باب درجات الايمان

1 عدة، من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن الحسن بن محبوب، عن عمار بن أبي الاحوص، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الله عزوجل وضع الايمان على سبعة أسهم على البر والصدق واليقين والرضا والوفاء والعلم والحلم، ثم قسم ذلك بين الناس، فمن جعل فيه هذه السبعة الاسهم فهو كامل، محتمل ; وقسم لبعض الناس السهم ولبعض السهمين ولبعض الثلاثة حتى انتهوا إلى [ال‍] سبعة، ثم قال: لا تحملوا على صاحب السهم سهمين ولا على صاحب السهمين ثلاثة فتبهضوهم(1) ثم قال: كذلك حتى ينتهي إلى [ال‍] سبعة.
2 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار ; ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا، عن ابن فضال، عن الحسن بن الجهم، عن أبي اليقظان، عن يعقوب بن الضحاك، عن رجل من أصحابنا سراج وكان خادما لابي عبدالله عليه السلام

___________________________________
(1) " فتبهضوهم " بالمعجمة أى تثقلوا عليهم وتوقعوهم في الشدة. [*]

[43]


قال: بعثني أبوعبدالله عليه السلام في حاجة وهو بالحيرة أنا وجماعة من مواليه قال: فانطلقنا فيها ثم رجعنا مغتمين(1) قال: وكان فراشي في الحائر الذي كنا فيه نزولا، فجئت وأنا بحال(2) فرميت بنفسي فبينا أنا كذلك إذاأنا بأبي عبدالله عليه السلام قد أقبل قال: فقال قدأتيناك أو قال: جئناك، فاستويت جالسا وجلس على صدر فراشي فسألني عما بعثني له فأخبرته.
فحمد الله ثم جرى ذكر قوم فقلت: جعلت فداك إنا نبرأ(3) منهم، إنهم لا يقولون ما نقول.
قال: فقال: يتولونا ولا يقولون ما تقولون تبرؤون منهم؟ قال: قلت: نعم قال: فهوذا عند نا ماليس عند كم فينبغي لنا أن نبرأ منكم؟ قال: قلت: لا جعلت فداك قال: وهو ذا عند الله ما ليس عندنا أفتراه أطرحنا؟ قال: قلت: لا والله جعلت فداك ما نفعل؟ قال: فتولوهم ولا تبرؤوا منهم، إن من المسلمين من له سهم ومنهم من له سهمان ومنهم من له ثلاثة أسهم ; ومنهم من له أربعة أسهم ; و منهم من له خمسة أسهم، ومنهم من له ستة أسهم، ومنهم من له سبعة أسهم، فليس ينبغي أن يحمل صاحب السهم على ما عليه صاحب السهمين ولا صاحب السهمين على ما عليه صاحب الثلاثة ولا صاحب الثلاثة على ما عليه صاحب الاربعة ولا صاحب الاربعة على ما عليه صاحب الخمسة ولا صاحب الخمسة على ما عليه صاحب الستة ولا صاحب الستة على ما عليه صاحب السبعة ; وسأضرب لك مثلا إن رجلا كان له جار وكان نصرانيا فدعاه إلى الاسلام وزينه له فأجابه فأتاه سحيرا فقرع عليه الباب فقال له: من هذا؟ قال: أنا فلان قال: وما حاجتك؟ فقال: توضأ والبس ثوبيك ومر بنا إلى الصلاة قال: فتوضأ ولبس ثوبيه وخرج معه، قال: فصليا ما شاء الله ثم صليا الفجر ثم مكثا حتى أصبحا، فقال الذي كان نصرانيا يريد منزله، فقال له الرجل: أين تذهب؟ النهار قصير والذي بينك وبين الظهر قليل؟ قال: فجلس معه إلى أن صلى الظهر، ثم قال: وما بين الظهر والعصر قليل فاحتبسه حتى صلى العصر، قال.
ثم قام وأراد أن ينصرف إلى منزله فقال له: إن هذا آخر النهار وأقل من

___________________________________
(1) أى عند غروب الشمس.
وفى بعض النسخ [معتمين] بالمهملة، قيل: أى وقت صلاة العتمة
(2) أي بحال سوء من الغم (في).
(3) في بعض النسخ [أنا أبرء].
[*]

[44]


أوله فاحتبسه حتى صلى المغرب ثم أراد أن ينصرف إلى منزله فقال له: إنما بقيت صلاة واحدة قال: فمكث حتى صلى العشاء الآخرة ثم تفرقا فلما كان سحيرا غدا عليه فضرب عليه الباب فقال: من هذا؟ قال: أنافلان، قال: وما حاجتك؟ قال: توضأ والبس ثوبيك واخرج بنا فصل، قال: اطلب لهذا الدين من هو أفرغ مني وأنا إنسان مسكين وعلي عيال، فقال أبوعبدالله عليه السلام: أدخله في شئ أخرجه منه أوقال: أدخله من مثل ذه وأخرجه من مثل هذا.