باب في تفسير الذنوب

1 الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن العباس بن العلاء عن مجاهد، عن أبيه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: الذنوب التي تغير النعم البغي(1)

___________________________________
(1) حمل البغى على الذنوب باعتبار كثرة أفراده وكذا نظائره والبغى في اللغة تجاوز الحد ويطلق غالبا على التكبر والتطاول وعلى الظلم، قال الله تعالى: " تبغون في الارض بغير الحق " وقال: " إنما بغيكم على أنفسكم ".
" ومن بغى عليه ليصنرنه الله " " إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم " " فان بغت إحداهما على الاخرى فقاتلوا التى تبغى ".
وقد روى أن الحسن عليه السلام طلب المبارز في صفين فنهاه امير المؤمنين عن ذلك وقال: انه بغى ولوبغى جبل على جبل لهد الله الباغى ولما كان الظلم مذكورا بعد ذلك فالمراد به التطاول والتكبر فانهما موجبان لرفع النعمة وسلب العزة كما خسف الله بها قارون وقد مر ان التواضع سبب للرفعة والتكبر يوجب الذلة.
أو المراد به البغى على الامام أو الفساد في الارض.
والذنوب التى تورث الندامة لقتل فانه يورث الندامة في الدنيا والاخرة كما قال تعالى في قابيل حين قتل أخاه " فأصبح من النادمين " والتى تنزل النقم الظلم كما يشاهد من أحوال الظالمين وخراب ديارهم واستئصال أولادهم وأموالهم كما هو معلوم من أحوال فرعون وهامان وبنى أمية وبنى العباس وأضرابهم وقد قال تعالى: " وتلك بيوتهم خاوية بما ضلموا " وهتك الستور بشرب الخمر ظاهر وحبس الرزق بالزنا مجرب فان الزناة وإن كانوا أكثر الناس أموالا عما قليل يصيرون أسوء الناس حالا وقد يقرء هنا " الربا " بالراء المهملة والباء الموحدة وهى تحبس الرزق لقوله تعالى " يمحق الله الربا ويربى الصدقات " وإظلام الهواء إما كناية عن التحير في الاموال أو شدة البلية أو ظهور آثار غضب الله في الجو (آت).

[448]


والذنوب التي تورث الندم القتل، والتي تنزل النقم الظلم، والتي تهتك الستر شرب الخمر، والتي تحبس الرزق الزنا، والتي تعجل الفناء قطيعة الرحم، و التي ترد الدعاء وتظلم الهواء عقوق الوالدين.
2 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: كان أبي عليه السلام يقول: نعوذ بالله من الذنوب التي تعجل الفناء وتقرب الآجال وتخلي الديار وهي قطيعة الرحم والعقوق وترك البر.
3 علي بن إبراهيم، عن أيوب بن نوح أو بعض أصحابه عن أيوب عن صفوان بن يحيى قال: حدثني بعض أصحابنا قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: إذا فشا أربعة ظهرت أربعة: إذا فشا الزنا ظهرت الزلزلة وإذا فشا الجورفي الحكم احتبس القطر وإذا خفرت الذمة اديل لاهل الشرك من أهل الاسلام(1) إذا منعت الزكاة ظهرت الحاجة.

___________________________________
(1) خفره وبه وعليه: أجاره ومنعه وآمنه.
وخفره: أخذ منه جعلا ليجيره وبه خفرا وخفورا: نقض عهده والادالة: الغلبة وفى الدعا " أدل لنا وتدل منا " وذلك لانهم ينقضون الامان ويخالفون الله في ذلك فيورد الله عليهم نقيض مقصودهم كما انهم يمنعون الزكاة لحصول الغنامع انها سبب لنموا أموالهم فيذهب الله ببركتها ويحوجهم.
وكون المراد حاجة الفقراء كما قيل بعيد نعم يحتمل الاعم.
وفى بعض النسخ [من أهل الايمان] (آت).