باب تعجيل عقوبة الذنب

1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عبدالله بن سنان، عن حمزة بن حمران، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله عزوجل إذا كان من أمره(1) أن يكرم عبدا وله ذنب ابتلاه بالسقم، فإن لم يفعل ذلك له ابتلاه بالحاجة فإن لم يفعل به ذلك شدد عليه الموت ليكافيه بذلك الذنب، قال: وإذا كان من أمره أن يهين عبداو له عنده حسنة صحح بدنه، فإن لم يفعل به ذلك وسع عليه في رزقة، فإن هو لم يفعل ذلك به هون عليه الموت ليكافيه بتلك الحسنة.
2 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن الحكم بن عتيبة قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: إن العبد إذا كثرت ذنوبه ولم يكن عنده من العمل ما يكفرها ابتلاه بالحزن ليكفرها.
3 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله عزوجل: وعزتي وجلالي لا اخرج عبدا من الدنيا وأنا اريد أن ارحمه حتى أستوفي منه كل خطيئة عملها، إما بسقم في جسده وإما بضيق في رزقة وإما بخوف في دنياه فإن بقيت عليه بقية شددت عليه عند الموت ; وعزتي وجلالي لا اخرج عبدا من الدنيا وأنا اريد أن اعذبه حتى اوفيه كل حسنة عملها إما بسعة في رزقه وإما بصحة في جسمه وإما بأمن في دنياه فإن بقيت عليه بقية هو نت عليه بها الموت.
4 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن محبوب، عن هشام

___________________________________
(1) أى من شأنه وتدبيره.
[*]

[445]


ابن سالم، عن أبان بن تغلب قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: إن المؤمن ليهول عليه(1) في نومه فيغفر له ذنوبه وإنه ليمتهن(2) في بدنه فيغفر له ذنوبه.
5 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن السري بن خالد، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إذا أراد الله عزوجل بعبد خيرا عجل له عقوبته في الدنيا وإذا أراد بعبد سوء ا أمسك عليه ذنوبه حتى يوافي بها يوم القيامة.
6 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن بن شمون، عن عبدالله بن عبدالرحمن، عن مسمع بن عبدالملك، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام في قول الله عزو جل: و " ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير(3) ": ليس من التواء عرق، ولا نكبة حجر(4) ولا عثرة قدم، ولا خدش عود إلا بذنب ولمايعفو الله أكثر(5)، فمن عجل الله عقوبة ذنبه في الدنيا فإن الله عزوجل أجل وأكرم وأعظم من أن يعود في عقوبته في الآخرة.
7 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن العباس بن موسى الوراق: عن علي الاحمسي، عن رجل، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما يزال الهم والغم بالمؤمن حتى ما يدع له ذنبا.
8 عنه، عن أحمد بن محمد ; وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، جميعا، عن ابن أبي عمير، عن الحارث بن بهرام، عن عمرو بن جميع قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إن العبد المؤمن ليهتم في الدنيا حتى يخرج منها ولا ذنب عليه(6).

___________________________________
(1) على بناء المجهول من التفعيل.وهاله هو لا أفزعه كهوله فاهتال.والهول: المخافة لا يدرى ماهجم عليه
(2) مهنه كمنعه ونصره مهنا ومهنة: خدمه وضربه وجهده وامتهنه: استعمله للمهنة فامتهن هو لازم متعد والمهين: الحقير الضعيف.
(3) الشورى: 30.
(4) الالتواء: الانفتال والانعطاف. في القاموس لواه يلويه ليا ولويا بالضم: وثناه، فالتوى وتلوى.
وبرأسه: أمال. وقال: نكب الحجارة رجله لئمتها أو أصابتها.
(5) في بعض النسخ [لما يغفر].
(6) " ليهتم " أى يصيبه الهم.
[*]

[446]


9 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي الاحسمي، عن رجل، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لا يزال الهم والغم بالمؤمن حتى ما يدع له من ذنب.
10 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن معاوية بن وهب عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله عزوجل: ما من عبد اريد أن ادخله الجنة إلا ابتليته في جسده فإن كان ذلك كفارة لذنوبه وإلا شددت عليه عند موته حتى يأتيني ولا ذنب له، ثم ادخله الجنة وما من عبد اريد أن ادخله النار إلا صححت له جسمه فإن كان ذلك تماما لطلبته عندي وإلا آمنت خوفه من سلطانه فان كان ذلك تماما لطلبته عندي وإلا وسعت عليه في رزقه فإن كان ذلك تماما لطلبته عندي وإلا هونت عليه موته حتى يأتيني ولا حسنة له عندي ثم ادخله النار.
11 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن اورمة، عن النضر بن سويد، عن درست بن أبي منصور، عن ابن مسكان، عن بعض أصحابنا، عن أبي جعفر عليه السلام قال مرنبي من أنبياء بني إسرائيل برجل بعضه تحت حائط وبعضه خارج منه قد شعثته الطير(1) ومرقته الكلاب، ثم مضى فرفعت له مدينة فدخلها فإذا هو بعظيم من عظمائها ميت على سرير مسجا بالديباج حوله المجمر(2) فقال: يا رب أشهد أنك حكم، عدل، لا تجور، هذا عبدك لم يشرك بك طرفة عين أمته بتلك الميتة وهذا عبدك لم يؤمن بك طرفة عين أمتة بهذه الميتة؟ ! فقال: عبدي أنا كما قلت حكم عدل لاأجور، ذلك عبدي كانت له عندي سيئة أو ذنب أمته بتلك الميتة لكي يلقاني ولم يبق عليه شئ وهذا عبدي كانت له [عندي] حسنة فأمته بهذه الميتة لكي يلقاني وليس له عندي حسنة.

___________________________________
(1) التشعيث: التفريق.
(2) تسجية الميت: تغطيته. والديباج: الثياب المتخذة من الابريسم والمجمر مصدر ميمى اجتماع الخلق الكثير أو هو كمنبر مايوضع فيه الجمر والبخور.
[*]

[447]


12 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن أبي الصباح الكناني قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فدخل عليه شيخ فقال: ياأبا عبدالله أشكو إليك ولدي وعقوقهم وإخواني وجفاهم عند كبرسني، فقال أبوعبدالله عليه السلام: يا هذا إن للحق دولة وللباطل دولة وكل واحد منهما في دولة صاحبه ذليل وإن أدنى ما يصيب المؤمن في دولة الباطل العقوق من ولده والجفاء من إخوانه وما من مؤمن يصيبه شيئا من الرفاهية في دولة الباطل إلا ابتلي قبل موته، إما في بدنه وإما في ولده وإما في ماله حتى يخلصه الله مما اكتسب في دولة الباطل ويوفرله حظه في دولة الحق.
فاصبر وأبشر.