوسة في التفكر في الخلق والحسد مالم يظهر بلسان أويد.

_____________________________
(1) البقرة 6 28.
قوله: " ربنا لا تؤآخذنا إن نسينا أو أخطأنا " هذا استرحام وسؤال من الله تعالى أن لا يعاملنا معاملة من كان قبلنا من المؤاخذة بالخطأ والنسيان وحمل الاصر و تحميل مالايطاق مثل قتل النفس عند التوبة وتحريم الطيبات وأمثال ذلك مما كلفوا به جزاء لسيآتهم وتمردهم وتركهم ما امروا به والخطاء والنسيان وان كانا غير اختياريين لكنهما اختياريان من طريق المقدمات على ماقيل واما حمل الاصر وتحميل عادة فهما من قبيل الجزاء لا التكليف الابتدائى.
قال الله سبحانه: " من أجل ذلك كتبنا على بنى إسرائيل " وقال تعالى: " فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات مااحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله وأخذهم الربا وقد نهوا عنه ".
وقال " فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله " وامثال ذلك من الايات فتأمل.
(2) النحل: 19. معناه إلا من اكره على قبيح مثل كلمة الكفر وغيرها وقلبه غير متغير.
(3) ظاهره معذورية الجاهل مطلقا ويدل عليه فحاوى كثير من الايات والاخبار ولكن الاصحاب اقتصروا في العمل به على مواضع مخصوصة ذكروها في كتب الفروع كالصلاة مع نجاسة الثوب و المكان المغصوبين أو ترك الجهر والاخفات وأمثالها (آت) فالمسألة معنونة في كتب اصول الفقه باب البراء‌ة مشروحة.